مهمة … ثنائية!
جاء الاستدعاء عاجلًا ﻟ «أحمد» وهو يمارس تمارينه الرياضية في صالة الألعاب بداخل كهف الشياطين.
وفي الحال أنهى تمارينه وأخذ حمامًا باردًا، ثم اتجه في نشاط إلى قاعة الاجتماعات قبل أن تمضي خمس عشرة دقيقةً على الاستدعاء، واندهش «أحمد» عندما وجد «إلهام»، فاتجه إليها باسمًا وسألها: ألم يحضر الآخرون؟
فأجابته بصوتٍ لا يخلو من الدهشة: لم يحضر أحد! … يبدو أن الاستدعاء كان قاصرًا علينا وحدنا.
جلس «أحمد» بجوارها وقال: هذا أمر عجيب … إنها المرة الأولى التي يستدعينا فيها رقم «صفر» وحدنا من أجل إحدى المهمات.
إلهام: لعله يريدنا في شيء آخر غير العمل.
وساد الصمتُ لحظات قليلةً بداخل القاعة … ثم ظهر رقم «صفر» في مكانه المعتاد ذي الإضاءة الشاحبة التي اعتاد أن تُخفي ملامحه، وقال بعد لحظة وهو يجلس: مرحبًا بكما … لعلكما قد تساءلتما عن سر الاستدعاء الذي اقتصر عليكما وحدكما … وفي الحقيقة فإن هناك مهمةً خاصة تنتظر من يقوم بها من الشياطين … وقد رأيتُ أنكما أصلح من يقومان بها.
صمت رقم «صفر» ثوانٍ قليلة، فتبادل «أحمد» و«إلهام» النظرات … وتحوَّلت ملامح الدهشة التي ارتسمت فوق جبهتَيهما إلى ابتسامة عريضة … مُرحِّبة بالمهمة القادمة.
وقال رقم «صفر»: أنتما تعلمان أننا نعيش في عالم مضطرب قلق … عالم مليء بالعُنف والشر والجريمة، كأنما تلك هي سِمة هذا العصر … ففي كل زمان ومكان كان الخير موجودًا … ولكن الشر كان ملازمًا له … ومن المؤسف أن بعض الناس قد امتهنوا الشر حتى صار علامةً مميِّزة لهم، فلا يكاد يُذكر اسم واحد منهم حتى يقفز إلى عقل الإنسان كل أنواع الشر والإرهاب التي التصقت بهذه الأسماء … ولعلنا نذكر بعض الأسماء الشهيرة مثلًا؛ القائد المغولي «هولاكو» الذي ارتكب المذابح التي مات فيها مئات الألوف من الأبرياء، الذين كانوا ضحية أطماعه وتوسُّعاته. وكذلك الإمبراطور الروماني المجنون «نيرون» الذي أحرق «روما» بسُكانها … وحتى «قراقوش» الذي كان مثالًا للحاكم المجنون المُختل عقليًّا، والذي راح الكثير ضحايا لجُنونه.
وتلك كلها أسماء من الماضي البعيد.
أمَّا الماضي القريب فهناك أسماء لسفاحين ومجرمين ظهروا في قرننا العشرين على وجه الخصوص؛ منهم مثلًا «آل كابوني» زعيم المافيا الشهير الذي فَرَض الرعب والإرهاب في أمريكا بعصابته الرهيبة … أيضًا «جاك» السفاح ذلك المجرم الذي كانت صِناعته القتل والموت … وأخيرًا المجرم العالمي «كارلوس» الذي تُطارده أكثر من دولة للقبض عليه بسبب قيامه بعدد من العمليات الإرهابية، التي راح ضحيتها مئات من الأبرياء … ومن المؤسف أن «كارلوس» لم يلقَ عقابه حتى الآن … ويُقال إنه قد اختفى في إحدى الدول بعيدًا عن الأنظار بعد أن قرَّر التوقُّف عن الإرهاب، كما يُقال إنه مريض بِداءٍ خطير يوشك أن يقضي عليه، ويُقال أيضًا إنه قد مات. إن أشياء كثيرةً تُقال عن هذا المجرم، غير أن شيئًا منها ليس مؤكدًا.
