الشياطين داخل الفخ!
كان وصول «قيس» و«خالد» و«مصباح» إلى الشاطئ سهلًا … فلم يُصادفهم واحد من القراصنة … وظهرَت سفينةُ القراصنة أمام شاطئ الجزيرة، وفوقها بعضُ الحراس الذين كانوا منهمكين في التهام الطعام الوفير أمامهم …
أما السفينة الشراعية فقد كانت غائصةً في الماء بالقرب من شواطئ الجزيرة بلا حراسة …
همس «خالد» لزميلَيه: سوف نسبح إلى سفينتنا … وأرجو ألَّا تكون المياه قد وصلَت إلى مكان الأسلحة هذه المرة.
قال «قيس» بقلق: وحتى لو لم تصل المياه إليها وهي بداخل السفينة، فسوف يُغرقها الماء إذا حاولنا إخراجها من السفينة.
ظهر القلق على وجوه الشياطين الثلاثة، وقال «مصباح»: وما العمل الآن؟ … إننا بحاجة إلى القنابل والرشاشات وإلا فشلَت مهمتُنا وتعرَّضنا للخطر.
قال «خالد» في حماس: فلنحاول إخراجها … وأرجو أن يكون الحظُّ حليفَنا فلا يصيبها البلل … وألقى الشياطين الثلاثة بأنفسهم في الماء، وسبحوا بخفة حتى وصلوا إلى السفينة بعد قليل … وتسلَّقوا سطحها كالأشباح بدون أن يلاحظَهم حراسُ سفينة القراصنة … وكان الماء قد بلغ سطح السفينة الشراعية، وكان الشياطين الثلاثة مضطرين للغوص داخل السفينة الغارقة في الماء لإخراج أسلحتهم وقنابلهم.
وأُصيب الشياطين الثلاثة بدهشة عجيبة … فقد كانت الألواح سليمة عندما وصلوا إلى الجزيرة فمَن حطَّمها … وكيف؟!
ولم يكن هناك وقتٌ للتساؤل، وأسرع الشياطين الثلاثة ليبرزوا برءوسهم من قلب الماء طلبًا للهواء على سطح السفينة … وهناك كان عشرة قراصنة بانتظارهم وأسلحتهم مصوَّبة إلى الشياطين، وهنا تأكَّد «قيس» و«خالد» و«مصباح» مما حدث … لقد اكتشف «ماكو» ورجاله مكانَ أسلحتهم بداخل السفينة فأغرقوها.
قال «ماكو» ساخرًا: هل ظننتم أنكم خدعتموني؟ … لقد أتيتُ بسفينتكم إلى هنا ليتمكَّن رجالي من البحث عن أسلحتكم على مَهَلٍ، وقد عثرنا عليها فتأكَّدتُ من شكوكي.
زمجر أحدُ القراصنة قائلًا: هل أُطلق عليهم الرصاص يا «ماكو»؟
هتف «ماكو» في غضب: أيها الغبي … كيف نُطلق الرصاص على ثروة هبطَت إلينا من السماء … إن هناك العديد من المنظمات الإجرامية على استعداد لأن تدفع عشرات الملايين ثمنًا لهؤلاء الشياطين.
وصاح في رجاله: اقبضوا عليهم …
ولكن الشياطين الثلاثة لم ينتظروا هذه المرة … وبدءوهم بالهجوم.
ففي لحظة واحدة تفاهموا … وقفزوا قفزة واحدة باتجاه أقرب المهاجمين إليهم … واندفعت أقدام «قيس» و«مصباح» كالصخر نحو مهاجميهم الذين ترنَّحوا إلى الخلف، وعلى الفور التقط الشياطين الثلاثة مدافع الحراس وصوَّبوها نحو بقية القراصنة.
وألقى «ماكو» بنفسه إلى الوراء … وتساقط بعضُ رجاله برصاص الشياطين الذي دوَّى في صمت الليل ليشقَّ سكونه.
وتراجع بقية القراصنة إلى الوراء واحتموا بجدران السفينة وهم يُطلقون رصاصهم في كل اتجاه نحو الشياطين وهم يدورون في شكل كماشة لمحاصرتهم … بدون أن يكونَ حولَ الشياطين أيُّ شيء يحتمون به وهم فوق سطح سفينتهم الغارقة.
هتف «قيس» في زميلَيه: إنهم يحاوروننا …
خالد: ليس هناك غيرُ حلٍّ واحد.
وفي لحظة واحدة قفز الشياطين الثلاثة من فوق السفينة إلى قلب الماء … وانطلقَت خلفهم مئاتُ الطلقات في الظلام … ولكن الشياطين اختفَوا داخل الماء كأنهم أسماك ماهرة.
وصاح «ماكو» في غضب جنوني: لا تدعوهم يهربون … احصدوهم برشاشاتكم …
وعلى الفور حاصر رجال «ماكو» الشاطئ شاهرين مدافعَهم الرشاشة لقَتْل أيٍّ من الشياطين الثلاثة يحاول الخروجَ من الماء.
ومن بعيد بدأَت تباشيرُ الفجر في الظهور … وكان هذا يعني انكشافَ مكان الشياطين داخل الماء سريعًا … وباتَت المسألةُ مسألةَ وقت.
وصاح «ماكو» في بقية رجاله: اذهبوا إلى الآخرين واحصدوهم برشاشاتكم … لا أريد أحدًا منهم حيًّا.
وأضاف في صوت رهيب: سوف تكون هذه الجزيرة مقبرة لهم.
وعلى الفور اندفع رجاله لتنفيذ الأمر الصادر إليهم … وقد باتَت مهمة الشياطين في الاختفاء مستحيلة … بعد أن أضاء الفجرُ الجزيرةَ بنوره … وكشف كلَّ تفاصيلها.