شكر وتقدير
إن تأليف أي كتاب هو في حد ذاته شكل من أشكال تعهيد الأعمال للجماهير، وينطبق هذا بصفة خاصة على حالة هذا الكتاب. ففي حين أنني كتبت كل كلمة في هذا الكتاب وحدي، إلا أن الأفكار جاءت متأثرة بالعديد من المصادر. وأود في المقام الأول التوجه بالشكر لصديق العمر المحرر بمجلة وايرد مارك روبنسون فقد تحمل أفكار الموضوع في الوقت الذي كانت فيه لم تنضج بعد في ذهني، والتي نقلتها إليه عبر محادثات هاتفية متكررة كانت فيها كلماتي عسيرة على الفهم وعجزت خلالها عن التعبير عن أفكاري ومع ذلك استقبلها بهدوء وصبر. وظهرت الفكرة الأساسية لكتاب تعهيد الأعمال للجماهير — إضافة إلى المصطلح ذاته — نتيجة لمثل تلك المحادثات، فدون ذكائه الحاد ما كان شق المقال الذي ألهم هذا الكتاب طريقه إلى النشر قط. كذلك فإنني مدين أيضًا لرئيس تحرير مجلة وايرد، كريس أندرسون، الذي لم يمنحني فقط مساحة منقطعة النظير لكتابي، بل زودني أيضًا بالنصح والدعم عند كل مرحلة حتى إنه قدمني إلى وكيله الأدبي، جون بروكمان. رفض جون في قرار حكيم قبول عرض الكتاب الذي أرسلته إليه في أول مرة، ولكنه رحب بالعرض الثاني وفعل فيه معجزات.
يحالف معظم المؤلفون الحظ إذا تعاونوا مع محرر كفء في كتابهم، لكنني كنت محظوظًا أكثر وتعاونت مع اثنين، وهما جون ماهاني من مؤسسة كراون ونايجل ويلكوكسن من مؤسسة راندُم هاوس بالمملكة المتحدة؛ فقد قدم كلاهما إسهامات جليلة لهذا الكتاب. كان جون محررًا كيسًا يتمناه أي مؤلف لكتابه؛ إذ دفعني برفق نحو تنقيح الحجج وتوضيح أفكاري، أما نايجل فقد حدد بمثابرة الفقرات التي تحوي مشكلات وبنفس القدر من المثابرة اقترح تعديلات بارعة لها. لقد استفاد الكتاب جل الاستفادة من خدماتهما. إضافة إلى ذلك، تبرع كايل بوب من مجلة بورتفوليو وزميلي فرانك روز بوقتهما وخبراتهما التحريرية الكبيرة بموافقتهما على قراءة (وإعادة قراءة) المسودات الأولى. أما فانيسا موبلي الصديقة والمحررة بمؤسسة بنجوين، فقد زودتني بالبوصلة التي أرشدتني عبر الصعوبات العاطفية التي يمر بها مؤلفو الكتب. يعشق المؤلفون هذه السيدة، والآن أعرف السبب.
قد أكون مقصرًا إذا أهملت توجيه الشكر إلى قراء مدونة تعهيد الأعمال للجماهير؛ إذ قدم آلان بوكر وشاز ماك ودارين كارول برابام نقدًا رائعًا ساهم في تشكيل أفكاري في مراحل حاسمة. كذلك أود أن أتوجه بالشكر إلى مساعديّ سوزان وو وأنجيلا ووتركَتر ودانيلا زولكمان وأخيرًا وليس آخرًا بالطبع، ديفيد كوهن. لقد ساعدوني في جزء كبير من عمليات البحث المملة التي تأتي في صميم إعداد أي الكتاب. كما تقبل زملائي ببناية مكاتب مجلة وايرد بمدينة نيويورك تساؤلاتي المستمرة بصبر لا حدود له. كذلك أدين بالشكر لهؤلاء الأصدقاء الذين زودني بالتشجيع والنصح عندما كنت في أشد الحاجة له. أما فاليري ستايفرز، فقد قدم لي يد العون أكثر من مرة. وأيًّا كانت رباطة الجأش التي حافظت عليها طوال المسيرة الطويلة فذلك بفضل أشخاص أمثال برندن وإيرني وإلين وديفيد وإدي وجيمز.
أخيرًا، أتقدم بخالص العرفان والامتنان الذي لا يفيهم حقهم إلى والديّ وأختي، لقد علموني بالأمثلة العملية دروسًا استفيد منها يوميًّا. إذا كان هذا الكتاب يقدم نظرة تفاؤلية معينة فيما يتعلق بالحالة الإنسانية — ويستهويني التفكير بأنه كذلك بالفعل — فهذا بفضل أمي؛ فإيمانها الذي لا يتزعزع بالجوانب الإيجابية في الإنسان صاغ وجهة نظري بشأن العالم. وفي النهاية، إن هذا الكتاب هو ثمرة حب استطلاع عام؛ فضيلة ورثتها عن أبي الذي كرس حياته للتعليم، لكنه في الحقيقة أفضل تجسيد لمفهوم طالب العلم الدائم. إن حقيقة أنني اتجهت إلى الكتابة في الأساس هي بفضل شقيقتي، جينين، التي ملئت طفولتي بالأعمال الدرامية والفنية والغنائية.
إن تأليف كتاب يضع عبئًا على مؤلفه، لكن العبء الأكبر يقع على عاتق أسرته؛ فقد أمضيت وقتًا طويلًا خلال العامين المنصرمين حبيس حجرة مضاءة بمصباح فلورسنت بميدتاون في مانهاتن، وكان الوقت يمر ببطء شديد وأنا جالس أمام مكتبي. أما في الخارج، فقد استمر زحام الحياة دون انقطاع، سواء أكنت حاضرًا أم — كما كانت الحال غالبًا — غائبًا. أما زوجتي أليشا، فقد أخذت على عاتقها القيام بالمهام التي عجزت عن القيام بها خلال تلك الفترة، فقد كانت تعتني بأحد الأبناء أثناء حملها لآخر، وكل ذلك في وقت إنتاجها لبعض من أشد البرامج الإذاعية جدلية في إذاعة مدينة نيويورك. أليشا — زوجتي وشريكتي وحبيبتي ومصدر الوحي والإلهام، والأهم من ذلك أعز أصدقائي — إن هذا الكتاب هو لكِ على الأقل بقدر ما هو لي.