سابعًا: الترجمة ومنطق اللغة
وأكثر النصوص تفصيلًا لعرض الترجمة ومنطق اللغة هو كتاب «تعبير الرؤيا لأرطاميدروس»،١ ولفظ تعبير لفظ محلي بمعنى تفسير، في حين أن اللفظ اليوناني يعني «النقد»،
بل إن العالم كله يقابل علم الفراسة العربي، ولكن على مستوى الغيب، وليس على مستوى
الشهادة. ترجمه حنين بن إسحاق الذي لم يترك فرعًا من فروع الفلسفة إلا وترجمه، وفصول
الكتاب قصيرة وضعها المترجم لإيجاد بنية للموضوع؛ فالمترجم لا يترجم مادةً خامًا، بل
يُقسِّمها طبقًا لموضوعاتها؛ مما يدل على أن ترجمة الألفاظ والعبارات إنما تخضع لرؤيةٍ
كلية
شاملة، وأسلوبه واضحٌ وسهل وموضوعه إنسانيٌّ خالص.
وبالرغم من النشرة العلمية الدقيقة للكتاب، والهوامش المستفيضة لمن يشاء دراسة منطق
الترجمة باعتبارها نقلًا حضاريًّا، إلا أنه لا يجوز المراجعة على الأصل اليوناني طبقًا
لنظرية المطابقة، وأن النص اليوناني هو الأصل، وأن الترجمة العربية هو الفرع. كما لا
يجوز ترجمة النص اليوناني القديم ترجمةً حرفية؛ نظرًا لاختلاف الموقف الحضاري بين
المترجم الأول والمترجم الحالي، وربما لاختلاف المرحلة التاريخية عبر التاريخ؛ فبينما
هناك ما يقرب من ألف عام بين المؤلف والمترجم الأول، وكلاهما ينتسب إلى الحضارة
القديمة، فبين المؤلف القديم والمترجم الحديث ما يزيد على الألفَي عام، بالإضافة إلى
انتساب المؤلف إلى الحضارة القديمة، والمترجم إلى الحضارة الحديثة. وإذا كان المترجم
القديم صاحب موقفٍ حضاري، يعيد كتابة النص اليوناني كنصٍّ عربي، ناقلًا إياه من بيئة
الوافد إلى بيئة الموروث، ومن بنية الوافد إلى مقاصد الموروث، من أجل التحول من النقل
إلى الإبداع، ومن البداية إلى النهاية، ومن التعلُّم إلى التعليم، ومن التلميذ إلى
الأستاذ، ومن المحيط إلى المركز، فإن المترجم الحديث يخلو من موقفٍ حضاري، أقرب إلى
التلميذ منه إلى الأستاذ، يعتمد على قواميس اللغة أكثر مما يعتمد على الإبداع الحضاري،
وضحية نظرية المطابقة؛ أي الترجمة الحرفية، التي سادت في القرن الماضي في الغرب؛ نتيجة
للنزعة التاريخية في الدراسات الإنسانية.٢
وهناك إحساس بالتمايز بين الأنا والآخر، بين العرب واليونان على مستوى اللغة والثقافة
والعلوم والعادات والتقاليد. وتتم الإشارة إلى اليونانيِّين باعتبارهم الآخر داخل
الترجمة، مع أن المؤلف اليوناني لا يشير إلى نفسه باعتباره يونانيًّا، أو إلى قومه
باعتبارهم يونانيِّين، أو إلى ثقافته باعتبارها يونانية، وتتكرر الإشارة إلى اللغة
اليونانية اسمًا وفعلًا وحرفًا، وتعبيرًا ومثلًا وبيئةً وثقافةً، وتاريخًا وعلمًا
وجغرافيا؛ ونظرًا لارتباط الفكر باللغة فإن الترجمة تكون نقلًا للفكر من لغة، وإعادة
وضعه في لغةٍ أخرى؛ مما يتطلب إعادة الصياغة وتفسير أساليب التعبير طبقًا لخصوصية كل
