الفصل الأول

المنظر الأول

(أثينا، شارع به منزلا باكخيس ونيكوبولوس جنبًا إلى جنب.)

الجزء الأول من هذه المسرحية مفقود، ما عدا بضع شذرات مع الجزء الأخير من مسرحية «جرة الذهب». وهناك ملخص ليو Leo، عنه:
تسلَّم بستوكليروس خطابًا من صديقه منيسيلوخوس المقيم بإفيسوس Ephesus يطلب مساعدته في موضوع غرامه. لقد أسرت قلبه فتاة هناك تدعى باكخيس، استأجرها ضابط بحري اسمه كليوماخوس لمدة سنة وصحبها معه إلى أثينا. فيطلب منيسيلوخوس من صديقه البحث عن باكخيس وإخلاء طرفها من عند الضابط … تذهب خادمة «باكخيس أثينا» إلى الميناء وتعود إلى سيدتها فتخبرها بأن شقيقتها «باكخيس ساموس» قد وصلت. وتأتي هذه الشقيقة مع أحد عبيد الضابط. وتلتقي الشقيقتان بستوكليروس الذي كان يبحث عن معشوقة صديقه، وتعوِّلان على الإفادة منه.

الشذرات

(١) ذوو التكوين الذهني الصحيح يحتشمون ويلتزمون جانب اللياقة الأدبية.

(٢) تعمل الأغلال والسياط في الطاحون، وتزيد القسوة المخفية فظاعة فوق فظاعة.

(٣) اكنسها بمكانسك. هيَّا، وكن مرحًا.

(٤) فلينادِ أحدٌ ما ذلك الشرير الوضيع كي يأتي بغَروبٍ (جردل) وبعض الماء.

(٥) تشبه كل منهما الأخرى كما تتشابه قطرتان من اللبن.

باكخيس: إن اسمها مثل اسمي.

(٦) …

(٧) إنه مرتزق يبيع حياته بالذهب.

إنني لعلى يقين من أن تنفسه أعلى صَوْتًا من تيار الهواء الخارج من منفاخ الكير المصنوع من جلد الثور، عندما يصهر العمال الصخور في مصنع الحديد.

من أين تظنه قد أتى؟

يُحتمل أنه جاء من براينيستي Praeneste، كما يتضح من زهوه.

(٩) لا أظن أن شهرة هذه المدينة تدل دائمًا على الشخص.

المراسلة: لن أدعكِ تأخذين أجرًا سنويًّا من أي فرد.

(١٠) آخر غيره، أو تضعين رأسك بجانب رأس أي شخص.

(١١) إنهم حثالة الرجال.

(١٢) يا قلبي، ويا أملي، ويا عسلي، وحلاوتي، وطعامي، وبهجتي.

(١٣) اسمحي لي بأن أحبكِ.

(١٤) أهو كيوبيد، أو الحب، الذي يثور بداخلك؟

(١٥) يقولون إن أوليسس Ulysses لقي وقتًا عصيبًا وهو بعيد عن الوطن لمدة عشرين سنة، يطوف بالبلاد. بيد أن هذا السيد الشاب يفوق أوليسس بمراحل، وهو يطوف داخل أسوار المدينة هنا.

(١٦) مهما كان اسمها (أو اسمه).

بستوكليروس: إنها فتاة شغلت قلب صديقي الحميم باستمرار.

(١٧) وقلبي.

(١٨) لأنني أعتقد أنكِ تستطيعين جذب قلب أي شخص تريدين.

(١٩) ولكن إذا حدث أن استولت القوادة على خيالك، وجب أن تفكر في الثمن أو الأجر الذي تتقاضاه أنت، حتى لا تجري ورائي في ذلك الوقت من الحياة بدون فائدة.

(٢٠) عربي.

(تقف باكخيس وشقيقتها معًا تتحدثان، بينما يقف بستوكليروس بعيدًا.)

