ملحق خاص بأسماء الأعلام والبلدان الواردة بهذا الكتاب

أبولو Apollo

أحد آلهة الإغريق الكبار. ويسمى أيضًا فويبوس Phoebus. هو ابن زوس وليتو وشقيق توءم لأرتيميس ربة الصيد. وهو رب الشمس والتنبؤ والشعر والموسيقى، ورب الشفاء والطهارة، ومؤسس المدن والمستعمرات، وإله الشباب الفتيِّ. ولقد كانت لكلٍّ من هذه المهن مستلزماتها. فالقوس والسهم والجعبة للعقاب، والمزمار والعود للغناء والموسيقى. والركيزة ذات الثلاثة القوائم إشارة إلى وحيه. أما إكليل الغار أو غصنه فجائزة النصر. وعصا الراعي تشير إلى خدمته كحامٍ لحمى القطعان.
والحيوانات المتصلة به هي الثعبان والغراب والفأر والديك والنسر والذئب والبجعة والدلفين والجرادة. والأماكن الرئيسية المتعلقة بالإله هي ديلوس مسقط رأسه، ودلفي أشهر الأماكن لكهنته، البوثيان التي لعبت دورًا رئيسيًّا في الحياة العامة والخاصة في العصور الموغلة في القدم؛ ففي الأولى كانت تقام الألعاب الديليانية Delian games مرة كل خمس سنوات، وفي الثانية الألعاب البوثيانية Pythian games مرة كل أربع سنين.

كان أبولو المثل الأعلى للجمال الإغريقي والفتوة عند الشباب وكان يمتاز بخصلات شعره الذهبية. وهو كقوَّاس كان يصوَّر دائمًا عاريًا حاملًا قوسه، وكإله للشمس كان يجلس في عربته العسجدية التي تجرها الجياد المجنحة ترافقه الساعات والفصول. وكإله للموسيقى كان يرتدي عباءة طويلة فَضفاضة ويتوِّج رأسه إكليلٌ من الغار ويحمل القيثارة.

وبمعنًى أرقى، كان أبولو معتبرًا شافيًا ومُخلِّصًا. ومنذ عصر غابر، امتزجت صفاته الجسدية البحتة بصبغة قوية من الصفات الأخلاقية، وبذا صار إلهُ الضوء ربًّا للطهارة العقلية والخُلُقية. وتبعًا لهذا غدا إلهَ النظام والعدالة والشرعية في الحياة البشرية. وبهذه الصفة يضرب على أيدي المذنبين ولا يرحمهم.

أتريوس Atreus

ابن بيلوبس وهيبوداميا وحفيد تانتالوس. قتل أخاه غير الشقيق خروسيبوس Chrysippus بمساعدة شقيقه ثويستيس Thyestes. ولكي يتحاشى هذان الأخوان غضب والدهما، هربا إلى زوج أختهما سثينيلوس Sthenelus ملك موكيناي الذي أعطاهما ميديا ليقيما فيها. وقد قُتل يوروسثيوس Eurystheus شقيق حاميهما في معركة مع الهرقيلداي. ظل أتريوس ملكًا على موكيناي التي أعطاه إياها يوروسثيوس، وبقي محتفظًا بها بفضل امتلاكه حَمَلًا ذهبيًّا أخذه من هيرميس لغرض إثارة الشقاق في بيت بيلوبس والانتقام لموت ابنه مورتيلوس Myrtilus. بَيْد أن ثويستيس ارتكب الفحشاء مع أيروبي Aerope زوجة أخيه وابنة ملك كريت، وبمساعدتها حصل على الحَمَل الذهبي وعرش المملكة. غير أن زوس أعاد الشمس والقمر في طريقهما علامةً على الحق والباطل. وعلى ذلك استعاد مملكته وطرد ثويستيس. ولكي ينتقم ثويستيس من أتريوس، أرسل ابن أتريوس الذي كان قد أحضره معه من موكيناي، على أنه ابنه، أرسله ليقتل أتريوس، ولكن أتريوس قتل هذا الولد، ويُدعى بلايسثينيس Pleisthenes غير عارف أنه ابنه. ولكي يرد أتريوس كيد أخيه، أحضره من منفاه مع أسرته وقدم له وليمة من أعضاء أبنائه. فهرب ثويستيس، وأصاب البلاد جدب وقحط. وطاعة لأمر وحي ذهب أتريوس ليبحث عنه، ولكنه لم يجد غير ابنته بيلوبيا، فتزوجها، وربى ابنها أيجيسثوس Aegisthus من أبيها ثويستيس، وتبناه. وكان مقدرًا لهذا الولد أن ينتقم لأبيه. بعد ذلك عثر أجاممنون ومينيلاوس على ثويستيس فأحضراه إلى موكيناي، فحُبس، وأُمر أيجيسثوس بأن يقتله. فتعرف عليه ثويستيس من السيف الذي كان يحمله، وأخبره بأنه ابنه، واقترح عليه أن يقتل أتريوس. وإذ فزعت بيلوبيا لاكتشاف ابنها حقيقة مولده من الزنا بالمحرمات، أغمدت السيف في صدرها. فأخذ أيجيسثوس السيف وهو يقطر دمًا إلى أتريوس، ليبرهن له على أنه أنجز مهمته. وبعد ذلك هجم عليه هو وثويستيس وهو منهمك في تقديم ذبيحة شكر للآلهة على ساحل البحر. وعلى ذلك قبض ثويستيس وأيجيسثوس على السلطة في موكيناي وطردا أجاممنون ومينيلاوس خارج البلاد.

أما القصة الثانية فلا تعرف شيئًا من هذه الفظائع. ويقول هوميروس إن بيلوبس تسلَّم الصولجان من زوس بواسطة رسوله هيرميس، ثم تركه لأتريوس، الذي تركه بدوره لثويستيس. فتنازل عنه هذا الأخير إلى أجاممنون. ويشير هسيود إلى ثروة أفراد بيت بيلوبس، ولكنه يصمت عن بقية القصة.

أجاكس Ajax

ابن تيلامون السالاميسي، والأخ الشقيق لتيوكير Teucer. ويسمى أياس Aias الأكبر لأن رأسه وكتفيه كانت ترتفع، وهو واقف، عن بقية أبطال الإغريق الآخرين. أحضر اثنتي عشرة سفينة إلى طروادة حيث برهن على أنه لا يبذ قوة وشجاعة غير أخيل. وعندما امتنع أخيل عن القتال كان أجاكس هو محط آمال الآخيين Achaeans، ولا سيما عندما استولى الطرواديون على معسكرهم عَنوة وتقدموا بالمعركة نحو السفن. وعند القتال حول جثة باتروكلوس، غطى هو وأجاكس بن أويليوس، مينيلاوس وميريونيس Meriones وهما يحملان زميلهما الصريع.
وعندما قدمت ثيتيس أسلحة أخيل ودرعه جائزةً للأكْفاء، لم يُحكم بهما لأجاكس، وإنما لمنافسه الوحيد أوديسيوس. ويشهد الأسرى الطرواديون بأن دهاء أوديسيوس أحدث بهم أضرارًا تفوق ما أحدثته بهم شجاعة أخيل. عندئذٍ، تبعًا للأسطورة بعد الهومرية، قتل أجاكس نفسه كمدًا وغيظًا. وهذا شعور لا يزال يحمله ضد أوديسيوس حتى في العالم السفلي. وتقول الأسطورة اللاحقة إن الإهمال عمل على جنونه فظن قطعان المعسكر خصومه فأعمل فيها التقتيل، وعندما ثاب إلى رشده، ذُهِلَ لبشاعة ما فعل فسقط على سيفه هديةً لهكتور بعد المبارزة بينهما. فنبتتْ من دمه الزنبقة الأرجوانية التي يمكننا رؤية الحروف الأولى من اسمه Ai, Ai على وريقاتها التويجية. ويقوم تمثاله فوق الجبل الساحلي الرويتياني Rhœtean، حيث كان قد عسكر أمام طروادة، وعليه ترتطم الأمواج فتغسل أسلحة أخيل المرموقة بعد تحطُّم سفينة أوديسيوس. وبصفته البطل القومي لسالاميس، أقاموا له معبدًا وتمثالًا فيها، وعيدًا سنويًّا يسمى الأيانتيا Aianteia، وعُبد في أثينا حيث سميت قبيلة أيانتيس Aiantis باسمه. وكان المعتقد أنه بقي أيضًا مع أخيل بجزيرة ليوكي.

أجاممنون Agamemnon

الأتريدي، أي ابن أتريوس، وشقيق مينيلاوس. وإذ طرد ثويستيس هذين الأميرين الشابين من موكيناي بعد مقتل أتريوس، فرَّا إلى إسبرطة حيث زوجهما الملك تونداريوس Tyndareos بابنتيه، كلوتايمنيسترا زوجة لأجاممنون، وهيلينا لمينيلاوس. وبينما ورِث هذا الأخير مملكة حَمِيه، لم يطرد أجاممنون عمَّه من موكيناي فحسب، بل وسع ممتلكاته حتى إنه في الحرب ضد طروادة لاستعادة هيلينا، عُهد إليه بالقيادة العامة كأقوى ملك في بلاد الإغريق طُرًّا. قَدَّم مائة سفينة مزودة بالمحاربين، علاوة على ستين سفينة أعارها للأركاديين (عن تضحيته بابنته إيفيجينيا في أوليس). وهو في هوميروس، واحد من أشجع المقاتلين أمام طروادة. ومع ذلك فلم يسمح لخروسيس Chryses، كاهن أبولو، بأن يفتدي ابنته خريسايس التي كانت من نصيب أجاممنون كجائزة حرب، فيجلب وباءً على الجيش الإغريقي، الذي كاد أن يدمره بأخذه بريسايس جائزة أخيل الذي جلس، منذ ذلك، في خيامه غاضبًا، ورفض أن يقاتل. وبعد سقوط طروادة، عاد أجاممنون إلى وطنه بأسيرته الأميرة كاساندرا Cassandra. غير أن أيجيسثيوس، عاشق زوجته يقتله عند العشاء، هو ورفقاءه، بينما قتلت الملكة بنفسها، كاساندرا. هكذا كانت رواية هوميروس. أما الشعراء التراجيديون فيجعلون كلوتايمنسترا تنتقم لذبح ابنتها بأن ترمي شبكة حول أجاممنون وهو يستحم، بمساعدة أيجيسثيوس. ويذكر هوميروس أن أولاده، هم: إفياناسا Iphianassa، وخروسوثيميس Chrysothemis، ولاوديكي Laodice   وأوريستيس Orestes. أما الأسطورة اللاحقة لهذه فتضع إيفيجينيا وإليكترا مكان إفياناسا ولاوديكي. عُبد أجاممنون كبطل.

أرجوس Argus

  • (١)
    ابن إناخوس Inachus أو أجينور أو أريستور؛ أو تبعًا لرواية أخرى، هو عملاق مولود من الأرض، له عيون في كل جزء من جسمه ومن ثم سُمي بانوبتيس Panoptes، أو الذي يرى كل شيء. كلفته هيرا بمراقبة إيو Io عندما حُوِّلت إلى بقرة، غير أن هيرميس، رسول الآلهة، بأمر من زوس، أنام كافة عيونه بسحر عصاه السحرية وقيثارته، وقطع رأسه بسيف مِنْجليِّ الشكل. وبذا صار اللقب أرجيفونتيس Argeiphontes يعني «قاتل أرجوس». فوضعت هيرا عيون حارسها الميت في ذيل طائرها المقدس، الطاووس.
  • (٢)
    ابن فريكسوس وخالكيوبي ابنة أييتيس. يقال إنه أتى إلى أورخومينوس موطن والده، وبنى سفينة الأرجو التي سُميَتْ باسمه. وتبعًا لرواية أخرى تحطمت سفينته مع إخوته عند جزيرة أريتياس Aretias وهم في طريقهم إلى بلاد الإغريق، ومن ثم نقلهم بحارة الأرجو إلى كولخيس.

