الفصل الرابع
المنظر الأول
(يدخل أمفتريون متعبًا.)
أمفتريون
:
لم يكن ناوقراطيس، الذي أردتُ إحضاره، على ظهر
السفينة، ولم أجد أية نفس في بيته أو في المدينة تكون
قد رأته. لقد طفتُ بجميع الشوارع، وبكل ملعب رياضي،
وحانوت عطور، وفي السوق، وفي حلبة المصارعة والفورَم
أيضًا، وفي عيادة الطبيب، وفي دكان الحلاق، وفي
المعابد المقدسة من أولها إلى آخرها — لقد تعبت حتى
كدت أموت من شدة التعب وأنا أبحث عنه، ولكن ما من أثر
لذلك الناوقراطيس في أي مكان. والآن سأعود إلى البيت
وأسأل زوجتي مزيدًا من الأسئلة عن هذا الأمر، و(بوحشية) أعرف مَن ذلك
الذي جعلتْ نفسَها مومسًا له. إني لأوثر أن أموت بسرعة
على أن أترك هذا الأمر يمر بغير حل. (يحاول فتح الباب)
حسنًا! لقد أغلقوا البيت! إجراء حسن! هذا يتفق تمامًا
وبقية كل شيء. سأطرق الباب (يطرق)، افتح الباب يا من هنا! أيَا
هذا! هل أحد في الداخل؟ افتح، أيوجد شخص ما! (يطرق الباب بعنف
أكثر).
المنظر الثاني
(يظهر ميركوريوس فوق السقف، وهو منكوش الشعر.)
ميركوريوس
(بخشونة)
:
من بالباب؟
أمفتريون
:
أنا.
ميركوريوس
:
أنا، من؟
أمفتريون
(بحدة)
:
أقول، أنا.
ميركوريوس
:
لا بد أن … جوبيتر و… جميع … الآلهة … غاضبة عليك …
إذ تدمر بابنا هكذا.
أمفتريون
:
ماذا تعني؟
ميركوريوس
:
هذا … ما أعنيه: من المؤكد أنك ستلقى وقتًا عصيبًا،
من أجل هذا.
أمفتريون
(بعنف)
:
سوسيا!
ميركوريوس
:
هكذا تمامًا! إنه أنا … إلا إذا ظننتَ أنني نسيتُ.
والآن، ماذا … تريد؟
أمفتريون
:
أيها النذل! أتجرؤ حقًّا على أن تسألني ذلك، ماذا
أريد؟
ميركوريوس
:
طبعًا أجرؤ. لقد طرقتَ الأبواب حتى أوشكت أن تنخلع
من مُفصَّلاتها، أنت … أيها الغبي. أتظن أننا نحصل على
الأبواب على نفقة الجمهور، أتظن ذلك، لماذا تنظر إليَّ
هكذا الآن، أنت … أيها الغبي؟ ماذا تريد الآن؟ من
أنت؟
أمفتريون
:
أيها الوغد! ألا تزال تسألني من أنا؟ أيها الجثة
المعلقة، أنت؟ أقسم بالله لأضربنك بالسوط اليوم جزاء
هذه الوقاحة!
ميركوريوس
:
لا بد أنك كنتَ مِتلافًا … في … أيام صباك.
أمفتريون
:
وكيف ذلك؟
ميركوريوس
:
حسنًا … إنك الآن في سني شيخوختك تستجدي … تستجديني
المشاكل.
أمفتريون
:
سرعان ما ستعاني من أجل هذه اللغة البذيئة، أيها
العبد الشقي.
ميركوريوس
:
إنني أقدم لك الضحايا، ها أنا ذا أقدمها.
أمفتريون
:
كيف؟
ميركوريوس
(يسمم سرًّا سقاء من الماء)
:
لماذا، لأنني أصنع لك تقدمة عن … كارثة.
[هناك فراغ في المخطوطات عند هذه
النقطة. ولم يحفظ سوى بضعة سطور. ويصور ليو Leo الجزء المفقود هكذا: «بعد
أن تسلى ميركوريوس مع أمفتريون بما فيه الكفاية، جاءت
ألكمينا من الداخل على صوت النقاش. فحدث نزاع بينها وبين
زوجها — تركها جوبيتر قبل ذلك كي يقدم الذبيحة — وتتركه
محبوسًا خارج البيت. وربما يكون أمفتريون قد انصرف كي
ينادي بعض الأصدقاء ليساعدوه. وعلى أية حال، يظهر سوسيا مع
بليفارو، فيلقى ترحيبًا سيِّئًا من سيده، برغم حماية
بليفارو له، ثم يهرب. يخرج جوبيتر من المنزل. يتبادل الزوج
والعاشق الشتائم في عنف ويتلو ذلك عراك. يتوسل أمفتريون
إلى بليفارو، فيسخر منه جوبيتر.»]
