برلمان الإنسان: الأمم المتحدة: الماضي، الحاضر، المستقبل
«هذا العمل دراسةٌ للرؤى المتغيِّرة للهياكل الدولية، وكيفية استخدامها لتحقيق الأهداف المشتركة للبشرية في الميادين التي تعجز الدولُ عن العمل فيها منفردةً بصورة مُرضية. وهو أقلُّ اهتمامًا بالمؤسسات الرسمية للأمم المتحدة ونظامِ العمل فيها بحد ذاته، ويهتمُّ بقدرٍ أكبرَ بالطريقة التي عملَت بها المنظمة، وكيف تغيَّرت لتمارس نشاطًا جديدًا، ولنرَ — على وجه الخصوص — لماذا تم النظر إلى النشاط الجديد على أنه امتداد للدور الأصيل الذي تلعبه المنظمة الدولية.»
تأسَّسَت منظمةُ الأمم المتحدة عام ١٩٤٥م على أيدي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وقد ورثَت الكثيرَ من ملامح التجرِبة الأولى في ميدان التعاون الدولي، التي تمثَّلَت في عُصبة الأمم، ولكن الأمم المتحدة أوسعُ نطاقًا في الاختصاص والصلاحيات، سواء في مجال فضِّ المنازَعات الدولية، أو حقوق الإنسان، أو الشئون الاقتصادية. اضطلعَت المنظمة بالتدخُّل في كثير من القضايا الدولية، فاستطاعَت النجاح في بعضها وأخفقَت في بعضها الآخر. والكتاب الذي بين أيدينا يتتبَّع تجرِبةَ الأمم المتحدة عبرَ ستة عقود، بدايةً من تأسيسها عام ١٩٤٥م حتى عام ٢٠٠٥م، ويُقيِّم نجاحاتها وإخفاقاتها، ويستشرف مستقبلَها في السنوات التالية؛ فإلى جانب تناوُله الخطوات الحَذِرة الأولى التي اتخذَتها الحكومات في الطريق إلى الاتفاقات الدولية، والأُطُر الفكرية والسلوك التعاوني، يَروي بإسهاب وتفصيل مستوى الخدمة التي قدَّمَتها الأمم المتحدة على مَدار العقود الستة مثل: قضايا الأمن، وحفظ السلام، وحقوق الإنسان، والاتفاقيات الخاصة بالبيئة.