صالة بديعة مصابني
وُلِدت بديعة مصابني في دمشق سنة ١٨٩٤، ولما بلغتِ الخامسة من عمرها هاجرتْ مع أهلها
إلى الأرجنتين، وتعلَّمتْ هناك القراءة والكتابة واللغة الإسبانية، ولما بلغتْ أشُدَّها
عادت إلى مصر لتعيش مع خال والدتها، الذي كان يسكن بجوار مسرح حديقة الأزبكية حيث يعمل
جورج أبيض، فتعرَّفت عليه بديعة عن طريق فؤاد سليم، وبدأت عملها الفني مع جورج أبيض
لمدة ثلاثة أشهر بدون أجْر. ثمَّ التحقت بفرقة الشيخ أحمد الشامي في عام ١٩١٣ بمرتب
شهري قدره ٦ جنيهات، وقامت بتمثيل مسرحيات: «عواطف البنين»، «الابن الخارق للطبيعة»،
«عائدة». ثمَّ انتقلت بعد ذلك للعمل بفرقة جامعة الفنون الجميلة عام ١٩١٧، حيث شاركت
في
بطولة مسرحيتي: «الشريط الأحمر»، «إبليس في الجنة». وفي عام ١٩١٩ انتقلت إلى تياترو
الشانزليزيه حيث كانت تُلقِي بعض الأغاني، بجانب تمثيل محمد كمال المصري «شرفنطح».
١
بدأ نجم بديعة مصابني يتألَّق في الساحة المسرحية عام ١٩٢٢، عندما انضمَّتْ إلى فرقة
نجيب الريحاني، وكان يُطلَق عليها في ذلك الوقت لقب «عروس المراسح السورية». وزاد من
تألُّقها في التمثيل المسرحي زواجها من الريحاني في سبتمبر ١٩٢٤، حيث قامت ببطولة أغلب
مسرحيات الفرقة، ومنها: «الحلاق الفيلسوف»، «ريا وسكينة»، «أفوتك ليه»، «دقة المعلم»،
«البرنسيس»، «الليالي الملاح»، «الفلوس»، «مجلس الأنس»، «لو كنت ملك»، «كشكش في الجيش»،
«الشاطر حسن».
٢
وفي عام ١٩٢٥ تكوَّنت فرقة جديدة قوامها: أمين صدقي ونجيب الريحاني وبديعة مصابني
وفتحية أحمد، وقدَّمت عدة مسرحيات تألَّقتْ فيها بديعة مصابني، ومن أهمها: «قنصل الوز»،
«مراتي في الجهادية»، «حلاق بغداد»، «الأمير»، «أيام العز».
٣ وفي عام ١٩٢٦ انفصلت بديعة عن زوجها نجيب الريحاني — ولم تُرزق بأولاد منه،
ولكنها تبنَّتْ فتاة اسمها جوليت — وقرَّرت تأليف فرقة غنائية تقدِّم من خلالها
الطقاطيق والمنولوجات الغنائية، فكان هذا القرار بداية إنشاء صالة بديعة مصابني.
بدأت بديعة العمل في موسم ١٩٢٦-١٩٢٧ بصالتها التي كانت تقع في شارع عماد الدين، بين
مسرحَيِ الماجستيك وسميراميس، وتم افتتاحها في ٤ / ١١ / ١٩٢٦، بغناء ورقص من بديعة،
بالإضافة إلى غناء جميل عزت. وفي الأسبوع التالي أضافت إلى برنامجها مسرحية «لهيب
الحب». وبمرور الوقت انضمت إلى الصالة فاطمة سري وكريمة ديمتري كمطربتين، بجانب
الموسيقيين: إبراهيم العريان، زكي عزت، محمد هارون.
٤
وفي موسم ١٩٢٧-١٩٢٨ بدأت بديعة تخصِّص بعض الحفلات للسيدات فقط، وذلك كل يوم ثلاثاء
من كل أسبوع. كما أضافت إلى الصالة المطربات ماري وفتحية أحمد وسمحة البغدادي ومفيدة
أحمد، والمطرب محمد عبد الوهاب، والراقصات ليلى وشفيقة وليلى مراد وأفرانز هانم. وكانت
صالتها تبتكر في الرقص، فتطلق أسماء رقصات أصبحت مألوفة في هذا الوقت، مثل: رقصة البدو،
ورقصة الغزال، ورقصة الطاووس، ورقصة الرياضي، ورقصة الريفية، ورقصة الشارلستون. وفي صيف
هذا الموسم افتتحت بديعة صالتها بالسلسلة في الإسكندرية، وأضافت إليها مقهًى شعبيًّا
وحديقةً مفتوحةً ليلًا ونهارًا.
٥
بعد هذا الموسم تركتْ بديعة صالتها واتجهتْ إلى المسرح مرة أخرى، حيث انضمت إلى فرقة
نجيب الريحاني، وقامت ببطولة مسرحياتها طوال موسم ١٩٢٨-١٩٢٩، ومثَّلت فيه مسرحيات:
«ياسمينة»، «أنا وأنت»، «علشان بوسة»، «علشان سواد عينيها»، «آه من النسوان»، «مصر سنة
١٩٢٩».
٦
وفي الموسم التالي تركت بديعة فرقة نجيب الريحاني وعادت إلى صالتها، وأضافت إليها
عدة
مطربات وراقصات، أمثال: بثينة، نادرة، خيرية، ببا. كما وقع اختيارها عَلَى جزء من
كازينو الكوبري الأعمى أو الكوبري الإنجليزي بالجيزة — الذي كانت تشغله منيرة المهدية،
وكان يُسمَّى كازينو الفنتازيو، وهو حاليًّا فندق شيراتون القاهرة — ففاوضت أصحابه
عَلَى إيجاره، وبالفعل تم الاتفاق ليكون مقرًّا صيفيًّا جديدًا لصالة بديعة بدلًا من
مقرِّها بالإسكندرية. وقد استغرق تجهيز هذا المكان وقتًا طويلًا، حتى تم افتتاحه في أول
يونيو ١٩٣١.
٧ وظلَّت بديعة تدير هذا المكان صيفًا باسم كازينو بديعة، وتدير أيضًا صالتها
بشارع عماد الدين شتاءً.
