أوليا
«كانت عينا أوليا تعكسان الحقيقةَ وحْدَها، فإذا كان شخصٌ ما قاسي القلب لكنَّ له وجهًا جميلًا وثيابًا فاخرة، فإنه يلوح في عينَي أوليا قبيحَ المنظر تغطِّيه القروح بدلًا من الزينة.»
ذات يومٍ عثَر أحد المارة تحت شجرة صَنَوبر على رضيعة لم تبلغ من العُمر سوى أسابيع قليلة، فتكفَّل بتربيتها زوجان لا خَلفَ لهما، وسمَّياها «أوليا»، فملأت عليهما حياتهما وأصبحت قُرَّة أعينهما. كانت «أوليا» فتاةً شديدةَ الجمال، ذات عينَين صافيتَين جذَّابتَين، وكان كلُّ مَن يتطلَّع إليها وينظر في عُمق عينَيها يرى حقيقة شخصه، أمَّا هي فكانت دائمًا ما ترى عكسَ الحقيقة؛ ترى كلَّ جميل قبيحًا، وكلَّ قبيح جميلًا، كانت تهوى الظلام وتخشى النور، تكره الزهور وتحب الأعشاب السوداء، وظلَّت على هذه الحال حتى حدَث أمرٌ غريب جعلها ترى الأشياء على حقيقتها تمامًا. تُرى ما الذي حدَث؟