لغة. الترجمة إخراج للمعنى من اللفظ الخاص الأول، وإعادة التعبير عنه في اللفظ الخاص
الثاني. ويقتضي ذلك إعادة التوازن للمعنى، وإكمال المعنى الجزئي في رؤيةٍ كلية، وإعطاء
مزيد من البرهنة والصدق الداخلي.٣
وتخضع الترجمة لمنطق النقل الحضاري، الحذف والإضافة، وإعادة التعبير؛ فالحذف ليس
نقصًا في الترجمة، بل قد يكون زيادةً في النص اليوناني، والإضافة قد لا تكون زيادةً في
الترجمة، بل نقصًا في النص اليوناني. إنما يتوقف الحكم بالحذف والإضافة على اعتبار
أيهما الأصل وأيهما الفرع؟ أيهما المقياس وأيهما المقيس؟ والحذف والإضافة يبدو أنهما
متعارضان، والحقيقة أن القصد من الحذف هو التركيز على الموضوع، في حين أن القصد من
الشرح هو توضيح المعنى، وكلاهما ضروريان في النقل الحضاري. ولا يُوجد تحديدٌ دقيق لموضوعَي
الحذف والإضافة، بل يتوقف ذلك على إحساس المترجم. قد يكون الحذف للقيمة اليونانية
المحلية أو للواقع اليوناني المحلي. وقد تكون الإضافة للقيمة العامة التي تُعبِّر عن
التصور الإسلامي للكون. وقد يقع الحذف والإضافة في نفس العبارة؛ مما يشير إلى بزوغ
التأليف داخل الترجمة، ابتداءً من إعادة بناء الجملة كلها. وقد يرجع الحذف والإضافة إلى
اختلاف في المخطوطات اليونانية نفسها؛ فما كان عند المترجم الأول القديم ليس بالضرورة
هو ما لدى المترجم الثاني الحديث. وقد يرجع إلى اختلاف النسخ، وفي هذه الحالة يصبح منطق
النقل الحضاري بلا أساس، ولكن لكثرة النقص والزيادة بين النصين اليوناني والعربي، يتضح
القصد وتقل المصادفة. ويكفي إعطاء نماذج من منطق النقل الحضاري، الحذف والإضافة
والأسلوب اكتفاءً بالاستقراء المعنوي كما يقول الشاطبي؛ أي الإحصاء الناقص الذي يكفي
للحصول على المعنى أو القانون، دون استقراءٍ تامٍّ يستحيل إجراؤه، ولا يفيد.٤
وإعادة كتابة النص جعلت الترجمة تأليفًا بأسلوبٍ عربي قديم، لا يحتاج إلى شرحٍ أو
اختصار؛ لم يشأ المترجم القديم ترجمة نص، بل التعبير عن معنًى ووضع رؤية، واكتشاف موضوع،
وبلورة قصدٍ حضاري للموروث بعد تمثُّل الوافد؛ وبالتالي تُحذف العبارات الشارحة المسهبة،
التي لا تزيد في بيان الموضوع، والتي تشوبها بعض الركاكة، وذلك مثل ترجمة المصريِّين
بأهل
مصر. وتقتضي الترجمة المعنوية التركيز في حين أن الترجمة الحرفية إطالة؛ فالزيادة
والنقصان أفضل من الكبر والصغر، والرجوع إلى الوطن أفضل من الرجوع إلى المنزل. وقد تكون
الغاية من الحذف إزالة اللبس والغموض وتوضيحًا للمعنى بأقل عبارة.٥
وقد يكون قلب النفي إثباتًا والإثبات نفيًا من دواعي توضيح المعنى واختصار اللفظ،
مثل
حذف بدون صعوبة ووضع يسير؛ فبدلًا من أن يكون خيرها قليلًا جديدًا يكون نفعها كثيرًا.٦ وقد يتم حذف العبارة، نفي الضد لإثبات الشيء أو إثبات الشيء بنفي
الضد.