وفي موسم ١٩٣١-١٩٣٢ بدأت بديعة تُدخِل تجديدات عَلَى برنامجها الفني، تمثَّلت في
عرض
مسرحيات قصيرة من تأليف أمين صدقي، وتمثيل محمد كمال المصري «شرفنطح»، ومنها: «من فات
قديمه»، «أولاد الرعاع»، «اللص الشريف». هذا بالإضافة إلى إلقاء منولوجات من سيد
سليمان، بالإضافة إلى برنامج الغناء والرقص. كما أضافت بديعة إلى صالتها الراقصات: ميمي
مارتنس، بهية أمير، ماري هند، امتثال، نادية، نينا.
٨
وفي صيف ١٩٣٣ أضافت بديعة إلى برنامجها فرقة ناندي الاستعراضية، كما حرصت عَلَى وجود
التمثيل المسرحي من خلال التنوع في التأليف. ومن عروضها المسرحية في هذا الصيف: مسرحية
«مانتش قدي»، تأليف عبد النبي محمد، وتمثيل كيكي وحسين إبراهيم. ومسرحية «سلامات»،
تأليف محمود فهمي إبراهيم. هذا بالإضافة إلى غناء نادرة، ورقص نينا وماري.
٩
وإذا أخذنا مسرحية «سلامات»
١٠ كنموذج مسرحي لما تقدِّمه بديعة، سنلاحظ أنها تختار مسرحيات ذات فصل واحد،
وموضوعاتها مأخوذة من مواقف الحياة العائلية، المشبعة بالضحك وكوميديا الموقف. فمثلًا
هذه المسرحية تدور حول الصحفي مبروك وزوجته وهيبة سليطة اللسان، التي تَصرِف ماهيته
عَلَى شراء أوراق اليانصيب، دون أن يعلم الزوج بهذا الأمر، وهذا التصرف جعل الديون
تتكاثر عليه. وفي يوم ما بعد أربعة أشهر حضر الجزار والبقال وصاحب البيت يطالبون
بأموالهم المتأخِّرة، وعندما يكتشف الزوج إسراف زوجته يُلقِي بنفسه من الشباك دون أن
يُصاب، فتستغل الزوجة هذا الحادث وتُعلن عن وفاة زوجها، فيتنازل الدائنون عن ديونهم،
ويتجمع الجيران فيساهمون في جمع الأموال لدفن مبروك أفندي. وهنا يظهر مبروك ويجمع
الأموال ويدفع ديونه، وتنتهي المسرحية.
ومن سمات هذا اللون المسرحي تشابُك الأحداث وتعقُّدها. فإذا نظرنا إلى الأحداث
السابقة، وأضَفْنا إليها حضور حماة مبروك التي لا تَقِلُّ في سلاطة اللسان عن ابنتها؛
سنكتشف مدى تعقُّد الأمور في هذه المسرحية. هذا بالإضافة إلى اعتماد هذا اللون المسرحي
عَلَى إلْقاء الكلمات النابية، فمثلًا تبدأ المسرحية بظهور الزوجة «وهيبة»، وهي تحدِّث
نفسها قائلةً: «هو حد زي؟ … لا والنبي … الناس يتجوزوا بني آدمين وأنا اللي بختي مال
…
ده جوز ده؟! … ده جوز جزمة! … دايمًا زي الشريك المخالف، أقوله شرق يقولي غرب … احترت
يا أخواتي … طوِّل بالك عليَّ يا مبروك الكلب … بس تيجي نينة وأنا أطفَّحك الكوتة … إن
ما مشيتك عَلَى العجين ماتلخبطوش.»
وإذا نظرنا إلى مخطوطة مسرحية «يا كتاكيتها»،
١١ تأليف محمود فهمي إبراهيم أيضًا، التي مثَّلتْها بديعة في يونية ١٩٣٣،
١٢ سنجد أنها تدور حول أرملة طَرَدَتِ ابنها من أجل أن تتزوج بشاب صغير.
وبمرور الوقت يعيش الابن في بحبوحة ويزوره أحد الأصدقاء من أجل الاستدانة، وبعد مواقف
كوميدية يتضح أن هذا الصديق ما هو إلا زوج الأرملة، جاء يستدين بعد أن بدَّد ثروة
زوجته. وفي هذا الموقف يحضر المحامي ليبلِّغ الابن بأن القضية تم الحكم فيها اليوم،
وحكمت المحكمة بحبسه ثلاثة أشهر، بسبب تعدِّيه عَلَى ضابط بوليس بالضرب. وهنا يستغل
الابن أزمة الصديق ويُقايِضه بأن ينتحل اسمه ويقضي المدة بدلًا منه مقابل إعطائه المال
المطلوب.
ومن الملاحظ أن بديعة مصابني في هذا الوقت اهتمَّت باللون المسرحي أكثر من اهتمامها
بالطرب والرقص. فبعد أن كانت إعلانات صالتها تكتظ بأسماء المطربات والراقصات، أصبحت شبه
قاصرة على إعلانات المسرحيات فقط، مع وجود طرب لنادرة ورقص لببا. ومن هذه المسرحيات:
«أوعى تتكلم»، «خير إن شاء الله»، «بختك رزقك»، «السرايا الصفرا». ووصل اهتمام بديعة
بالمسرحيات أن اجتذبتْ أقلام مشاهير كُتَّاب المسرح في تلك الفترة، فنجد في بروجرامها
مسرحيات: «البريمو»، «أمَّا ورطة»، «عريس الغفلة» لبديع خيري، ومسرحيات «اسم الله
عليه»، «عصبة الأمم الشرقية»، «والله بركة» لأمين صدقي، ومسرحية «البريد المستعجل»
لمحمود التوني.
١٣
وإذا نظرنا إلى مسرحية «البريمو» لبديع خيري، وهي ذات ثلاث عشرة صفحة، لا نستطيع أن
نخرج منها بموضوع محدد! فهي عبارة عن مواقف وكلمات ونكات مضحكة. وكفى أن نعلم أن أسماء
الشخصيات هي: شعليلة، كرع، نجفة، حركوش، رمانة، زلط، حلاوة، وأن أحمد السيد مفتش
الداخلية قال في تقريره عن المسرحية: «فصل مضحك لا مغزى له، مضحك بنكاته ومواقفه
وأشخاصه، وليس فيه ما يتنافى مع الآداب العامة ولا الأمن العام.»
