صالات أخرى
إذا كُنَّا فيما سبق قد أسهبنا بعض الشيء في الحديث عن صالات بديعة ورتيبة وأنصاف
وببا، فهذا راجع إلى أن هذه الصالات من أهم الصالات الفنية التي استمرت فترات طويلة
تقدِّم العروض المسرحية، بخلاف الصالات الأخرى التي كانت مخصَّصة للغناء والرقص فقط،
مثل: صالة فاطمة قدري، وصالة نعيمة المصرية، وصالة سعاد محاسن بالبيجو بالاس.
كما كانت توجد بعض الصالات تتشابه إلى حدٍّ كبيرٍ مع صالات بديعة ورتيبة وأنصاف وببا،
ولكن لم يُكتب لها الاستمرار؛ حيث كانت تُقدِّم بعض المواسم المتقطعة. وسنتوقف عند
محطات معينة من تاريخ هذه الصالات.
صالة ماري منصور
وُلِدت ماري منصور في مدينة المنصورة عام ١٨٩٩، وهي من الممثلات القلائل التي
تتحدث أكثر من لغة؛ منها الفرنسية والإيطالية واليونانية. وقد تزوجت ماري ثمَّ
طُلِّقت بعد أن رُزِقت بموريس وعايدة. وبدايتها الفنية كانت في مسرح رمسيس عام
١٩٢٤، حيث قامت بتمثيل أغلب مسرحيات يوسف وهبي، ومنها: «النائب هالير»، «راسبوتين»،
«متى نتزوج»، «الذبائح»، «القاتل»، «كاترين دي مدسيس». وفي أواخر عام ١٩٢٦ انضمَّت
ماري إلى فرقة نجيب الريحاني، ومثَّلت مسرحيات: «الجنة»، «الشرك»، «حبوب عنتر»،
«اللصوص». وفي مايو ١٩٢٧ انضمَّت إلى الفرقة المستقلة، ومثَّلت في مسرحية «غلطة
حصان» وفي أواخر عام ١٩٢٧ عادت مرة أخرى إلى فرقة رمسيس، وشاركت في تمثيل مسرحيات:
«ملك الحديد»، «الفريسة»، «دكتور جيكل ومستر هايد»، «الجريمة».
١
تركت ماري منصور التمثيل المسرحي، وافتتحت قبل عام ١٩٣٠ بشارع عماد الدين صالة
للغناء والرقص والتمثيل، أطلقت عليها «صالة ماري منصور» وفي صيف ١٩٣١ انتقلت
بفرقتها للعمل بصالة أوزويتا بالإسكندرية.
٢ ويُعتبر أهم موسم لماري منصور هو موسم ١٩٣٤-١٩٣٥، حيث افتتحت فيه
كازينو البسفور بميدان محطة باب الحديد، وكانت تقوم بإدارته مع امتثال فوزي.
وفي هذا الكازينو قدَّمت فرقتها مسرحيات: «خمسة وخميسة»، «أستاذ البيانو»،
«إسبتالية المجاذيب»، «الحبصبطول»، «الحدق يفهم»، «حاجة تفلق»، «الجهل نور»، «آدي
العينة»، «أولاد العز»، «اللي ما يشتري يتفرج»، «التأمين عَلَى الحياة»، و«قلبي
عندك» لصالح سعودي، و«٥٠٠ فدان» لأمين صدقي، و«سمكري الحظ» لمحمد البيه. كما قدَّمت
ماري منصور إسكتشات: «شارع الكورنيش»، «متحف الشمع»، «زفة عروسة الفلاحين»،
«الإسعاف»، «دين مصر»، «يا ننا نامي»، «مدام كنج كنج»، «رومية آخر ساعة»، «عشاق
القمر»، «البوكس»، «فيضان النيل»، «الحب الإسبانيولي»، «يا ولاد الإيه»، «مملكة
الشياطين»، «المتنزَّهات العمومية»، «اللي يلعب بالنار»، «مكتب كل شيء»، و«على
البلاج» لأمين صدقي، و«بدر البدور»، «الحبيب المهاجر»، «عشاق القمر» لصالح سعودي،
و«متحف الشمع» لمحمود الناصح. وأخيرًا قدَّمت استعراضين، هما: «مدرسة النكت»، «هيق
هيق». وهذه الأعمال من تمثيل وغناء: ماري منصور، امتثال فوزي، عبد اللطيف جمجوم،
عبد العزيز أحمد، أحمد عبد الله، محمود عقل، حكمت فهمي، حورية، زيزي، جينا، كوثر،
حكمت كامل، أديل، فيتا، برفيكيتو، كيرا.
