مارك يحاول الهرب
أما مارك فأخذ يزحف ببطء داخل الكيف متجهًا ناحية الباب. وفي كل مرة يدخل الرجال بصندوق يتوقف عن الزحف، ويبقى ساكنًا في مكانه لا يتحرك، داعيًا الله ألا يلحظ الرجال تحرُّكَه من موضعه. وأخيرًا صار بجانب المدخل، وبقي هناك ينتظر فرصته ليتسلل خارجًا، ويهرُب تحت جنح الظلام.
ثم جاء زومبي مع أحد الرجال يحملان صندوقًا. وبعد أن وضَعاه على الأرض، خرج الرجل وبقي زومبي في الكهف يدفع الصندوق إلى أحد الأركان، وسمع مارك وقع أقدامه — تتجه نحو المكان الذي كان هو مُلقًى فيه من قبلُ.
فقد كان يريد أن يدفع بالصندوق نحو مارك، ويضغطه بين الصندوق وجدار الكهف بقوة فيقتُله، ولكنه لم يجده، فصاح بغضب يقول: «أين ذلك الولد الشرِّير، لقد أخطأنا في المجيء به هنا، كان علينا أن نتخلص منه عند الشاطئ.»
ورأى مارك أنه إن لم يهرُب في هذه اللحظة فلن يخرُج من الكهف حيًّا … فنهض على قدمَيه، واندفع نحو مدخل الكهف. بيد أن زومبي أبصر شبَحَه أمام الباب، فجرى نحوه كالفيل الهائج، ثم انقَضَّ عليه وهو يصيح صيحةً مدوِّية، فأخذ مارك يدافع عن نفسه ليُفلِت منه، ولكن محاولته ذهبَت أدراج الرياح، فسقط على الأرض، وسقط فوقه جسم زومبي الضخم. وأحَسَّ بيدَي زومبي الخشنتَين تُطبِقان على رقبته، فأخذ الولد المسكين يُناضِل ويرفُس برجلَيه ليُخلِّص نفسه من قبضة ذلك الوحش الآدمي، ولكنه لم يُفلِح؛ إذ كانت يدا زومبي تقبضان على عنقه قبضةً حديدية. وشعَر مارك بعجزه عن التنفُّس، وسرعان ما أحَسَّ بقواه تخور.
وفي نفس اللحظة، دوَّى صوت صَفَّارة دويًّا اهتَزَّ له المكان كله.