أمَّا مسرحية «والله بركة»
١٤ لأمين صدقي، فتدور أحداثها حول زوجين متحابين يزورهما بعض الأصدقاء
والأقارب، وتأتي إليهما عدة رسائل، فتحدث مواقف كوميدية عديدة؛ لأن أغلب هذه الخطابات
غرامية كانت متبادلة بين أصدقائهما وبعض الخدم، مما يجعل الزوجين يشكَّان في بعضهما
البعض. وبعد عدة مواقف متشابكة ومعقَّدة تظهر الحقيقة، وتعود السعادة إلى الزوجين مرة
أخرى.
بعد ذلك واصلتْ بديعة اهتمامها المسرحي طوال هذا الموسم، فعرضت مسرحيات كثيرة، منها:
«عامللي فالح»، «وليم كركورة»، «أبوس رجلك»، «كتب كتاب الهنا»، «جوز الاثنين»، «جوازة
بالمحضر». هذا بالإضافة إلى مسرحيات: «دايمًا ورايا» لحسين رشدي، «المسامح كريم» لبديع
خيري، «قلنا كده» لمحمود صادق سيف، «إكسبريس طنطا» لأحمد جمال الدين، «لوكاندة
الكبيبة»، «بسلامته راسي» لبشارة واكيم.
كما اشتمل بروجرام بديعة أيضًا عَلَى ألوان مسرحية أخرى مثل الاستعراضات: ومنها:
«جزيرة الكنز»، «الأنتيكخانة»، «ليلة البحر»، «ليلة في الجنة»، «عيادة تحضير الأرواح»،
«مصيف الفقراء»، «حمام الهنا»، «فرقة المطافئ»، «أزهار الربيع»، «باللو في جهنم»، «غني
يا كروان»، وأخيرًا «بنات العرب» لأمين صدقي. وبعض الإسكتشات، مثل: «حركة المرور»، «ملك
الخيال»، «مصيف الفقراء»، «حمام الهنا»، «فرقة المطافي». وأخيرًا أوبريت «ابن الفيل
وابن سوريا». كما أضافت بديعة إلى برنامجها بعض العروض الراقصة، خصوصًا بعد أن ضمَّت
إلى فرقتها الراقصة بدوية محمد علي النيداني كريم، التي اشتُهرت فيما بعدُ باسم «تحية
كاريوكا».
١٥
ومع بداية موسم ١٩٣٤-١٩٣٥ سافرت بديعة إلى اليونان والنمسا لانتقاء بعض العناصر
الفنية النسائية كتجديد في البروجرام، الذي افتتح لهذا الموسم يوم ٢٤ نوفمبر ١٩٣٤،
برواية «أحم أحم». وبعد أسبوع واحد أضافت بديعة استعراض «مهرجان توت عنخ آمون»، وإسكتش
«جزيرة تونجا». وكان البروجرام بطولة بديعة وفتحية محمود وسيد سليمان مع الراقصة أوزيتا
مونتجرو.
١٦
ومن المعروف أن بديعة كانت تغيِّر برنامجها أسبوعيًّا، وكانت توجِّه اهتمامًا خاصًّا
للمسرحيات، التي كانت تُقدَّم عَلَى شكل استعراض، ومنها استعراض «شهيرات النساء»، الذي
قُدِّم في ١٧ / ١٢ / ١٩٣٤، وكان من تمثيل: محمد عبد المطلب، حكمت فهمي، فتحية محمود،
لطيفة نظمي، سارة، كريمة. وبهذا الأسلوب أعادت بديعة مسرحياتها السابقة، بالإضافة إلى
استعراضات: «عرايس النيل»، «بلاد الثلج»، «رأس السنة»، «الباحثين عن الذهب»، «ليالي
بغداد» لأبي السعود الإبياري، و«العجل أبيس». وإسكتشين: هما: «الأستوديو»، «المتحف».
كما أضافت إلى فرقتها الراقصة حورية محمد.
١٧
وفي فبراير ١٩٣٥ سافرت بديعة بفرقتها في رحلة فنية إلى طرابلس وتونس والجزائر ومراكش.
وكانت الفرقة متكونة من: نادرة، أحمد شريف، فريد غصن، أحمد الحفناوي، أحمد غانم، فهمي
أمان، فريد الأطرش. وبعد نجاح كبير في بلاد المغرب العربي عادت الفرقة لتبدأ موسمها
الصيفي بكازينو بديعة بإدارة أنطوان عيسى،
١٨ فأعادت منذ أوائل يولية ١٩٣٥ بعض عروضها السابقة، كما أضافت مسرحيات جديدة،
منها: «حمد الله عَلَى السلامة»، «رقصة الزيبق»، «السيكورتاه»، «إيه الحكاية»، «دار
بديعة»، «بتنجان الفن»، و«حرامي بالأجرة» لأبي السعود الإبياري. هذا بالإضافة إلى
استعراضات: «الجمال الحب الحرب»، «البلاج المودرن»، «الزفة»، وأخيرًا «متحف الشمع» لأبي
السعود الإبياري. واختتمت الفرقة هذا الموسم بمسرحية «الدنيا بتلف» تأليف أبي السعود
الإبياري أيضًا، وإخراج موريس قصيري، وتلحين فريد غصن ومحمود شريف.
١٩
بعد ذلك توقَّفت ملكة الاستعراض المسرحي بديعة مصابني فترة قصيرة عن إدارة صالتها؛
بسبب انشغالها ببعض الأفلام السينمائية، ومنها فيلم «ابن الشعب»، ومِن ثمَّ عادت إلى
الصالة والكازينو مرة أخرى في مارس ١٩٣٦، حيث قدَّمت في هذا الموسم تحت إدارة أحمد بيه
مسرحيات: «أوعى تتكلم»، «غليوم وكليوباترا»، «ليلة الدخلة»، «السفيرة عزيزة»، «باريس
ينتخب آلهة الجمال»، «سكرة يني»، «عش الغرام»، و«قلنا كده» لعبد النبي محمد، و«حجوج
ومجوج» لمحمود التوني. كما قدمت إسكتشات: «سنارة الجنية»، «الطب الحديث»، «رعاة البقر»،
«البلبل»، «العقل زينة»، «رومبة العشاق»، «بحر الغزال»، «الجندي المجهول»، و«الفلاحات
المودرن» لأمين صدقي، و«فاميليا محترمة» و«آخر زمن» و«بيجامة البيه» لأبي السعود
الإبياري، و«كف التمساح» لأحمد جمال الدين. وأغلب هذه العروض من تلحين عزت الجاهلي.