أمفتريون ١
:
ولكني سأقدم لك ذبيحة من العذاب والتعذيب، أنت، يا
عمود الضرب بالسوط.
ميركوريوس ٢
:
السيد أمفتريون مشغول.
ميركوريوس ٣
:
لا تزال لديك الآن فرصة للانصراف.
ميركوريوس ٤
:
إن جزاءك أن تُكسَر على رأسك قِدْرٌ مملوءة
بالرماد.
ميركوريوس ٥
:
لا شك في أنك ستطلب أن تُفرَغ على رأسك جرة مملوءة
بالماء.
ميركوريوس ٦
:
مسحور! يا عزيزي، يا عزيزي! أيها الرجل المسكين!
ابحث لك عن طبيب.
ألكمينا ٧
:
إنك أقسمتَ لي أنك قلتَ ذلك بقصد المزاح.
ألكمينا ٨
:
من أجل الرحمة، عالج هذا المرض منذ بدايته؛ لا شك في
أنك إما مسحور وإما مخبول.
ألكمينا ٩
:
إذا لم يكن هذا قد حدث كما ذكرتُ، فلك كل حق بأن
تتهمني بعدم العفة.
أمفتريون ١٠
:
من؟ امرأة جعلت من نفسها مومسًا أثناء غيابي!
أمفتريون ١١
:
ماذا كنت تهددين بأن تفعلي إذا أنا طرقتُ على ذلك
الباب؟
أمفتريون ١٢
:
احفر هناك أكثر من ستين خندقًا في اليوم.
أمفتريون ١٣
:
لا تتشفع لنذل وضيع.
بليفارو ١٤
:
وفِّرْ عليك أنفاسك.
جوبيتر ١٥
:
لقد قبضتُ عليه من قفاه، ذلك اللص الجريء، متلبسًا
بالجريمة.
أمفتريون ١٦
:
كلا، كلا، أيها المواطنون الطيبيون، لقد قبضتُ عليه
وحش الشهوة الذي جلب العار على زوجتي في البيت.
أمفتريون ١٧
:
ألا تخجل أبدًا، أيها الوغد، من أن تظهر علنًا أمام
الناس؟
أمفتريون ١٨
:
سرًّا.
أمفتريون أو جوبيتر ١٩
:
أنت يا من لا تستطيع أن تقرر أيُّنا
أمفتريون.
المنظر الثالث
بليفارو
(حانقًا)
:
يجب أن تحلا لغز نفسيكما. إنني ذاهب، فعندي
موعد.
(لنفسه) لم يسبق أن رأيت عجيبة كهذه في أي مكان، أثق في هذا.
(لنفسه) لم يسبق أن رأيت عجيبة كهذه في أي مكان، أثق في هذا.
(يستدير لينصرف.)
أمفتريون
:
أي بليفارو! قف إلى جانبي، إكرامًا لخاطر الرحمة،
وكن مساعدي، لا تنصرف!
بليفارو
:
وداعًا. ما فائدة أن أكون مساعدًا عندما لا أعرف من
الذي أساعده.
(يخرج بليفارو.)
جوبيتر
(لنفسه)
:
سأدخل، أنا نفسي، فقد حان موعد ولادة
ألكمينا.
(يخرج جوبيتر إلى البيت دون أن يراه أمفتريون.)
أمفتريون
(في وحشية)
:
يا للسماء! يا للسماء! ماذا أفعل الآن وقد هجرني
المساعدون والأصدقاء؟ بحق السيد الإله، لن يخدعني ذلك
النذل ويهرب، كائنًا من كان! سأذهب إلى الملك مباشرة،
في هذه اللحظة وأخبره بكل ما حدث. أقسم أنني سأنتقم
لنفسي اليوم من ذلك الساحر الثيسالي الذي قلب أذهان
أفراد بيتي رأسًا على عقب. (يتطلع حواليه) أين هو، على أية حال؟
أيها الإله الرحيم! لقد دخل إلى زوجتي، بغير شك! الويل
لي من دون سائر الرجال التعساء في طيبة! ماذا أفعل
الآن؟ يتخلى عني ويخدعني كل بشر حسبما يوافق مزاجه!
(يتوقف فترة)
لقد اختلط عقلي، سأقتحم البيت وأقتل في أبهائي كل
مخلوق بشري يقع عليه بصري، خادمة أو رجلًا أو زوجة أو
عاشقًا، أو أبًا أو جدًّا! ولن توقفني مشيئة جوبيتر
ولا كل الآلهة وتمنعني من تنفيذ ما اعتزمت عليه! سأدخل
في هذه الدقيقة! (يندفع نحو
الباب، فيقعقع الرعد، يسقط على الأرض فاقد
الحركة).