تساءلت «إلهام»: وهل المطلوب منَّا القبض على هذا الإرهابي الخطير «كارلوس»؟
رقم «صفر»: لا … لقد زال خطر «كارلوس» تمامًا، ونحن شبه متأكدون من أنه يعاني من مرضٍ خطير … وأنه قد مات أو في طريقه إلى الموت بالفعل.
وصمت لحظةً قصيرة، ثم أضاف في صوت عميق: إن مهمتكما القادمة تتعلق بالسفاح … «جاك».
تبادَل «أحمد» و«إلهام» النظرَ في دهشة عظيمة … فقد كانا يعرفان أن «جاك» السفاح قد أُعدِم منذ أعوام طويلة … فهل يمكن أن تكون مهمتهما هي مطاردة رجل ميت؟!
قال «أحمد» في دهشة عميقة: ولكن «جاك» السفاح قد مات …
قاطعه رقم «صفر»: إنني أعرف ما ستقوله يا «أحمد»، وما قصدته ليس هو «جاك» السفاح الذي تمَّ إعدامه منذ وقت طويل … ولكني قصدت رجلًا آخر … وإن كان اسمه «جاك» أيضًا … وبسبب ما قام به من جرائم وأعمال إرهابية؛ فقد أطلَقت عليه دوائر مكافحة الإرهاب لقب «السفاح» … فصار اسمه المعروف به هو «جاك» السفاح، وإن كان المجرم القديم المعروف بنفس الاسم يتضاءل إجرامه أمام هذا السفاح الجديد وما ارتكبه من جرائم وأعمال إرهابية راح ضحيتها المئات من الأبرياء … صمت رقم «صفر» لحظات قليلةً وراح يقلِّب في أوراق ملفٍّ أمامه، ثم توقف وقال وهو يقرأ من ورقة بداخل الملف: وُلِد «جاك» السفاح في عام ١٩٥٠ في مدينة صغيرة بإنجلترا لأبوَين إنجليزيَّين … وقضى طفولةً عادية … وفي المدارس الإعدادية ظهرت ميوله العنيفة العدوانية مع زملائه، حتى إنه تسبَّب في مشاكل كثيرة مع زملائه؛ فتمَّ فصل «جاك» من المدرسة … وظلَّ يعمل في بعض الأعمال اليدوية إلى أن بلغ العشرين من عمره، ودخل السجن خلال هذه الفترة أكثر من مرة، وتزامل فيها مع عدَدٍ من المجرمين، وبعد ذلك انضمَّ إلى الجيش البريطاني، وتمَّ سجنه وطرده من الخدمة لأنه اعتدى على كولونيل بالجيش بالضرب، وخرج «جاك» من السجن مرةً أخرى وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وقد حوَّلته سنوات السجن إلى أكثر شراسةً وتوحشًا، ولمَّا كانت الأعمال اليدوية لا تناسبه في ذلك الوقت؛ فقد عَمِل مع بعض تُجار المخدرات وعالم الليل السفلي في لندن، خاصةً حي «سوهو» الذي يمتلئ بكل ما هو سيئ. واشتهر «جاك» ﮐ «قبضاي» وحارسٍ لبعض الشخصيات، وكان يقوم بعقد صفقات صغيرة لنقل المخدرات أو حمايتها، وكاد مرةً أخرى أن يقع في يد الشرطة البريطانية بتُهمة الاتجار في المخدرات، فقام بالهرب في باخرة عبر المانش إلى فرنسا … ولكن بعض رجال الشرطة طاردوه فوق الباخرة بعد أن وصلتهم معلومات عن اعتزامه الهرب فوقها.