٢٠
ومنذ أغسطس ١٩٣٦ بدأت بديعة تهتم بعروضها المسرحية، حيث أدخلتِ الأزجال والتلحينات
المتنوعة، وخصصت لهما أشهر الكُتَّاب والموسيقيين. وبدأ هذا الاهتمام في مسرحية
«الشيطان شاطر»، تأليف محمود التوني، وأزجال محمود فهمي إبراهيم، وتلحين فريد غصن وعزت
الجاهلي، ومن تمثيل: إبراهيم حمودة، تحية كاريوكا، سارة، كريمة أحمد. وكذلك كان
الاهتمام بمسرحية «الجوز الأمريكاني»، تأليف أبي السعود الإبياري، تلحين فريد غصن. هذا
بالإضافة إلى استعراضَيْ «معرض الدجالين» و«سلطة مزيكة».
٢١
وإذا نظرنا إلى بعض موضوعات مسرحيات بديعة في هذا الموسم، سنجد مسرحية «آخر زمن»
٢٢ لأبي السعود الإبياري، تدور حول حتحوت بك الذي يتحدث مع زوجته عن المخترعات
الحديثة ومنها التليفزيون، الذي يُديره أمامَها فيعرض برنامج كازينو بديعة مصابني، الذي
يعرض مسرحية «أوتيل أكلان هاوس»، حيث يدخل أحد الشوام وزوجته الفندق وينزلان في الغرفة
رقم ٤، ثمَّ يخرج الزوج بناءً عَلَى إلحاح زوجته لشراء قبَّعة لها. ويكون صاحب الفندق
قد أمر الخادم بتنظيف أرقام الغرف النحاسية، ولكن الخادم بعد التنظيف يُعِيد الأرقام
في
غير أماكنها الصحيحة. ويدخل شرطي باحثًا عن لص في الغرفة رقم ٣، فيجد مجنونًا وتحدث عدة
مواقف يهرب الشرطي عَلَى أثرها. ثمَّ يحضر ممثل وممثلة ويدخلان إحدى الغرف ويقومان
بالتمثيل، فيحضر الزوج الشامي ويقف عند باب غرفتهما لأن رقمها ٤ وهذا رقم زوجته، فيسمع
حوارًا غراميًّا تمثيليًّا، فيظن أن زوجته تخونه، فيذهب ويحضر الشرطي، وبعد عدة مواقف
تَظهَر حقيقة اختلاط أرقام الغرف للجميع.
أمَّا مسرحية «بيجامة البيه» لأبي السعود الإبياري أيضًا، فتدور حول الزوج زنهار بك،
الذي كان مسافرًا، وفي يوم عودته أعلنتِ الخادمة عن إجازتها، وأن زوجها حنطور سيحلُّ
محلَّها في خدمة المنزل. وقبلَ حضور الزوج تخرج الزوجة شكرية هانم كي توصي الخياطة
بإحضار بيجامة جديدة للبك، وتأخذ معها حنطور الخادم الذي يسبقها في العودة إلى المنزل
حاملًا الأغراض المنزلية. وأثناء غياب كل مَن في البيت يحضر لص للسرقة، ويباغته الزوج
الذي حضر قبل موعده، فيهرب اللص. وهنا يرتاب الزوج في الأمر. ثمَّ تحضر الخياطة وتسلِّم
الزوج البيجامة، فيجدها صغيرة جدًّا، فيزداد شكُّه أكثر. ثمَّ يجد خطابًا وعندما يقرؤه
يجده خطابًا غراميًّا، فيتأكَّد من خيانة زوجته. وهنا يطرق الباب ويدخل الخادم، فيظنه
الزوج عشيق زوجته، فيهدِّده ويدخل إحدى الغرف لإحضار السكين، وهنا يُغلِق الخادم باب
الغرفة، ويستنجد بالجيران، فيحدث هرج ومرج، وتحضر الزوجة ويتضح الأمر للجميع بأن
الخياطة أخطأت في المقاس، وأن الخطاب الغرامي تركتْه الخادمة لزوجها حنطور.
أمَّا مسرحية «حجوج ومجوج» لمحمود التوني، فتدور حول أمير يعود إلى بلاده «تنجانيقا»،
بعد رحلة سفر في بعض الأقطار البعيدة، ويُخبِر وزيره عن عِلْمين مهمَّين، قرأ عنهما في
هذه الأقطار، وهما عِلْم الكذب وعِلْم النصب، وهما من العلوم غير الموجودة في بلاده؛
لذلك يأمر وزيره بأن يُحضر أستاذَيْن في هذَيْن العِلْمين ليُعلِّما الشعب أصولهما. وفي
هذا الوقت يتم القبض عَلَى وطواط وأبي فصادة بتهمة الكذب والنصب، وفي أثناء التحقيق
معهما من قِبَل الوزير يُفهِمانه بأنهما أستاذان في الكذب والنصب، فيستعين بهما الوزير
في تعليم الشعب هَذَيْن العِلْمين بناءً عَلَى أوامر الأمير. وبعد عدة مواقف كوميدية
يتَّضح للأمير أن هذين العلمين ما هما إلا علمان خسيسان لا يجب عَلَى الشعب
تعلُّمهما.
