الفلسفة الإسلامية
مسائل الفلسفة الإسلامية
إن المحور الأساس لمسائل الفلسفة الإسلامية هو «الموجود»، والموجود في الفلسفة ﮐ «بدن الإنسان بالنسبة إلى الطب»، و«العدد» بالنسبة إلى الحساب، و«المقدار» بالنسبة إلى الهندسة. وبتعبيرٍ آخر إن موضوع الفلسفة هو «الموجود بما هو موجود» وجميع مباحث الفلسفة تدور حول الوجود. ويعني قيد «بما هو موجود» دراسة الأحكام العامة للموجود، والبحث عن الحيثيات المشتركة، وليس الأحكام الخاصة بموجودٍ معين، والحيثيات المختصة له؛ أي البحث عن أحوال وعوارض الموجود العام غير المقيَّد بخصوصية يكون بها موجودًا خاصًّا.
وفيما يلي تلخيصٌ سريع لمسائل الفلسفة الإسلامية، التي تتمحور حول الوجود:
(١) مسائل ترتبط بالوجود، وبالأمرَين المقابلَين له، وهما الماهيَّة والعدم
فإنه وإن كانت الواقعية للوجود فحسب، وليس هناك شيء في الواقع والعالَم الخارجي العيني سوى الوجود، غير أن الذهن البشري يصطنع مفهومَين آخرَين في مقابل الوجود؛ الأول: العدم، والآخر: الماهيَّة.
وهناك مسائلُ عديدةٌ في الفلسفة يكون محور البحث فيها «الوجود والماهيَّة»، مثل مسألة «أصالة الوجود واعتبارية الماهيَّة» فيما يكون محور البحث في مسائلَ أخرى «الوجود والعدم»، مثل مسألة امتناع إعادة المعدوم.
(٢) مسائل ترتبط بأقسام الوجود
تقع تحت الوجود عدة أقسام، تكون كالأنواع بالنسبة للوجود، ومن ذلك: تقسيم الوجود إلى عيني وذهني، وتقسيمه إلى واجب وممكن، وإلى حادث وقديم، وإلى ثابت ومتغير، وإلى واحد وكثير، وإلى ما بالقوة وما بالفعل، وهذه بمجموعها تقسيماتٌ أولية للوجود، تعرض على الوجود من حيثُ هو موجود، بينما هناك تقسيمات أخرى للوجود مثل انقسامه إلى أسود وأبيض، وإلى كبير وصغير، ومُساوٍ وغير مُساوٍ، وطويل وقصير … ونظير ذلك، فإنها ليست تقسيماتٍ للموجود بما هو موجود، وإنما هي انقساماتٌ للموجود بما هو موجودٌ مختص، فإن تقسيمه إلى كبير وصغير بما هو جسم، وتقسيمه إلى مساوٍ وغير مساوٍ بما هو كم … وإلخ.
(٣) مسائل ترتبط بالقوانين العامة الحاكمة على الوجود
وهي نظير: قانون العلِّية، السنخية بين العلة والمعلول، التقدُّم والتأخُّر والمعيَّة في مراتب الوجود.
(٤) مسائل ترتبط بإثبات مراتب وطبقات الوجود أو عوالم الوجود
يعتقد الحكماء المسلمون بتعدُّد طبقات الوجود؛ حيثُ أنهاها المشهور منهم إلى أربعة عوالم كلِّية أو أربع نَشْآت، وهي:
(أ) عالم الطبيعة أو الناسوت
وهو عالم المادة، والحركة، والزمان والمكان، وبكلمةٍ أخرى هو عالَم الطبيعة والمحسوسات أو عالَم الدنيا.
(ب) عالم المثال أو الملكوت
وهو أعلى مرتبة من عالم الطبيعة؛ لأنه عالمٌ مجرَّد من المادة، لا تطرأ عليه الحركة والتغيير والزمان، لكن فيه صور المادة وأبعادها.
(ﺟ) عالم العقول أو الجبروت
وهو عالَم المعنى، ويقع فوق عالَم الملكوت في رتبته، وهو مجرَّد من الصور والأشباح والمادة.