صفحة من الغيب
لما أجمعتُ النيةَ على طبع هذا الكتاب طبعته الأولى، رأيت فيما يرى النائم أني في
دار
الطبع التي اخترتها له، وقد سألني جامع الحروف أن أكتب المقدمة ليبدأ منها، فكتبتها ثمَّةَ
ودفعتها إليه، ثم استيقظت وما برحتْ تدور على لساني، وتالله إنْ خَرَمْتُ١ منها حرفًا؛ وهذه هي بنصها وكأنها فاتحة الكتاب من قلم الغيب:
هذا كتاب المساكين، فمَن لم يكن مسكينًا لا يقرؤه؛ لأنه لا يفهمه،٢ ومَن كان مسكينًا فحسبي به قارئًا والسلام.
الرافعي
هوامش
(١) أي ما نقصت.
(٢) قلَّ أن يوجد في أهل الفهم رجل واحد لا تُفهِمه طبيعة الحياة الدنيا أنه
مسكين.