تساءلت «إلهام»: وهل قبضوا عليه مرةً أخرى؟
رقم «صفر»: لا … بل لقي ثلاثةً من رجال الشرطة الإنجليز مصرعهم برصاص «جاك» فوق الباخرة التي كان ينتظرها العشرات من رجال الشرطة الفرنسية على الشاطئ الآخر لبحر المانش، ولكن أحدًا لم يعثر على أي أثر له داخل الباخرة … وقيل وقتها الكثير في تفسير هروب «جاك» من الباخرة … فمنهم من قال إنه ألقى بنفسه بداخل المانش … وسَبَح بعيدًا عن الميناء حتى لا تقبض عليه الشرطة، ومنهم من قال إنه استطاع التنكُّر ومغادرة الباخرة تحت سمع وبصَر رجال الشرطة، ومن قال وقتها إنه قد قُتِل وسقط غريقًا في المانش … لقد قيل الكثير عن «جاك» خلال تلك الفترة … ولم يعرف أحد حقيقة ما حدث وقتها حتى الآن … غير أن المؤكد أن «جاك» لم يُقتَل، وأنه استطاع الهرب من الباخرة المُحاصرة برجال الشرطة … ثم ظهر في أدغال وأحراش أفريقيا بعد ذلك؛ فقد صار يعمل كمرتزقة.
أحمد: يبدو أن هذه هي الوظيفة الوحيدة التي كانت تناسبه.
رقم «صفر»: هذا صحيح … فبذلك يكون قد ابتعد عن شرطة أوروبا التي صارت تُطارده بأكملها، وكذلك البوليس الدولي … وعمله كمرتزقة يحقِّق له دخلًا عاليًا، ويجعله يُشبع هوايته في سفك الدماء … ففي أحراش أفريقيا السوداء تدور معارك لا نهاية لها بين الحكومات والمعارضين لها … ويستعين كل طرف بمرتزقة أجانب للحرب … وهكذا يجد «جاك» وأمثاله مجالًا للعمل … والمؤكَّد أن «جاك» خلال فترة عمله كمرتزقة قد استطاع أن يصنع لنفسه اسمًا كبيرًا في هذا المجال، وأن المئات، بل الآلاف، راحوا ضحية توحُّشه ودمويته هو وفرقته التي كان يقودها، وكلها من المرتزقة والمجرمين، وجميعهم لم يكونوا ليَدينوا بالولاء لغير من يدفع مالًا أكثر … حتى إنهم أطلقوا عليه خلال تلك الفترة لقب «السفاح».
إلهام: وهل استمرَّ «جاك» يعمل كمرتزقة للنهاية؟
رقم «صفر»: لقد توقف «جاك» عن أعمال المرتزقة منذ سنوات قليلة، بعد أن هدأت الأوضاع في أغلب أحراش أفريقيا وسادها الهدوء والسلام؛ فلم يعد هناك مجال للعمل ﻟ «جاك» أو رجاله … فما كان من «جاك» إلا أن صرف رجاله … ثم اتجه إلى عمل آخر أتاحته له موهبته … في القتل وسفك الدماء.
ضاقت عينا «أحمد» وهو يقول: لقد صار «جاك» سفاحًا دوليًّا يا سيدي، أليس كذلك؟
رقم «صفر»: بالضبط يا «أحمد» … هذا هو التعبير الصحيح لِما صار عليه «جاك» السفاح، وملأت سمعته مجال الإرهاب وسفك الدماء؛ فصار مطلوبًا من بعض الحكومات، والأنظمة الإرهابية، والتي تستعين ببعض الإرهابيين المشهود لهم بالكفاءة في هذا المجال للقيام ببعض الأعمال الخاصة … والتي قام «جاك» السفاح بتأديتها بالشكل المطلوب، وسقط مئات من الضحايا مرةً أخرى على يدَيه.