أخيل Achilles

ابن بيليوس Peleus من الحورية ثيتيس Thetis وحفيد أياكوس Aeacus، ابن حفيد زوس، كبير الآلهة. وتبعًا لهوميروس ربته والدته حتى بلغ مبالغ الرجال وكان صديقًا حميمًا لابن عمه الأكبر بتروكلوس Patroclus، ابن مينويتيوس Menœtius الأخ غير الشقيق لأياكوس.
تعلم أخيل فنون الحرب والفصاحة على يد فوينيكس Phœnix، كما تعلم فن العلاج على يد القنطور خيرون Chiron جد أمه. بيد أن الأساطير اللاحقة لهذه تضيف أشياء أخرى لقصة شبابه. ولكي تجعله أمه خالدًا كانت تدهنه بالأمبروسيا نهارًا وتضعه فوق النار ليلًا لتتلف أي عنصر بشري ورثه عن أبيه. حتى إذا كان ذات ليلة جاء بيليوس فوجد ابنه يُشوَى فوق النار فأقام الدنيا وأقعدها. فغضبت الربة لإحباط خطتها، فهجرت الزوج والابن وعادت إلى بيتها مع النيرياديات Nereїds، وتبعًا لأسطورة لاحقة لهذه، غطَّست ثيتيس طفلها في مياه نهر ستوكس Styx، وبذا أعطته مناعة ضد الجروح ما عدا عَقِبه الذي أمسكته منها فلم يمسها الماء. بعد ذلك أخذ بيليوس ابنه العديم الأم إلى خيرون فوق جبل بيليون Pelion، فأخذ هذا يطعم الطفل أمعاء الأسود والخنازير البرية ونخاع عظام الدببة ودربه على جميع فنون الفروسية والرشاقة. فلما بلغ ذلك الطفل السادسة من عمره كان قويًّا وسريعًا حتى كان يقتل الخنازير البرية والأسود ويصطاد الوعول بغير شراك ولا كلاب صيد. أما عن دوره في الحملة الطروادية فتختلف الأساطير فيه اختلافًا بينًا. فتبعًا لهوميروس، يلبي أخيل وباتروكلوس من فورهما نداء نستور Nestor   وأوديسيوس Odysseus، ويسمح لهما والداهما عن طيب خاطر بالذهاب مع الحملة بمصاحبة العجوز فوينيكس. وتقول أسطورة لاحقة، إن ثيتيس رُوِّعت بنبوءة كالخاس Calchas القائلة بأن طروادة لن تسقط بغير أخيل. وإذ علمت أنه سيُقتل في تلك الحرب، أخذته وهو في التاسعة من عمره إلى جزيرة سكوروس Scyros حيث ارتدى ملابس الفتيات وتربى وسط بنات الملك لوكوميديس Lycomedes فأنجب من إحداهن المسماة ديداميا Deidameia، ولدًا سُمي نيوبتوليموس Neoptolemus. غير أن كالخاس يخونه ويفشي مكان وجوده، فذهب أوديسيوس، وبموافقة ديوميديس كشف الحجاب عن ذلك البطل الشاب. فتنكر أوديسيوس في زي تاجر، وعرض كثيرًا من الحلي النسائية أمام الفتيات، كما عرض ترسًا ورمحًا. وفجأة سُمع صوت البوق ينادي بالإسراع إلى القتال، فهربت الفتيات بينما أمسك أخيل بالأسلحة وأعلن عن لهفته إلى القتال. وعند أول نزول الأغارقة على الساحل الآسيوي، جرح أخيل تيليفوس Telephus، وفي ثاني نزول لهم على شاطئ طروادة جرح كوكنوس Cycnus. وقد جعله هوميروس رئيس أبطال الإغريق في طروادة، الذين جعلهم عطف هيرا Hera، زوجة زوس، وأثينا Athena، ربة الحكمة، وكفاءة أخيل، فوق مستوى صديق وعدو. لقد خُصَّ بجميع صفات البطولة، في مولده وجماله وسرعته وقوته وشجاعته. كان منقطع النظير، فما كان أحد يستطيع مقاومته، فإن مجرد رؤيته كانت تلقي الرعب في قلب عدوه. وإذا غضب ثار، وإذا حزن لم يكن معتدلًا في حزنه. بيد أن طبيعته من وراء ذلك كانت تميل إلى الرحمة والمحبة والكرم حتى مع أعدائه. وكانت محبته لوالديه بالغة وخصوصًا لوالدته، كما كان وفيًّا لأصحابه. قاد الأغارقة في التسع السنوات الأولى للحرب في رحلات للسلب والنهب حول طروادة، وخرَّب إحدى عشرة مدينة داخلية واثنتي عشرة مدينة ساحلية. أما أحداث السنة العاشرة فجعلته يحقد على أجاممنون الذي انتزع منه بريسايس Briseis، فكان هذا الحقد موضوع إلياذة هوميروس. فلما انسحب هو ورجاله من القتال، تقدم الطرواديون في هجومهم دون أن يلقوا مقاومة، واستولوا على معسكر الإغريق وأحرقوا سفنهم. وفي حدة الغضب، أعار باتروكلوس الأسلحة التي أعطاه إياها والده، وجعله يقود المورميدون إلى ساحة القتال. فطرد باتروكلوس الطرواديين غير أن هكتور Hector قتله وفُقدت أسلحته، ولو أن جثته استُعيدت. وأخيرًا تغلب على أخيل حزنه على صديقه وتعطشه للانتقام فنسي حقده على أجاممنون. وإذ أمده هيفايستوس Hephaestus، إله النار، بأسلحة جديدة رائعة، كطلب ثيتيس، ومن بين تلك الأسلحة الترس ذو الصنعة العجيبة، خرج إلى القتال ضد هكتور وهو يعلم حق العلم أنه سرعان ما سيسقط بعده. فأحدث فوضى بالغة في صفوف العدو حتى لم يبقَ هناك من يجرؤ على مواجهته خارج الأسوار سوى هكتور. وحتى هذا، ارتد على عقبيه فزعًا عندما أبصر أخيل. وبعد أن طارده ثلاث مرات حول المدينة، لحق به أخيل وغيَّبَ رمحه في جسمه، وجرَّه خلف عربته إلى المعسكر حيث ترك جثته فريسة للطيور والكلاب. ثم وضع جثة صديق شبابه، في أبهى مظاهر العظمة، فوق نفس كومة القبر التي ستضم رفاته هو نفسه، وأقام مباريات رياضية إلى خيمته سرًّا وقدَّم إليه هدايا ثمينة كفدية لاستعادة جثة هكتور. غير أن أخيل الذي ذكَّره الملك العجوز الشديد الحزن لدرجة الانهيار، بوالده، أرجع إليه الجثة بدون فدية، ومنحه هدنة قدرها أحد عشر يومًا كي يدفنها. وبعد أن قام بكثير من أعمال الشجاعة، لحقه المصير الذي اختاره هو لنفسه، إذ خُيِّر بين موت مبكر وشهرة خالدة، وبين عمر طويل مع حياة غير مجيدة. فأصابه سهم باريس Paris يقوده أبولو. وتبعًا لأسطورة لاحقة، جاءت الضربة في العقب الوحيدة القابلة للجرح، في معبد أبولو الثومبرياني Thympraean، حيث ذهب غير مسلح لكي يعقد زواجه على بولوكسينا Polyxena، ابنة بريام. اقتتل الطرواديون والأغارقة قتالًا عنيفًا طوال اليوم حول جثته، حتى أرسل زوس عاصفة أنهت القتال. بكى الأغارقة مدة سبعة عشر يومًا وسبع عشرة ليلة مع ثيتيس وربات البحار والمُوزِيات، هذا الفقيد، ثم أُحرقت الجثة وسط كثير من التقدمات والذبائح. وفي الصباح التالي وُضع رماد جثته ورماد جثة باتروكلوس، ورماد أنتيلوخوس Antilochus ابن نستور، الذي كان يحبه أخوه بعد حبه لباتروكلوس، في آنية ذهبية من صنع هيفايستوس وهدية من ديونيسوس Dionysus، إله الخمر، وأُودعت في المحراب الشهير القائم فوق قمة الجبل الساحلي سيجيوم Sigeum. تسكن رُوح أخيل الهوميري، كالأرواح الأخرى في العالم السفلي حيث رآها أوديسيوس مع رُوحي صديقيه.

أعياد كيريس Ceres Nuptiae

(انظر كيريس.)

الأكروبول Acropolis

معناه الحرفي = مدينة عليا. وهو الاسم الإغريقي لحصن مدينة أو معقلها. كان أكروبول أثينا قائمًا على هضبة صخرية يبلغ ارتفاعها ٢٠٠ قدم ويمتد مسافة ١٠٠٠ قدم من الشرق إلى الغرب، ومسافة ٤٦٠ قدمًا من الشمال إلى الجنوب. كان يسمى في الأصل كيكروبيا Cecropia باسم كيكروبس Cecrops جد الأثينيين الذي كان قبره ومحرابه في تلك البقعة. ويقع الإريخثيوم Erechtheum على الجانب الشمالي من الأكروبول. وهو المقر العام لعبادة قدامى آلهة أثينا: أثينا بولياس Polias وهيفايستوس وبوسايدون Poseidon   وإريخثيوس Erechtheus نفسه، الذي يقال إنه هو الذي أسس ذلك المعبد. ومن المحتمل أن يكون بيته في الجهة الشمالية الشرقية من الإريخثيوم. وكان بيزيستراتوس Pisistratus يسكن في الأكروبول، شأنه في هذا شأن الملوك الآخرين. وقد يكون أضاف محرابًا إلى معبد أثينا الذي عُرِف حديثًا أنه كان يقع جنوب الإريخثيوم. وإبان الحرب الفارسية في سنة ٤٨٠-٤٧٩ق.م. هدمت أسوار الحصن نفسه، غير أن كيمون Cimon أعاد بناءها. أما السور المحيط بسفح التل المسمى البيلاسجيكون Pelasgikon أو بيلارجيكون Pelargikon، ويُظن أنه من آثار السكان الأقدمين، فبقي مهدَّمًا. كذلك وضع كيمون أساس معبد جديد لأثينا على الجانب الجنوبي من التل. ثم بُدئ من جديد في بناء هذا المعبد، وأكمله بركليس Pericles على أفخم طراز وأطلق عليه اسم البارثينون Parthenon. كما زيَّن بركليس، في الوقت ذاته، المكان المؤدي إلى الجانب الغربي من الأكروبول بالبروبولايا Propylaea المجيدة، وبدأ في إعادة بناء الإريخثيوم على طراز جميل. كان هناك معابد أخرى كثيرة فوق الأكروبول، مثال ذلك: معبد أرتيميس براورونيا Artèmis Brauronia ويقع في الجانب الشمالي الشرقي من البروبولايا، ومعبد أثينا نيكي Nike الصغير الجميل في الجهة الجنوبية الغربية، والباندروسيوم Pandroseum المجاور لمعبد الإريخيثوم. كما كان هناك كثير من المحاريب، كمحراب زوس هوباتوس Zeus Hypatos، وعدد لا يحصى من التماثيل منها تمثال أثينا بروماخوس Promachos، مع تقدمات من النذور. ومن بين الكهوف الكثيرة في الصخور هناك، كهف على الجانب الشمالي كُرِّس لِبان Pan إله الغابة، وكهف آخر مكرس لأبولو إله الشمس.

