دليل القيروان
«سمَّاها بهذا الاسم عُقبة بن نافع الصحابيُّ الشهير، عندما اختطَّها سنة ٥٠ﻫ، كما سيأتي ذلك في محلِّه، وكانت قبل الفتح أرضَ نباتٍ غير مأهولة، ولفظُ القيروان في اللغة: مَوضِع القافلة، وقيل: الجيش، والمعنى مُتقارِب.»
مدينةٌ ساحرة تُعَد مِن أروع شواهد العمارة الإسلامية في المغرب العربي، يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي حينما اختارها وبنى أثرَها «عُقبة بن نافع»، الذي لم يكن ليَعلم المكانةَ التي ستصل إليها مدينته الأثيرة؛ حيث صارت رِباطًا لجيوش المسلمين، ومركزًا لعلومهم وفنونهم سَبَق «قرطبة» و«الأندلس». مدينة كان لها دورٌ استراتيجي مهم على مدار عقود، بها مقابرُ ثُلَّة من أفاضل العرب وشيوخهم وصحابة النبي الكريم «محمد»؛ أرضها تاريخٌ أثري مَرئي، يَحكي سيرةَ مَن أقاموا بها وما شيَّدوه مِن مَعالم ومعاهد ومساجد، وما عاصَروه مِن سِلم وحرب. يُلخِّص «صالح سويسي القيرواني» في دليل مُبسَّط بعضًا من أخبار تلك المدينة التونسية العريقة التي يَتبرَّك أهلها بما تَغزِله شوارعُها ومَبانيها من حكايات التاريخ؛ فيَعرض أهمَّ مَعالمها، وسِيَر بعضِ مَن عاشوا فيها.