ثم صمت رقم «صفر» وسمع «أحمد» و«إلهام» حفيف الأوراق التي راح رقم «صفر» يقلِّبها في الملف أمامه … وجمدت عينا «أحمد» و«إلهام» وقد أدركا أن مهمتهما القادمة لن تكون سهلةً بأي حال من الأحوال، وهما يطاردان أخطر إرهابي على وجه الأرض.
قطع رقم «صفر» حبل أفكارهما، وقال: في عام ١٩٨٥ بدأ «جاك» عمله كإرهابي دولي … وكانت أُولى العمليات لحساب منظمة دولية إرهابية، فقام باختطاف طائرة ركاب أجبر قائدها على الهبوط في أحد مطارات آسيا … ثم تركها للإرهابيين الذين قتلوا نصف رُكاب الطائرة، بعد أن رفض العالم تحقيق مطالبهم.
وفي نفس العام أيضًا قام «جاك» باقتحام أحد المطارات الأوروبية، وأطلق الرصاص على بعض المسافرين، فسقط العشرات قتلى، ونجح «جاك» في الهرب. وفي العام التالي عاد إلى الظهور في أمريكا، بعد أن وضع قنبلةً موقوتة بداخل حقائب أحد الركاب … فانفجرت الطائرة في الجو، ومات عدد كبير … ووقتها نشطت كل أجهزة البحث الأمريكية ومخابراتها للقبض على «جاك» … فاضطُر أن يبتعد بنشاطه عن أوروبا … وهكذا جاء إلى الشرق الأوسط … وبالتحديد إلى منطقتنا العربية.
ساد صمت عميق بعد كلمات رقم «صفر»، وقطَّب «أحمد» حاجبَيه بتعبير بالغ القسوة والصرامة، وأكمل رقم «صفر»: أنتم تعرفون أن منطقتنا حافلة ببؤر الصراع والاضطرابات، وأن الأعداء يحيطون بنا من كل جانب، ويتربَّصون لانتهاز أية فرصة لإشعال النار في المنطقة. وهكذا، وبوصول «جاك» إلى منطقتنا العربية، أمكن لبعض الأنظمة الإرهابية حولنا أن تسبِّب الخراب والدمار في بعض بلداننا العربية … وكانت أولى عمليات «جاك» هي خطف طائرة عربية والهبوط بها في قبرص … وعندما حاولت إحدى الحكومات العربية تحرير الطائرة من قبضة خاطفيها مات العشرات من الركاب … وهرب «جاك» السفاح. ومرةً أخرى ظهر في دولة عربية أخرى، ووضع قنبلةً ناسفة في أحد القطارات المليء بالركاب؛ فمات العشرات … ومرةً ثالثة وضع سيارةً ملغومة بجوار موكب رسمي لأحد المسئولين العرب، وانفجرت السيارة، وأطاحت بعشرات الأبرياء، ولولا العناية الإلهية ما نجا ذلك المسئول الرسمي.
هتفت «إلهام» في غضب: يا له من مُجرم متوحِّش هذا الرجل المدعو «جاك» السفاح!
وواصل رقم «صفر» قائلًا: لقد استطاعت بعض الحكومات العربية التنسيق فيما بينها للحد من نشاط هذا المجرم والقبض عليه؛ فقام بالاختفاء والتواري عن العيون إلى أن تهدأ الأمور لكي يستعد لمغادرة المنطقة … بعد أن تحوَّل كل شيء فيها إلى عينٍ تبحث عنه … وخلال فترة الاختفاء قام «جاك» السفاح بإجراء عملية تغيير في ملامحه حتى يستطيع مغادرة المنطقة العربية بدون أن يتعرف عليه أحد … ويعود إلى أمريكا ويعتزل أعماله الإرهابية بعد أن صار يمتلك مئات الملايين من الجنيهات التي ربِحها من خلال عمله الإجرامي، وبعد أن سقط المئات والمئات من الأبرياء ضحايا له … وبالطبع فإنه ما إن يصل أمريكا حتى يختفي هناك، ولن يمكن لأحد التعرُّف عليه في شكله الجديد للقبض عليه وإثبات كل ما قام به من جرائم لإدانته.
