كلمة الختام
تم هذا الدليل بإعانة الله تعالى وروحانية رسوله الكريم، ولا شك أنَّ تلك النبذ الوجيزة عن تاريخ البعض من المعالم والمعاهد وتراجم رجال الدين كافية لكلِّ من يُهمه الاطِّلاع على غابر هاته المدينة الأثرية؛ إذ الإطناب في هذا الموضوع من وظيفة رجال مطولات التاريخ، ولو أردنا البسط عن تاريخ جميع الآثار وخصوصًا تراجم جملة علماء القيروان، لما وسعنا الوقت وخرجنا عن موضوع اختصار هذا الدليل الصغير، وأرجو من علماء التاريخ أن ينظروا إليه بعين الرضاء التي هي عن كل عيب كليلة؛ لأني أعتبر نفسي تلميذًا صغيرًا لتلامِذة العلماء المصلحين، وقد طرقت باب النصح والإرشاد من قبل مذكرًا لنفسي أولًا ولأبناء جنسي ثانيًا بقدر ما سمحت به قريحتي الضعيفة، ويراعتي التي تقطر بمداد الخجل على جبهة قرطاس القصور، ولم أَلِج باب التاريخ من قبل؛ لأنَّ بضاعتي المزجاة تصدني عن الولوج فيه، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، راجيًا من علماء هذا الفن الجليل أن يُصلحُوا الخطأ منه؛ إذ الكمال لله وحده، والله ولي المصلحين.