تاريخ آداب اللغة العربية
لم تحظَ لغةٌ على ظهر البسيطة بما حظيَت به اللغةُ العربية من عنايةٍ ودراسةٍ وتنظيرٍ وشرحٍ وتفصيل؛ إذ لم يدَّخِر علماءُ اللغة وأهلها جهدًا في التأريخ والتأصيل لها؛ فمنذ بَدءِ عصر الكتابة مع نزول «القرآن» على قلب الرسول الكريم واللغةُ العربية لم تَبرَح مَجالسَ العلم، حتى وضعوا لها القواعدَ والأصول التي تَحُول بينها وبين اللحن والتحريف. ولما كان تاريخُ هذه اللغة الغرَّاء وما أفرزَته من علومٍ وآداب يَمتدُّ لقرون طويلة، كان من واجبِ أبنائها نشرُ هذا التاريخ الذي يَحمِل من الذخائر أنفَسَها، ومن العلوم أشرَفَها، ومن الفنون أرقاها. وهذا الكتاب يشرحُ نشأةَ العلوم الأدبية، وتطوُّرها في مُختلِف العصور، والكتب التي أُلِّفت فيها، وأزمانها، وحياة مُؤلِّفيها، وكذلك نماذج من تلك الكتب.