وأخيرًا نجد مسرحية «كف التمساح» لأحمد جمال الدين، تدور حول رجل أعمال تسوء حالته
المادية، فيُقرِّر زواج ابنته سميرة من أحد الأغنياء، بينما سميرة تحب شابًّا فقيرًا
اسمه حسني؛ لذلك يُدبِّر حسني حيلة بأن يتفق مع أحد الدجالين عَلَى إيهام والد سميرة
بأن كف التمساح يلبِّي له طلباته. وبالفعل يحضر الدجَّال وينفِّذ الأمر، ويُخبِر والد
سميرة بأن كف التمساح يلبِّي له ثلاثة طلبات، بشرط أن يأتي مع كل طلب خبر محزن. وبعد
مواقف كوميدية كثيرة بسبب الطلبات والأخبار المحزنة يأتي أحد موظَّفي البنوك ليُخبِر
والد سميرة بأنه كسب مبلغًا كبيرًا قيمة سند باسمه كان ضائعًا. وتنتهي المسرحية بزواج
حسني من سميرة وابتعاد والدها عن الخرافات.
هذه بعض النماذج من موضوعات المسرحيات التي كانت تقدِّمها فرقة بديعة مصابني في هذا
الموسم، الذي انتهى في أواخر سبتمبر ١٩٣٦، ومِن ثمَّ سافرت الفرقة في أكتوبر إلى أقاليم
الوجه القبلي، مثل: بني سويف، المنيا، ملوي، أسيوط، سوهاج.
٢٣
ومع بداية موسم ١٩٣٦-١٩٣٧ استأجرتْ بديعة مصابني مسرح برنتانيا لتعمل عليه بجانب
صالتها بشارع عماد الدين. وتم افتتاح الموسم ببرنتانيا في الخامس من نوفمبر ١٩٣٦
بمسرحية «دنيا تجنن»، تأليف أبي السعود الإبياري، وتلحين فريد غصن ومحمود الشريف، ومن
تمثيل: بديعة مصابني، فتحية شريف، محمد كمال المصري «شرفنطح»، محمود التوني، ألفريد
حداد، عبد الفتاح القصري، حسين إبراهيم. وظلت الفرقة تعرض هذه المسرحية لمدة أسبوعين.
٢٤
ومسرحية «دنيا تجنن»
٢٥ تدور حول أحد المرضى النفسيين، الذي يخرج بعد عشرين سنة من مستشفى
المجاذيب، فيستقبله أحد الأصدقاء ويسير معه في رحلة استكشافية لما تم من تغيرات وتطورات
في البلد طوال سنوات غيابه في المستشفى. وفي أثناء هذه الرحلة تحدث مواقف كوميدية
كثيرة، تختلف فيها مشاعر المريض بين الرضا والخوف أمام التغيرات الكثيرة التي حدثت
أثناء غيابه.
أمَّا المسرحية الثانية التي قدَّمتْها الفرقة ببرنتانيا فكانت «وراك وراك»، تأليف
محمد مصطفى، تلحين فريد غصن ومحمود الشريف، وقامت بالاستعراض فيها بجانب أعضاء الفرقة
فرقتا بريماس وجوني.
٢٦ وكانت هذه المسرحية آخِر مسرحية تقدِّمها الفرقة عَلَى مسرح برنتانيا، حيث
قررت بديعة توجيه اهتمامها إلى صالتها بشارع عماد الدين؛ لذلك أجَّرت برنتانيا إلى بعض
الفرق المسرحية الأخرى.
٢٧
وفي صالة بديعة أعادت الفرقة في شتاء هذا الموسم مجموعة كبيرة من المسرحيات
والإسكتشات والاستعراضات السابقة، كما أضافت إليها مجموعة جديدة من المسرحيات، منها:
«صندوق العجائب»، «أصحاب الفيلا»، «هي وهو»، «تحفة»، «بتحب مين»، «عروسة بالمزاد»،
«حنطور أفندي»، «الجبة المسحورة»، «حانوتي الأنس». كما قدَّمت استعراضات جديدة هي:
«ليالي رمضان»، «ملك الجان»، «الشعراء»، «شباك التذاكر»، «السينما». كما قدَّمت إسكتشين
جديدين هما: «البخت»، و«المولاوية».
٢٨
وكمثال للموضوعات التي قدَّمتْها الفرقة في هذا الموسم نجد مسرحية «صندوق العجائب»
تدور أحداثها حول ساحر هندي اخترع صندوقًا عجيبًا يُطلع الناس عَلَى مستقبلهم. وأول مَن
تعرَّض لهذا الصندوق شاب وخطيبته طلبا من الساحر رؤيتهما في المستقبل، فخرج من الصندوق
رجل كهل وامرأة عجوز في هيئة شحَّاذين، وهنا يغضب الشاب وخطيبته ويتركان الساحر. ثمَّ
يحضر للساحر رجل شامي وزوجته، وتطلب الزوجة من الساحر أن يُرِيَها مفاجأة زوجها في عيد
ميلادها المقبل، فتخرج من الصندوق امرأة جميلة تنادي الزوج بيا حبيبي، وتذكِّره بموعده
معها الذي يُوافِق يوم عيد ميلاد زوجته، فيهرب الزوج وتجري وراءه الزوجة. وأخيرًا تحضر
للساحر فتاة رياضية، رفضت خُطَّابًا كثيرين لعدم ميلها إليهم، وتطلب من الساحر أن يريها
الخطيب المجهول الذي ستوافق عليه في المستقبل، فيخرج من الصندوق كلب؛ فتغضب الفتاة من
الساحر وتتهمه بالنصب، وتنتهي المسرحية.
أنهتْ بديعة موسمها الشتوي قبل موعده بفترة كبيرة، حيث قررت السفر إلى العراق وسوريا
ولبنان طوال أشهر فبراير ومارس وأبريل، ومن ثمَّ تعود لتبدأ موسمها الصيفي بالكازينو.
ولكن هذه الرحلة لم تتم، وكانت بديعة قد وكَّلت عنها رسميًّا في إدارة الأمور أنطوان
عيسى، الذي استغلَّ هذا التوكيل فباع صالتها بشارع عماد الدين إلى ببا عز الدين بأبخس
الأثمان؛ لذلك اضطرت بديعة أن تستغل هذه الفترة في العمل السينمائي والراحة أيضًا كي
يأتي موسم الصيف. وفي هذه الفترة مثَّلت بديعة في فيلم «الحل الأخير» مع سليمان نجيب
وأمينة شكيب وسراج منير وراقية إبراهيم وعباس فارس وعبد الوارث عسر وحسن البارودي
وروحية خالد. وكان الفيلم من إخراج عبد الفتاح حسن، وعُرِض يوم ١٩ / ٤ / ١٩٣٧ بسينما
رويال.
