مصرع الزعيم «صفر»!
هل هو صراعٌ دائم بين الخير والشر؟
وهل لن ينتصرَ أحدهما على الآخر انتصارًا أبديًّا؟
وهل سيحكم العالمَ يومًا ما قانونٌ واحد منهما … إما الخير وإما الشر؟
وماذا سيحدث إذا انتصر الشرُّ وحكم وحده الأرض؟
وماذا إذا انتصر الخير؟
قال «أحمد»: إذا حكم الشرُّ الأرض، فسنظل نعمل بلا نتيجة … لأننا نعمل لنصرة الخير.
قال «عثمان»: وإذا حكم الخير الأرض، فسنموت من الجوع … فنحن نعمل لمحاربة الشر ونصرة الخير.
ضحك الشياطين رغم جدية النقاش وأهمية الموضوع الذي يناقشونه، وهم في جلسة عمل هامة، كان هدفها … تحديد مدى أهمية دورهم، ودور كل الأجهزة والمنظمات المعنية بالأمن، والوقوف في وجه الشر والأشرار … وقد علَّقت «ريما» على كلام «عثمان» قائلة: معنى ذلك أن وجود الشر في مصلحتنا؟
إلهام: إن وجودَ الشر لازمٌ لوجود الخير … فهما كالسالب والموجب في الكهرباء، ولن نستطيع إدارةَ أيِّ محرك أو جهاز بقطبٍ واحدٍ منهما.
«أحمد»: وهما كالليل والنهار، ولن تدوم حياة بليل دائم، أو نهار دائم.
«قيس»: نعم … وإلا ستختلُّ حركةُ الحياة … مما يؤدي إلى فنائها.
«ريما»: أهذا يعني أن الخير والشر متوازنان في الكون؟
«أحمد»: نعم … وكلما زاد الشرُّ دل ذلك على زيادة الخير في الحياة.
«عثمان»: متَّعك الله بالأمل دائمًا … حتى لا نفقدَ عملنا.
«إلهام»: معنى ذلك أن عملَنا هامٌّ ومشروع؟
«أحمد»: جدًّا … فنحن نحوِّل الشرَّ إلى قطبٍ يُدير مع الخير حركةَ الحياة.
علَت آهاتُ الاستحسان لما قاله «أحمد» من الشياطين … وأعلنوا جميعهم عن حبِّهم لعملهم، واحترامهم الشديد له … واستعدادهم للقيام بما يُطلب منهم من مهام، ولو كلَّفهم ذلك أرواحهم.
ارتاح الزعيم رقم «صفر» كثيرًا للنتيجة التي وصل إليها الشياطين، وقد كان يُتابع حوارَهم من مقرِّه بقيادة المنظمة … وهو يرحِّب بهذه الحوارات كثيرًا … فهي تطرد كلَّ الأفكار المحبطة من رءوسهم، وتُجدِّد لديهم روحَ القتال والمغامرة … وشجَّعه ذلك على الاتصال بهم ليُناقشَ بدوره معهم الجديدَ من أساليب الشر والأشرار.
إلا أن اتصالًا خارجيًّا جعله يؤجِّل ذلك إلى وقت لاحق.
وفي نفس الوقت، وعلى شاشات ساعاتهم، استقبل الشياطين إرسالًا أدهشهم؛ فقد شاهدوا حيوان «وحيد القرن» يملأ الشاشة، في ألوان زاهية، ويتحرك كالرسوم المتحركة، ليؤديَ حركاتٍ غيرَ واقعية تُشبه إلى حدٍّ بعيد ألعابَ الفيديو جيم … وبالاتصال بإدارة المقر، عرف «أحمد» أنها إحدى ألعاب الفيديو جيم التي تبثُّها الإدارة من حين لآخر.
فتعجَّب «عثمان» لذلك؛ فالألعاب كي يتمَّ التعامل معها … يجب أن تكون مخزنة كبرنامج على الجهاز الذي يتمُّ التعامل معه سواء كان كمبيوتر أم ساعة، أو أي جهاز آخر … ولكن أن تُبثَّ اللعبة عبر الأثير، ويتم التعامل معها والتحكم فيها فهذا يُعدُّ إنجازًا علميًّا جديدًا.
إلا أن ما عرَفه الشياطين فيما بعد، جعلهم يعرفون قيمةَ هذه الألعاب … وكيف أن حركة هذا الحيوان تُترجم إلى حروف مكونة لغةَ تراسل … بديلًا عن الشفرة التي يمكن حلُّها مهما صعبت، بواسطة الكمبيوتر.
فأثار ذلك تساؤلًا آخر لدى الشياطين؛ فلماذا «وحيد القرن» أو «الخرتيت» أو «الكركدن»… وكلها أسماء له.