٣
صالة المطربة ملك
بدأت المطربة ملك — واسمها الحقيقي زينب محمد الجندي — كمغنية، ثمَّ تألَّقتْ في
الغناء مع تختها الموسيقي في عام ١٩٢٥ عندما كانت تغني الطقاطيق والأدوار بين فصول
مسرحيات فرقة عكاشة، وبالأخص مسرحية «الميت الحي» وفي ديسمبر ١٩٢٥، اشتركت بالغناء
في مسرحيات فرقة الجزايرلي وفوزي منيب بمسرح البسفور. وفي سبتمبر ١٩٢٦ انضمَّت
كمطربة وممثِّلة في فرقة أمين صدقي، حيث قامت ببطولة عدة مسرحيات عَلَى مسرح
سميراميس بشارع عماد الدين، ومنها: «الكونت زقزوق»، «مملكة العجائب»، «عصافير
الجنة». وبعد ذلك انفصلت عن الفرقة بسبب تأخُّر أمين صدقي في دفع راتبها، ومن ثمَّ
عادت إلى تختها لتغني الطقاطيق بكازينو البوسفور، وتُحيِي حفلات الجمعيات الخيرية،
ومنها جمعية المواساة الإسلامية، وكان يُطلَق عليها في ذلك الوقت «مطربة العواطف».
٤
اتجهت المطربة ملك بعد ذلك إلى تكوين فرقة خاصة بها للغناء والتمثيل المسرحي،
وكانت تقدِّم أعمالها عَلَى مسرح البوسفور عام ١٩٣٠، وظلَّت فيه مدة طويلة، حتى
تركتْه وبدأتْ تَعرِض عَلَى مسرح برنتانيا عام ١٩٤٠، حيث قدَّمت مسرحيات: «الطابور
الأول»، «طرزان يجد أم أحمد»، «مايسة»، «مدام بترفلاي»، والعملان الأخيران لبيرم
التونسي، ومن إخراج فؤاد الجزايلي، ومن تمثيل حسين صدقي. كما قامت ملك في هذه
الفترة ببطولة فيلم «العودة إلى الريف» من إخراج أحمد كامل مرسي.
وبعد ذلك استأجرت ملك لفرقتها قطعة أرض كانت مملوكة للأميرة شويكار، وأقامت عليها
مسرحًا أطلقت عليه «مسرح أوبرا ملك»، وهو يقع في شارع خليج الخور المتفرع من شارع
عماد الدين، وافتتحتْه يوم ١٠ / ١ / ١٩٤١ بأوبريت «عروس النيل»، تأليف محمود تيمور،
ومن إخراج زكي طليمات، ومن تمثيل: صلاح نظمي، عبد البديع العربي، كامل أنور. وعلى
هذا المسرح قدَّمت فرقتها العديد من المسرحيات، ومن أشهرها مسرحية «بنت بغداد»،
تأليف بيرم التونسي، هذا بالإضافة إلى مسرحيات: «أميرة ومملوك»، «سعدى»، «سفينة
الغجر»، «طباخة بريمو»، «درية»، «روميو وجوليت»، «حاوي إفرنجي»، «جواهر»، «الحب
الأول»، «عشاق بالجملة»، «ليالي شهرزاد»، «حلويات»، «زينة»، «بلبل»، «بنت
السلطان».
وهذه الأعمال كانت من تأليف: محمود تيمور، صالح جودت، بيرم التونسي، عبد الحميد
كامل، السيد زيادة، عبد العليم خطاب. وكانت من تلحين ملك نفسها، ومن إخراج فؤاد
الجزايرلي، زكي طليمات، حسن حلمي، ومن تمثيل: محسن سرحان، السيد بدير، عبد المنعم
إسماعيل. وظلَّت ملك تعمل في المجال الفني حتى توقفت نهائيًّا عام ١٩٥٢، بعد حريق
القاهرة الذي دمَّر مسرحها تدميرًا كاملًا.
٥ وكان من المقرر أن تمثِّل عليه مسرحيتها الجديدة «أفديه».
صالة فتحية أحمد
وُلِدت مطربة القطرين فتحية أحمد سري عام ١٩٠٨، بحي الأنفوشي بالإسكندرية. وبدأت
التألُّق الفني وهي في سنِّ العاشرة من عمرها، حيث كان يتسابق مديرو الفرق المسرحية
للاتِّفاق معها عَلَى الغناء بين الفصول، وخصوصًا الفرق المسرحية الشامية.
أمَّا تألُّقها الغنائي المسرحي، فقد وصل ذروته في عام ١٩١٨، عندما التحقتْ بفرقة
نجيب الريحاني بتياترو الإجبسيانة، حيث اشتركت بالغناء في مسرحيات: «حمار وحلاوة»،
«ولو»، «أم أحمد». وفي نفس العام اشتركت أيضًا بالغناء في مسرحيات نادي التمثيل
العصري، ومنها: «السقا»، «إلا بلاش»، «جه يكحلها»، «الضحية». وفي عام ١٩١٩ انضمَّت
إلى فرقة أمين عطا الله وكاميل شامبير بتياترو الماجستيك، حيث اشتركت في غناء
مسرحية «نعيمًا». وفي عام ١٩٢٠ انضمَّت إلى فرقة أمين صدقي وعلي الكسار، واشتركت في
غناء وتمثيل مسرحية «راحت عليك» وفي عام ١٩٢١ قامت بأدوار البطولة في مسرحيات فرقة
منيرة المهدية، بدلًا من منيرة التي تركت الفرقة بسبب مشاكلها مع زوجها محمود جبر.
ومن هذه المسرحيات: «كلام في سرك»، «أدنا»، «التالتة تابتة»، «الكابورال سيمون».
وفي عام ١٩٢٥ انضمَّت فتحية إلى فرقة أمين صدقي ونجيب الريحاني، حيث قامت ببطولة
مسرحيات: «قنصل الوز»، «مراتي في الجهادية»، «بنت الشبندر». وفي عام ١٩٢٦ اشتركت
بالغناء في مسرحية «ليلة كليوباترا» لفرقة عكاشة. وفي عام ١٩٢٧ مثَّلت دور
كليوباترا في مسرحية «كليوباترا ومارك أنطوان» لفرقة منيرة المهدية، كما شاركت
بتختها الموسيقي في الغناء بين فصول مسرحية «الإمبراطور» لفرقة فاطمة رشدي.
٦
وكان هذا العمل هو آخِر عهد لها بالتمثيل والغناء المسرحي في هذه الفترة، حيث
اتجهت بعد ذلك إلى العمل الغنائي في الكازينوهات والصالات، وذلك في أواخر عام ١٩٢٧،
ومنها كازينو البوسفور، وصالة بديعة مصابني.
٧ وفي عام ١٩٣٣، وبعد احتجاب طويل عن الفن كوَّنت فتحية أحمد فرقة مسرحية
استعراضية، وافتتحت بها صالة مكشوفة بالكوبري الإنجليزي، أطلقت عليها «حديقة
فتحية»، وفيها عرضت مسرحيات: «أشكرك»، «أنا المصري»، «النكتة البريئة» لمحمد
إسماعيل. هذا بالإضافة إلى استعراض «افتتاح كوبري الخديو إسماعيل» وهذه الأعمال كان
من تلحين إبراهيم فوزي، وبطولة فتحية أحمد.
٨
وفي عام ١٩٣٤ تركت فتحية حديقتها وعادت مرة أخرى إلى الغناء في صالات ومسارح
الآخرين، مثل: صالة ببا، ومسرح رمسيس؛ حيث اشتركت بالغناء في مسرحيات: «صندوق
الدنيا»، «أولاد الفقراء»، «الفاجعة» … لفرقة يوسف وهبي. وظلَّت فتحية أحمد بعد ذلك
تعمل في مجال الغناء والتمثيل المسرحي والسينمائي فترة كبيرة، وكان من أهم أفلامها
«حنان»، وقامت ببطولته مع بشارة واكيم وتحية كاريوكا، ومن إخراج كمال سليم. وعندما
بلغت فتحية أحمد سن الخمسين اعتزلتِ العمل فترة طويلة حتى ماتت في ٥ / ١٢ / ١٩٧٥.