ألكمايون Alcmaeon

ابن أمفياراوس Amphiaraus   وإريفولي Eriphyle. ولما قيده أبوه هو وأخاه أمفيلوخوس Amphilochus، ولم يزالا غلامين، عند رحيلهما في حملة السبعة ضد طيبة، بأن ينتقما له من أمهما الخائنة، رفض ألكمايون أن يشترك في الحملة الثانية وهي حملة الإبيجوني Epigoni حتى ينفِّذ واجبه البَنَويَّ أولًا. ومع ذلك فإذ رشا ثيرساندر Thersander أمه بثوب هارمونيا Harmonia، حثته على الذَّهاب. وإذ كان هو القائد الحقيقي في حصار طيبة، قتل ملكها لاوداماس Laodamas، وكان أول من دخل تلك المدينة المهزومة. وعند عودته إلى الوطن انتقم، بأمر أبولو الدلفي، لأبيه بأن قتل أمه بمساعدة أخيه، أو تبعًا لبعض الروايات بغير مساعدته. بيد أن ربات الانتقام الإيرينويس Erinyes انقضَّت عليه في الحال، فأخذ يهيم على وجهه شارد الذهن طلبًا للتطهر والمأوى. فطهره فيجيوس Phegeus، الذي موطنه بسوفيس Psophis الأركادية، من جريمته نصف تطهير، وزوَّجه ابنته أرسينوي Arsenoe أو ألفيسيبويا Alphesibœa، التي قدم إليها جواهر هارمونيا. غير أنه سرعان ما توقفت المحاصيل في الأرض عن الظهور وعاد إلى جنونه الأول حتى وصل بعد عدة تجوالات إلى مصب نهر أخيلوس Achelous حيث وجد، في جزيرة طافية، المملكة التي وعده بها الرب، ولم تكن موجودة من قبل عندما كانت تحل به لعنة أمه الميتة. وهكذا تطهَّر تطهُّرًا كليًّا، وتزوج كاليرهوي Callirrhœ، ابنة أخيلوس، فأنجب منها ولدين. وإذ لم يستطع مقاومة توسلات زوجته ليعطيها عِقد هارمونيا وثوبها، ذهب إلى فيجيوس في أركاديا، ورجاه في أن يعطيه هذين الكنزين، مدعيًا بأنه سيقدمهما في دلفي لكي يُشفى تمامًا من جنونه. فأخذهما، غير أنه عندما علم فيجيوس الحقيقة، أرسل ولديه في إثره ليتربصا له في الطريق ويسلباه الكنز وحياته. وبعد ذلك ثأر له ولداه من قاتلَيه هذين. تلقَّى ألكمايون، كأبيه، أمجادًا مقدسة بعد موته. فله محراب في طيبة، وقبر مقدس في بسوفيس.

ألكمينا Alcmena

ابنة إليكتروون وأناكسو، وزوجة أمفتريون التي هربت معه إلى طيبة بعد أن قتل أباها خطأ، والتي وافقت على الزواج منه لو انتقم لموت إخوتها فقط. زارها زوس أثناء غيابه في هيئة أمفتريون. وفي اليوم التالي عاد أمفتريون. فأنجبت من زوس هرقل الذي أخرت هيرا ميلاده تسعة أيام وتسع ليال وذلك لفرط حقدها. وفي الليلة التالية وضعت ألكمينا إفيكليس من أمفتريون.

الإليانيون Eleans

سكان بلدة على الساحل الغربي من لوكانيا Lucania كان قد أسسها الفوكيون Phocaeans، في عام ٥٤٠ق.م. على وجه التقريب.

إليس Elis

ولاية في الشمال الغربي من شبه جزيرة البيلوبونيز وترجع أهميتها الخاصة إلى وجود بلدة أوليمبيا في نطاقها. لعبت دورها في التاريخ كولاية ديمقراطية تنافس إسبرطة وتهددها تهديدًا شديدًا.

أمفتريون Amphitryon

ابن ألكايوس، وحفيد بيرسيوس، وملك تيرونز Tiryns. وجد عمه إليكتريون Elektryon، ملك موكيناي، فرصة للخروج في حرب انتقامية من بتيريلاوس Pterelaus ملك التافيين Taphians   والتيليبوانيين Teleboans في أكارنانيا والجزر المجاورة لها، إذ سرق أولاده مواشيه وقتلوا أبناءه جميعًا ما عدا الصغير ليكومنيوس Licymnius. فترك أمفتريون في مملكته وخطبه لابنته ألكمينا. وعندما عاد إليكتريون إلى مملكته قتله أمفتريون، إما في عراك أو في حادث، ولما طرده عمه الآخر سثينيلوس Sthenelus، هرب مع مخطوبته وأخيها ليكومنيوس إلى كريون Creon ملك طيبة خاله، وشقيق والدته هيبونومي Hipponome، فطهره من جريمة الدم ووعده بأنه إذا قتل أولًا الثعلب التاوميسياني Taumessian أن يساعده ضد بتيريلاوس، إذ لن تتزوجه ألكمينا حتى ينتقم لإخوتها. وإذ جعل الثعلب عديم الضرر بمساعدة كيفالوس Cephalus، سار بمصاحبة كريون وكيفالوس وأبطال آخرين ضد التيليبوانيين وهزموهم فقتلت كومايثو Comaetho، ابنة بتيريلاوس، أباها، أولًا بأن نزعت الشعرة الذهبية التي تتوقف على استمرار امتلاكها، منحة الخلود التي وهبه إياها بوسايدون. فقتل تلك الخائنة. وبعد أن سلَّم مملكة التافيين لكيفالوس، عاد إلى طيبة وتزوج ألكمينا. فولدت توءمين: إيفيكليس Iphicles منه، وهرقل من زوس.

أوبس Ops

ربة إيطالية قديمة للإخصاب والإثمار. وهي عند الإغريق الربة ريا Rhea. كانت زوجة ساتورنوس Saturnus ووالدة جوبيتر. وكانت ربة للزراعة والحصاد تسمى كونسيفيا Consivia كما كانت في العصور الأولى على اتصال بكنوسوس Cnosus رب المحاصيل. ويُسمَّى عيدها الخاص أوباليا Opalia ويُحتفل به في شهر ديسمبر من كل عام. وكانت تُكرَّم مع ساتورنوس في الساتورناليا Saturnalia أيضًا. أما معبد ساتورنوس فكان قريبًا من الفورَم Forum ومكرسًا للربتين.

أوتولوكوس Autolycus

ابن هيرميس وخيوني Chione، أو (تبعًا لرواية أخرى) فيلونيس Philonis، والد أنتيكليا Anticleia أم أوديسيوس. وتجعله الأساطير الإغريقية ملك اللصوص. ورث عن أبيه موهبة القدرة على جعل نفسه وكل المسروقات التي معه غير مرئية، أو موهبة تحويلها بحيث لا يمكن التعرف عليها بحالٍ ما. كان مصارعًا ماهرًا، ويقال إنه درَّب هرقل على هذا الفن.

أوريستيس Orestes

ابن أجاممنون وكلوتايمنيسترا وشقيق إفيجينيا وإليكترا. كان طفلًا عندما قُتل والده بيد كلوتايمنيسترا وعشيقها أيجيستوس، كما كانت أمه على وشك أن تقتل أوريستيس لو لم تخطفه إليكترا أو خادمة أرسينوي من يديها، وأرسل سرًّا إلى ستروفيوس ملك فوكيس Phocis وزوج أناكسيبيا شقيقة أجاممنون. وهناك بدأت صداقته الزائدة مع بولاديس بن ستروفيوس. ولما أشرف أوريستيس على العشرين نصحه أبولو بالانتقام لمقتل أبيه، فعاد إلى موكيناي، وبمساعدة إليكترا وبولاديس قتل أيجيسثوس وكلوتايمنيسترا. فأصابته الفورياي، ربات الانتقام، بالجنون عقابًا له. فصار يتجول من مكان إلى آخر طلبًا للنجاة منهن. وأخيرًا طهره أبولو في دلفي وأرسله إلى أثينا، فتوسل إليها أن تخلِّصه من الفورياي، فعينت الربة الأريوباجوس وهي محكمة خاصة، لتقوم باختباره وأشرفت عليها بنفسها ونطقت بالصوت اللازم لخلاصه. وكان لا يزال من الضروري على أوريتيس أن ينجز عملًا يكفِّر به عن سيئاته، وبناء على توسلات أخرى إلى أبولو أمر بإحضار تمثال أرتيميس من معبدها، فشق طريقه إلى هناك مع بولاديس، فما إن نزلا هناك حتى أمسك بهما، وبعد قتالٍ سيقا إلى الملك ثواس الذي أرسلهما إلى معبد أرتيميس ليقدِّما ذبيحة إليها كالعادة المتبعة في هذا المكان. وتصادف أن كانت كاهنة المعبد هي إفيجينيا شقيقة أوريستيس، فلما علمت أن المسجونَين من أرجوس وافقت على إطلاق سراح أحدهما إن وعد أن يأخذ منها رسالة إلى أرجوس. فصمم كل من الصديقين أن يكون الآخر هو من يناط به أمر القيام بهذه المهمة، وبذا نَجَيا من الموت. غير أن الاختيار وقع على بولاديس، وخوفًا من ضياع الرسالة كررت إفيجينيا محتوياتها منادية أوريستيس، فتم بذلك التعارف بين الشقيق وشقيقته وبعد أن وضعوا خطة محكمة للحصول على تمثال أرتيميس هرب الثلاثة إلى بلاد الإغريق ثم عاد أوريستيس إلى موكيناي وقتل أليتيس ابن خليفة أيجيسثوس واستعاد مملكة أبيه. وبعد أن قتل نيوبتوليموس في دلفي تزوج أرملة هيرميوني ابنة مينيلاوس وهيلينا التي كان قد خطبها قبل الحرب الطروادية كما تقول بعض المقامات، والتي تزوجت نيوبتوليموس في أثناء فترة جنون أوريستيس. وتذهب بعض الأقاصيص إلى أن هيرميوني خُطبت إلى نيوبتوليموس وأنها تزوجت أوريستيس إبان غيابه في طروادة. وعند العودة أخذها نيوبتوليموس من أوريستيس أثناء فترة جنونه. وأنجبت هيرميوني تيسامينوس من أوريستيس، وهو الذي استولى على إسبرطة وحكم عليها حتى سن الشيخوخة، ويقال إن ثعبانًا لدغه في أركاديا فمات هناك.

أوريون Orion

عملاق قوي وصياد رائع الجمال. تقابل مع بلايوني وبناتها فهددهن بهتك أعراضهن مما دفعهن إلى الفرار منه. غير أنه ظل يعدو خلفهن خمس سنين إلى أن حولهن زوس إلى نجوم وضعها في السموات وسُميت البلاياديس. تزوج أوريون سِيدي Side التي ألقت بها هيرا إلى هاديس لأنها ضاهت جمالها بجمال الآلهة، كما حولت ابنتيه إلى مذَنَّبات.

