الفصل السادس
العصر النوبي المتوسط الثاني
(الأسرتان الحادية عشر والثانية عشرة)
تحدثنا من قبل عن العصر النوبي المتوسط الأوَّل من الوجهة الأثرية وسنتحدث هنا عن
العصر
المتوسط الثاني، وهو الذي يقابل من حيث الزمن الأسرتين الحادية عشرة والثانية عشرة، وبعبارة
أخرى هو العصر الذهبي لثقافة أهل مجموعة
C. ونخص بالذكر هنا
الآثار التي كُشِفَ عنها في هذا العصر خلافًا للأماكن الثلاثة التي ذُكِرَتْ في العصر
السابق جبانة «جرف حسين»
١ ٧٢/٧٣٫٢٠٠، وجبانة «الدكة» رقم ٩٧
٢ وجبانة «العلاقي» رقم ١١٤
٣ وجبانة «قرته غرب» رقم ١٧٥ و١١٨،
٤ ويلحظ في مقابر هذا العصر أن المبنى العلوي للمقبرة كان كبيرًا، غير أنه لم يكن
متماسك البناء كما كانت الحال في مقابر العصر السابق. ومقابر هذا العهد لم تقم مباشرة
في
غالب الأحيان عند حافة رقعة الصحراء بل على الرمال التي هبت من هذه الصحراء، وحفر الدفن
الخاصة بهذا العهد كانت مستطيلة الشكل وزواياها مستديرة وكثيرًا ما كان يبنى ظاهرها
بالأحجار وتزين بألواح من الحجر بعد ذلك.
وبجانب هذا كان يسقف البناء الأعلى ببناء مقبب من الطين المجفف في الهواء، على أن
الرأي
القائل بأن السقف المقبب أحدث من السقف المنبسط المقام بالحجر وأنه أول ما ظهر كان في
العصر
الثالث للثقافة النوبية المتوسطة وهو الذي سنتحدث عنه بعدُ — لا يؤخذ به بعد الكشوف التي
حدثت في «عنيبة» إذ نجد الطرازين من المقابر موجودين جنبًا إلى جنب.
وكانت الجثة تُدْفَنُ في هذا العصر موضوعة على جانبها الأيمن ورأسها نحو الشرق وكثيرًا
ما
كانت تُلَفُّ في حصير أو في جلد ماشية أو ما شابه ذلك، وكثيرًا ما كان الرأس يوضع على
مخدة
من القش. وكان يوضع مع الْمُتَوَفَّى أوانيَ فخارٍ من أنواع مختلفة في البناء الخارجي
وتحتوى على أوانٍ للحبوب والمؤن.
وقد لوحظ وجود حلي كثير يشمل قلائد من الخرز وأسورة مختلفة للساعد وأقراطًا ومشابك
شعر
ذات أشكال مختلفة مصنوعة من الأصداف.
هوامش