باكخيس : ماذا لو أمسكتِ لسانك عن الكلام إن أمكن وتركتِني أتكلم؟
شقيقتها : رائع! بكل وسيلة.
باكخيس : وفي حالة ما إذا هجرَتْني ذاكرتي، لاحظي أن تهبِّي لنجدتي يا أختاه.
شقيقتها : رحماك بي يا رب! إنني أخشى أن أفتقر إلى المشورة الحكيمة، أنا نفسي.
باكخيس (ضاحكة) : رحماك بي يا رب! وإنني أخشى أن يعجز البلبل الصغير عن الغناء. هيَّا (تتقدم أمامها نحو بستوكليروس).
بستوكليروس (هامسًا، بعصبية) : ماذا تدبر هاتان الفتاتان، هاتان الشقيقتان المومستان المتشابهتا الاسم؟ (بصوتٍ عالٍ، محاولًا الظهور بمظهر الرجل العربيد) علامَ عوَّلتما، أيتها الفتاتان، في هذه الجلسة؟
باكخيس : على شيء جميل.
بستوكليروس : أقسم بجوف! هذا أمر غير عادي في مهنتكما!
باكخيس (في حزن ظاهر) : ما من شيء أكثر تعاسة من المرأة!
بستوكليروس : وماذا يجب أن يكون هكذا، في رأيك؟
باكخيس : إن شقيقتي هذه ترجوني في أن أجد لها شخصًا يقف إلى جانبها، حتى إن ضابطنا … حتى إنه يأخذها معه إلى وطنه بعد أن تقضي مدتها. قف إلى جانبها وساعدها في هذا الأمر يا عزيزي.
بستوكليروس : أقف إلى جانبها وأساعدها؟ وكيف ذلك؟
باكخيس : أن تساعدها في العودة إلى وطنها بعد أن تتم مدة خدمتها، حتى لا يجعلها خادمته. فلو كان معها من المال ما ترده له، لسرَّها أن تتركه وتعود.
بستوكليروس : وأين هذا الرجل الآن؟
باكخيس : سيكون هنا بعد لحظة على ما أعتقد. ولكن بوسعك معالجة هذا الأمر بطريقة أفضل، في بيتنا؛ نعم، اجلس في ذلك المكان وانتظر حتى يأتي. (في إغراء) ستحتسي قدحًا من المشروب، وبعد ذلك أعطيك ألذ أنواع القبلات أيضًا.
بستوكليروس : ليست هذه الألفاظ المعسولة سوى شَرَك للطير.
باكخيس : ولماذا تقول ذلك؟
بستوكليروس : لأن كليكما هنا وراء حمامة واحدة تريدان صيدها. (بصوت منخفض) يا للعنة! إن الأغصان المطلية بالمادة اللزجة (المُخَّيْط) تداعب جناحيَّ. (بصوت مرتفع وبحدة) أيتها السيدة، أرى أن هذا أمر ليس في صالحي، أن أبقى بمنزلكِ.
باكخيس : فلتبارك الآلهة قلبك، ولماذا هذا؟
بستوكليروس : نعم يا باكخيس، فإني أخاف الباكِهانتيات، وبيتك الذي هو ماخورة باكِهانتية.
باكخيس : وكيف يكون ذلك؟ ممَّ تخاف؟ أيغريك الفِراش على العبث معي؟
بستوكليروس : لست أخشى الفِراش بقدر ما أخشى من فيه. إنكِ حيوان بالغ الخطر. فإن مغاور الظلام لا تصير شابة مثلي.
باكخيس (في جدية تامة) : إذا حدَّثَتْك نفسك بأن تفعل معي شيئًا من العبث، منعتُك أنا نفسي. والسبب الذي أريدك أن تكون بمنزلي من أجله، عندما يأتي الضابط، حتى لا يؤذيها (تشير إلى شقيقتها) أي شخص أو يؤذيني وأنت معنا. ستمنع أي إيذاء لنا، وتساعد صديقك الحميم في الوقت ذاته. وعندما يأتي ذلك الرجل الحربي سيظنني معشوقتك. هيَّا، هيَّا يا عزيزي، لماذا تلزم الصمت هكذا؟
بستوكليروس : لأن ألفاظكِ هذه ذات رنة جميلة، ولكن إذا تمعَّن فيها المرء وقلَّبها، وجدها شائكة تخترق القلب وتنفذ منه، وتسكب الثورة فيه، وتُعجز الشخصية ذات السمعة الطيبة.
شقيقتها : لماذا تخاف منها؟
بستوكليروس : لماذا أخاف منها؟ أيدخل شاب صغير السن مثلي مدرسة للتربية البدنية من هذا النوع (يشير إلى بيت باكخيس)، حيث يَعرَق الرجل حتى يصير رث المنظر؟