تساءل «أحمد»: إذن فلا أحد يعرف الملامح الجديدة التي تحوَّل إليها «جاك» السفاح؟
رقم «صفر»: لقد استطعنا الوصول إلى الطبيب الذي قام بإجراء جراحة التجميل ﻟ «جاك»، ولكننا للأسف وصلنا إليه متأخرين … بعد أن قتله «جاك» … حتى لا يُفشي سره أو يعطي صورةً بملامحه الجديدة.
إلهام: يا له من مجرم!
رقم «صفر»: إن آخر المعلومات التي وصلتنا عن «جاك» السفاح تقول إنه سوف يغادر المنطقة العربية فوق إحدى البواخر العابرة للمحيطات، والتي ستُقلع من ميناء «الدار البيضاء» في المغرب غدًا مساءً … وقد استطاع «جاك» أن يحصل على جواز سفر سليم يقول بأنه مواطن أمريكي … وإن كُنَّا نجهل الاسم الذي اتخذه لنفسه أو صفة العمل … فكل ما نعرفه عنه أنه سيسافر على تلك الباخرة المدعوة «النجم الأزرق»، وفيما عدا ذلك فكل شيء آخر مجهول عن هذا الرجل الغامض.
أحمد: إذن فسوف نسافر على نفس الباخرة.
رقم «صفر»: بالضبط … ستسافر أنت و«إلهام» على نفس الباخرة المتجهة إلى مدينة «نيويورك»، ولا أريد أن أُنبه عليكما أن مهمتكما ستكون لمدة أسبوع واحد … هي وقت السفر للباخرة من المغرب إلى أمريكا في «المحيط الأطلنطي»، وخلال هذه المدة عليكما اكتشاف شخصية «جاك» السفاح الحقيقية … ثم التخلُّص منه بأية وسيلة.
هتفت «إلهام» في غضب: ثِق أن هذا المجرم لن يطأ الأرض مرةً ثانية … وأنه سوف يُلاقي جزاءه العادل لكل ما ارتكبه من جرائم.
رقم «صفر»: عليكما أن تكونا في منتهى الحذر … وقد قُمت بحجز تذكرتَين لكما على نفس الباخرة، وستحصلان على جوازَي سفر باعتباركما محرِّرَين صحفيَّين متجهَين إلى أمريكا لعمل بعض التحقيقات الصحفية لجريدتكما … فهذه الصفة تُعطيكما كثيرًا من حرية الحركة والنشاط فوق الباخرة … حتى لا يشك أحد فيكما …
وصمت لحظةً ثم أضاف: أيضًا فسوف تتعاملان منذ هذه اللحظة باعتباركما خطيبَين؛ فهذا سيُسهل عملكما وتواجدكما معًا فوق الباخرة.
ترامقت «إلهام» و«أحمد» في نظرة خاطفة … والتمعت ابتسامة واسعة فوق وجه «أحمد»، على حين خفضت «إلهام» وجهها الذي تورَّد بشيء من الحياء … وقد راحت دقَّات قلبها تتصاعد بقوة.
وتساءل رقم «صفر»: هل لديكما أية استفسارات؟
أحمد: بالعكس … فنحن في غاية السرور … لأنك اخترتنا بالذات لهذه المهمة، وثق أننا سنؤديها على خير وجه.
رقم «صفر»: وفقكما الله.
اتجه «أحمد» و«إلهام» خارجَين من القاعة، على حين تابعتهما نظرات رقم «صفر» حتى اختفيا عن عينَيه، فأزاح نظارته السوداء من فوق وجهه، وظهرت عيناه الواسعتان السوداوان عميقتَين … قاسيتَين … بهما مزيج من القوة والثقة التي لا حدَّ لها.