أوليسيس Ulysses

هو أوديسيوس ويسميه الرومان أوليكسيس Ulixes. ابن لايرتيس ملك إيثاكا وأنتيكليا. تزوج بينيلوبي وأنجب منها ابنًا اسمه تيليماخوس. كان أوديسيوس أشهر أبطال الإغريق إذ فاقهم في الصيت وبعد الشهرة.
وقد قتل في شبابه خنزيرًا أثناء الصيد الذي اشترك فيه عند زيارة جَدَّيه في بارناسوس فجرحه الخنزير في ركبته أثناء صراعه معه فترك أثرًا في جسمه. وقد أرسله أبوه لايرتيس إلى لاكيدايمون Lacedaemon في سِفارة حيث أهداه صديقه المضيف إيفيتوس قوس يوروتوس المشهور الذي ساعده كثيرًا في مناسبات طيبة. وبعد مضي عدة سنوات قام برحلة ثانية ليحصل من ورائها على سم لسهامه. طاف فيها حتى وصل بافوس لأن صديقًا له يدعى إلوس كان يسكن عن قرب، رفض الظعن خوفًا من الآلهة. وكان في ذلك الحين، أو قبيل ذلك، أن انضم أوديسيوس إلى جماعة خُطَّاب هيلينا الذين وافقوا جميعًا على فكرة أوديسيوس بأن يتركوا لهيلينا حرية اختيار زوجها وأن يحموها في المستقبل وقت الحاجة. لم يكن أوديسيوس موفقًا من بين المتقدمين للزواج منها، ولكنه عزَّى نفسه بزواجه السابق من بينيلوبي اللبيبة الغنية. وإلى هذا كان عليه أن يجنح إلى حياة سهلة خالية من الهموم. كان سعيدًا وملكًا قادرًا شهيرًا معروفًا بكرمه واحترامه للآلهة وخاصة زوس وأثينا.

ولقد قامت الحرب الطروادية لما خطف باريس هيلينا من زوجها مينيلاوس. وبالرغم من محاولاته السابقة لحماية مصالح هيلينا وزوجها، كان أوديسيوس غير راغب في الذَّهاب إلى الحرب، فتظاهر بالجنون وصار يحرث مع الحيوانات التي لا يمكن وضع النِّير فوق أعناقها، وأخذ يبذر الملح كأنه بذور. ولكن بالاميديس أدرك هذه الحيلة واتهم أوديسيوس بادعاء الجنون، وبرهن على صحة قوله بأن وضع تيليماخوس في طريق المحراث ليرى هل سيتفادى أوديسيوس ابنه، وترتب على ذلك أن ذهب أوديسيوس إلى الحرب تطن في آذانه النبوءة المحزنة القائلة بأنه سوف لا يرجع إلى بلده إلا بعد عشرين عامًا ويكون وحيدًا مُعوِزًا مجهول الشخصية فاقدًا جميع سفنه ورفاقه.

إليوم Ilium

هي طروادة Troy، مدينة قديمة بالقرب من نهر سكاماندر Scamander على الشاطئ الآسيوي من الهيلليسبونت Hellespont. أثبتت بعثات الحفر والتنقيب أنها كانت رقعة صغيرة من الأرض أكثر شبهًا بحصنٍ منها بمدينة بالمعنى المفهوم، وأنها كانت مربعة لا يزيد طول ضلعها عن مائتي ياردة يحيطها سور سمكه خمسة عشر قدمًا وارتفاعه عشرون قدمًا به أبواب ضخمة وقباب مربعة للدفاع عنها.

إيو Io

ابنة إناخوس. أحبها زوس وحولها إلى عجلة ليحميها من غضب هيرا. وعلى ذلك طلبت هيرا من زوس أن يقدمها هدية لها فوضعتها تحت حماية أرجوس ذي المائة عين. فلما أشفق عليها زوس مما تعانيه أرسل هيرميس ليطلق سراحها. وقد استطاع هيرميس أن يفعل ذلك بأن نوَّم أولًا جميع عيون أرجوس بتلاوة قصص كثيرة، ثم قتله. ولكن هيرا أرسلت ذبابة من ذباب المواشي لتلدغ إيو وتجعلها تهيم على وجهها خلال بلاد أوربا وآسيا إلى أن وجدت في آخر الأمر مكانًا مريحًا بجوار نهر النيل حيث تحولت إلى صورتها الأولى وأنجبت من زوس ولدًا يسمى إيبافوس. وكانت إيو هي إيسيس.

باريس Paris

يسمى أيضًا الإسكندر. هو ابن برياموس وهيكوبا من طروادة. ولقد حلَمَت هيكوبا قبل أن تلده أنها ولدت جذوة نار مشتعلة أضرمت النيران في المدينة كلها. فسَّر أيساكوس حُلمها بأنها ستضع طفلًا يتم على يديه خراب طروادة. فأعطى برياسوس الطفل إلى عبد يُدعى أجيلاوس كي يقذف به من فوق جبل إيدا. فأرضعته هناك دُبَّة مدة خمسة أيام حتى عثر عليه راعٍ تبناه ورباه. فلما نما وترعرع أحب الحورية أوينوبي ابنة رب النهر كيبيرنوس Cibernus وتزوجها. ولقد تألق نجمه كمدافع يمتاز بالمهارة والشجاعة، يحمي الرعاة والماشية من اللصوص، ويعيد ما سُرق منها إلى أصحابها. وذات يوم جاء رسل الملك يبحثون عن ثور يقدمونه هدية في إحدى المباريات، فوقع اختيارهم على ثور يحبه باريس، ولكن باريس ذهب إلى المدينة واشترك في المباراة وتفوق على جميع المتنافسين ومن بينهم إخوته ففاز بالثور. وهنا تعرفت عليه كاساندرا وأدرك برياموس أنه ابنه. اختار زوس باريس ليفض النزاع القائم بين هيرا وأثينا وأفروديتي على أيهن أجمل من الأُخريَيْن. ولقد أوجدت أريس هذا النزاع لغضبها الشديد عندما تناسَين دعوتها لحضور حفلة زِفاف بيليوس وثيتيس، فألقت بين الجموع تفاحة الشقاق بعد أن كتبت عليها «إلى أجمل الموجودات» فقاد هيرميس الربات الثلاث إلى باريس في جبل إيدا حيث حاولت كل منهن أن ترشو باريس ليحكم لها، فقدمت هيرا القوة، وقدمت أثينا النصر في القتال، وأما أفروديتي فقدمت له أجمل نساء العالم، فحكم لها باريس. وتُعرف هذه القصة بحكم باريس. واستمع باريس إلى تعليمات أفروديتي فعبر البحر إلى إسبرطة حيث استقبله مينيلاوس وهيلينا أحسن استقبال. واستطاع بهداياه وجاذبيته أن يكسب بسرعة حب هيلينا، فانتهز فرصة غياب مينيلاوس في كريت وأبحر ليلًا مع هيلينا يحمل مالًا وفيرًا. ولما كان لا بد من الانتقام لهذا العمل، فقد اتحد زعماء بلاد الإغريق جميعًا وجمعوا أسطولًا في أوليس وأبحروا إلى طروادة، وهكذا بدأت الحرب الطروادية.

الباكخانتيس Bacchantes

أتباع باكخوس، إله الخمر، ذكورًا وإناثًا.

بالاديوم Palladium

تمثال قديم للإلهة بالاس أثينا في طروادة. يقال إن زوس أعطاه إلى داردانوس أو هبط من السماء أثناء تأسيس مدينة إلوس. ولقد تعذر الاستيلاء على طروادة والبالاديوم داخلها، ففكر الإغريق في الاستيلاء عليه، وفعلًا تم لهم ذلك على يد أوديسيوس وديوميدي اللذين اخترقا باب المعبد خلال ممر ضيق تحت الأرض وحملا التمثال إلى معسكر الإغريق ومن ثم حمله ديوميدي إلى بلاد اليونان، ولكنه عندما وصل إلى أتيكا أخذ ديموفون التمثال منه. يقال إنه كان هناك تمثالان: الأول وهو الأصل ويُحتفظ به في مخبأ، والآخر زائف صُنع لخداع السارقين. وتطلعنا القصة الرومانية على الوسيلة التي أحضر بها أينياس التمثال الأصلي إلى إيطاليا حيث أُخذ فيما بعد إلى معبد فيستا في روما. وكان يُظن أن له نفس القوة الوقائية على مدينة روما كما كان له على مدينة طروادة.

بِرجاموم Pergamum

قلعة حصينة تربض فوق وادي كايكوس Caicus في الشمال الغربي من آسيا الصغرى. أصبحت في القرن الثالث عاصمة الأتَّاليديين Attalids فتحولت على أيديهم إلى مدينة رائعة الجمال خلدها التاريخ.

بريام Priamus

كان بريام أو برياموس بن لاوميدون ملك طروادة العجوز إبان الحرب الطروادية. تهدمت طروادة أول ما تهدمت على يد هرقل وهو صبي فأُسِرَ هو وأخته هيسيوني، فقُدِّمت هيسيوني هدية إلى تيلامون وسمح لها أن تشتري أي سجين تختاره من العبودية فاشترت بوداركيس الذي سُمِّي فيما بعد برياموس أي المفتدى.

أعاد برياموس بناء طروادة ووسع حدود مملكته ليضم لواء كثيرين كي يصبحوا رعايا له. تزوج أولًا أريسبي فأنجب منها أيساكوس، ثم أسرع فأعطى أريسبي لهورتايوس Hyrtaeus وتزوج هيكوبا فأنجبت أولًا هكتور ثم حلَمَت قبل أن تلد ابنها الثاني باريس أنها ولدت جذوة نار، ففسر أيساكوس الحُلم بأن باريس سيكون سببًا في دمار طروادة، فأرسله برياموس إلى هلاكه، ولكن باريس اكتشف فيما بعد أصل أبويه وعاد ليعيش من جديد مع عائلته.

بلياديس Pleiades

بنات أطلس Atlas وبلايوني أو أيثرا، وشقيقات الهواديس. عددهن سبعٌ، وأسماؤهن: تاوجيني وإليكترا وألكووني وستيروبي وكيلاينو وميروبي. وقد كن زميلات أرتيميس في الصيد. وذات يوم قابلت بلايوني وبناتها أوريون في بيوشيا فشغف بحبها وظل يقتفي أثرهن خمس سنوات حتى أنقذهن منه زوس بأن حولهن إلى يمامات ثم وضعهن بين النجوم.

بولوكس Pollux

شقيق كاستور، ويسميان أحيانًا بالاسم ديوسكوري Dioscuri ويسميهما الرومان كاستوريس. وتوجد روايات مختلفة عن منشئهما؛ تقول إحداها إنهما كانا ابنين توءمين لزوس وليدا وأخوي هيلينا. وتقول أسطورة أخرى حديثة إن زوس زار ليدا في هيئة بجعة ثم وضع بيضة خرج منها الأطفال الثلاثة.

كانا يُعبدان كآلهة وأبطال، وتحيلان مبدأ التغير الدائم الحدوث من الضوء إلى الظلمة، ومن الظلمات إلى النور. ومن ثَم نشأت الفكرة التي تقول إن الأخوين ظلا بالتبادل أيامًا في موطن الآلهة وفي العالم السفلي. كانا يُكرَّمان كإلهين للأبطال الرياضيين، وكان كاستور هو الخبير الفني لترويض الخيول بينما كان بولوديوكيس فنيًّا في الملاكمة. وكانا مثال الشجاعة والمهارة في القتال، يقتدي بهما الجنود. وهما اللذين ابتكرا الرقصات الحربية والموسيقى العسكرية، كما كانا من حُماة البحر والملاحين، ويُظهران هذه الحماية بظهورهما فوق سطح السفينة في هيئة ضوء عند رأس الصاري. وتهدأ العواصف البحرية بالصلاة إليهما إذ كافأهما بوسايدون، إله البحر، بأن وهبهما السلطة على الرياح والأمواج. وكان ينظر إليهما عامة كمساعدَين ومنقذَين للبشر من الشر والأذى.