وكان ﻟ «عثمان» إجابة على هذا التساؤل؛ حيث قال: أعتقد أنهم لو جعلوه قردًا أو فيلًا … كنَّا أيضًا سنقول لماذا؟! وأنا أعتقد أنهم لم يقصدوا شيئًا باختيار هذا الحيوان بالذات.
ريما: إن ما أعرفه عن هذا الحيوان أنه نباتي … وضعيف النظر جدًّا.
قيس: وعندما يشعر بالخطر فإنه يهاجم بكل جسده.
أحمد: أي أنه قوة بلا عقل أو نظر!
إلهام: إنه يُشبه الإرهاب … والإرهابيِّين؛ فهم يملكون أسلحةً وليس لديهم عقل … ولا يفرقون بين طفل أو شاب أو شيخ، ولا بين مسلح أو أعزل.
أحمد: ولكن هناك فرقًا جوهريًّا … وهو أن «الخرتيت» لا يهاجم إلا دفاعًا عن نفسه، أما الإرهابي فإنه يهاجم بلا مبرر أخلاقي.
وفجأة … لمعَت عيونُ كلِّ الشياطين، ولفَّتهم لحظةُ صمتٍ مرتقب، قطعه «فهد» بقوله: تقصدون كلكم أن العملية القادمة لها صلةٌ بالإرهاب بشكل أو بآخر؟
بو عمير: إن نيران الإرهاب تحرق بلدي «الجزائر» … فهل سنستطيع نحن أن نخلصَها منه؟!
«أحمد»: بالطبع لا … فهذا يخصُّ الأجهزة الأمنية في بلدك، التي هي بلدنا لوجودها في الوطن العربي، وأيضًا تخص الشعب هناك.
وهنا سمعوا صوتَ رقم «صفر» من مكبرات الصوت يقول: أما نحن … فلدينا عملية تخصُّ رأسًا من رءوس الإرهاب في الخارج.
«أحمد»: أكنت معنا يا زعيم؟!
رقم «صفر»: نعم … فالمهمة القادمة بدأت بالفعل … من عندي … لذا كنت أتابع حواراتكم إلى أن حانَت اللحظة المناسبة.
إلهام: في «إنجلترا»؟
رقم «صفر»: سيصلكم ملفُ العملية وبه التفاصيل … المهمة خطيرة فاستعدوا لها … سأتصل بكم قريبًا … أتمنى لكم التوفيق.
ابتعدَت خطوات رقم «صفر»، ثم أعقبها صوتُ بابِ سيارة يُغلق … وقبل أن يسمعوا صوتَ محرِّكِها، دوَّى صوتُ انفجار شديد … أعقبه صوتُ أجسام تتساقط وأخرى ترتطم بالحوائط، ليختلطَ كلُّ ذلك بوقع أقدام تهرول هنا وهناك.
ولم يبقَ في المقر أحدٌ من الشياطين … فالكل خرج يستطلع ما حدث لرقم «صفر» في قلق … متخفين بالأشجار الكثيفة المحيطة بالمقر، فلم يروا من السيارة غير بقايا هيكلها وحوله كثيرٌ من الشظايا، فالتقَت عيونهم في تساؤل وجزع … عمَّن كان في السيارة المحترقة!
وازدحم المكانُ بسيارات الشرطة، وبالكثير من الجنود والضباط، واختلطَت الأصواتُ فلم يتبيَّنوا شيئًا مما يقال … فآثروا العودة إلى قيادة أمن المقر … فقد يكون لديهم معلوماتٌ عما حدث … وعن سيارة رقم «صفر» وأين ذهبَت … وهل هي التي دُمِّرت في الحادث؟ وهل كان بداخلها؟ لقد شاهدوا جثثًا متناثرة حول السيارة ولكنهم لم يستطيعوا معرفة رقم «صفر»؛ لأنهم لم يروه من قبل … وإن كان هو فمَن ذا الذي يعرفه حتى يلغم له السيارة؟ وهل هو المقصود أم أنها مصادفة؟!
غير أنهم لم يجدوا لأسئلتهم إجابة … مما زادهم حيرة وجعلهم يتساءلون أيضًا عن صمت قيادة الأمن، وهل هي أوامر صدرَت لهم بتكتُّم خبر مصرع رقم «صفر»، ورأوا أنه التصور الأقرب للتصديق … فعمَّ القلق والحزن أرجاءَ المقر … وتوقَّف الشياطين عن الحركة، وتسمَّروا في مقاعدهم ولفَّهم الوجوم … إلى أن حضر إليهم نائبُ رقم «صفر» يطلب منهم الاستعداد للانتقال إلى المركز الرئيسي للمنظمة في الصحراء الغربية.
