الفصل السابع

ندوة حوار فلسفي في طهران

بقي أن نشير إلى أن الطباطبائي حاول الدفاع عن العقيدة الإسلامية، وبيان مكتسَبات الفلسفة الإسلامية، وتعميم الثقافة الفلسفية خارج حدود الحوزة العلمية، فباشر بنفسه افتتاح ندوة للحوار في طهران في خريف سنة ١٩٥٨م انتظمَت في منزل الدكتور الجزائري،١ جمعَته بالمستشرق المعروف الدكتور هنري كوربان أستاذ الفلسفة في جامعتي السوربون وطهران، ورئيس المعهد الفرنسي الإيراني، والمتخصص بالدراسات الإيرانية،٢ الذي حاوره حول التشيع نشأةً وعقيدةً وأفكارًا، وحول الشيعة في مسارهم التاريخي ومعطَيات مدرستهم، ومنهجهم في العلوم، من قبيل علم الكلام والفلسفة وغيرهما، وقد جرى هذا الحوار عبْر عدة لقاءات تخلَّلَتها مراسلاتُ في الحالات التي يغادر فيها كوربان طهران إلى باريس، وتضمَّنَت المراسلات بحثًا معمَّقًا كتبه الطباطبائي حول التفكير الفلسفي في نصوص أهل البيت، ومسألة الولاية والارتباط بينها وبين النبوة.

وتم تدوين الحوار والمراسلات فوقعَت في جزأَين تولى تحريرها وكتابة الهوامش التوضيحية وتنظيم المصادر، هادي خسروشاهي وعلي أحمدي.

١  الدكتور الجزائري أستاذ جامعي ووزير ثقافة سابق.
٢  الطباطبائي، محمد حسين، «الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان»، ص٤٥-٤٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