عداوة النساء
طاعتهن تردي العقلاء، وتذل الأعزاء
ذم بعض الحكماء من القدماء جماعة النساء، فقال: هن نار توهج، وسلّم إلى كل بلاء، وهن مثل شجرة الدفلي، لها رونق وبها ثمر، إذا أكله البعير آذاه، وقد يودي به.
ومن أمثالهم: طاعة النساء تردي العقلاء، وتذل الأعزاء …
ونظر بعض الصالحين إلى امرأة تتزين وتتعطر، فلما فرغت من زينتها ظهرت محاسنها، وزاد جمالها، فقال لمن حوله: إنما المرأة مثل النار إذا زيد في حطبها تأججت، واشتد حرُّها، وضاءت للناس، فهي حسنة المنظر، تحرق من دنا منها.
وقال بعض الحكماء: الكيس من لم تضطره النساء. وقال أيضًا: من كانت لذته في النساء وقع في أعظم البلاء.
وقال: من أراد أن يعيش عيشة رغد، ويحيا حياة بلا نكد، فلا يشغل فكره بشهوة النساء، ولا يومي إليهن بطرفه ولا بيده.
وقال حكيم: كل أسير يفتك إلا أسير النساء فإنه غير مفكوك، وكل مالك يملك إلا مالك النساء فإنه مملوك، وما استرعين شيئا قط إلا وضاع، ولا استؤمن على سرٍّ إلا ذاع، ولا أطقن شرًّا فقصرن عنه، ولا حوين خيرًا فأبقين منه، فقيل له: كيف تذمهن، ولولاهن لم تكن أنت ولا أمثالك من الحكماء؟!
فقال: مثل المرأة مثل النخلة الكثيرة السلاء، لا يلامسها جسد إلا اشتكى، وحملها مع ذلك الرطب الطيب الجني. والسلاء: جمع سلاة وهي شوك النخل.
وروى فيهن: أنهن محملات الآصار، ومكلفات الأوزار، وأكثر أهل النار، ولا يصبر عليهن إلا الأخيار، وأنهن يسرعن اللعن، ويكثرن الطعن. وفي الحديث: أنهن يكفرن العشير، وينكرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط!
وقال لقمان: استعذ بالله من شرار النساء، وكن من خيارهن على حذر.
وقيل لبقراط: أي السباع أحسن صورة؟ فقال: النساء.
ورأى امرأة ذهبت إحدى عينيها، فقال: قد ذهب نصف الشر.
ورأى البحر قد حمل امرأة، فقال: شر يجني شرًّا. ورأى رأس امرأة على شجرة فقال: ليت كل الشجر يثمر مثل هذا الثمر.
ونظرت عجوز من الفلاسفة إلى رجل يريد أن يعرس، وقد زين داره وزوقها، وكتب على الباب: «لا يدخل علي من هذا الباب شيء من الشر».
فقالت له: «فامرأتك من أين تدخل؟».
وتكلم نسوة عند عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فقال لهن: اسكتن، فإنما أنتن لعب، إذا فرغ لكن، لعب بكن.
وقيل: إن الإسكندر خرج إليه في بعض حروبه نساء يحاربنه، فقال لأصحابه: كفوا عنهن، فإن ذلك جيش إن غلبناه لم يكن لنا بذلك ذكر ولا فخر، وإن غلبنا فهي الفضيحة الباقي مع الدهر.
ورأيت في بعض الكتب أن بعض النسوة لا يسكن مع الرجال، وأن أزواجهن يسكن ناحية منهن، فمتى احتاج الرجل إلى امرأته أتاها فقضى مدة عندها وانصرف، فإذا ولدت ولدًا ربته حتى يكبر وأرسلته إلى أبيه، وإن كانت جارية طمست ثديها الأيمن حتى ييبس لئلا يمنعها الطعن بالرمح، وتركت الآخر الأيسر لترضع به ولدها، ومع هذا فلا تؤمن صحبتهن، ولكن لا بد من الأدب في ذلك.
قال عمر (رضي الله عنه): عودوا نساءكم — لا، فإن — نعم — تجريهن على الألسنة. وفي الحديث عن رسول الله ﷺ: «شاوروهن وخالفوهن»
وقال علي (رضي الله عنه) لابنه محمد بن الحنفية: إياك يا بني ومشاورة النساء، فإن رأيهن إلى الأفن، وعزمهن إلى الواهن، واكفف عليهن من أنصارهن بحجبك إياهن، وإن استطعت ألا يعرفن غيرك فافعل، ولا تطل الجلوس معهن فيهلكنك وتملّهن، واستبق من نفسك بقية.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «كمل من الرجال كثير، ولم تكمل من النساء إلا امرأتان: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران».
وخاطب النبي عليه صلوات الله وسلامه نسوة فقال لهن: «إنكن إذا جعتن دقعتن، وإذا شبعتن أشرتن». وفي بعض الروايات ورد بدلًا من لفظ (أشرتن: حجلتن).
ومعنى (دقعتن: خضعتن ولصقتن بالدقعاء، وهي غبرة التراب، ويقال: فقر مدقع، أي ملصق بالدقعاء. وقالوا: رماه الله بالدوقعة، وهي الفقر والذل، وجوع ديقوع: أي شديد.
وقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في النساء: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء». وفي الشهاب: النساء حبائل الشيطان. وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء. وقال وهو ابن أربع وثمانين سنة، وقد ذهب بصره: ما شيء أخوف عندي من النساء. وقال بعضهم في هذا المعنى:
ومن شعر أبي العمران الميرتلي رحمه الله:
بنات الأربعين من الرزايا
أنشدني أبو عبد الله اليزيدي، قال: أنشدني عمي لمحمد بن عبد الله بن طاهر: