حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
«إن ثَمةَ أسئلةً عديدة يتساءل عنها الناسُ الذين يُفكرون في وقتٍ أو آخر، ولا يستطيع العلمُ أن يُقدِّم إجابةً عنها. كما أن أولئك الذين يُحاولون أن يُفكروا في الأمور بأنفسهم لا يُمكنهم أن يكتفوا بالإجاباتِ الجاهزة التي يُقدِّمها إليهم العرَّافون. مثل هذه الأسئلةِ هي التي تَقعُ على عاتق الفلسفة مهمةُ استطلاعها، وأحيانًا التخلُّص منها.»
يلتقي في هذا الكتاب اثنان من فلاسفة الغرب والشرق؛ الغرب مُمثَّلًا في «برتراند راسل»، وهو واحدٌ من أساطين الفلسفة الغربية، مع الفيلسوف والمترجم العربي «فؤاد زكريا»؛ الذي استطاع بعُمقِه الفلسفيِّ أن يُقدِّم فكرَ «راسل» بأسلوبٍ سَلِسٍ بسيط. يُؤكِّد «راسل» على أن الفلسفة ظهرَت أولًا في اليونان، حيث بدأ الفلاسفةُ قبل «سقراط» بطرح الأسئلة حول مشكلاتٍ عديدة؛ فشكَّلَت إجاباتُهم بدايةَ الفكر الفلسفي. ثم انتقلت الفلسفةُ إلى دَورٍ آخر لمع فيه فلاسفةُ أثينا: «سقراط» و«أرسطو» و«أفلاطون». وفي مرحلةٍ لاحقةٍ امتزجَت الفلسفة اليونانية بمثيلتِها الشرقية؛ فتولدَت الفلسفة الهيلينية، إلى أن ظهرَت المسيحية في بداية العصور الوُسطى وحاولت استغلالَ الفلسفة وتطويعَها وَفْق مبادئها، وهو ما ظهر في فلسفةِ «أوغسطين» و«توما الأكويني». ومن بعدها بدأ نَجمُ الفلسفة المدرسية في الصعود.