بيرايوس Piraeus

الميناء الرئيسي لمدينة أثينا. يقع فوق شبه جزيرة مساحتها خمسة أميال في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة.

بيريني Pirene

نافورة مشهورة في كورنثة.

بيلا Pella

عاصمة الملوك المقدونيين. تُجمع الشذرات، باستثناء القليل منها، باندثارها تمامًا.

بيلُّونا Bellona

ربة رومانية للحرب، هي إينو عند الإغريق، زوجة مارس أو شقيقته. تُصوَّر دائمًا بخُوذة أو درع أو رمح.

بيليروفون Bellerophon

ابن جلاوكوس الكورنثي وحفيد سيسوفوس Sisyphus. ويقال إن اسمه الحقيقي هيبونويس Hipponœs. ويدل اسم بيليروفونتيس على أنه قاتل وحش عملاق غير معروف. وفُسِّر اسمه خطأ في أزمنة لاحقة بأنه قاتل بيليروس Belleros الكورنثي. ولذا كان الاعتقاد السائد أنه هرب إلى برويتوس في تيرونز أو — كما قال هوميروس — في كورنثة. وقد وقعت أنتيا Anteia زوجة برويتوس في غرام هذا الشاب الجميل. ولكنه أصم أذنيه عن توسلاتها. فوشت به إلى زوجها، فاعتزم هذا الزوج على أن يُهلك بيليروفون. فأرسله إلى لوكيا، إلى حَمِيه، وأرسل معه لوحًا «مكتوبًا» بالشَّفرة يرجوه فيه أن يقتل حامل ذلك اللوح. فكلف حَمُوه بيليروفون، أولًا، بأن يقتل الخيمايرا Chimaera، ذلك الوحش الذي أنفاسه من نار. فأنجز بيليروفون هذا العمل بمساعدة جواده بيجاسوس. وعندئذٍ، بعد قتال مرير، هزم السولومي Solymi والأمازونيات. وعند عودته قتل كمينًا من أجرأ رجال بين اللوكيانيين. وعندئذٍ أدرك حموه أصله الإلهي فحجزه معه وأعطاه نصف مملكته وزوجه ابنته. بعد ذلك مَقَتَ جميع الآلهة بيليروفون، فهام على وجهه بعد هذا، وأكل قلبه حزنًا وغمًّا.

بيليوس Peleus

ابن أياكوس وإندايس، ووالد أخيل من ثيتيس، وشقيق تيلامون. وقد قتل بيليوس وتيلامون صهرهما فوكوس فطُرد من أيجينا. فذهب بيليوس مع المورميدونيس إلى فثيا في تساليا حيث طهَّرهم يوروتيون، وتزوج أنتيجوني ابنة يوروتيون فقدَّمت إليه ثلث الأراضي هدية، ثم ذهب مع يوروتيون إلى الصيد الكالودوني فقتله دون قصد، واضطُر إلى الهروب من فثيا إلى إيولكوس حيث استقبله الملك أكاستوس وطهره من ذنبه. فهامت زوجة أكاستوس بحب بيليوس الذي رفض أن يبادلها الغرام فافترت عليه عند أنتيجوني وأكاستوس، فشنقت أنتيجوني نفسها. أما أكاستوس فصحب بيليوس إلى الصيد فوق جبل بيليون، وعندما كان بيليوس نائمًا سرق أكاستوس سيفه وخبأه، وكان هدية نفيسة من هيفايستوس، كي يصبح تحت رحمة القنطوري، فهاجمه القنطوري، ولكن أحدهم المدعوَّ خيرون أنقذه وأعاد السيف إليه. وبعد ذلك أخذ بيليوس مدينة أيولكوس وقتل أكاستوس وزوجته.

تايريسياس Tiresias

طيبي، أي من طيبة، ومن أشهر المنجمين والعرافين الذائعي الصيت. اكتسب قدرته على التنجيم بطريقة غريبة، بينما كان يسير فوق جبل كيثايرون ضرب بعصاه ثعبانين رآهما يختفيان، فتحول هو في الحال إلى امرأة، وبعد مضي سبع سنين قابل هذه الحالة مرة أخرى فتحوَّل إلى رجل. ويقول البعض إن هذه الأمور تمت بمساعدة أبولو. سأله زوس أن يفض نزاعًا نشأ بينه وبين هيرا، زوجته، عن أيهما أكثر تمتعًا بالحب الرجل أم المرأة، فقال تايريسياس إنها المرأة، فأيد بذلك رأي زوس فاعتبرت هيرا ذلك إهانة لها وعاقبته بأن سلبته بصره فسرَّى عنه زوس بأن أعطاه موهبة التنجيم والحياة سبعة أجيال، كما وعده بأن يحتفظ في هاديس حتى بعد الموت بملكاته دونًا عن غيره. وهناك قصة أخرى تقول إنه أفشى أسرارًا مقدسة فعوقب بفقدان بصره. وتقول رواية أخرى إنه شاهد الربة أثينا تستحم ففقد بصره على الفور. وطلبت أمه خاريكلو، وكانت خادمة أثينا، المساعدة، فأعطته أثينا موهبة التنجيم والعمر الطويل والقدرة على فهم أصوات الطيور.

ترويلوس Troilus

أصغر أبناء الملك برياموس الطروادي وهيكوبا، شقيق توءم لكاساندرا. كان يعتبره برياموس مثل نسطور وهكتور، أي من أكثر أبنائه شجاعة. وتقول إحدى القصص الحديثة إنه كانت هناك نبوءة بأنه إذا عاش ترويلوس إلى سن العشرين فلن تسقط طروادة. كان يلازم أخته في بداية الحرب الطروادية، لجلب الماء من أسوار طروادة راكبًا جواده ويحاول أن يطفئ ظمأه، فهاجمه أخيل من كمين وقتله.

جوبيتر Jupiter

إله روماني، هو زوس عند الإغريق. ابن ساتورن وأوبس وزوج جونو وشقيقها. كان عند الرومان رئيس الآلهة وملك الأرباب والبشر، وهو أصلًا رب الضوء والسماء الذي كان يُعبد بصفته مشرفًا على الطقس ومحدثًا البرق والرعد ومسبب هطول الأمطار. ومن ثَم كانت تضاف إلى اسمه الصفات الآتية: لوكيتيوس (المضيء) وفولجوراتور (العرَّاف). وفولميناتور (محدث البرق)، وتونانس (المرعد)، وتونيترواليس (المرعد)، وإليكيوس (محدث الفئول السماوية)، وبلوفيوس (الممطر). كان يمتاز عن أي إله آخر بكونه حامي الدولة والناهض بأمرها، وراعي مرافقها وحامي حماها وواهب جيوشها النصر، والذي يتلقى نذور حكامها وقادتها وتشكراتهم. ولهذا كان يلقَّب بالأوبتيموس ماكسيموس (أي الأفضل والأعظم). هذا فضلًا عن ألقاب أخرى كثيرة منها: الإمبراطور (أي الحاكم)، الإنفيكتوس (أي غير المقهور)، والسناتور (أي المؤسس والمعضد)، والأوبتيولوس (أي المساعد)، والفيريتريوس (أي حامل الغنائم)، والبرايداتور (أي محب الأسلاب)، والتريامفاتور (أي جلاب النصر). أما لقبه كابيتولينوس فمشتق من معبده الرئيسي القائم فوق تل الكابيتولين، ويطلق عليه بصفته زعيم الدولة والمشرف على أروع المباريات التي تقام تبجيلًا لشخصه. كان جوبتير إلى جانب كل ذلك ربَّ الأقدار الذي يعرف المستقبل ويتحكم فيه. ولما كان «بروديجياليس» أحد ألقاب جوبيتر فقد كان في استطاعته أن يكشف بالفئول عن مدى تأييده أو معارضته للمشروعات المقترحة. كان جوبيتر كجونو وجانوس رب الابتداءات، كما كان المسيطر على الحق والعدل والفضيلة وقوانين الأمم وقواعد الضيافة … بل أهم أرباب القَسَم. وأشهر الأعياد التي كانت تقام لتكريمه: اللودي روماني أي (الألعاب الرومانية)، واللودي ماجني أي (الألعاب العظيمة)، واللودي بليبيي أي (الألعاب الشعبية)، والفيرياي لاتيناي أي (الإجازات اللاتينية). ارتبط اللون الأبيض بجوبيتر ارتباطًا خاصًّا فكانت الحيوانات التي تُقدَّم له بيضاء وكذلك كانت ثياب من يقدمونها. ولا تختلف أساطير جوبيتر عن تلك التي تُحكى عن زوس.

جوف Jove

هو جوبيتر.

جونو Juno

ربة رومانية هي هيرا عند الإغريق. ابنة ساتورن وزوجة جوبيتر وشقيقته. كانت في الأصل ربة الضوء ثم أصبحت ربة البدء وربة الميلاد، ثم ربة النساء عامة. كان يحتفل بعيدها الرئيسي ماتروناليا Matronalia الشمطاوات والعذارى، كما كان من ألقابها ماترونا (أي الشمطاء) أو فيرجيناليس (أي العذراء). وكما كان جينيوس يحمي أرواح الرجال كذلك كانت الجونونيس تحمي أرواح النساء. كان الرومان يعبدونها تحت ألقاب عديدة تتناسب مع أعمالها الخاصة. فهي كرَبَّة تجلب الضياء، وربة أوائل الشهور كلها لجانوس، وربة الميلاد، كانت تُسمَّى جونو لوكينا Juno Lucina. أما كرَبَّة الزواج فكانت تسمى برونوبا Pronuba، وكربة الحماية كانت تسمى جونوسوسبيتا Juno Sospita وتصوَّر مسلحة دائمًا. وكان لها ألقاب أخرى عديدة أقل أهمية تمثل كل منها ناحية خاصة من نواحي الحياة الرومانية. أما الذبائح التي تقدم لها فكانت الأبقار البيضاء، والبجعات والخراف. أما مستلزماتها فكانت تختلف باختلاف ألقابها من الإوز والطاووس والثعبان والعنزة والنقاب والصولجان والطبق والدرع والرمح والعربة والرمان. ولا تختلف أساطير جونو عن أساطير هيرا أبدًا.

جيريون Geryon

وحش ذو ثلاثة رءوس أو ثلاث أجسام، ابن خروساوُر وكالليروي، وملك يقطن جزيرة إروثيا بالقرب من إسبانيا، وصاحب الماشية التي أمر يوروسثيوس هرقل أن يقبض عليها في أحد أعماله الاثني عشر، فقتل هرقل العملاق يوروتيون راعي الماشية وكلبه ذا الرأسين.

حصان طروادة Equus Troianus

ظل الإغريق يحاربون عشر سنين في سبيل الاستيلاء على طروادة إلا أن الإخفاق لازمهم. وأخيرًا فكَّر أوديسيوس في حيلة أخرجها إلى حيز الوجود بأن وضع إبيوس تصميمًا لحصان خشبي ضخم اختبأت فيه عصبة من المحاربين الإغريق يقودهم أوديسيوس. فلما انتهى من ذلك تظاهر الإغريق بالرحيل بحرًا. فخرج الطرواديون من المدينة وأعجبوا بذلك الحصان، فأخبرهم جاسوس إغريقي يسمى سينون Sinon أنه تقدمة لأثينا تنبأ به النبي المشهور كالخاس قائلًا إنه إذا وقع في يد الطرواديين وأدخلوه مدينتهم فسيكونون في أمان من الإغريق. وبالرغم من اعتراضات كاساندرا ولاوكوون الذي كان يخشى الإغريق حتى وهم يحملون الهدايا، أُدخل الحصان إلى المدينة من ثغرة في الحائط، حتى إذا ما الليل أرخى سدوله أطلق سينون سراح الأبطال المختبئين داخل الحصان ففتحوا الأبواب إلى الجيش الإغريقي الذي كان قد عاد سرًّا، وبذلك سقطت طروادة.

