في مدرسة الحرية
«والحقيقة أن مدرسة الحرية كانت بمَعزِل عن العمران — حيث تقوم في وادٍ فسيح يقع بين تلال أوكانجالا … ولم تكُن هناك إلا قريةٌ صغيرة على مسافةٍ غيرِ بعيدة تتناثر فيها عدة بيوت هنا وهناك — وفي الخلف غابة كثيفة … كما كان يُحيط بالمدرسة عِدة ممراتٍ ضيِّقة، ثم طريق واحد يصل بينها وبين مدينة صغيرة على بُعد … غير قليل.»
في منطقة على جانب التل بقرية دابانجا الأفريقية، الواقعة على مسافةٍ غير بعيدة من دار السلام عاصمة تنجانيقا؛ تقع «مدرسة الحرية»، تلك المدرسة التي تُقدِّم نموذجًا فريدًا ومِثاليًّا لما يجب أن يكون عليه مجتمع المدرسة؛ فهي مدرسة ثانوية داخلية تتمتَّع بنظام شديد الصَّرامة والعَدْل، أنشأتها الحكومة واختارت لها أساتذةً أَكْفاء، وتلامذتُها من ذوي العقول الفذَّة المتوقِّدة، كما كان ناظر المدرسة ومعلِّموها من الوطنيِّين الموهوبين الوُدَعاء الأنقياء السرائر. شَهِدت هذه المدرسة عدةَ أحداثٍ دفعَت الناظر والمعلِّمين والتلاميذ إلى التصدِّي لها؛ مثل نقص الطعام المخصَّص لهم، وسرقة بعض البطاطين، فكان تصرُّفهم في غاية الذكاء والتنظيم، وهو ما سنلمسه في هذه الرواية التي تدور أحداثها حول هذه المدرسة ومغامرات تلاميذها.