الهوهوية وهو الحمل
من أحكام الوحدة الحمل، والحمل يعني أن هذا هذا؛ فعندما نقول: زيدٌ قائم، فهو يعني الهوهوية، فزيد هو القائم، والقائم هو زيد.
ومن أحكام الكثرة عدم صحة الحمل؛ لأن من أحكام الكثرة المغايرةَ والاختلاف؛ فالمراد من الهوهوية صحة الحمل. والمراد من الغيرية عدم صحة الحمل والاختلاف بينهما.
والحمل يعني الاتحاد من جهة والاختلاف من جهةٍ أخرى؛ فكل شيئَين متحدان من جهة ومختلفان من جهةٍ أخرى يصح حمل أحدهما على الآخر، ﻓ «زيدٌ» و«قائمٌ» بينهما اتحاد من جهة الوجود، واختلاف من جهة المفهوم، فيصح حمل أحدهما على الآخر، بينما زيد وبكر لا يصح حمل أحدهما على الآخر؛ لأنه لا اتحاد بينهما.
الحمل الذاتي الأولي
القسم الأول من أقسام الحمل أن يكون بين المحمول والموضوع اتحادٌ مفهومي ومصداقي؛ فكل متحدَين مفهومًا متحدان مصداقًا. والاختلاف بين المحمول والموضوع يكون في الإجمال والتفصيل. أحدهما مجمل والآخر مفصَّل، كما في: الإنسان حيوان ناطق؛ فالإنسان موضوع، وحيوانٌ ناطق محمول. وهنا الموضوع عين المحمول، ولكن الاختلاف في الإجمال والتفصيل.
وهذا الحمل يُسمَّى بالحمل الذاتي الأولي. وسُمي ذاتيًّا؛ لأنه حمل الذاتي على الذات، وسُمي أوليًّا؛ لأنه من البديهيات الأولية؛ أي التي لا يتوقف التصديق بها على أكثر من تصوُّر الموضوع والمحمول.
الحمل الشائع الصناعي
والقسم الثاني هو أن يختلف الموضوع والمحمول مفهومًا، ولكنهما يتحدان مصداقًا. كما في: زيد قائم، ﻓ «زيد» غير «قائم» في المفهوم وإن كانا متحدَين بالمصداق.
ويُسمَّى هذا الحمل بالحمل الشائع الصناعي، وسُمي شائعًا لأنه شائع في المحاورات، وسُمي صناعيًّا لأنه مستعمل في الفنون والصناعات المختلفة.