داريوس Darius

ملك فارس الذي هزمه الإسكندر الأكبر.

ديانا Diana

ربة إغريقية قديمة، اسمها هو المعادل الأنثوي ليانوس Ianus. كانت ربة القمر، والهواء الطلق، والخلوات الريفية بجبالها وغاباتها وينابيعها ومجاري مياهها، والصيد، ومولد الأطفال. وبهذه الصفة الأخيرة، كانت، مثل جونو، تحمل لقب لوكينا. وهكذا تشبه خصائصها خصائص أرتيميس الإغريقية، وبمرور الزمن صارت تشبهها هي وهيكاتي. وأشهر محراب لديانا في أريكيا داخل حِرْش، ولذا كانت تسمى أحيانًا نيمورنسيس. وكان هذا الحرش على شواطئ بحيرة نيمي الحديثة التي كانت تسمى «مرآة ديانا»، حيث كان هناك إله ذكر يدعى فيربيوس، يُعبد معها كإله للغابات والصيد، وصار يُشَبَّه في الأزمنة اللاحقة، بهيبولوتوس، محبوب أرتيميس وأكبر كهنة محرابها سنًّا. ويقال إنه هو الذي أوجد عادة إعطاء منصب الكاهن لعبد هارب يكسر فرعًا من شجرة معينة داخل حدود المعبد، ويقتل سلفه في المنصب في مبارزة. وبسبب هذه العادة الدموية، قارن الإغريق ديانا أريكيا بأرتيميس التورية. ونشأت عن ذلك أسطورة تقول إن أوريستيس أحضر تمثال ذلك الرب إلى الحرش. وكانت السيدات أكثر من يعبد ديانا، ويبتهلن إليها عند الزواج والولادة. وأشهر معبد لديانا في روما موجود على تل الأفنتين، وشيده سرفيوس توليوس كمعبد لطائفة اللاتين. ومنح العبيد إجازة في يوم تأسيسه (١٣ أغسطس). كانت تُعتبر ديانا هذه شقيقة أبولو، وتُعبد على أنها أرتيميس، في الألعاب العالمية. ومع ذلك فقد بقيت علامة على الفرق الأصلي. فتُقدَّم الأبقار لديانا الأفنتين، ويُزيَّن معبدها بالأبقار أيضًا، وليس بقرون الوعول وأما أرتيميس فكُرِّست لها الغزالة.

ديفيلوس Diphilus

من سينوبي Sinope. شاعر كوميدي عظيم من شعراء الكوميديا الحديثة الذين تناولهم بلاوتوس في عديد من كوميدياته. ضاعت مسرحياته الكوميدية المائة ولم يبقَ منها إلا عناوين ستين واحدة.

ديونيسوس Dionysus

رب الخِصب العظيم، وخصوصًا في الكروم، ولذا كان إله الخمر. وموطنه الأصلي، تبعًا للأساطير العادية، طيبة حيث أنجبته سيميلي من زوس، الذي أهلكها ببرقه، ووُلد الطفل بعد أن حملت به مدة ستة شهور فحسب، ولذلك وضعه زوس في فخذه وخاط الفخذ حتى اكتمل نمو الطفل، فأعطاه لإينو ابنة سيميلي.

وبعد موتها حمل هيرميس الطفل إلى حوريات جبل نوسا، أو كما تقول رواية أخرى، إلى هياديس دودونا اللواتي ربينه وأخفينه في كهف خوفًا من غضب هيرا. ولا يمكن التأكد من موضع جبل نوسا. وفي أزمنة لاحقة، أُطلق هذا الاسم على أماكن كثيرة حيث تزرع الكروم، ليس في بلاد الإغريق وحدها، بل في آسيا والهند وأفريقيا. وعندما كبِر ديونيسوس، مُثِّل يزرع الكروم ويجول خلال العالم الفسيح لينشر عبادته بين الناس مع موكبه من السكارى، وكاهناته وحورياته والساتور والسيليني وغير هؤلاء من آلهة الغابات. وكل من يرحب به بكرم يأخذ هدية من الخمر، وأما من يقاومه يعاقبه عقابًا صارمًا. فبرغم مظهر شبابه ورقته، هو رب قوي لا يقاوَم، وقادر على فعل العجائب. وهناك مجموعة كاملة من الأساطير مبنية على الاعتقاد بأن عبادة ديونيسوس الخليعة تلقي مقاومة عنيفة في كثير من الأماكن التي بها عبادات جدية.

سرعان ما انتقلت عبادة ديونيسوس من بلاد الإغريق إلى الجزر التي تزرع الكروم، وازدهرت في ناكسوس حيث يقال إنه تزوج أريادني. وسرت قصة في تلك الجزر تقول إنه التقى ببعض القراصنة التورهينيين، فأخذوه في سفينتهم وقيدوه بالسلاسل. بيد أن القيود سقطت عنه، والتفَّت أغصان الكرم واللَّبلاب حول أشرعة السفينة وساريتها، وتحول ديونيسوس إلى أسد، فجن جنون البحارة وألقوا بأنفسهم في البحر فتحولوا إلى دلافنة. وانتقلت عبادة ديونيسوس إلى مصر وسوريا والهند حتى نهر الجانج، في صورة أشبه بهذه كما انتقل إليها جيشه من السيليني والساتور والنساء والملهمات والميناديس أو الباكهانتيس، يحملون عصيهم ويلبسون أكاليل من أغصان الكروم واللَّبلاب. وإذ أعلم الدنيا كلها بألوهيته، وإذ ساعد الآلهة وهو في صورة أسد، ومعه هرقل، في حربهم مع العمالقة أخذوه إلى أوليمبوس حيث اختفى كما يقول هوميروس، ثم نزل من أوليمبوس إلى العالم السفلي فأحضر منه والدته التي عُبدت معه باسم ثووني Thyone (المتوحشة)، كما عُبدت ليتو مع أبولو وأرتيميس، وأُطلق عليه اسم ثوونيوس نسبة إلى والدته، كما أُطلق عليه عدة أسماء أخرى مشابهة لهذا، مثل: باكخوس، وبروميوس، وإيوس، وياخوص، التي تشير إلى عبادته بعدة أفكار عن طبيعته.

ساتورنوس Saturnus

إله روماني يختص على الأكثر بالزراعة، وكان يُشبَّه بادئ ذي بدء بكرونوس. وعندما طرد زوس ساتورنوس من فوق عرشه، هرب ذلك الحاكم المغلوب على أمره إلى لاتيوم في إيطاليا حيث استقبله جانوس وكان يحكم وقتذاك، فعلَّم ساتورنوس الشعب فن الزراعة، فأقامه جانوس مساعدًا له على العرش، واحتل تل الكابيتولين الذي كان يسمى وقتذاك ساتورنيا. وكان يُستعمَل هذا الاسم أيضًا كناية عن إيطاليا كلها. وقد تمدن الشعب على يديه كما كان عهده عهد رخاء، حتى إن الرومان أصبحوا يتطلعون إلى عصره في العصور التالية ويعتبرونه العصر الذهبي، وكانت تُعتبر أوبس (الرخاء) زوجته، وبيكوس ابنه. وقد اختفى ساتورنوس من الأرض يومًا، فبنى جانوس مذبحًا له وأقام العيد الساتورنالي تكريمًا له، وكان يبتدئ من ١٧ ديسمبر. وفي العصور التاريخية كان يقام معبد لساتورنوس في الفورَم عند سفح تل الكابيتولين.

ساموس Samos

جزيرة إيونية تبعد عن الجنوب الغربي من شاطئ آسيا الصغرى، وتقع ما بين إفيسوس وميليتوس.

سبيس Spes

رمز روماني للأمل يماثل إيلبيس بلبيس عند الإغريق.

سول Sol

إله الشمس عند الرومان البُدائيين، وقد صار يشبَّه فيما بعد بهيليوس الإغريقي وبأبولو في بعض المظاهر. وفي القرن الثالث بعد الميلاد صار سول إنفيكتوس، أي الشمس التي لا تقهر، تُعبد كرَبَّة حامية للدولة الرومانية، وقد فاز سول إنفيكتوس ميثراس Sol Invictus Mithras بكثير من المتعبدين قبل فوز المسيحية.

سيلفانوس Silvanus

إله روماني أوَّليٌّ للغابات، ابن بيكوس، ثم أصبح إله الزراعة أيضًا، وحارس الوطن وحامي الحدود. ويصوَّر في الفن الروماني كرجل ذي لحية يحمل الفواكه دائمًا ويحمل منجلًا في بعض الأحيان، ويتبعه كلب.

صولون Solon

عاش ما بين ٦٤٠ و٥٥٨ق.م. تقريبًا. ابن إكسيكيستيديس Execestides وأحد أفراد عائلة أرستقراطية تستوطن أثينا. اشتهر كمشرِّع وشاعر. أمضى طفولته في فقر مدقع وراح يتنقل هنا وهناك لعله يُثرَى من وراء التجارة. وما إن عاد إلى أثينا في عام ٦١٢ق.م. تقريبًا حتى حث الأثينيين على المطالبة باسترجاع سالاميس من قبضة الميجاريين Megarians. وإذ حالفه التوفيق في هذه القضية الهامة حتى اكتسب نفوذًا وسلطانًا فائقَين ساعداه على وضع دستور طار صيتُه في الآفاق وصار من بعده يُلقب بالمشرِّع.

طاليس Thales

من ميليتوس Miletus. عاش سنة ٦٢٤ق.م. على وجه التقريب. مؤسس أول مدرسة إغريقية للعلوم الفلسفية وأحد حكماء اليونان السبعة. يقال إنه رحل إلى مصر وهناك لقن المصريين علوم الهندسة والفلك. كان يعتقد أن كل ما بالكون لا يعدو أن يكون مادة واحدة خالدة ثم تحولت، وأن هذه المادة هي الماء. لم يترك لنا طاليس شيئًا مكتوبًا من إنتاجه الفلسفي.

طروادة Troy

مدينة عريقة في القدم بالقرب من نهر سكاماندر، تقع على الشاطئ الآسيوي من الهيلليسبونت. لعبت دورها في التاريخ القديم إذ وردت في الأساطير الإغريقية على أنها المكان الذي دارت فيه رحى الحرب الطروادية التي دامت طوال عشر سنين ما بين الأغارقة وسكانها من الطرواديين.

طيبة Thebes

عاصمة بيوشيا في وسط بلاد الإغريق. كانت مسرحًا لكثير من الأساطير كأسطورة كادموس وديركي وأمفيوني وأوديبوس والسبعة ضد طيبة.

فريكسوس Phrixus

ابن أثاماس ونيفيلي. بعد أن طلَّق أثاماس نيفيلي وتزوج إينو، دبرت إينو خطة لقتل أطفال نيفيلي، فاستطاعت بالخداع أن تحث أثاماس فوافق على أن يقدم ابنه فريكسوس ذبيحةً. وبينما كان فريكسوس في طريقه إلى المذبح خطفته نيفيلي ووضعته مع شقيقته هيللي فوق كبش له جزة ذهبية كان هيرميس قد أعطاه لها، فطار الكبش بهما فوق الأرض والبحر، فسقطت هيللي وسط البحر الذي يحمل اسمها، أما فريكسوس فحُمل إلى كولخيس Colchis حيث قدَّم الكبش ذبيحة إلى زوس وأعطى جِزَّته إلى الملك أييتيس الذي علقها فوق شجرة بلوط في مغارة أريس وأقام أفعوانًا لحراستها. وقد تزوج فريكسوس خالكيوني ابنة أييتيس وأنجب منها عدة بنين، يُدعى أحدهم أرجوس مشيد سفينة الأرجو التي أبحر عليها جاسون Jason ليحصل على الجزة الذهبية.