فتأكد لهم الظن بأن مكروهًا وقع لرقم «صفر» … وحاولوا التماسك … ولكنهم شعروا بعدم الرغبة في السفر بالسيارة … فطلبوا منه أن تُقلَّهم طائرةٌ إلى هناك غير أنه وبعد الرجوع إلى قيادة المقر … أبلغهم بضرورة تجاوز الظروف التي يمرون بها … والتحرك بشكل طبيعي؛ فالعمل لن يتوقف وسيوفرون لهم سيارة جيب … تسعهم جميعًا لينتقلوا بها إلى المركز الرئيسي.
وتعجب «أحمد»؛ فأبسط قواعد الأمان ألَّا يجتمعَ أكثر من ثلاثة شياطين في سيارة واحدة … فماذا حدث؟ وهل هذا هو الفرق بين قيادة رقم «صفر» والآخرين؟!
ولم يندهش «أحمد» حين وجد «إلهام» تتزعم بقيةَ الشياطين في الاعتراض على هذا القرار … وطَمْأنهم أنه سوف يراجع الإدارة فيه … إلا أن قيادة المقر أخبرَته أن هذا القرار نهائي … ولا رجعة فيه … مما آثار دهشته، ودهشة الشياطين حين أبلغهم به … وتساءلوا عمَّا يعني ذلك؛ أيعني أنه لم يَعُد من المهم الحفاظ على حياتهم أم أن هناك خطة للتخلص منهم بعد أن تخلصوا من رقم «صفر»؟!
وتملَّكهم الانزعاج حين راودَتهم هذه الفكرة … فهل يكون هؤلاء هم قتلة رقم «صفر»؟!
وحين وصلَت أفكارهم إلى هذا المدى … رأى «أحمد» أن يتمَّ مناقشتها في مكان آخر بعيدًا عن المقر.
وفي الخامسة إلا خمس دقائق، وتنفيذًا للأوامر الصادرة إليه، قام «أحمد» بتسليم السيارة البراق إلى قيادة المقر.
وفي تمام الساعة الخامسة مساءً، تحرَّكت الجيب الضخمة وبها مجموعة من الشباب، يمثِّلون الوطنَ العربي كلَّه، لقد أجمعوا على حبِّه، وقادهم زعيمهم الذي أحبوه واطمأنوا على أرواحهم معه … إنه الزعيم رقم «صفر» الذي لم يروه ولن يروه، والذي قادهم لخدمة وطنهم في مهام انتحارية كثيرة … عادوا منها كلها سالمين، وقد أدوها على خير وجه … فهل سيدعون عملية اختفائه تمرُّ دون تدخُّل؟ وهل سيستسلمون لأفكارهم ولمشاعرهم رغم شعورهم بأن هناك نية تُبيَّت لتصفيتهم؟
بالطبع لا … حتى ولو كانت هذه نهاية منظمة الشياطين، فلم تكن نهاية مهامهم … فهناك مهمة ضخمة ملقاة على عاتقهم … إنها البحث عن حقيقة مصرع رقم «صفر» … وإن تأكدوا منها فستكون مهمتهم التالية هي الثأر له … وذلك يتطلب البحث عن قتلته وأسباب قتله … وسيقومون بذلك دون الاستعانة بالمنظمة.
هذا ما اتفقوا عليه كتابةً … فقد كانوا يشكُّون في وجود أجهزة تجسس في السيارة، وقد اقترح «عثمان» ألَّا يُكملوا الطريق إلى المقر الكبير … وأن يقوموا بتسليم أنفسهم إلى السلطات المصرية.
إلا أن «أحمد» لم يوافقهم على ذلك قائلًا: يجب أن نضع في اعتبارنا … إننا حتى الآن لم نتأكد من حدوث انقلاب في المنظمة، وأنهم بصدد التخلص منَّا … وبالفرض لو حدث ذلك، فأمامنا مهمةُ الثأر لرقم «صفر» والقبض على القتلة وإنقاذ المنظمة … وفي اللحظة المناسبة … سنطلب تدخُّلَ قوات الأمن المصرية.
وافق الجميع على اقتراح «أحمد» … واقتراح آخر ﻟ «إلهام» بأن يقوم «أحمد» بقيادتهم … إلى أن يظهر رقم «صفر» … وألا يتحركوا إلا بأوامر مباشرة منه.
كان «قيس» يجلس خلف عجلة القيادة … منبهرًا بإمكانيات السيارة … وقد اكتشف من خلال الكمبيوتر الملحق بها … أنها فندق مسلح متحرك … وأنها معدَّة لتكون مقرًّا لقيادة متحركة … وعندما أخبر «أحمد» بذلك سأله مستفسرًا … إن كانت محصنة، فأخبره أنها قويةٌ ويمكن أن تحتمل انفجارَ قنبلة من الحجم الصغير … فابتسم في راحة، وقد لاحظَت ذلك «إلهام» فسألَته قائلة: إن وضعنا معًا في سيارة كهذه ليست مخاطرة، أليس كذلك؟!
