مبادئ الفلسفة الإسلامية
«وبالرغم من الأهمية الفائقة للميراث الفلسفي الإسلامي، غيرَ أنه ليس بمقدَّس … ومن المعلوم أن العقل النقدي يتشكَّل في سياق دراسة الفلسفة وفَهْم مقولاتها والتعرُّف بدقَّة على مسالكها ومناهجها ومدارسها؛ فإن محاكمةَ الآراء، ونقدَها، غير ممكنةٍ قبل اكتشافها ومعرفتها.»
يَشيع بين كثير من مؤرِّخي الفلسفة أن الفلسفة الإسلامية قد خُتمت ﺑ «ابن رشد»، وهذا القول على شُهرته يُغفِل تُراثًا فلسفيًّا كبيرًا في العالم الإسلامي، كان من أبرزه تُراث مدرسة الحكمة المتعالية، التي أسَّسها وأرسى نظامها الفيلسوف الفارسي «صدر الدين الشيرازي» (المُتوفَّى سنة ١٦٤٠م)، وهي من المدارس الفلسفية الطموحة، التي حاولَت الجمع بين فلسفة المشَّائين وتصوُّف العُرفاء وجدَل المتكلمين، بالإضافة إلى النصوص الدينية الإسلامية؛ كل ذلك في نسقٍ فلسفيٍّ شامل. وقد حرَص المفكر العراقي «عبد الجبار الرفاعي»، في هذا الكتاب، على تقديم مباحث هذه المدرسة بأسهلِ أسلوب وأوضحِ بيان، من خلال شرح متن «بداية الحكمة» للفيلسوف الإيراني «محمد حسين الطباطبائي» (المُتوفَّى سنة ١٩٨١م)، وهو من أهم المتون التي لخَّصت مبادئ هذه المدرسة بأسلوبٍ برهاني وترتيبٍ منطقي جذَّاب.