باكخيس (في إعجاب متصنَّع) : يا لها من عبارات بارعة، تلك التي تقولها!
بستوكليروس : حيث يصير سيفي درقة سُلَحْفاة، وخُوذتي طاسًا للخمر، وقبعتي إكليلًا منسوجًا، ورمحي علبة لزهر النرد، ودرعي ثوبًا محشوًّا بزَغَب الريش؛ حيث أُعطَى فراش حصان وإلى جانبي فتاة قبيحة قبيحة أستخدمها تُرسًا لي! إذن فعلى الوقار السلام!
باكخيس : إنك قاسٍ علينا!
بستوكليروس : إنني قاسٍ على نفسي.
باكخيس : إذن يجب علينا إلانَتُك. نعم، حقًّا، سآخذك إلى البيت، في يدي، أنا نفسي، (تداعبه) من هذا الطريق.
بستوكليروس (يستسلم لها بعد تردد) : إن عمل يديك بالغ النفقات.
باكخيس : تظاهرْ بأنك تحبني.
بستوكليروس (مبتسمًا) : أأتظاهر بالمرح، أو كما لو كنتُ أريد عملًا جديًّا؟
باكخيس (تؤنبه) : هيَّا، هيَّا! هذا ما سنفعله خيرًا من كل شيء. عندما يصل الضابط أريدك أن تعانقني بعنف.
بستوكليروس : وما جدوى ذلك؟
باكخيس : أريده يراك تفعل هذا. إنني أعرف ما أفعله.
بستوكليروس : يا لله! وأنا أعرف ما أخافه. ولكني أقول …
باكخيس : حسنًا؟
بستوكليروس : وماذا لو فوجئتُ بوليمة أو حفل لاحتساء الخمر في بيتك، أو حفل عشاء — تلك الأمور العادية في الأماكن التي مثل بيتك — ماذا يكون موقفي إذن؟
باكخيس : بجانبي يا عزيزي؛ شاب لطيف وفتاة لطيفة، جنبًا إلى جنب. سيكون هذا موقفك في بيتي دائمًا، مهما جئتَ على غير انتظار. في أي وقت ترغب في قضاء وقت سعيد، ما عليك إلا أن تقول: «أعطني مكانًا مريحًا يا عزيزتي المورِّدة» أُعطكَ مكانًا جميلًا ترتاح فيه.
بستوكليروس (بصوت نصف منخفض) : هذا تيار سريع الجريان، صعبٌ العبور هنا!
باكخيس (بصوت منخفض) : نعم، إنني أنوي ذلك! وإنه لتيار يتحتم عليك أن تفقد فيه شيئًا، أيها الشاب! (بصوت مرتفع) أعطني يدك، وهيَّا بنا (تحاول أن تمسك يده).
بستوكليروس (ينسحب إلى الخلف) : كلا، لن أُقْدم على شيء من هذا!
باكخيس : ولمَ لا؟
بستوكليروس : لأنه لا يمكن تقديم شيء أكثر إغراءً للشاب من هذه المجموعة: خمر، وفتاة، وسهرات.
باكخيس : حسنًا إذن، لا أهتم لشيء قط إلا خاطرك، الحقيقة أنني لا أهتم بسواه. لنتأكد من أنه سيسافر بها، ولكن لا تقترب مني إذا لم تكن لك رغبة في ذلك. (تنظر إليه بحسرة وبتوسل.)
بستوكليروس (بصوت شبه منخفض) : إذن، فلستُ أنوي إطلاقًا. أليست لدي قدرة على ضبط نفسي؟
باكخيس : وماذا يخيفك؟
بستوكليروس (يتوقف برهة ثم يقول في حماس) : لا شيء! مجرد خزعبلات! إنني أسلِّم إليكِ نفسي يا سيدتي، إنني مِلْكُ يديكِ؛ مُريني.
باكخيس : يا لك من غلام ظريف! (تربت على ظهره) والآن، هذا ما أريدك أن تفعله. سأقدم حفل عشاء لشقيقتي احتفالًا بمجيئها. سأخبرهم بأن يُحضروا لك بعض النقود على الفور، فتنفق على ما يلزم للحفل ليكون رائعًا فاخرًا (تستدير لتنادي خادمًا من الداخل).
بستوكليروس (بلهفة) : سأتحمل نفقات الحفل أنا نفسي. لا يليق أن تمنحيني وقتًا سعيدًا، في رقة وعطف من جانبكِ، وتدفعي نفقات ذلك الوقت السعيد أيضًا.
باكخيس (تشير بطرف عينها إلى شقيقتها في خبث) : ولكني لا أريد أن يكلفك هذا شيئًا.
بستوكليروس : اسمحي لي بدفع النفقات.
باكخيس : حسنًا جدًّا، إذا كانت رغبتك هي هكذا حقًّا. أسرع إذن يا عزيزي.
بستوكليروس (مُدلِّلًا) : سأعود قبل أن أكُفَّ عن حبكِ.