واستبدال الأسلوب العربي بالأسلوب اليوناني تقتضيه متطلبات الترجمة المعنوية؛ فاللغة
أحد مستويات الحضارة، ويقتضي ذلك تحويل الجملة الإسمية إلى فعلية أو الفعلية إلى
إسمية؛ فالترجمة ليست نقلًا حرفيًّا بل إعادة كتابة مضمون النص بأسلوبٍ عربي، طبقًا
لجماليات اللغة العربية وأساليب بيانها، والترجمة بطبيعتها أكثر من احتمال. وأمام
المترجم عدة أساليب كلها ممكنة، يختار بينها طبقًا لمنطق المترجم، وإحساسه باللغتَين
اليونانية والعربية، قد يكون الأسلوب أفصح، والتعبير أصدق، وطريقة كل لغة في العد
والإحصاء واستعمال الأرقام.٧ ويصرح حنين بن إسحاق بهذا الوعي بمنطق الترجمة القائم على الحذف والإضافة،
والاستبدال عند المؤلف والمترجم، قارئًا نفسه في الآخر، ومحيلًا الآخر إلى نفسه.٨
ويهدف الاستبدال إلى توضيح الصورة تركيزًا أو تطويرًا أو تغييرًا للمستوى؛ فالحذف
والإضافة، الاختصار والإطالة، التخصيص والتعميم، كل ذلك وسائلُ توضيحٍ للصورة ووسائل
للاستبدال؛ وقد يقتضي ذلك تغيير معاني الكلمات؛ قد تُحذف الصورة إذا كانت أقوى من المعنى
المطلوب التعبير عنه، وقد تقوى الصورة إذا كانت أضعف من المعنى المطلوب إيصاله. وعناصر
الصورة متعددة، الزمان والمكان والشخص والبيئة المحيطة. وقد يحدث الاستبدال عن طريق
القلب، وجدل النفي والإثبات. وقد يحدث أيضًا تحوُّل من العام إلى الخاص للتركيز، أو من
الخاص إلى العام لتوسيع الدلالة.٩
ويُعاد بناء الأمثلة أيضًا دون إسقاطها كليةً، أو استبدال أمثلةٍ عربية بها، وكما
هو
الحال في الشرح والتخليص؛ فالترجمة نقلٌ حضاري من بيئةٍ بحرية إلى بيئةٍ صحراوية، ومن
ثقافةٍ تقوم على مفهوم الآلهة إلى ثقافةٍ تقوم على التوحيد، وهو في حد ذاته إبداع.
الترجمة انتقال من بيئةٍ إلى بيئة، ومن ثقافةٍ إلى ثقافة، ومن تصورٍ إلى تصور، وليس فقط
مجرد نقل من لغةٍ إلى لغة، ومن لفظٍ إلى لفظ. ومع ذلك تكثر الأمثلة وأسماء الأعلام
والأماكن؛ مما يجعل التلخيص مراحلَ ضروريةً بعد الترجمة؛ من أجل التركيز على الممثول
وعلى
المثل، وعلى الموضوع دون وسائل إيضاحه، وجعله مستقلًا عن واقعه التاريخي المناخي الذي
نشأ فيه. وقد يسقط المثل اليوناني كليةً والاكتفاء بالممثول؛ لأن شرح ضرب المثل هو
المجهول على المعلوم، فإذا كان المثل مجهولًا فلا يمكن إحالة المجهول إليه.١٠
وقد يسقط اسم العلم ويتحول إلى لقبٍ، كخطوة في الانتقال من الخاص إلى العام، ومن
المثل إلى الممثول، مثل إسقاط اسم الفيلسوف أرسطو أو غيره والاكتفاء بلقب الحكيم. وقد
يكون المعنى الاشتقاقي للاسم أحد وسائل التحول من الخاص إلى العام، والانتقال من الخاص
الوافد إلى العام، الذي ينطبق على الوافد والموروث على حدٍ سواء.١١ وقد يتم إكمال المثل بطريقةٍ متوازنة، فإذا تم ضرب المثل بالأب والابن
والأم والصديق تُحذف الصديقة وتُوضع البنت بدلًا منها. وقد يتم التخفيف من المثل وجعله
أقصر وأبسط ما دام المعنى واضحًا، ويمكن أخذ نصفه إذا كان النصف الآخر مجرد نفي للنفي.
وقد يصل حد تخفيف الصورة إلى حذف أسطرٍ بأكملها. وقد يتم ضبط الصورة وإحكامها حتى يكون
المعنى متسقًا مع المثل، إما لضبط المعنى أو لإحكام الصورة.١٢
وتبلغ قمة النقل الحضاري في التوجهات الإسلامية للترجمة؛ فبالرغم من أن المترجم
نصراني ولسانه عربي، إلا أن ثقافته إسلامية تظهر في موضوع النص المترجم، وفي القيمة
الإسلامية التي تظهر في عبارات الترجمة كالإيمان والحياء، والمصطلحات الإسلامية
كالشرائع والأنبياء والتأويل والفقه والحسن والقبح والنسخ، وفي ترجمة «الآلهة» أو
«الملائكة» نظرًا لثقافة التوحيد السائدة؛ فقد كان المترجمون على علمٍ بالعلوم
الإسلامية ومصطلحاتها، وبالرغم من اختلاف البيئة الجغرافية للأحلام من مجتمع البحار إلى
مجتمع الصحراء، فالموضوع نفسه تعبير الرؤيا، هو تفسير الأحلام المذكور في القرآن، والذي
تدور حوله سورة يوسف، والذي كتب فيه أعلام الصحابة وهو ابن سيرين. كما أنه يخضع لتصور
الحكماء القائم على التنزيه العقلي القديم، مما سهل تركيبه على التوحيد الإسلامي، بل
تبدو الأحلام مرتبطة بالطبقات الاجتماعية، أحلام الفقراء في الخبز وأحلام الأغنياء في
الثروة، كما هو الحال في حلم العزيز. كما أن الموضوع يقوم على التجارب الشخصية وعلى
تحليلات العقل؛ مما يسهل ترجمته أي إعادة كتابته؛ فالعقل والتجربة هما أيضًا دعامة
الوحي. ويُمثَّل بموضوعات الجنس بل والشذوذ الجنسي عند اليونان والعرب؛ فلا حياء في الدين.
