ليونيل بلاك: الدور على عرفات

نجح الرئيس الفلسطيني «ياسر عرفات» في أن يُغيِّر صورة المناضل الفلسطيني في عيون الإعلام العالمي، وخاصةً في عيون المبدعين.

***

ففي سنوات السبعينيات، كانت أغلب الروايات التي تدور على الصراع العربي الإسرائيلي تركز أن الفدائيين الفلسطينيين هم في المقام الأول إرهابيين، وقد اتضح ذلك في روايات عديدة كتبها «روبرت لودلم»، و«روبرت فورسايث»، و«ليونيل بلاك».

وسوف نحاول التعرف على واحدة من الروايات التي كتبها «بلاك» في عام ١٩٧٩م، تحت اسم «الدور على عرفات».

ويعتمد هذا النوع من الروايات على وضع الحقائق التاريخية، إلى جانب حكاية متخيَّلة مليئة بأسباب الإثارة؛ تبدأ الرواية بشاب يدخل مكتب شركة تجارية إسرائيلية في لندن، وقبل أن تسأله الموظفة عما يريد، يكون قد رمى بحقيبة تحت قدميها، ويسرع بالفرار هاربًا بينما تنفجر في رجل بريطاني يُدعى «أنطوني دانتون».

في صباح اليوم التالي، تعلن إحدى المنظمات الفلسطينية مسئوليتها عن الحادث، ويتم تشييع «أنطوني» في جنازة بسيطة، وعقب الجنازة يعلن شقيق القتيل أنه لا بد من الانتقام، ويطلب من شقيقه التوأم بالإسراع بقتل الرئيس الفلسطيني.

يقول له شقيقه: اسمع يا «جايلز»، لقد كنت في المنطقة منذ فترة قريبة، وأعرف الكثير من الثوار العرب، «عرفات» ليس إرهابيًّا، إنه رجل مثقف وصاحب حق، عنيد. جرت عدة محاولات لاغتياله فشلت جميعها.

يردد الأخ إنه لن يتراجع عن موقفه؛ لكن الآخر يردد: أريدك أن تعرف أن «ياسر عرفات» هو الشخص الوحيد العاقل فيهم، وهو ليس وراء الإرهاب بل يحاول أن يمنعه، وإذا ذهب «عرفات» فستكون فرصة لمجموعة من المتوحشين ليدمروا السلام العالمي.

هذا الإصرار من الأخ، يجعل رجال الاستخبارات البريطانية يفتحون ملفات الأخوين، فتعرف أن «جايلز» عاش بضع سنوات في منطقة الشرق الأوسط أثناء الحرب العالمية الثانية، بين القاهرة، والأردن، وسوريا، وفلسطين ونتيجة لإجادته اللغة العربية، فقد كان يتنكر في الزي العربي، ويندس وسط العرب ويزود البريطانيين بالمعلومات.

ومن هذه المعلومات تتأكد للاستخبارات أن الأخوين يمكنهما أن يُحققا انتقامًا فتدور مطاردات من لندن إلى بلفاست وباريس، ثم بيروت، ودمشق، وعمَّان، وسط مقابلات مع عملاء ووسطاء، وأعداء الفلسطينيين والثورة الفلسطينية.

وينجح الأخوَان المتنكرَين في ثياب فدائيَين فلسطينيَين في الوصول إلى القيادة ولكنهما يفشلان في المهمة، بعد أن يعرفا بالفعل أن «عرفات» ليس رجلًا إرهابيًّا بل هو مناضل صاحب قضية سياسية ووطنية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