(يخرج بستوكليروس.)

شقيقتها : ستحتفلين بقدومي احتفالًا رائعًا يا أختاه.
باكخيس : أحقًّا ما تقولين؟ لماذا تقولين هذا؟
شقيقتها : هذا شيء لطيف في خيط الشصِّ (تبتسم نحو ظهر بستوكليروس الخارج) لقد استقرتْ قدماك على الأرض اليوم، أعتقد هذا، على الأقل.
باكخيس : نعم، لقد أمسكتُ به تمامًا. والآن يجب أن أساعدكِ في موضوع منيسيلوخوس، يا عزيزتي، حتى يمكنك الحصول على شيء من المال هنا بدلًا من الذَّهاب مع الضابط.
شقيقتها : أتمنى لو تفعلين هذا.
باكخيس : سننظر في هذا الأمر. (تذهب نحو البيت) الماء ساخن، هيَّا بنا ندخل البيت حتى تستحمي، إذ بعد رحلتكِ البحرية هذه أجرؤ على القول بأنكِ تشعرين بالتعب.
شقيقتها : أكثر تعبًا، أو أقل، يا أختاه.
باكخيس : هيَّا، معي، لنرقد ونستريح.

(تخرجان.)

المنظر الثاني

(بعد أن تمر ساعة.)

(يدخل بستوكليروس، يتقدمه عبدان يحملان الأطعمة والزهور ونحوها، يتبعهم لودوس.)