أحمد: نعم … وربما قد يكون المقصود من ذلك أن نتخذها مقرًّا.
ريما: وإذا ربطنا ذلك بالحادث الإرهابي الذي وقع بجوار المقر … والذي نظن أن الزعيم راح ضحيته قد يكون المقصود بذلك هو إبعادنا عن المقر حتى يتمَّ تأمينه.
عثمان: أتقصدون أن هذه السيارة هي مقرنا الحالي؟
أحمد: أنا متأكد من ذلك.
فهد: إذن فالمنظمة بخير.
أحمد: نعم … وسنعمل تحت قيادتها.
في هذه اللحظة شاهد «قيس» زرًّا في تابلوه السيارة يضيء متقطعًا … فضغط عليه … وانتبه الجميع لصوت يتردد في السيارة، ملقيًا عليهم تحيةَ المساء … متمنيًا لهم التوفيق في مقرِّهم الجديد … والذي انضمَّ لمجموعة المقر الخاصة بالمنظمة … ولم يتمالك «أحمد» نفسَه واندفع يسأله قائلًا: ألَا يوجد جديدٌ عن الزعيم رقم «صفر»؟
إلا أنه لم يتلقَّ منه جوابًا، بل حيَّاهم تحيةَ المساء وانتهى الاتصال عند ذلك؛ فازداد حنق «أحمد» وزادَت حيرتُه … فهل يعني صمتهم أن هناك أملًا في أن يكون رقم «صفر» على قيد الحياة؟ وإذا كان كذلك … فكيف يتركونهم نهبًا للقلق والحيرة؟ هل هو مصاب؟ إن هذا الاحتمال يعني أنه كان في السيارة المنفجرة.
ولكن الحالة التي كانت عليها السيارة تدل على أن أحدًا لم يخرج منها حيًّا … في هذه الأثناء كان «قيس» يعبث بمؤشر الراديو … وكانت إذاعة صوت العرب تُذيع نشرة الأخبار … وقد عرف الشياطين منها أن ثلاثة من الإرهابيِّين قد اقتادوا مجموعةً من السائحين من مختلف الجنسيات … إلى معبد «الدير البحري» بالأقصر … والتي تُقام عنده احتفالية «أوبرا عايدة» كل عام … وطرحوهم أرضًا … ثم قتلوهم بأسلوب بشع.
أفزعَت هذه الأنباءُ جماعةَ الشياطين، وحيَّر عقولَهم البحثُ عن أسباب منطقية تفسر أو تبرر قتل إنسان … في أكثر اللحظات إنسانية … وهي وقت خروجه للنزهة … في بلد غير بلده … مع أناس غير ناسه … أي أنه وضع حياتَه وأمنَه وأمانَه بين أيدي العرف الإنساني، الذي يحكم بأن يعامل معاملة الضيف … فيستقبل أحسن استقبال … ويلقَى معاملة حسنة طوال فترة إقامته.
ولأن الحادث وقع في قلب الأمة العربية، ودرة العالم الإسلامي «مصر»، ولمَا لآثاره من نتائج سلبية كثيرة عليها وعلى العالمِ العربي كلِّه … تقرَّر بالإجماع أن يُعقَد اجتماعٌ عاجل … يبحث فيه الشياطين الموضوعَ برمَّتِه …
وعلى كورنيش الإسكندرية … ورغم حرارة يوليو التي اقتربَت من الأربعين درجة إلا أنهم لم يحتاجوا لمكيف السيارة … فقد كان هواء البحر أجملَ ألف مرة من كل مكيفات العالم.
ورغم خطورة ما يشغلهم … إلا أنه أزاح عن صدورهم الكثيرَ من الهم … وأسكن بدلًا منه الانتعاشَ والشعور بالأمل في الخروج من هذه المحنة أقوى وأفضل … ولغرابة الحادث … كانت كلُّ التفسيرات تُشير إلى أن مدبِّريه هم أعداء هذا الوطن … وهم قومٌ بلا دين … ولا قلب.
يذبحون النساء والأطفال في كل مكان في «البوسنة» وفي «البلقان» وفي «فلسطين»، وفي الكثير من بقاع الأرض، ثم يصرخون هنا وهناك بسقوط الإسلام … ويصورونه على أنه دينُ عنفٍ وإرهاب وقتل … وهم صنعة هذا العنف وهذا الإرهاب وهذا القتل، وصاح فيهم «عثمان» قائلًا: إن كان الزعيم قد مات … فهم قتلته … وثأرُه وثأرُ هؤلاء السياح هم ثأرُنا لأنهم ضيوفنا.
أحمد: إذن هذه مهمتنا الجديدة.
إلهام: ما هي بالضبط؟!
أحمد: معرفة أبعاد هذا الحادث والوصول للرءوس المدبرة له، وكشف حقيقة مصرع الزعيم.