المقدمة
(المنظر: أثينا، شارع به بَيتا يوكليو وميجادوروس، تفصلهما حارة ضيقة، وفي المقدمة مذبح.)
لكيلا يحار أي امرئ فيمن أكون، سأخبركم باختصار. أنا إله هذه الأسرة التي رأيتموني أخرج من بيتها. لي عدة سنوات أملك هذا المسكن وحفظته لأبِ وجَدِّ ساكِنه الحاليِّ. فقد توسل إليَّ الجدُّ وعهِد إلى أمانتي في السر التامَّة بكَمية كبيرة من الذهب دفَنها في وسط الوطيس، ورجاني في أن أحرسها له. وعندما وافته منيَّته، لم يُطِق — وهو الجشِع الأناني — أن يُطلع ابنه على مكان ذلك الكَنز، وآثر أن يتركه بغير درهم واحد على أن يخبره بموضع هذا الذهب. ولكنه ترك له بعض الأراضي القليلة حيث يمكنه أن يكِدَّ ويتعب للحصول على قوته الحقير.
بعد موت ذلك الذي عهِد إلى حراستي بالذهب، بدأت أفكر فيما إذا كان الابن سيوقرني أكثر من أبيه. وتقريرًا للحقيقة، أخذ إهمال الابن يزيد ويزيد بخطوات واسعة، وأبدى لي احترامًا أقل مما كان يبديه والده. وقمتُ بالحراسة له كما فعلتُ لوالده. ثم مات، تاركًا ابنًا هو الذي يشغل هذا البيت في الوقت الحاضر، وإنه لمن نفس قالب أبيه وجده. لهذا الرجل ابنة واحدة، وهي تصلي وتتوسل إليَّ يوميًّا وباستمرار، بالهدايا اليومية من البَخور والخمر وما إليهما، وتقدِّمُ لي أكاليل الزهور. ولذلك جعلتُ يوكليو يكتشف الكَنز هنا، إكرامًا لخاطرها، حتى يسهل عليه أن يُوجِد لها زوجًا إذا أراد. إذ اعتدى على عفافها شاب من طبقة عالية جدًّا. إنه يعرف من تكون هذه التي ظلمها، أما هي فلا تدري من هو، وأما والدها فلا يعرف شيئًا عن المسألة كلها.
(يخرج.)