٩
صالة حياة صبري
تتلمذت المطربة حياة صبري،
١٠ عَلَى يد المرحوم الشيخ سيد درويش، الذي تزوَّجها فيما بعد. وقد بدأ
تألُّقها الغنائي عام ١٩٢٤ عندما عملت بفرقة أمين عطا الله. وفي عام ١٩٢٥ انضمَّت
إلى فرقة الجزايرلي بكازينو البوسفور، وفي العام نفسه انضمَّت إلى فرقة فوزي منيب
بكازينو مونت كارلو بروض الفرج. وفي عام ١٩٢٨ عملت بصالة الأوبرا بالإسكندرية. وفي
عام ١٩٣٢ كوَّنت حياة صبري مع عبد اللطيف جمجوم فرقة مسرحية عملت بكازينو ليلاس
بروض الفرق، ومثَّلت مسرحيات قليلة، منها مسرحية «أنا وأنت»، تأليف نجيب الريحاني
وبديع خيري، ولكن هذه الفرقة لم تستمر طويلًا.
١١
وفي عام ١٩٣٥ كوَّنت حياة صبري فرقة مسرحية غنائية خاصة بها، عملت عَلَى مسرح
كازينو البسفور، حيث قدَّمتِ الكثير من الإسكتشات والأغاني للشيخ محمد يونس القاضي،
ومنها إسكتش «فاتنة الأندلس»، تلحين عبده قطر نصر، وإسكتش «عاشق الطبيعة» لنعيم
مصطفى، تلحين جمال حمدي.
١٢ وفي عام ١٩٣٩ وجدنا حياة صبري ضمن فرقة علي الكسار التي تعمل نهارًا
بكازينو سان استفانو بروض الفرج، وليلًا في كازينو وكباريه الماجستيك. وفي عام ١٩٤٠
وجدناها كوَّنت فرقة مسرحية غنائية بالفيوم، حيث كانت تعرض أعمالها بصالة تودري،
ومنها مسرحية «علشان سواد عينها»، بطولة: يحيى المصري، حياة صبري، أفكار كامل، محمد
يوسف، كامل محمود. وظلَّت حياة صبري عَلَى قيد الحياة حتى عام ١٩٥٦، حيث كانت عضوة
في نقابة المهن التمثيلية، وتحمل عضوية رقم «٣١٤».
١٣
صالة حورية محمد
بدأت حورية محمد عملها الفني في صالة بديعة مصابني عام ١٩٣٥، وفي عام ١٩٣٦ كوَّنت
فرقة مسرحية خاصة بها، عرضت أعمالها عَلَى مسرح كازينو مونت كارلو وكازينو ألف ليلة
بمحطة الرمل بالإسكندرية، ومن هذه الأعمال مسرحيات: «عين الحسود»، «بشاير الأنس»،
«أصحاب العقول»، «كذبة أبريل»، «مانجة وفراولة»، «جوز بماهية»، «جزيرة الورد»، «دقة
المعلم»، و«الأستاذ بعرور» لوليم باسيلي. هذا بالإضافة إلى إسكتشات: «بيانو الأنس»،
«لعنة الفراعنة»، «الكروان»، «الدنيا حر»، «آمال مصر»، «جزيرة الذهب»، «مصر بعد
المعاهدة»، «بلاد نم نم»، «رقصة المتوحشين»، «مجد الفراعنة». وهذه الأعمال كانت
بطولة حورية محمد ورياض القصبجي.
١٤
وابتداءً من عام ١٩٤٣ اتَّجهت حورية محمد إلى الاشتراك بالرقص في الأفلام
السينمائية، ومنها فيلم «بحبح في بغداد»، بطولة فوزي الجزايرلي ومحمد الكحلاوي،
الذي عُرِض بسينما مصر بشارع فاروق. كما شاركت أيضًا عام ١٩٤٥ في فيلم «القرش
الأبيض»، بطولة: فوزي الجزايرلي، ليلى فوزي، عباس فارس، محمود إسماعيل، ثريا حلمي،
إسماعيل ياسين. وهذا الفيلم كان من إخراج إبراهيم عمارة، وعُرِض بسينما رويال
بالقاهرة. وظلَّت حورية محمد عَلَى قيد الحياة حتى عام ١٩٥٦، حيث كانت عضوة في
نقابة المهن التمثيلية وتحمل عضوية رقم «٣٠٥».
