العيون
لأعذبنّ العين
هي التي توقع القلب في التعب، وتوفر نصيبه من أسهم الهم والنصب، وترميه بدواعي الهوان، ودواعي الهوى، وتسلمه إلى مكايدة الغرام، ومكابدة الجوى، لو عذبت بطول السهر، وكثرة الدموع، وبفيض الشئون، وعدم الهجوع، وبمسامرة الأحزان والفكر، وبمراقبة النجوم إلى السحر، وبعدم الإغفاء وطول السهر، لكان استحقاقها وجود جود الدمع وإن ظما، وعدم منال المنام وإن نما:
ولعل موجب هذه الواعظة، والألفاظ التي هي بالتحذير لافظة أني خرجت في بعض الأيام متفرجًا وسارحًا، وجائلًا بطرفي في الرياض وسائحًا، وصحبني صديق لي في المحبة صادق، ورفيق لي فيما أروم موافق، قد ملك كل حسن ولطافة، وجمع كل حذق وظرافة، ينصب لخدمتي لا يملُّ ولا يسأم، ويتعب في مرضاتي لا يكل ولا يندم، ويجتهد في موافقتي لا يمن ولا ينم، ويحسن مرافقتي لا يُذم ولا يَذم، قد اتخذته جهينة أخباري، وكنزًا لخزائن أسراري، لا أستطيع مفارقة وجهه الجميل، وهو عندي كما قيل:
معاني لفظ العين
للعلامة أحمد السجاعي — المتوفي سنة ١١٩٧ﻫ — قصيدة رائعة في معاني لفظ العين، وهي في فنّها غريبة قد احتوت على معان في لفظ (عين)، وقد جعل حروف اسمه في أوائل أبياتها بالترتيب، وهذه هي القصيدة كما نقلت من خط الشيخ مصطفى البدري في كراسة «مجموعة لغوية»، وقد وضعنا تفسير كل لفظ عين فيها بين (قوسين) بعده:
وصف العين وأسماء أجزائها
في أول كتاب (سحر العيون): الباب الخامس في وصف العين، وأسماء أجزائها، وعيوبها الخلقية وغيرها. قال المؤلف: اعلم يا نور الأعيان، وأعز من إنسان عيون الأجفان، أن (مقلة العين) في اللغة هي: الشحمة التي تجمع السواد والبياض، سميت بذلك من قولهم: مقلت الرجل في الماء: إذا غوصته فيه، وتماقل الرجل في الماء: إذا غاص فيه، وتماقل الرجلان في الماء: إذا تغاوصا فيه؛ ليعلم أيهما أصبر على الغوص، فلما كانت حبة العين غائصة في مائها سميت: المقلة، ويقال: ما مقلت عيني مثل فلان: أي: ما نظرت، قال الشيخ شهاب الدين أحمد الحاجبي:
و(الحدقة): هي السواد الأعظم (في العين)، سميت بذلك لأن البياض محدق بها، ويقال: أحدق القوم به وحدقوا به — لغتان — أي أطافوا به من جميع نواحيه.
وقال الشريف الرضي:
و(الناظر): السواد الأصغر الذي يبصر فيه الرائي شخصه، والعرب تقول: هو مثالها، وإنسانها، ودوابها، وناظرها، وبصرها، وضيّها، وغيرها ولعبتها، وبؤبؤها، وتمثالها، وسوادها، وحبها، ومذلكُها.
قال ابن مطرف: وهذه الأسماء كلها لموضع البصر الذي في حاسة البصر، والجمع: نواظر، وليس الذي يرى الرائي صورة نفسه في ذلك الماء لصفائه، ويستدل على صحة الحاسة بما تخيل فيه.
و(الناظران) أيضًا: عرقان في العين يسقيان الأنف، يقال إنه لمرتفع الناظرين، ويقال للذي استحيى من أمر: خفض له ناظريه، والناظر يجمع على: نواظر. قال شارح كتاب «الفصيح»: نظرت لعيني ونظرت: انتظرت وتنظرت.
و(نظرتُ) بمعنى: رحمت وتفكرت. وأنظرت الرجل: أخرته، وأنظرته: جعلته ينتظرني، وقوله تعالى: (انظرونا) أي: أمهلونا: قال الشيخ برهان الدين القيراطي:
و(الحماليق): هي بواطن الأجفان، واحدها حملاق، قال ابن مطرف: هي التي تراها — إذ قلبت للكحل — محمرة. وقال الزبيدي: الحماليق: نواحي العين، ويقال لمؤخري العينين مما يلي الصدغين: الحقيمان، الواحد حقيم. والأشفار: هي حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر، والواحد: شفر، ومنه شفير الوادي، وشفير كل شيء حرفه.
قال الشيخ جمال الدين بن نباته:
و(الأهداب): الشعر النابت عليها، واحدها: هدب بضم الهاء وسكون الدال المهملة، قال الشيخ برهان الدين:
و(المحجر): ما دار بالعين، وهو ما يبدو من البرقع والنقاب، وجمعها محاجر، ويقال: محجر بفتح الميم وكسرها، وفتح الجيم وكسرها أيضًا، وإنما سمي المحجر محجرًا لأنه مفعل من الحجر وهو المنع، فكأنه مانع عن العين من جميع جهاتها، ومنه الحجرة المحيطة بالجدر، والجمع: الحجرات.
قال الأمير سيف الدين المشدّ وأجاد:
و(الماق) و(الموق): هو طرف العين مما يلي الأنف، وهو مخرج الدمع من العين، ولكل عين موقان، وفي الموق وفي جمعه لغات كثيرة يقال: مأق بالهمز، وجمعه آماق، ومُوق غير مهموز، وجمعه أمواق وأماقٍ ومآق. والمقية: لغة في الماق أيضًا، والجمع مقى. والماق: مقدمها. وقيل: الموق: مؤخر العين، وماق يجمع على مواق مثل: قاض، وقواض، وفي الحديث: «كان يكتحل من قبل موقه مرة، ومن قبل ماقه أخرى».
قال المتنبي يمدح كافور الأخشيدي:
و(الألحاظ): جمع لحظ: وهو مؤخر العين الذي يلي الصدغ وجمعها لحاظ، ولواحظ. فأما اللحظة: فهي النظرة، وجمعها: لحظات في القليل، واللحظ في الكثير، ويجوز أن يجعل موضع اللحظة. يقال: لحظ العين مثل: رأي العين، ويقال: لحظ السماء بطرفه يلحظ لحظًا فهو لاحظ.
قال شيخ الشيوخ الأنصاري بحماة:
و(الطرف): هو ما مال بأحد السوادين: السواد الأعظم، والسواد الأصغر. قال ابن مطرف: «طرف العين تحرك أشفارها»، ويقال: طرفة عين، والعين المطروفة منه مأخوذ، وهو أن يصيب سوادها شيء فيتأذى صاحبها به، وربما أبطلها، وهي «الطرفة»، قال الشيخ علاء الدين الوداعيّ:
و(القبل): هو ميل الحدقة في النظر إلى الأنف، وأنشد الثعالبي — وقد استحسنه في «فقه اللغة» له — قول ذي الرمة:
وقال جرير:
وقول علاء الدين البديوى:
وأنشدنى المولى أبو الفتح محمد الرسام الأزهري:
وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:
وقال علاء الدين الوداعي:
وقال شهاب الدين الزعفريني:
وقال بشار بن برد:
وقال ابن عباد:
وله أيضًا:
وقال الغزيّ:
وقال الشهاب بن القطان:
آفة النظر وغائلته
ولأبي العباس الصيني:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وله أيضًا:
وقال آخر في شوق إلى حبيب: