الانتقالات الكمية
كما أوضحنا في الفصل الثاني، يجسد ضوء الشمس ثنائية الموجة والجسيم؛ فهو في نفس الوقت موجة كهرومغناطيسية وتدفق من جسيمات ذات حزم طاقة غير قابلة للانقسام، وهي الفوتونات. ويمكن تقسيم استخدام الطاقة الشمسية إلى فئتين؛ الفئة الأولى: مرتبطة بطبيعتها الموجية ويمكن تفسيرها من خلالها، مثل توليد الحرارة والطلاءات المضادة للانعكاس الخاصة بالخلايا الشمسية. أما الفئة الثانية: فترتبط بالطبيعة الكمية للضوء. فكموم الضوء، أو الفوتونات، تثير الذرات والجزيئات والعناصر الصلبة وتنقلها من حالة الاستقرار لحالة إثارة، ثم تحول جزءًا من الطاقة إلى قدرة كهربية أو طاقة كيميائية، مثل الأنواع المختلفة للخلايا الشمسية والتمثيل الضوئي.
في هذا الفصل، سنعرض للأساس المفاهيمي لتأثير ضوء الشمس باعتباره تدفقًا من الفوتونات؛ أي، ميكانيكا الكم. ونتناول الحالات الكمية للنظم الذرية ومستويات طاقتها ودوالها الموجية والانتقالات الكمية الناتجة عن التفاعل مع الإشعاع.
(١) المفاهيم الأساسية لميكانيكا الكم
ميكانيكا الكم فرع من الفيزياء يتعامل مع الظواهر على المستوى الذري. وهي وصف مفاهيمي ورياضي لكيفية اجتماع الأنوية والإلكترونات معًا لتكوين مادة مكثفة ولكيفية تطور النظام عبر الوقت ولكيفية تفاعل النظام مع الإشعاع. وتكمن الصعوبة الأساسية في تعلم هذا الفرع من الفيزياء في أن مقياس الظواهر الذرية يكون أقل من نانومتر واحد ويختلف كثيرًا عن الظواهر على المقياس العياني. على سبيل المثال، الميكانيكا النيوتنية وصف مفاهيمي ورياضي للظواهر العيانية. وباستخدام تلسكوب، يمكن رصد حركة الأجرام السماوية وقياسها على نحو مباشر للتحقق من الميكانيكا النيوتنية. على الجانب الآخر، باستخدام ميكروسكوبات ضوئية، يمكن رصد أجسام تُقاس بالميكرومتر، مثل الخلايا في علم الأحياء، والتحقق منها وفهمهما على نحو مباشر. ومؤخرًا فقط أصبح بالإمكان الرصد المباشر للظواهر على المستوى الذري، وهي كيانات ميكانيكا الكم، باستخدام «ميكروسكوبات المسح النفقي» و«ميكروسكوبات القوة الذرية».
(١-١) الحالات الكمية: مستويات الطاقة والدوال الموجية
في الميكانيكا النيوتنية، هناك مفاهيم محددة بدقة تصف الظواهر الفيزيائية: الموقع والسرعة المتجهة والتسارع والزخم والزخم الزاوي والكتلة والقوة. إن قوانين نيوتن هي القوانين الطبيعية التي تقف وراء هذه الظواهر. وكانت حركة الكواكب في المجموعة الشمسية وحركة أقمار الكواكب أول الأمثلة — ولا تزالان من أفضلها — التي تبين الميكانيكا النيوتنية.
(١-٢) المتغيرات الديناميكية ومعادلة الحركة
يعني:
وحتى تكون قيم المتغير الديناميكي حقيقية، يجب أن تكون المصفوفة «هرميتية»؛ أي أنها يجب أن تكون لها الخواص:
(١-٣) الإلكترون المحصور في صندوق أحادي البعد
بحيث:
مما يعني ضمنًا أن:
إذا كانت الكتلة عاملًا غير معروف، فيمكن الحصول عليها من معامل تلك الدالة التربيعية:
التي تُعد علاقة أساسية في فيزياء أشباه الموصلات لتحديد «الكتلة الفعالة» لأي نطاق من الطاقة.
(١-٤) ذرة الهيدروجين
تُعد ذرة الهيدروجين، التي تُعد مجموعة شمسية مصغرة تتألف من بروتون موجب الشحنة وإلكترون سالب الشحنة، أول حالة اختبارية لميكانيكا الكم. وحاليًّا، ما زالت هي أفضل نظام في الطبيعة يمكن استخدامه لتوضيح وفهم ميكانيكا الكم. وباعتبار البروتون ثابتًا، تكون الحالة الكمية لأي ذرة هيدروجين هي حل المعادلة التالية:
بحيث:
وعلى الرغم من أن الدالة الموجية عادةً ما تكون دالة مركبة وليست قابلة للرصد على نحو مباشر، فإن احتمالية كثافة الشحنة المتناسبة مع:
تكون قابلة للرصد. في واقع الأمر، يمكن رصد كل من مستوى الطاقة وكثافة الشحنة على نحو مباشر باستخدام مجهر نفقي ماسح. وبالتعريف، تكون الاحتمالية معايرة:
ومن الممكن استثارة الحالة الكمية للهيدروجين إلى حالة ذات مستوى طاقة أعلى بامتصاص بروتون، أو تقليل استثارتها نحو قيمة طاقة أقل بإطلاق بروتون.
(٢) النظم المتعددة الإلكترونات
وتتضمن طاقة الوضع الأطراف الثلاثة التالية: طاقة الوضع الجاذبة بين الإلكترونات والأنوية:
وطاقة الوضع النافرة بين الإلكترونات:
وطاقة الوضع النافرة بين الأنوية:
ومعادلة شرودنجر هي:
(٢-١) تقريب الإلكترون الواحد
وحلول المعادلات غير الخطية الناتجة تتعامل كما لو كان كل إلكترون معرضًا للمجال المتوسط المُولَّد من جانب كل الجسيمات الأخرى. ويمكن حل تلك المعادلات رقميًّا فقط.
(٢-٢) الرصد المباشر للحالات الكمية
وهكذا، يمكن أن تعرض صورة المجهر النفقي الماسح في نفس الوقت مستوى الطاقة (بتغيير فرق جهد الانحياز) والدالة الموجية (بعرض كثافة شحنة الإلكترونات).
(٢-٣) الحالات الكمية للجزيئات: أعلى مدار جزيئي مشغول وأدنى مدار جزيئي غير مشغول
(٢-٤) الحالات الكمية لبلورة نانوية
(٣) القاعدة الذهبية
في الأقسام السابقة، عرضنا الحالات المستقرة للذرات والجزيئات والنظم الصلبة. ومن أجل استخدام الطاقة الشمسية، يُعد فهم تفاعل الإشعاع مع النظم الكمية، التي تسبب انتقالات عبر حالات كمية عديدة، غايةً في الأهمية. فيستطيع أي نظام كمي امتصاص فوتون شمسي ويمكن أن يُثار من حالة ذات قيمة طاقة أقل إلى أخرى ذات قيمة طاقة أعلى، أو ينحل من حالة ذات قيمة طاقة أعلى إلى أخرى ذات قيمة طاقة أقل عن طريق إطلاق فوتون أو التخلي عن الطاقة للذرات المحيطة.
كما توفر أيضًا الأساس الميكانيكي الكمي لمبدأ التوازن التفصيلي: التناظر بين الامتصاص والانبعاث.
(٣-١) الاضطراب الدوري المتعلق بالزمن
يُوصف تفاعل النظام مع الإشعاع من خلال اضطراب دوري:
وتصبح معادلة الحركة:
(٣-٢) القاعدة الذهبية للطيف المتصل
(٣-٣) مبدأ التوازن التفصيلي
بحيث يصبح شرط تردد بور:
يعني هذا أن النظام الذري ينحل من حالة ذات طاقة أعلى إلى أخرى ذات طاقة أقل عن طريق إصدار فوتون للمجال الإشعاعي. وبالنسبة لطيف متصل، تكون القاعدة الذهبية المقابلة:
وبمبادلة الحالة الأولية والحالة النهائية لمكانيهما، من الواضح أن عنصر المصفوفة متطابق في عمليتي الامتصاص والانبعاث:
وتناظر الامتصاص والانبعاث أساس ﻟ «مبدأ التوازن التفصيلي»، الذي يلعب دورًا مهمًّا في فهم حد كفاءة الخلايا الشمسية.
(٤) التفاعلات مع الفوتونات
مسائل
-
(7-1) باستخدام تعريف المؤثرات الهرميتية (ارجع إلى المعادلة 7-8)، أثبت أن كلًّا من و، فيما يتعلَّق بمصفوفة عشوائية ، مؤثر هرميتي.
-
(7-2) يمكن تمثيل موجة متحركة في الاتجاه بمتجه موجي من خلال المعادلة:(7-72)
فباستخدام علاقة دي بروي:
(7-73)أثبت أن مؤثر الزخم هو:
(7-74) -
(7-3) باستخدام التمثيل الإحداثي للحالة في بعد واحد، والدالة الموجية ، وتعريف الزخم:(7-75)أثبت أن علاقة التبادل، المعادلة 7-9، هي:(7-76)
-
(7-4) إن تعريف الزخم الزاوي في ميكانيكا الكم هو:(7-77)
فأثبت أن مؤثر الزخم الزاوي مؤثر هرميتي.
-
(7-5) في حالة وجود سلسلة من الذرات، تكون المعادلة هي نفسها الخاصة بإلكترون في صندوق أحادي البعد (انظر معادلة 7-17). عند طرفي السلسلة الذرية، يجب أن تصل الدالة الموجية لحد أقصى. والشرطان الحديان هما:(7-78)(7-79)
اكتب الدوال الموجية التي تحقق هذين الشرطين الحديين.
-
(7-6) باستخدام الشرطين الموجودين في مسألة 7-5، حدد مستويات الطاقة الخاصة بذلك النظام.
-
(7-7) باستخدام الشرطين الموجودين في مسألة 7-5، حدد الدوال الموجية المعايرة لذلك النظام.
-
(7-8) باستخدام الشرطين الموجودين في مسألة 7-5، حدد الدوال الموجية ذات التباين الزمني.