١٥
وإذا تطرقنا للموضوعات التي قدَّمتْها فرقة حورية محمد، سواء بالنسبة للمسرحيات
أو الإسكتشات، سنجد موضوع «بشائر السعد» يدور حول أميرة هندية أتتْ برجل اسمه
«سمسم» إلى قصر الحكم. وكان هذا الرجل يُشبِه والدَها بصورة كبيرة، وهذا هو سبب
استضافتها له. وعندما تحاول إخبار والدها الحاكم بهذه المفاجأة تجده متغيِّبًا، حيث
سافر إلى إحدى البلاد المُجاوِرة كي يُقيم معاهدة مع حاكمها. وفي فترة غياب الحاكم
الحقيقي تحدث عدة مفاجآت في القصر والدولة بسبب التشابُه الكبير بين سمسم
والحاكم.
ويدور موضوع «بيانو الأنس» لمحمود ناصح حول فلفل أفندي، الذي يُحرِّم عَلَى أخته
حورية إعطاء دروس البيانو لغير الجنس اللطيف. وفي يوم يحضر عمدة من الأرياف لأخذ
درس في البيانو، وفي هذا الوقت يحضر فلفل منفعلًا، فتضطر حورية لإخفاء العمدة خلف
البيانو، ويُخبِرها فلفل بأنه عاكس إحدى السيدات في الطريق العام، فاستغاثتْ
بالشرطي الذي يُطارِده الآن، وهنا يطرق الشرطي باب الشقة بقوة، فيضطر فلفل للهرب من
سطح المنزل، وعندما يقتحم الشرطي المنزل يجد العمدة، فيظنه الرجل المطلوب، وعندما
يقبض عليه يخرج العمدة بطاقة توصية من أحد الباشوات، فيضطر الشرطي لإطلاق
سراحه.
ويدور موضوع «الأستاذ بعرور» لوليم باسيلي حول سهام ابنة محروق بك، الذي يحاول أن
يزوِّجها من رجل غني فيتقدَّم له مجموعة من الخُطَّاب، فيقع اختياره عَلَى الأستاذ
بعرور لأنه ثري جدًّا، رغم أن أصدقاءه يصفونه بالأبله. وبعد الزواج يشاهد بعرور
زوجته في حالة انفراد بشاب في بيت الزوجية، وعندما يسألها عنه تقول أنه ابن عمها،
وهو في الحقيقة عشيقها «لطيف». وبعد عدة مواقف مماثلة تنهرها أم بعرور، وتعاتبها
عَلَى هذه التصرفات المشينة، وبدلًا من أن نجد الزوج يثور لكرامته وشرفه ويقف
بجانبه أمه، نجده يعاتب الأم ويلتمس الأعذار لزوجته، ويحاول إرضاءها كي تمكث في
البيت ولا تتركه.
أمَّا موضوع «دقة المعلم» لمصطفى إبراهيم، فيدور حول كوكا التي تتزوج حديثًا من
المعلم رحرح الجزار، وتأتي زوزو صديقة الزوجة لتبارك الزواج، فتعلم من صديقتها أن
زوجها من الأغنياء، فتفكر الصديقة في مكيدة تستطيع من خلالها أن تجعل رحرح يطلق
زوجته ويتزوجها هي. وتتمثل هذه المكيدة في أن وضعت بذور الشك في نفس الزوج تجاه
زوجته، وقامت بنفس الشيء بالنسبة للزوجة. وبعد عدة مواقف كوميدية تنكشف المكيدة
للجميع، فيعود الزوجان لعش الزوجية مرة أخرى بعد أن وقع الطلاق بينهما.
صالة فتحية محمود
بدأت فتحية محمود — واسمها الحقيقي رقية محمود سليمان — عملها الفني كممثلة
وراقصة عام ١٩٣٤، عندما انضمت إلى فرقة ببا عز الدين بكازينو مونت كارلو بالشاطبي
بالإسكندرية، حيث شاركت في تمثيل الكثير من مسرحيات وإسكتشات واستعراضات الفرقة،
ومنها: «إشمعنى»، «غلطة»، «متحف الفن»، «ألوان الحب»، «قشطة»، «واق الواق»، «يا
كتاكيتها»، «عَلَى البلاج»، «الناس مقامات»، «كنج كونج»، «أزمة عمال». وفي نفس
العام انضمت فتحية أيضًا إلى صالة بديعة مصابني، حيث شاركت في عروض: «كتب كتاب
الهنا»، «شهيرات النساء»، «عرايس النيل»، «جوز الاثنين»، «المتحف».
