جيرار دوفييه: مؤامرة في القاهرة

ظلت روايات التجسس هي الأكثر مبيعًا في العالم؛ لأنها تحاول الكشف عن مناطق الغموض في أشد نقاط العالم جذبًا للانتباه: السياسة.

***

وفي رواية التجسس يمكن أن نرى الأحداث تدور في أكثر من مدينة، وقد اهتم الكاتب الفرنسي الشهيرة «جيرار دوفييه» بالتجوال في كل أنحاء العالم، من أجل تصوير عوالم الجواسيس داخل المدن المختلفة.

وقد صدرت للكاتب أكثر من عشرين رواية تدور أحداثها بين بيروت وبنغازي والرياض ودمشق وعمَّان والكويت، وغيرها من المدن؛ لكن روايته «مؤامرة في القاهرة» هي أهم هذه الروايات جميعًا، وفيها وصفٌ دقيق لشوارع العاصمة وأحيائها وفنادقها، كأنما المؤلف «دوفييه» قد عاش فيها أكثر من نصف قرن.

الرواية منشورة عام ١٩٨١م، أي قبل اغتيال الرئيس الراحل «أنور السادات» ببضعة أشهر، وتجيء حساسية هذه الرواية أن الكاتب قد تصوَّر أن عملية إرهابية يتم تدبيرها في أحد الفنادق الكبرى بالمدينة، يمكن أن تجعل أربعة من رجال الاستخبارات الذين ينتمون لأربع دول يجتمعون عندما اكتشفوا مؤامرة أمنية كبرى.

اجتمع هؤلاء الأربعة من أجل التوصُّل إلى الرجل الذي كان وراءه انفجار قنبلة في صالة الرقص بالفندق، مات فيه خمسة من السائحين العرب.

الضابط الذي يمثِّل مصر في هذا الاجتماع اسمه «محمد رياض»، ودوره هو كشف مؤامرة تستهدف شخصية مرموقة، وأن هناك العديد من التيارات تسعى لتنفيذ هذه الخطة، التيار الأول متطرف يقوده شخص يُدعى «منصور قارون»، وهذا الرجل يسكن في بيت فقير، لكنه في نفس الوقت، يمتلك استراحة في منطقة الهرم، وفيها يخفي صاروخ «سام٧» يمكن إطلاقه لينفجر في الهدف، ويستعين «قارون» بضابط متقاعد يبحث لنفسه عن دور سياسي.

و«منصور قارون» هذا يحلم بقيام دولة دينية في مصر، وهذا الرجل محطُّ أنظار دائمة من قِبل رجال الاستخبارات؛ لذا فهو يغيِّر المكان الذي يقيم فيه من وقتٍ لآخر، وقد استطاع الحصول على الصاروخ من خارج مصر.

وأغلب الشخصيات في الرواية مصريين، خاصةً الذين يدبِّرون المؤامرة، أما رجال الاستخبارات الأربعة فيُمثلون دولًا عديدة، منها فرنسا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى «محمد رياض»، ويصوِّر الكاتب الفرنسي رجال الاستخبارات المصرية على أنهم مدرَّبون جيدًا، ويعرفون كيف يُوقعون بفرائسهم في الوقت المحدَّد، فهم يدفعون «منصور» إلى الانطلاق في الصحراء؛ حيث ستكون صحراء الفيوم بمثابة مقبرته الأخيرة، وفي هذه الصحراء أيضًا فإن العطش يقوم بدور العدالة بالنسبة للعناصر الأجنبية المشاركة في المؤامرة.

وكما أشرنا؛ فالمؤلف قد كتب في هذه الرواية التفاصيل الدقيقة لجغرافية مصر، والقاهرة بشكل خاص، بشكلٍ يؤكد أنه واحد من أبنائها.

وتجيء أهمية هذه الرواية أن المؤلف ينشر سنويًّا عشرين رواية، تبيع في فرنسا وحدها ملايين النسخ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