٢٩
عادت بديعة بعد هذا الانقطاع إلى كازينو الكوبري الإنجليزي، وافتتحت موسمها الصيفي
في
أول مايو ١٩٣٧ بمسرحية «نينتي خالتي»، تلحين عزت الجاهلي، واستعراض «الحي الصيني»،
تلحين فريد غصن، وإسكتش «العلمو نورن». وهذه الأعمال كلها من تأليف أبي السعود
الإبياري، وتمثيل بديعة مصابني وبشارة واكيم، بجانب الراقصات: تحية كاريوكا، ليلى
الشقراء، تيتي.
٣٠
وبعد نجاح الافتتاح أنهت بديعة هذا الموسم بمجموعة كبيرة من المسرحيات، منها: «فرع
طنطا»، «بابا»، «المقرمش»، «الأستاذ حمص»، «عَلَى الطريقة الأمريكانية»، «ليلة مدهشة»،
«السكرتير الخاص» لأبي السعود الإبياري، و«عربات النوم» لأمين صدقي. كما قدَّمت
استعراضات: «غانيات الشرق» لزكي إبراهيم، «معرض باريس»، «العصر الحديث» لأمين صدقي،
«نجوم الليل» لمحمود التوني، «زفة إبليس»، «بأقولك» لأحمد فريد، «عيد الجلوس»، «الدفاع
الوطني»، «ليالي الملوك» لأبي السعود الإبياري. وإسكتشات: «مدرسة ليلية»، «جهاز ست
الدار»، «بلاج الكوبري الأعمى» لأبي السعود الإبياري. وقام بتلحين هذه الأعمال فريد غصن
وعزت الجاهلي. كما قام بتمثيلها: بديعة مصابني، بشارة واكيم، فيوليت صيداوي، إيزابيل
ديمتري، حسين إبراهيم، عبد الحليم القلعاوي، ألفريد حداد، محمود التوني، أحمد عبد الله،
حكمت فهمي، رفقي.
٣١
ومع بداية موسم ١٩٣٧-١٩٣٨ سافرت بديعة مع فرقتها في رحلة فنية إلى السودان، فعرضت
أعمالها الفنية في الخرطوم وأم درمان والعطبرة. وتكوَّنت فرقتها في هذه الرحلة من: ليلى
الشقراء، حكمت فهمي، ماري جورج، تحية كاريوكا، ببا إبراهيم، بشارة واكيم، محمود التوني،
حبيب الحاج.
٣٢
بعد عودة الفرقة أطلقت بديعة اسم «مسرح الهمبرا» عَلَى صالتها بشارع عماد الدين،
وعلى
هذا المسرح قدَّمت في شتاء هذا الموسم مسرحيات: «الرفق بالأسماك»، «الكوكب العالمي»،
«ليلة غرام» لأبي السعود الإبياري، واستعراضات: «أفراح الشعب» للإبياري، و«لوعتي»
لمحمود فهمي إبراهيم، وإسكتش «الكرسي الكهربائي» لأبي السعود الإبياري، ومنولوج «بدول
بدول» لزكي إبراهيم، و«البوسة» لأمين صدقي. وهذه الأعمال من إخراج بشارة واكيم، وتلحين
عزت الجاهلي وفريد غصن، ومن تمثيل: عبد الحليم القلعاوي، محمود التوني، حكمت فهمي،
مرجريت صغير، سارة، أحمد عبد الله، حسين المليجي، نعمات المليجي، إسماعيل ياسين، ليلى
الشقراء.
٣٣
أمَّا في صيف هذا الموسم فقدَّمتْ بديعة بكازينو الكوبري الإنجليزي، تحت إدارة أنطوان
عيسى، مسرحيات: «يا أنا يا هو»، «الدور الثالث»، «شاي بالصودا»، «الحب التلاميذي»، «سكر
وعربدة» لأبي السعود الإبياري، بالإضافة إلى مسرحيات: «جوابات غرامية»، «شارع اللطافة»،
«ممنوع البصبصة». وقدَّمت أيضًا استعراضات: «كتالوج الرقص» لأمين صدقي، و«غانيات
البلاج»، «أقابلك فين» لبيرم التونسي، و«الحب في الليل» لأمين حسني، بالإضافة إلى
استعراضات: «ملكات الجمال»، «الكيمونو»، «حياة الأرتست»، «الغازات الخانقة»، «ليالي
طرابلس». وقدَّمتْ أيضًا إسكتشات: «بنات مردين» لبيرم التونسي، «نقابة النعنشة»، «ﺑ٢٥
قرش». وأخيرًا قدَّمت منولوجَيِ: «النور الأحمر» لأبي السعود الإبياري، و«تخاصمني بزفة»
لمحمود التوني. وهذه الأعمال من تلحين فريد غصن وعزت الجاهلي، وحسن سلامة.
٣٤
وإذا نظرنا إلى أحد موضوعات الإسكتشات التي قُدِّمت في هذا الموسم، سنجد إسكتش «ﺑ
٢٥
قرش» تظهر فيه الفتيات مقنَّعات ويُبَعْنَ في المزاد، والثمن الأساسي هو ٢٥ قرشًا لكل
عروسة. وتتولى بديعة مهمة الدلَّالة فتعرض الفتيات وتقوم بعملية المزاد. وبعد أن عرضت
بضع فتيات، جاءت بالممثل حسين إبراهيم وهو مقنَّع ويلبس ملابس الفتيات، وعرضتْه في
المزاد. ولكن الجمهور تنبَّه عَلَى الفور إلى هذا الغش، فبدلًا من أن يرتفع المزاد
انخفض الإقبال عليه. وخَشِيَتْ بديعة الاستمرار في هذه المناقصة لئلا تضطر أخيرًا إلى
دفع شيء من عندها، فأرسلتْ نظرة استنجاد إلى الممثل فهمي أمان، الذي كان مندسًّا بين
الجمهور فصعد بالمزاد، وبينما هو يقول عليَّ بسبعة وعشرين كشف حسين إبراهيم عن وجهه،
وإذا بفهمي أمان يصيح «عليَّ الطلاق ما أخدها»، ولكنه أُرغِم عَلَى أخذها
بالقوة.
