تاريخ الصيدلة
مقدمة
جاء في دائرة معارف محمد فريد وجدي أن الصيدلة هي بيع العطور والأدوية، والصندلاني هو بائع الصندل، والصيدلاني هو بائع الأدوية والأعطار، والأقرباذين هو قانون الصيدلة وتركيب العلاج على نسب مضبوطة.
وجاء في القاموس أن الصيدلة بيع العطر والأدوية، وصيدلان بلد أو موضع، والنسبة صيدلاني وصندناني وصندلاني وهو بياع العطر والعقاقير والأدوية، قيل: وهو فارسي معرب، والمشهور في بائع العطر العطار، وبائع الأدوية هذه الأيام الأجزائي، وعقاقير من عقار وعقر، والعقار هو النبات الذي يعقر الإبل في الصحراء أي: يسمِّمها فيُميتها، ومنها أُطلق لفظ عقار على النبات السام، وعممه العرب على النباتات ذات الفائدة الطبية، وأقرباذين لفظة فارسية جاءت من «كربادن» وهو دستور الأدوية، ومعنى أقرباذين هو فن تركيب الدواء، وإفرنجيتها يونانية الأصل ولها نفس المعنى، وهو فنٌّ به تُجهَّز الأدوية وتُركَّب، وهو من متعلقات الصيدلة، غير أن الصيدلة أعمُّ منه في المراد بها.
(١) تعريف٢
الصيدلة هي فنٌّ علميٌّ يبحث في أصول الأدوية سواء أكانت نباتية أم حيوانية أم معدنية، من حيث تركيبها، وتحضيرها، ومعرفة خواصها الكيميائية والطبيعية وتأثيرها الطبي، وكيفية استحضار الأدوية المركبة منها.
(٢) ظهورها ونشأتها
لا بد وأن تكون الصيدلة ملازمة لظهور الإنسان على البسيطة، ولا بد أن الإنسان الأول حين كان هائمًا مع الوحوش يبحث عن الغذاء بين النبات والحيوان في صحراء حياته لاحظ بعض خواص ما كان يصادفه أو يستعمله بتأثيرها عليه، ولا بد أنه كان يعلِّم ابنه، وهكذا توارثت الأجيال مشاهدات السلف عن غير علم بما تحوي من عناصر فعالة، فأرجعت ما فيها من قوة وتأثير إلى الأسرار الرهيبة فأحلُّوها من نفوسهم محل التقديس والإجلال، واحتفظوا بسريتها لهم حفظًا لما لهم من هيبة وما يجنون من فوائد.
والإنسان أول نشأته زراعيٌّ قبل أن يكون صناعيًّا، وهكذا ابتدأت الصيدلة بالنباتات، وكان يتداوى بها في شكل نعبر عنه اليوم بأنه خشن، ولكنه كان يتناسب على كل حال وما حولهم، وكلما ازدادت معرفته انصقل ذوقه وازداد تفننه في طرق استعمالها بصورة تتناسب وذوقه وتهذيبه وتعليمه.
وإن ما جاء في التوراة عن سيدنا نوح — عليه السلام — لأكبر دليل على ما اكتسبه الإنسان الأول بخبرته؛ إذ يقول: «وابتدأ نوح يكون فلاحًا، وغرس كرمًا، وشرب من الخمر فسكر، وثوى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه»، ففي ذلك أن نوحًا ابتدأ حياته كفلاحٍ عشَّابٍ بسيط، ثم تقدَّم فزرع الكرم بيديه، وعرف أن هذا الكرم يعطيه عنبًا، وأن هذا العنب يعطيه خمرًا، وأنه عندما شرب هذا الخمر نام وتعرى وبانت عورته، ثم صحا فعرف الخمر ومفعولها.
ووجد الطب من هؤلاء الصيادلة صدرًا رحبًا، لما في ذلك من زيادة كسبهم وتدعيم مزاعمهم.
(٣) مخترعو الصيدلة والأساطير الخاصة
وإن الأساطير الخاصة بالصيدلة والطب كثيرة جدًّا، وأهمها أسطورة إيزيس وأوزيرس، إذ يقولون: إن إيزيس اخترعت الطب بأن أعادت أوزيرس إلى الحياة بعد قتله. ويعد بعض المؤرخين «ثوث» المصري وسكرتير أوزيرس وصديقه الحميم، والذي يعرفه الإغريق باسم «هيرمس»، ويرمزون له بالزنبق، أنه أول من اخترع الصيدلة والطب، ويغالون إذ يقولون: إنه وضع ستة مؤلفات في أبواب مختلفة، استعملها قدماء المصريين في جميع مرافق الحياة، وكان من بين هذه المؤلفات كتاب ضخم خاصٌّ «بالصيدلة»، وينسبون إليه أيضًا اختراع الكيمياء والقانون والموسيقى والطب والهندسة والكتابة وزراعة الزيتون، ثم جاء المؤرخ العظيم «جامبليكس» فكتب الكثير من معتقدات قدماء المصريين، وقال: إن قساوستهم كانوا ينسبون إلى «ثوث» اثنين وأربعين مؤلفًا، منها ستة على التوالي للتشريح والأمراض وأمراض النساء وأمراض العيون والجراحة و«الصيدلة».
إن الملائكة سكنت مع الناس أيام نوح، وعلمتهم السحر والرقى، وخواص الجذور والأشجار، ورصد النجوم.
وأهم أساطير الإغريق أسطورة أبولو وابنه أسكليبياس وأحفاده من بعده، وذلك حوالي عام ١٥٠٠ق.م. وسهام أبولو القاتلة لا تخفى على أحد، وكما كانوا يعتقدون أنه كان إله الصيدلة والطب كذلك كانوا يعتقدون أنه كان مخترع الموسيقى والشعر والحب، وقد ذكر هوميروس في الكتاب الخامس من الإلياذة، كيف شُفي مارس من جروحه على يد أبولو، ثم جاء بعده ابنه أسكليبياس الشهير الذي أنشئت له المعابد الدينية التي أصبحت محجة علماء الصيدلة في العصر القديم.
وكان فيثاغورس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، موضع كثير من أساطيرهم، فكانوا يقولون: إنه يروض الوحوش بكلمة واحدة، وإنه زار جهنم، وكما كان عالمًا رياضيًّا، كان صيدليًّا ماهرًا، فهو أول من اخترع خل بصل العنصل، وله وصفة مشهورة، وهي:
سوسن أو عرق الطيب | ١٨ أوقية | 18 Oz. | Orris |
جنتيانا | ٥ أوقية | 5 Oz. | Geutrain |
جنزبيل | ٤٫٥ أوقية | 4.5 Oz. | Ginger |
فلفل أسود | ٤ أوقية | 4 Oz. | Black pepper |
عسل كمية كافية | أوقية | q.s. | Honey |