ومن غير المستبعد أن يكون هناك فصلٌ أُضيف من المترجم وربما من الناسخ على الترجمة
العربية، حتى يبدو النص متفقًا مع عقيدة التوحيد.١٣
وتظهر بعض المصطلحات والموضوعات والقيم الإسلامية في الترجمة العربية، والتي قد تكون
أحد بواعث الحذف والإضافة، وذلك مثل حذف لفظ العصبية الذي لم يكن تحوَّل بعدُ إلى مفهوم.
ويُحذف لفظ هرمس ويُكتفَى بلفظ التمثال حرصًا على بيئة التوحيد من الوثنيِّين، بينما
تظهر
مصطلحات أخرى مثل ملكية الأولاد والمماليك. وقد تُحذف صورة بأكملها مثل الحصانَين
المقرونَين على عجل؛ لأنها ليست صورةً حضارية موروثة، واليونان لهم شريعة، كما أن نقد
الأغنياء وتجمُّع رءوس الأموال توجُّهٌ إسلامي.١٤ وتظهر العادات العربية مثل قدْر اللحية في قامة الرجال، ويُضاف إلى أمثلة
العَرَّافين والملوك والأمراء والأنبياء. كما تظهر ألفاظ مثل التأويل والتفسير، وهي من
الموضوعات الشائعة في الحضارة الإسلامية، وتُعرض بعض الموضوعات وكأنها أبواب في الفقه
الإسلامي مثل التزويج والتطليق، كما يظهر لفظا الحسن والقبح من ألفاظ المعتزلة. وتظهر
المصطلحات المتقاربة مثل تقدمة المعرفة؛ أي التنبؤ بالمستقبل قبل وقوع الحدث، وهي إحدى
وظائف النبوة بالمعنى القديم،١٥ وكذلك يُستعمل لفظ سنة والجهاد والأئمة والشارع والوالي والعجم، ترجمة للفظ
بربري الذي لا يتحدث اليونانية، والصلاة والقضاة والمتكلمين والفرائض والأساطير.١٦
وبالرغم من أن لفظ الكهنة ليس إسلاميًّا، إلا أن الثقافة النصرانية واليهودية جزء
من
الثقافة الإسلامية؛ لذلك يكثر ظهور لفظ الكهنة والكاهن والكاهنة عند اليونان أو
المصريِّين، والهياكل، والمعجزات والآخرة والقيامة. ويتجاوز الأمر المصطلحات إلى التوجهات
والوصايا بالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيِّين والقضاء والقدر خيره وشره.١٧ كما تظهر ألفاظ المدح والذم الكلامية، والتعبيرات القرآنية مثل الأضغاث في
«أضغاث الأحلام»، والظاهر والباطن والمصاحف والألواح والكتاب والأحرف.١٨ ويُترجم لفظ هاديس بالجحيم أي بالمقابل الإسلامي، كما يتم الحديث عن النزول
إلى الآخرة والصعود فيها يوم القيامة.١٩
ويظهر الله كمفهومٍ رئيسي في الترجمة العربية؛ فالراوي عين الله، والآلهة بالجمع
يتحول
إلى إله بالمفرد، من ثقافة الشرك إلى ثقافة التوحيد، أو يُحذف لفظ آلهة أو يُترجم بلفظ
الملائكة؛ فالله واحد والملائكة متعددة. وقد يعني الإله هنا المعنى المجازي؛ أي العظمة
والسمو والعلو فيُستعمل كصفة، وهو مقابل الاستعمال العربي للملاك كصفةِ مديحٍ للأهمية.
ويكون ذلك في عناوين الأبواب، والله مالك ومبدع، وهي صفات الله في الترجمة العربية،
أكثر منها في النص اليوناني.٢٠ وتظهر ألقاب التعظيم الإسلامية لله مثل تعالى، تبارك وتعالى، عز وجل، الرب.