الفورَم Forum

هو السوق أصلًا، ثم أصبح من معالم أية مدينة رومانية كبيرة، ويتواجد دائمًا في وسطها. تطور بمرور الزمن من مركز للتجارة إلى ساحة تمارَس فيها الأعمال السياسية والاجتماعية ويؤمها المواطنون من كل حدَب وصوب.

فولكانوس Vulcanus

أو فولكان، إله روماني للنار هو هيفايستوس Hephaestus عند الإغريق. وكان يُعتبر دائمًا إلهًا معاديًا، لذلك كان من الواجب دائمًا عدم إغضابه. وكان يُتوسل إليه ليحفظ المدينة والمنزل من النيران. وكانت تُبنى معابده خارج المدينة لأنه كان أحد الآلهة المخربين، وكانت تُكرَّس إليه الأسلحة التي يُستولى عليها. وهناك روايات أخرى تقول إنه والد كاكوس Cacus وسيرفيوس توليوس ملك روما. وكان يُصوَّر في الفن الإغريقي في صورة حدَّاد مثل هيفايستوس.

فوينيكس Phœnix

  • (١)
    ابن أجينور، وزوج كاسيوبيا. عندما هرب زوس مع أخته يوروبا، أرسل أجينور فوينيكس مع إخوته للبحث عنها وأمرهم ألا يعودوا بدونها. أقام في فينيقيا Phœnicia، التي استمدت اسمها من اسمه.
  • (٢)
    ابن أمونتور وهيبوداميا. عندما أهمل أمونتور هيبوداميا وأحب خادمة، حث هيبوداميا ابنُها فوينيكس أن يتحبب إلى الخادمة، فغضب والده لفعله هذا الذي نجح فيه، وصب عليه لعنة الطفولة. فهرب فوينيكس من وطنه إلى بيليوس في تساليا، فرحب به بيليوس وأحسن استقباله وجعله معلمًا لابنه أخيل وحاكم الدولوبيين Dolopians وذهب مع أخيل إلى طروادة حيث لعب دور الناصح العجوز للبطل.

فيرتوس Virtus

ربة إغريقية هي أريتي عند الإغريق، رمز الشجاعة ولا سيما في القتال، وقد شُيِّد لها معبد في روما حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت تظهر في الفن كإحدى الأمازونيات قصيرة الرداء يتعرى جزء من صدرها وعلى رأسها خُوذة وفي يدها حربة.

فيليب Philip

هو فيليب المقدوني وملك مقدونيا. عاش ما بين ٣٨٢ و٣٣٦ق.م. تقريبًا. أنجب الإسكندر الأكبر الذي فاق أباه شهرة وصيتًا.

فينوس Venus

ربة رومانية. هي أفروديتي Aphrodite عند الإغريق. وقد أصبحت والدة أينياس من أنخيسيس، ومن ثم والدة الشعب الروماني. كانت عند الرومان بمثابة ربة القوى والطبيعة المنتجة، وربة الكِياسة والازدهار، والمرضعة «ألما فينوس Alma Venus». وكانت بالإضافة إلى ذلك ربةَ الحدائق ومن ثم حليفة البستاني.
كانت نظرة الرومان لفينوس صورة مطابقة لنظرة الإغريق لأفروديتي. وعلى أية حال كانوا يصورونها على هيكل جليل ذي رداء. أما فينوس بومبيي Pompeii فكانت تُصوَّر بتاج على رأسها وفي يدها اليمنى غصن زيتون وصولجان تستند عليه يدها اليسرى، يجاورها كيوبيد المجنح. ولكنها كفينوس فيكتريكس كانت تُصوَّر نصف مغطاة مثل أفروديتي تحمل رمحًا في يدها اليسرى وخُوذة في يدها اليمنى وبجوارها درع. أما فينوس المعبد الهادرياني فتُصوَّر جالسة تحمل كيوبيد في يدها الممتدة.

كاستور Castor

أحد الديوسكوري، وهو اسم يطلق على الأخوين كاستور وبولوديوكيس، ويسميه الرومان بولُّوكس Pollux. توجد روايات مختلفة عن منشئهما؛ تقول إحداها إنهما كانا ابنين توءمين لزوس وليدا. وتقول أسطورة أخرى حديثة إن زوس زار ليدا في هيئة بجعة ثم وضع بيضة خرج منها الأطفال الثلاثة.

كانا يُعبدان كآلهة وأبطال، ويحتلان مبدأ التغير الدائم الحدوث من الضوء إلى الظلمة، ومن الظلمات إلى النور. كان كاستور هو الخبير الفني لترويض الخيول بينما كان بولوديوكيس فنيًّا في الملاكمة. وكانا مثال الشجاعة والمهارة في القتال، يقتدي بهما الجنود.

كراتينوس Cratinus

كان هو وإيوبوليس وأريستوفانيس أشهر ممثلي الكوميديا القديمة في أثينا. ولد في سنة ٥٢٠ق.م. ومات في سنة ٤٢٣، وبهذا لمع اسمه في عصر بركليس الذي كان الموضوع الخاص لهجومه. كتب ٢١ كوميدية وفاز بجائزة التفوق تسع مرات. وكانت آخر مرة فاز فيها قبيل وفاته، إذ تفوق على كوميدية أريستوفانيس التي عنوانها «السحب». أما كوميدية كراتينوس فكانت «قارورة النبيذ Pytini» التي أثار فيها سخرية الجمهور باعترافه بإدمان الخمر. كان حاد الذكاء لاذع النقد أكثر منه مداعبًا. ويمكن اعتباره مؤسس الكوميديا السياسية. ولم يصلنا من مؤلفاته غير عناوينها وبضع شذرات منها.

كريون Creon

ابن مينويكيوس؛ وابن حفيد بنثيوس، وشقيق أيوكاستي ووالد هايمون ومينويكيوس. كان يحكم طيبة حتى مجيء أوديبوس، ثم حكمها بعد سقوط إتيوكليس حتى بلغ ابن هذا الأخير السن القانونية.

كيريس Ceres

ربة إيطالية قديمة للزراعة. ومع ذلك فإن كيريس التي كانت تُعبد في روما هي نفس ديميتير الإغريقية. وانتشرت طقوس عبادتها بالاسم الإيطالي، وهي في الوقت ذاته نفس طقوس عبادة ديونيسوس وبيرسيفوني اللذين كانا يسميان بالاسمين الإيطاليين ليبر Liber وليبيرا Libera. وفي قحط سنة ٤٩٦ق.م. أمرت كتب السيبولي Sibyli بعبادة الأرباب الثلاثة معًا. فتقرر أن تكون العبادة إغريقية حتى إن المعبد الذي شُيِّد على قمة تل الأفنتين في سنة ٤٩٠ق.م. فوق مدخل السيرك، بناه فنانون أغارقة وعلى الطريقة الإغريقية، وكانت خدمة عبادة هذه الربة مؤسسة على الأساطير الإغريقية لديميتير وبيرسيفوني، وباللغة الإغريقية، وتقوم بها سيدات إيطاليات من أصل إغريقي. كان عُبَّاد هذه الربة من العوَامِّ فقط. وعُهد بمعبدها إلى مراقبين من عامة الشعب أيضًا، (وإذا كانوا يشرفون على سوق الضلال) كانوا يسكنون بقرب السوق. أما الغرامات التي كانوا يفرضونها فكانت تُرسَل إلى محراب كيريس، وكذلك ممتلكات الأشخاص الذين يسيئون إليهم أو إلى حكام عامة الشعب. وكما أن النبلاء يكرمون بعضهم البعض الآخر في حفاوة متبادلة، في الألعاب الماجاليسية (٤–١٠ من أبريل)، كذلك كان يفعل العوام في الكيرياليا أو الألعاب التي أقيمت عند تأسيس معبد كيريس. أما الألعاب التي أقيمت في أزمنة لاحقة فكان يحتفل بها مراقبو الأسواق والألعاب في الثاني عشر إلى التاسع عشر من أبريل، كما كان يقام لتلك الربة عيد في أغسطس قبل الحرب البونية الثانية، كانت تحتفل به السيدات ابتهاجًا بلقاء كيريس بابنتها بروسيربينا. فبعد أن تصوم السيدات لمدة تسعة أيام، يرتدين الثياب البيضاء ويحلين رءوسهن بسنابل القمح الناضجة ويقدمن إلى كيريس باكورة ثمار المحصول. وبعد سنة ١٩١ق.م. أمرت كتب السيبولي بفرض صيامٍ كان في الأصل كل أربع سنوات ثم صار كل سنة في الرابع من أكتوبر. ربما حوفظ على عبادة كيريس في أنقى صورها في الريف الإيطالي. فكان الريف يقدم إلى كيريس خنزيرة قبل بدء المحصول ويكرِّس لها أول ما يُحصد من القمح.

كيوبيد Cupid

اسم روماني لإروس Eros. هو أَمور (أي الحب) عند الرومان. وتقول أقدم الأساطير إن كيوبيد مثل جَيَا، أي أحد المخلوقات الأولى التي نشأت من خاوُس، ويمثل مبدأ الاتفاق والاتحاد في بناء العالم ومخلوقاته. وقد اعتُبر فيما بعد ابن أفروديتي إما من أريس أو من هيرميس، والرفيق الدائم الصحبة لأمه. ظل طيلة عمره طفلًا يملؤه المرح والحزن، ولكنه مع ذلك كان لا يعرف الرحمة، تصعب مقاومته، ليس لسلطانه حد على الآلهة والبشر سواء بسواء. كان مسلحًا بقوس وجعبة مملوءة بالسهام وشعلة كي يتمكن من أن يطعن أو يشعل قلوب ضحاياه. وهبته أجنحته الذهبية سرعة الحركة كما دفعته عيونه التي لا تبصر إلى أعمال تهورية لا تحمد عقباها، وكان شريكًا لأخيه أنتيروس إله الحب المتبادل، وبوثوس إله الشوق، وهيميروس إله الشهوة، وبايثو ربة الإقناع، وربات الفنون، وربات الظُّرف والجمال.

على أن هناك قصصًا لا تحصى عن نشاط كيوبيد وإيقاظه الحب في قلوب الآلهة والبشر، تارة بدافع من نفسه، وتارة بإيعاز من أفروديتي. فمثلًا عندما نصحه أبولو، إله الشمس، مازحًا أن يترك سهامه إلى الأبطال، أصاب أبولو بسهم جعله يندفع اندفاعًا لا مثيل له نحو دافني، في حين أنه بسهم آخر دفع دافني إلى النفور منه بشدة.

لاتونا Latona

هي ليتو عند الإغريق، والدة أبولو وأرتيميس من زوس، وقد انتقمت منها هيرا وهي حبلى لحقدها عليها بأن منعت الآلهة والبشر من مساعدتها، وتركتها تنتقل من مكان إلى مكان تبحث عن ملجأ، وأخيرًا أرسل بوسايدون، إله البحر، دُلفِينًا حملها إلى جزيرة ديلوس العائمة التي ثبتها زوس لتكون لها مقرًّا مريحًا أمينًا. وهناك وضعت أبولو وأرتيميس. وكان والداها مخلصَين يحميانها في كل مناسبة. كانت تُعبد لسبب واحد وهو عَلاقتها بأبولو وأرتيميس.