وفي شتاء موسم ١٩٣٨-١٩٣٩ استطاعتْ بديعة مصابني أن تستأجر مسرح الماجستيك بشارع عماد
الدين، وأن تحوِّله إلى صالة متنوعة، أطلقت عليه اسم «كازينو وكباريه بديعة»، حيث يعمل
الكازينو من بداية الليل حتى منتصف، ثمَّ يبدأ الكباريه عمله من منتصف الليل حتى
الصباح. وعلى هذا المسرح قدَّمت فرقة بديعة مسرحيات: «بشرة خير» و«جراح الحب» لأبي
السعود الإبياري، واستعراض «صحوة كليوباترا»، من تمثيل: بديعة مصابني، فتحية محمود،
تحية كاريوكا.
٣٥
ومسرحية «بشرة خير» تدور حول سندس الرجل الغني الذي يحب جاريته لؤلؤة التي تُبادِله
الحب أيضًا، وبمرور الوقت يتعرَّض سندس إلى الإفلاس مما يضطر إلى بيع لؤلؤة، فتقع من
نصيب الأمير برمب. وعندما يشتدُّ شوق سندس للؤلؤة يحتال على الأمير ليعمل عنده،
فيستخدمه الأمير رئيسًا لحرَّاسه. ويُحاوِل سندس بكل الطرق أن ينفرد بلؤلؤة ولكن دون
جدوى. فيحاول إقناع الأمير أن الأعداء عَلَى وشك الهجوم عَلَى الإمارة، ولا بُد من
خروجه لملاقاتهم، ويصدِّق الأمير هذا الأمر، ويخرج ولكنه يعود بعد يوم واحد ليكتشف
الحقيقة، فيأمر بحبس سندس ولؤلؤة، وفي النهاية يُفرِج عنهما ويعتق لؤلؤة لتتزوج من
سندس.
وفي صيف هذا الموسم قدَّمت فرقة بديعة بكازينو الكوبري الإنجليزي مسرحيتي: «نبيه
جدًّا»، و«عريس بروشتة» لأبي السعود الإبياري، واستعراضَيِ: «السيرك العالمي»، و«باريس
في مصر» لأبي السعود الإبياري أيضًا. وهذه الأعمال من تلحين عزت الجاهلي، وتمثيل: بديعة
مصابني، بشارة واكيم، عفيفة إسكندر، فتحية شريف، زينات صدقي.
٣٦
وفي شتاء موسم ١٩٣٩-١٩٤٠ قدَّمت الفرقة بكازينو وكباريه بديعة بمسرح الماجستيك،
مسرحيات: «٩٩ مقلب»، «ليلة في الكرار»، «فلوس بتجري»، «ما تخافش من الستات»، «جنان
أصلي» لأبي السعود الإبياري، و«خط النار» لمحمود التوني، و«الشاطر اللي يضحك في الآخِر»
لمصطفى السيد. واستعراض «في الهوا سوا» لعبد الحليم موسى. وإسكتشَيْ: «٦٠ دقيقة فرفشة»،
و«كشكول الطرب» لأمين صدقي. وهذه الأعمال من إخراج بشارة واكيم، وتلحين فريد غصن وأحمد
شريف، ومن تمثيل: إسماعيل ياسين، إيرانيان نجاة، إيمي زنكوزي، ببا إبراهيم، بديعة صادق،
تيتي، حكمت فهمي، أناميرا، خيرية صدقي، ربابة طلعت، رجاء توفيق، رجاء عبد الحميد، زوزو
شمس الدين، زينات صدقي، سنية شوقي، صفية حلمي، عبد الحليم القلعاوي، فتحية شريف، مادلين
ويكيلي، نجوى، هجران هانم، هيلي هاريس.
٣٧
وفي مارس ١٩٤٠ عرضت سينما كوزمو فيلم «فتاة متمرِّدة»، وقد اشتركت في تمثيله بديعة
مصابني، وهو من إنتاج آسيا ومن إخراج أحمد جلال، ومن تمثيل: ماري كويني، محسن سرحان،
عباس فارس، أنور وجدي، ثريا فخري، يوسف صالح.
وفي صيف هذا الموسم قدَّمت الفرقة بكازينو بديعة الصيفي مسرحيات: «سكان محترمين»،
«كباريه جهنمي»، «بطيخة حاتتجوز» لأبي السعود الإبياري، و«الصيت ولا الغنى» لأحمد شكري،
وإسكتش «أبطال بالعافية» لأبي السعود الإبياري. واستعراض «٣٠ ألف جنيه» لأبي السعود
الإبياري أيضًا. وهذه الأعمال من إخراج بشارة واكيم، وتلحين أحمد شريف وفريد غصن، ومن
تمثيل ورقص: بديعة مصابني، رجاء توفيق، خيرية صدقي، فهمي أمان، عبد الحليم القلعاوي،
محمود التوني، بشارة واكيم، صفية حلمي، عقيلة محمد، زينات صدقي، فتحية شريف، روحية
فوزي، بديعة صادق، إسماعيل ياسين.
٣٨
وموضوع مسرحية «سُكَّان محترمين»، يدور حول صاحب فندق يريد أن يبيعه بسبب الكساد وقلة
الزبائن، فيعرضه عَلَى أحد المشترين، موهمًا إيَّاه بأنه يكتظ دائمًا بالزبائن، ومن أجل
إقناعه بذلك يقوم بتأجير بعض الممثلين للقيام بأدوار نزلاء بالفندق، حتى إذا شعر
المشتري بكثرة الزبائن يطمئن ويشتري الفندق بثمن مرتفع.
وإذا كنَّا فيما سبق تتبعنا بشيءٍ من التفصيل مسيرة بديعة مصابني، فإننا سنتوقف عند
بعض الإشارات في مواسمها التالية، ومنها بدايتها في موسم ١٩٤٠-١٩٤١، حيث بدأت بديعة
عملها شتاء في كازينو الأوبرا بميدان إبراهيم باشا، وافتتحته يوم ٩ / ١١ / ١٩٤٠
باستعراض موسيقي غنائي بعنوان «آخر مودة» تأليف أبي السعود الإبياري، وتلحين فريد غصن
وأحمد شريف، ومن إخراج بشارة واكيم، وبطولة تحية كاريوكا.
