انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي
في العصور التي سبقَت الطباعةَ كان فن الكتابة والنَّسْخ لدى العرب صناعةً مستقلة، له أساليبُه الخاصة التي عكسَت جماليات الخط العربي، الذي أخذ يَتطوَّر باطِّراد، خاصةً مع بزوغ نَجم الحضارة الإسلامية وتَوطُّد أركان دولتها، وما صاحَب ذلك من تَقدُّمٍ حضاري وثقافي كبير، زاد فيه عددُ الكتب زيادةً كبيرة. هذه الدفعة القوية للخط العربي ما كانت لتَحدُث لولا ظهور الإسلام؛ فلم تكن الكتابة أمرًا شائعًا بين العرب في الجاهلية؛ حيث كانوا أُمةً أُمية لا تقرأ، فثقافتُهم شفهية بحتة وقليلًا ما يُدوِّنون، حتى إن العربية نفسها كانت تُكتَب بطرقٍ أُخِذت من الخطَّين النبطي والسرياني. ولكن مع انتشار الدِّين، والحاجة إلى كتابة الوحي ثم جَمعِه في المصاحف، بدأت الحاجة إلى الاهتمام بالكتابة تتزايد، وبدأ الخط العربي يَتطوَّر ويكتسب شخصيتَه المميزة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.