لوكورجوس Lycurgus

مشرِّع خرافي إسبرطي ذكره هيرودوتس في مؤلفاته. وقرظ كسينوفون Xenophon تشريعاته، وتناوله بلوطارخوس فيما بعد في أحد مؤلفاته فكتب عنه تأريخًا طويلًا، كما أشاد بقوانينه الدستورية التي أرسى قواعدها. بَيْد أنه يقرُّ بأنه ما من شيء دقيق يُعرف تمامًا عن لوكورجوس هذا، ولا حتى عن الزمن الذي عاش فيه. هذا وإن كان هناك من يميل إلى القول بأنه عاش في عام ٦٠٠ق.م.

لينوس Linus

ابن أبولو وبساماثي، وهو الذي تخلص منه ليموت غير أن بعض الرعاة وجدوه ومزقته كلابهم، فلما علم والد بساماثي أن لينوس ولدُها قتلها. فأرسل أبولو في ثورة الغضب الوحشي بويني Poine ليسلب الأمهات أبناءهن أو طاعونًا لا سبيل إلى الخلاص منه إلا بعد أن تبكي النساء والأبناء متضرعين بأناشيد الحزن التي سُميت بعد ذلك بالاسم ليني Lini.

مارْس Mars

هو أريس عند الإغريق. كان في إيطاليا يلي جوبيتر في المكانة. وهو ابن جونو التي ظهرت عليها بوادر الحمل بلمسها زهرة غريبة من زهور الربيع، كان مارْس في بادئ الأمر رب الإخصاب والإثمار للزرع والحيوان، ولكنه صار فيما بعد إله الحرب. كان يُصوَّر في عُدته حاملًا الرمح والدرع، أما الكاهن الخاص الذي يشرف على عبادته فيسمى فلامين مارتياليس Flamen Martialis.
سُمِّي مارس باسمه كما سمي أيضًا الكامبوس مارتيوس Campus Martius وهو المكان الذي كانت تقام فيه التمرينات الحربية تكريمًا له. وكان أيضًا والد المستعمرات والمدن، وخاصة والد الشعب الروماني؛ لأنه كان يعتبر والد رومولوس. وقد كان يقدس شجرة التين والرمح والدرع والذئب. وتتكون الذبائح التي تُقدَّم إليه من الثيران والكباش والخيول. وكان مارس يظهر في القصص الخرافية تمامًا مثل أريس.

ميركوريوس Mercurius

هو الإله الإيطالي للصناعة والتجارة، وإله الربح والحظ، ورب المسافرين برًّا وبحرًا، وواهب الهدايا الحسنة. كان الرومان في العصور القديمة يشبهونه بهيرميس إله الإغريق، لذلك كانت أعمال هيرميس هي نفس أعمال ميركوريوس، وأصبح الاسم ميركوريوس اللقب اللاتيني المرادف لهيرميس. بيد أن الاهتمام استمر مُركَّزًا على ميركوريوس في عبادته كإله التجارة. وكان التجار أكثر طبقات الشعب تكريمًا له. وكانت جمهرة التجار التي تسمى ميركورياليس Mercuriales تحتفل بعيده في مايو، وكانوا يذُرُّون المياه المقدسة على أنفسهم عند البورتا كابينا Porta Capena، يجلبونها من بئر تقع بجوار مذبحه.

ميناندر Menander

عاش ٣٤٢–٢٩٢ق.م. تقريبًا. شاعر أتيكي ومن أشهر كُتَّاب الكوميديا الحديثة. كان أحد تلاميذ ثيوفراستوس Theophrastus وزميل إبيكوروس Epicurus إبان الخدمة العسكرية. يقال إنه مات غريقًا في ميناء بيرايوس Piraeus. كتب مائة كوميدية على وجه التقريب ولكن معظمها فُقد ولم يبقَ منها إلا شذرات عُثر عليها في بعض أوراق البردي المصرية في عام ١٩٠٥م.

منيرفا Minerva

إحدى ربات الرومان العظيمات. كانت تُعبد فوق تل الكابيتول مع جوبيتر وجونو. وهي أثينا عند الإغريق، وتُعتبر في إيطاليا ربة الحكمة، ونصيرة الفنون والمهن اليدوية. يبجلها خاصةً طوائف الفنانين والمهتمين بالمهن العلمية، ويُنسب إليها عدا ذلك وظائف الربة أثينا. وما يُروَى عن مينيرفا يُروَى عن أثينا، كما تتشابه التماثيل التي تُنحت للربتين في كل شيء.

مينيلاوس Menelaus

شقيق أجاممنون وابن أتريوس. وعندما قتل ثويستيس أتريوس، هرب الشابان إلى تونداريوس في إسبرطة الذي زوَّج ابنته كلوتايمنيسترا إلى أجاممنون، كما أنه انتخب مينيلاوس لهيلينا من بين المتقدمين للزواج منها بعد أن قبل المتنافسون على الزواج منها تعضيد من يقع عليه الاختيار. وأنجب مينيلاوس هيرميوني من هيلينا التي عاش معها في سعادة ورخاء إلى أن جاءهم باريس، فاستقبله مينيلاوس بما فُطر عليه من كرم وحسن ضيافة، فكان من نتائج حسن صنيعه معه أن سرق باريس هيلينا وهرب بها. كما سرق كثيرًا من أموال مينيلاوس وفرَّ إلى طروادة. ولما علم مينيلاوس ذلك أسرع في العودة إلى وطنه واستشار أجاممنون ونجح بمساعدته في أن يكسب تأييد أبطال بلاد الإغريق جميعًا فأشعلوا نار الحرب الطروادية. وقد أثبت مينيلاوس في طروادة شجاعته النادرة وقدرته على تحمل المشاق ومتاعب القتال، كما تجلت حكمته الغالية، ولو أنه لم يُبارِ أخاه أجاممنون الذي كان أبرز أبطال وقادة الإغريق طرًّا.

نبتونوس Neptunus

إله روماني قديم للبحر يشبه «بوسايدون» إله البحر عند الإغريق. كان زوج سالاكيا. تتعلق جميع أعماله وقواه وخرافاته بتلك التي لبوسايدون. كان يقام الاحتفال الروماني المسمى نبتوناليا Neptunalia تكريمًا له في شهر يوليو.

النصر Victoria

يسميها الرومان فيكتوريا أي ربة النصر، كانت ابنة بالاس وستوكس. وكانت تصوَّر في هيئة ربة صغيرة السن ذات أجنحة، تحمل إكليلًا أو غصن نخلة أو كمعلنة للنصر. كانت تحمل الصولجان.

هرقل Hercules

ابن زوس وألكمينا زوجة أمفتريون الطيبي. لما علمت هيرا بخيانة زوس بدأت اطهاداتها في الحال، فأجَّلت ميلاد الصبي، وبعد أن وُلد ببضعة شهور أرسلت ثعبانين إلى مهده ليقتلاه، فخنق الطفل الثعبانين بيديه. وُلِد إفيكليس بن أمفتريون في الليلة التالية لمولد هرقل فأحب كل منهما الآخر كما لو كانا توءمين.

كبِر هرقل في طيبة على أنه ابن أمفتريون وتلقى أجود التعليم في صنوف الفنون المختلفة. كان مدرسوه هم القنطور خيرون للألعاب الرياضية، وأمفتريون لدفع العربة، ورادامانثوس للحكمة والعدالة، وأوتولوكوس للمصارعة، ويوروتوس للرماية، وكاستور لاستخدام عُدة القتال، ولينوس للموسيقى. ولكن هرقل قتل لينوس هذا بعُوده عندما أراد أن يضبط نغماته، فأرسله أمفتريون في الحال إلى الريف ليرعى ماشيته، ومن هناك بدأ يقوم بمغامرات جليلة.

أهدته الآلهة أسلحة ولكنه فضَّل هِراوة ضخمة كان قد قطعها بنفسه. ومن أولى خدماته الجليلة أن قتل أسدًا ضخمًا كان يعيش على افتراس المواشي قرب جبل كيثايرون، ثم صنع من جلده ثوبًا ومن رأسه خوذة.

كان هرقل أشهر الأبطال الإغريق وانتشرت عبادته في كل مكان. أما الذبائح التي كانت تُنحر له فتتكون من الثيران والخنازير والكباش والحُملان. وأهم ما تظهره القصص بخصوص هرقل يدور حول قوته الخارقة ورُوحه المحبة للمساعدة والشجاعة والوداعة، وصبره على تجشم المتاعب والمصاعب، وحظه في الحياة بأن يظل دائمًا متجولًا. أما من الناحية الهزلية فيبدو كسكِّير مدمن مفرط الجشع، ويُصوَّر رجلًا قوي الجسم مفتول العضلات يغطي جزءًا من جسمه جِلدُ أسد ويتسلح بهِراوة ضخمة وبعض السهام.

هيكوبا Hecuba

زوجة بريام ملك طروادة. أنجبت له بنين كثيرين أشهرهم هكتور وباريس. عندما كانت هيكوبا حاملة في الابن الثاني حلَمت أنها وضعت في طروادة شعلة تضطرم منها النيران وخرَّبت المدينة. لذلك عندما وُلد باريس تخلَّص منه والداه عند جبل إيدا آمِلَين أن ينقذا المدينة بهذا العمل. ولما سقطت طروادة كانت من نصيب أوديسيوس، وكانت هيكوبا تشعر بكراهيتها له دون غيره من سائر سكان بلاد الإغريق.

هيلين Helen

أجمل نساء عصرها. وابنة زوس وليدا. وشقيقة كاستور وبولوكس. وزوجة مينيلاوس ملك إسبرطة الذي أنجبت منه هيرميوني.

خطفها ثيسيوس وبيرثيوس وكانت لا تزال طفلة حديثة السن. إذ كانا يتباريان على من يستأثر بها. فلما فاز بها ثيسيوس تركها في رعاية أمه أثيرا. فلما علم كاستور وبولوكس أين اختفت، اجتاحا أتيكا وأنقذاها ورحبا بها إلى تونداريوس وليدا. وهناك حاول الزواج منها أعظم رؤساء الإغريق فأخذت عليهم عهدًا أن يعضدوا الرجل الذي تختاره منهم، ومن ثم اختارت مينيلاوس وتزوجته وعاشت معه في إسبرطة في سعادة وهناء.

جاء بعد ذلك باريس ابن الملك برياموس الطروادي الذي وعدته أفروديتي أن تمنحه أجمل نساء العالم لما أصدر حكمه في صالحها في مباراة الجمال، فأكرمه مينيلاوس وهيلين. ولكن باريس حثَّ هيلين على أن تفر معه كزوجة وخطفها بحرًا إلى طروادة. فتشاور رؤساء الإغريق فيما بينهم وقرروا الانتقام من هذا المجرم الأثيم، فنشبت الحرب الطروادية المشهورة. وفي أثناء حصار طروادة الطويل، كانت هيلين تؤيد تارة الإغريق وتارة أخرى الطرواديين ولكن قلبها كان يحن إلى الإغريق أكثر من الطرواديين. ولما مات باريس تزوجت أخاه الذي وشت به لدى الإغريق.

ولما سقطت طروادة اصطلحت مع مينيلاوس وأبحرت معه إلى إسبرطة، ولكنهما مرَّا ببلاد كثيرة، وخاصة بالقطر المصري، حيث جلب جمال هيلين إليها مصائب أخرى. وفي السنة الثانية وصلا إلى وطنهما حيث عاشا في سعادة واطمئنان عدة سنين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