٣٩
وفي ٢٩ / ٩ / ١٩٤٣، قامت فرقة بديعة بكازينو الأوبرا بتقديم استعراضين من تأليف أبي
السعود الإبياري؛ الأول: «الهوانم ضدَّ الرجالة» من تلحين فريد غصن، والثاني: «بعت لي
تسلم» من تلحين أحمد شريف وغناء زينب عبده.
٤٠ وفي عام ١٩٤٤ أنتجت بديعة فيلمًا سينمائيًّا، هو «ملكة المسارح»، وأنفقت
عليه مبلغًا كبيرًا تسبَّب في إضعافها ماديًّا. وفي الاحتفال برأس السنة لعام ١٩٤٥
قدَّمت بديعة بكازينو أوبرا استعراض «بابا نويل»، من تأليف محمود فهمي إبراهيم، ومن
تلحين فريد غصن.
وفي عام ١٩٤٦ قدَّمت الفرقة بكازينو الأوبرا مسرحية «ليلة في الغابة»، واستعراضات:
«بساط الريح»، «الكرنفال»، «القناع الخفي»، و«عقبال الحبايب» لمحمود فهمي إبراهيم،
وتلحين أحمد شريف، بطولة ثريا حلمي.
٤١ وفي ديسمبر ١٩٤٦ عرضت سينما الكورسال فيلم «أم السعد»، تأليف وإخراج أحمد
جلال، ومن تمثيل: بديعة مصابني، ماري كوينة، محمد سليمان، بشارة واكيم، وداد
حمدي.
وفي عام ١٩٤٧ قدَّمت فرقة بديعة بمسرح كازينو الأوبرا أيضًا استعراضات: «قصر الحور»،
«ليلة في الأرجنتين»، «عصافير الجنة» من تأليف أبي السعود الإبياري، ومن إخراج أدوار
فارس، وتلحين علي فراج، بطولة: بديعة مصابني، إسماعيل ياسين، كيتي، زينب عبده، ثريا
حلمي، ببا إبراهيم.
٤٢ وفي أواخر ١٩٤٨ عرضت سينما الكورسال فيلم «أحب الرقص»، بطولة: بديعة
مصابني، ببا عز الدين، تحية كاريوكا، سامية جمال.
استمرَّت بديعة في عملها بعد ذلك بصورة متقطعة، حتى توقفت تمامًا واعتزلت الفن عام
١٩٥١، بعد أن باعت كازينو الأوبرا إلى ببا عز الدين بمبلغ عشرين ألف جنيه، وبعد أن حققت
ثروة كبيرة، جمعتْها من تردُّد قوات الحلفاء عَلَى صالتها أثناء الحرب العالمية
الثانية. واستطاعتْ بديعة أن تَخرُج بهذه الثروة من مصر دون أن تدفع الضرائب
المستحَقَّة عليها، ومُنِعت من دخول مصر. وظلت بديعة في لبنان، حيث أقامت مزرعة
واستراحة في منطقة شتورة، حتى ماتت في إحدى المستشفيات اللبنانية عام ١٩٧٤.
وبذلك انتهى دور بديعة مصابني الفني، ذلك الدور الذي جمع نخبة من الممثلين والملحنين
والمطربين والمطربات والموسيقيين والراقصات والإداريين، ومنهم: إبراهيم العريان،
إبراهيم حمودة، أبو العلا علي، أحمد الحفناوي، أحمد بيه، أحمد شريف، أحمد عبد الله،
أحمد غانم، إسماعيل ياسين، أسمهان، أفرانز هانم، امتثال فوزي، أليس فاي، أناميرا، أنصاف
منير أحمد، أوزيتا مونتجرو، إيرانيان نجاة، إيزا، إيزابيل ديمتري، إيمي زنكوزي، امتثال،
ببا إبراهيم، ببا عز الدين، بثينة، بديعة صادق، بشارة واكيم، بهية أمير، تحية كاريوكا،
توحيدة، تيتي، ثريا حلمي، جمالات حسن، جميل عزت، حبيب الحاج، حسن سلامة، حسين إبراهيم،
حسين المليجي، حكمت فهمي، حكمت كامل، حورية محمد، خيرية صدقي، دولت حسن، ربابة طلعت،
رجاء توفيق، رجاء عبد الحميد، رفقي، رمزية علي، روحية فوزي، زكي عزت، زوزو شمس الدين،
زوزو محمد، زينات صدقي، زينب عبده، سارة، سامية جمال، سعاد مكاوي، سمحة البغدادي، سميرة
أمين، سنية شوقي، سيد سليمان، سيد الصفتي، شفيقة، صالح عبد الحي، صفية حلمي، عبد الحليم
القلعاوي، عبد الفتاح القصري، عزت الجاهلي، عفيفة إسكندر، عقيلة محمد، عيوشة نبيل،
فاطمة سري، فتحية أحمد، فتحية رشدي، فتحية شريف، فتحية فؤاد، فتحية محمود، فريد الأطرش،
ألفريد حداد، فريد غصن، فهمي أمان، فيروز، فيوليت صيداوي، قدرية حلمي، كارم محمود،
كريمة أحمد، كريمة ديمتري، كهرمان، كيكي، لطيفة نظمي، ليلى الشقراء، ليلى مراد، مادلين
ويكيلي، ماري جبران، ماري جورج، ماري هند، محمد الجندي، محمد سليمان، محمد عبد المطلب،
محمد عبد الوهاب، محمد كمال المصري، محمد هارون، محمود التوني، محمود شريف، مرجريت
صغير، مفيدة أحمد، ملكة جاجاتي، موريس قصيري، ميدي، ميمي مارتنس، نادرة، نادية، نجوى،
نعمات سامي، نعمات المليجي، نعيمة عاكف، نينا، هاجر حمدي، هجران هانم، هدى شمس الدين،
هيدي، هيلي هاريس.