لودوس (بلهجة المتسلط) : ظلِلتُ أتبعك لبعض الوقت، في سكون، منتظرًا لأرى ما تقصده مع هذه الفئة. (يشير إلى العبيد وإلى ما يحملون) فليحبني الرب، أعتقد أن لوكورجوس Lycurgus١ نفسه لا بد أن يزلَّ هنا. إلى أين تذهب الآن. وأنت منطلق في هذا الطريق مع مثل هذه القافلة؟
بستوكليروس (يشير إلى باب بيت باكخيس) : هنا.
لودوس : ماذا تعني بكلمة «هنا»؟ من يقيم هنا؟
بستوكليروس (مغتبطًا) : الحب، والبهجة، وفينوس، والرشاقة، والمرح، والتهريج، والجمال، والحديث الحلو، والقبلات من الزغلولات الفاتنات!
لودوس (مرتاعًا) : وأية معاملة لك مع مثل هذه الربَّات الخبيثات الشريرات؟
بستوكليروس : السيئ هو من يقول السوء عن الأخيار؛ إنك تجدِّف على الآلهة، هذا خطأ.
لودوس : تقصد أن تقول إن هناك إلهًا اسمه «قُبلة من الزغلولات الفاتنات»؟
بستوكليروس : أتعني أن تقول إنك لم تعتقد قط بأن هناك إلهًا بهذا الاسم؟ أي لودوس، إنك لبربري! كنتُ أظنك أعقل كثيرًا من طاليس Thales، ولكن ها أنت ذا أغبى من الطفل البربري الرضيع الذي تحمله أمه في ذراعيها. أتكون بهذه السن، ولا تعرف أسماء الآلهة!
لودوس : لا أحب هذه الزخارف الجوفاء.
بستوكليروس : حسنًا، لا أحد أحضرها لك، إنها جاءت لي، وإنني لأحبها.
لودوس : أبدأتَ، حقيقة، بأن ترد عليَّ بردود بارعة؟ أنت الذي يليق بك أن تلزم الصمت، حتى ولو كان لك عشَرة ألسُن؟
بستوكليروس : لسنا تلاميذ إلى الأبد يا لودوس. الشيء الوحيد الذي أفكر فيه الآن هو أن يستطيع الطاهي أن يعمل من هذه الأطعمة اللذيذة أطباقًا شهية كما تتطلب جودتها ذلك.
لودوس : لقد طرحتَ نفسك، الآن، جانبًا، وطرحتني معك وأضعتَ مجهودي، أنا الذي أسديتُ إليك خير النصائح مرات عديدة، ولكن ذهبت كلها أدراج الرياح!
بستوكليروس : ألقيتُ بمجهودي، أنا نفسي، في نفس الموضع الذي ألقيتَ فيه مجهودك، ليست طريقتك في التعليم ذات فائدة لكلينا.
لودوس : يا له من صدر عنيد بالغ الفظاظة!
بستوكليروس : يا لك من مُضايِق: صهٍ، وتعال معي يا لودوس.
لودوس : أرجوك أن تنظر برفق إلى هذا! لم يعُدْ يناديني «مؤدِّب»، وإنما مجرد لودوس.
بستوكليروس : ليس هذا هو الشيء المناسب، إنه شيء في غير موضعه، عندما يكون الرجل الذي أحضر كل هذه الأشياء بداخل البيت هناك، وعلى الأريكة مع معشوقته يوسعها تقبيلًا، وحواليه ضيوف آخرون، ويكون «مؤدبه» هناك في حضرتهم.
لودوس (مرتاعًا) : باسم السماء! هل اشتُريتْ مثل هذه الأطعمة لمثل هذه العربدة؟
بستوكليروس (مثرثرًا) : طبعًا، العبد في التفكير والرب في التدبير.
لودوس : أتتخذ لك معشوقة، أنت؟
بستوكليروس (في حماس) : ما إن تبصرها حتى تعرف!
لودوس : كلا البتة! لن تكون لك معشوقة، لن أسمح بذلك. (يمسك بذراع بستوكليروس ويحاول أن يعود به) اذهب إلى البيت في هذه اللحظة.
بستوكليروس (يجذب نفسه منه) : دعني وشأني يا لودوس، و… (مهدِّدًا) واحذر خلق المتاعب.
لودوس : ماذا؟ «احذر خلق المتاعب؟»
بستوكليروس : لقد كبِرتُ الآن، ولم أعد صغيرًا لتمثل معي دور المؤدب أو المعلم، في هذه الأيام.
لودوس (في حسرة) : أيتها الحفرة، أين أنتِ الآن؟ كم يسرني أن آخذك لنفسي! إنه لمن الخير أن أموت ولا أعيش لأرى هذا! أيهدد التلميذ معلمه؟
بستوكليروس : سأكون هرقل، وأنت لينوس Linus.٢
لودوس : رحماك أيتها السماء العظمى! إن أخوف ما أخافه هو أن تضطرني أفعالك إلى أن أكون فوينيكس Phœnix،٣ وأحمل إلى والدك نبأ موتك.
بستوكليروس (وقد نفد صبره) : كُفَّ عن حكاياتك!
لودوس : لقد ضاع من أجل العار! رَحْمتكِ أيتها السماء العظمى! لم تُفِد شيئًا جديرًا بسنك هذه، من اكتساب هذه الوقاحة. لا يُرجى لهذا المخلوق أي إصلاح! ألم يخطر ببالك قط أن لك أبًا؟
بستوكليروس : مَن الخادم فينا؟ أأنا خادمك أم أنت خادمي؟
لودوس : كان معلمًا شريرًا، ذلك الذي لقنك هذه الدروس، ولستُ أنا! إنك تلميذ أكثر لياقة في مثل هذه الأمور. لقد أضعتُ مجهودي وأنا أعلمُك.
بستوكليروس (ببرود) : لقد تركتُك تثرثر بكل ما في قلبك، إلى الآن، يا لودوس. والآن صهْ عن هذا الكلام. اتبعني في هذا الطريق، واحتفظ بلسانك داخل فمك.

(يخرجان ويدخلان بيت باكخيس، ولودوس متردد.)

١  المصلِح الإسبَرطي.
٢  قُتل لينوس بيد تلميذه هرقل.
٣  ذهب فوينيكس، مؤدب أخيل Achilles، وحمل إلى والده بيليوس Peleus خبر مقتل ابنه أخيل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