امرأة في ورطة
لما وصلت قصتي عن فيبي إلى تلك النقطة، قالت جَدتي: «كنت أعرف فتاة مثل بيبي ذات يوم.»
قلتُ، مصححةً: «فيبي.»
«أجل، صحيح. كنت أعرف فتاة مثل بيبي، لكنها كانت تُدعى جلوريا. كانت جلوريا تحيا في عالم جامحٍ وخياليٍّ لأبعد الحدود — عالم مخيف — لكنه أكثر إثارة بكثير من عالمي.»
قال جدي: «جلوريا؟ أتلك هي الفتاة التي حذرتكِ من الزواج مني؟ تلك التي قالت لكِ إنني سأكون سببًا في هلاككِ؟»
قالت جدتي: «صه! كانت جلوريا محقة بشأن ذلك على الأقل.» ووكزت جدي بمرفقها. «كما أنها لم تقل ذلك إلا لأنها أرادتك لنفسِها.»
قال جدي وهو يوقف السيارة في استراحة على جانب طريق أوهايو السريع: «يا للهول! أنا متعب.»
لم أرغب في التوقُّف. كانت الرياح والسماء والسحب والأشجار كلها تهمس: «هيا، هيا، هيا.»
لو أن كل ما كان يريده هو أن ينال قسطًا من الراحة، لم يكن ثمة ضرر في ذلك، وما كان الأمر سيستغرق وقتًا كبيرًا. لكن سهولة وقوع جدَّيَّ في المتاعب تماثل سهولة أن تحط ذبابة على بطيخة.
قبل سنتين أثناء سفرهما بالسيارة إلى واشنطن العاصمة، أُلقي القبض عليهما بتهمة سرقة الإطارات الخلفية لسيارة سيناتور ما. كان تفسير جدي هو: «لقد فرغ الهواء من إطارَين مهترئين بسيارتنا، فأردنا «استعارة» إطاري السيناتور فحسب. كنا ننوي إعادتهما.» في مدينة بايبانكس، كنتاكي، يمكن للمرء أن يفعل ذلك. يمكن استعارة الإطارين الخلفيين لسيارة أحدهم وإعادتهما لاحقًا، لكن لم يكن من الممكن أن تفعل ذلك في واشنطن العاصمة، خاصةً لسيارة سيناتور.»
في العام الماضي أثناء رحلة جدَّيَّ بالسيارة إلى ولاية فيلادلفيا، أوقفتهما الشرطة بتهمة القيادة بتهور. قال الشرطي لجدي: «لقد كنت تسير في حارة الطوارئ.» قال جدي: «حارة الطوارئ؟ ظننتها حارة إضافية. تلك حارة طوارئ ضيقة جدًّا.»
ها نحن ذا، بعد مُضي بضع ساعات من انطلاقنا في رحلتنا إلى لويستون، أيداهو، توقَّفنا سالمين في استراحة. ثم لاحظ جدي امرأة تستند إلى رفرف سيارتها. كانت المرأة تنظر إلى محرك السيارة وتمسح بمنديل أبيض عدة أجزاء مشحمة فيه.
قال جدي بإقدام: «عذرًا، أعتقد أني أرى امرأةً واقعةً في ورطة»، ثم انطلق كي ينقذها.
ظلت جدتي جالسةً تربت على ركبتَيها وتدندن: «لاقني عند أزهار التيوليب عندما تتفتح …»
تدلَّى منديل المرأة الأبيض الذي تبقع بالشحم الأسود من بين أطراف أناملها وهي تبتسم ناظرةً إلى جدي الذي أخذ مكانها منحنيًا فوق المحرك.
قال: «ربما المشكلة من «الكاربراتير» أو ربما لا.» نقر على بضعة خراطيم. وقال: «وربما المشكلة في تلك الثعابين اللعينة.»
قالت المرأة: «يا إلهي! ثعابين؟ في محرك سيارتي؟»
هز جدي أحد الخراطيم. وقال: «هذا ما أسميه ثعبانًا.»
قالت المرأة: «آه! فهمت. وأنت تظن أن تلك … تلك الثعابين قد تكون هي المشكلة؟»
«ربما.» شد جدي أحدها فانفك. وقال: «أترين؟ لقد انخلع.»
«أجل، لكنك الذي …»
قال جدي وهو يجذب واحدًا آخر: «تلك الثعابين اللعينة.» فانخلع الخرطوم. «أرأيت! ها قد انفكَّ واحد آخر.»
ابتسمت المرأة ابتسامة سريعة قلقة. «لكن …»
بعد ساعتين، لم يبقَ «ثعبان» واحد متصلًا بما كان من المفترض أن يكون متصلًا به. واستقر «الكاربراتير» مفككًا على الأرض. بينما تناثرت أجزاء أخرى من محرك سيارة المرأة هنا وهناك.
اتصلت المرأة بميكانيكي، وما إن اطمأنَّ جَدي إلى أنه رجل أمين بوسعه أن يصلح لها سيارتها بالفعل، تابعنا رحلتنا.
قالت جدتي: «أخبرينا بالمزيد عن بيبي يا سالامنكا.»
قلت مُصححةً: «اسمها فيبي. فيبي وينتربوتوم.»
قالت جدتي: «أجل، صحيح. بيبي.»