١٦
وفي عام ١٩٣٦ كوَّنت فتحية محمود فرقة خاصة باسمها، عملت بكازينو البسفور، تحت
إدارة جميل جمعة، حيث عرضت مسرحيات: «هنُّونا يا حبايب»، «الفقر حشمة»، «الريال
جري»، و«يا واخد ندك» لأمين صدقي. وإسكتشات: «مراية الحب»، «الزار»، و«بشاير الهنا»
لأمين صدقي، و«رأس السنة لابن الليل». واستعراضَيْ: «يا واحشني»، و«خدامات موديل
١٩٣٧» لأمين صدقي. وهذه الأعمال من تلحين محمود الشريف، ومن تمثيل: فتحية محمود،
حسن سلامة، إبراهيم حمودة، أحمد فريد، علي كامل.
١٧
وفي عام ١٩٣٧ حلَّت فتحية فرقتها وانضمت إلى فرقة ببا عز الدين مرة أخرى، وشاركت
في تمثيل عروضها التمثيلية، ومنها: «القصر المسحور»، «آمنت بالله»، «مدرسة الرقص»،
«وحوي يا وحي»، «جه يكحلها»، «يا ضنايا»، «جراند أوتيل»، «أبو زيد»، «عرسان للبيع»،
«اصطلحنا»، «درس نحوي»، «المواصلات».
١٨
وفي عام ١٩٣٨ كوَّنت فتحية محمود فرقة مسرحية بالاشتراك مع فوزي منيب، كانت تعمل
بكازينو نرفانا بالإسكندرية، حيث قدَّمت مسرحية «سكرة ليلة إمبارح»، وإسكتش
«حلويتنا». وقدَّمت أيضًا مسرحية «دقة المعلم» اقتباس كامل عبد السلام.
١٩
وفي عام ١٩٣٩ انضمَّت فتحية محمود مرة أخرى إلى كازينو وكباريه بديعة مصابني
بشارع عماد الدين، حيث اشتركت في الموسم الشتوي فقط، أمَّا في الصيف فقد افتتحت
كازينو كوت دازور بالإسكندرية تحت إدارة عبد النبي محمد، ومثَّلت بفرقتها مسرحيات:
«بنسيون للإيجار»، «خليك معايا»، و«عايدة» لمحمد إسماعيل. وإسكتشات: «الحب
الإسبانيولي»، «نادي الفنون»، «محصل الدايرة». واستعراضات: «الجهاد»، «الجواز»،
«الحب الصيفي». وهذه الأعمال من تلحين محمود الشريف، ومن تمثيل: فتحية محمود، عبد
النبي محمد، عقيلة راتب، يوسف حسني، حسين المليجي، نعمات المليجي، حسين إبراهيم.
٢٠
وفي عام ١٩٣٩ أيضًا شاركت فتحية محمود فرقة فاطمة رشدي في العديد من الأعمال
المسرحية، التي كانت تُعرض بكازينو مونت كارلو، ومنها مسرحيتا «الشايب» و«المعلم
حنفي»، وإسكتشي «السندباد القبلي» و«عزرائيل في أجازة». وفي أواخر عام ١٩٣٩ انضمَّت
فتحية للمرة الثالثة إلى فرقة ببا عز الدين، وشاركت في تمثيل مسرحيتي «دقن الباشا»،
و«عندك»، وفي استعراض «درس في التاريخ». وفي عام ١٩٤٣ انضمَّت إلى فرقة علي الكسار
التي كانت تعمل بكازينو سان استفانو بروض الفرج.
٢١
وفي أواخر حياتها الفنية كوَّنت فتحية محمود فرقة مسرحية استعراضية، عملت بها في
أوبرج الترف خلف سينما ستوديو مصر، حيث قدَّمت أعمالًا فنيَّة من تأليف إبراهيم
كامل رفعت. وكان من أعضاء فرقتها: سيد إسماعيل، عادل مأمون، نادية فهمي، ناهد أحمد،
الراقصة كيتي، أمينة السيد، شوشو سليم، نادية إبراهيم، سعاد أحمد، عزيزة علي، فوزية
سليمان، ملكة حمدي، نعيمة حسن، فكرية علي، ميمي محمد، كريمة محمود، عزيزة غنيم.
أوركستر محمد فياض، تخت يعقوب طاطيوس، مدرب الرقص كلاكادكس، مدير المسرح عرابي
سالم. وفي عام ١٩٥٦ انضمَّت فتحية محمود إلى نقابة المهن التمثيلية، وكانت تحمل
عضوية رقم ٤١١.
٢٢ ولفظت أنفاسها الأخيرة في مايو ١٩٨٣.