وتظهر عبارات الإستعاذة بالله، من عند الله، وتقوى الله.٢١
وتبدأ الترجمة كما هي العادة في التأليف بالبسملات والحمدلات، والصلوات على الرسول
وأصحابه الكرام، سواء كان من المترجم أو من الناسخ أو من القارئ، أو من المالك أو
البائع أو الشاري، ولكنها حتمًا ليست من مؤلف النص اليوناني. ويبدو أن الكتاب نفسه قد
كان حصيلة تجربةٍ نفسية عميقة، أو حلمٍ فعلي كما هو الحال في رؤيا يوحنا،٢٢ وترك المترجم الدعوة للإله أبولون الحافظ لكل شيء، تاركًا الإطار الحضاري
اليوناني ومستبدلًا به الإطار الحضاري الإسلامي.٢٣
١
أرطاميدروس الأفسسي: كتاب تعبير الرؤيا، نقله من اليونانية إلى العربية حنين
ابن إسحاق المتوفى ٢٦٠ﻫ/٨٧٣م، قابله بالأصل اليوناني وحققه وقدم له د. توفيق
فهد، مدرس العلوم الإسلامية والآداب العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية
بجامعة ستراسبورج، طبع بمساعدة من المركز الوطني للبحث العلمي في باريس، المعهد
الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، دمشق ١٩٦٤ والعنوان اليوناني
Oneirocritica.
٢
اخترنا هذا النص نموذجًا لمنطق الترجمة، قد يكون هناك بعض الخطأ في الاستقراء
التام، العد والإحصاء لكن الاستقراء المعنوي يكفي، والدلالة العامة هي المقصودة
حتى لا يتحول تحليل الخطاب إلى غايةٍ في حد ذاتها، كما هو الحال في الفكر الغربي
المعاصر، وهي أن الترجمة شرح في حالة الإضافة وتلخيص في حالة الحذف، وعرض في
حالة تغيير الأسلوب في مراحلَ متصلةٍ من النقل إلى الإبداع. وربما نحتاج إلى جيلٍ
آخر أكثر تخصصًا في فقه اللغة، ومعرفةً باللغات القديمة اليونانية والسريانية،
حتى يمكن تحويل منطق الترجمة كنقلٍ حضاري إلى منطقٍ دقيق.
٣
تعبير الرؤيا، ص٣٧٠، ٩٩٨–٣٩٩، ٤٢٣، ٥٥، ٩٨، ١١١، ١١٢، ١٣٧، ١٤٠، ١٤٥، ١٤٦،
١٧٦، ١٨٩، ٢٠٧، ٢١٦، ٢١٧، ٢٦٤، ٢١٨، ٢٢٠، ٢١٣، ٢٣٧؛ أسماء الأعلام والأماكن
اليونانية، ص١٣، ٢٢، ٢٨، ٢٩، ٦٣.
٥
السابق، ٣٤، ٦٠، ٩٧، ١١٤، ١٢٥، ١٤٦، ١٨٩، ١٩٥، ٢١٢، ٢٧٨، ٣١٩، ٣٢٠، ٣٥١، ٣٥٢،
٣٤٥، ٣٨٩، ٣٧، ٦٢، ٧٠، ٣٣٧، ٣٩٠، ٦٨.
٦
السابق، ص٤١، الاكتفاء بعليل دون غير صحيح (ص٨١، ١٣١، ٢٧٢، ٣٠٠، ٣٣٩، ٣٥٩، ٤٠٩،
٤٢٦).
٧
السابق، ص٤٤، ٥٣، ٨٧، ٨٩، ٩١، ٩٩، ١٠١، ١٠٥، ١٠٧، ١٠٨، ١١٤، ١١٦، ١٢١، ١٢٢،
١٢٣، ٣٧٢، ٤٠٩.
٨
وعملتُ ذلك على التمام غايةَ ما قدرتُ عليه من التمام، على أن قولي فيها موافق
لقول بعضهم، مع أنه قول يظهر تمامه بالفعل، ثم رأيت أن أزيد على الذي وضعته لك
في المقالتَين المحتاجتَين في تمام العرض الذي فيهما إلى شيءٍ آخر. لكن لأن بقايا
قد بقيت، ولأنه كان يجب أن يكون عملنا كاملًا مثل البدن الصحيح التام الحسن؛
ولذلك أزدت على كلامي المتقدم ما أقوله الآن في أشياء مفردةٍ خاصة، وأُحصِّل
البرهان فيها مفردًا. وقد جمعتُ في هذه المقالة معانيَ وضعتها لك، حتى لا يجد
الإنسان في ما وصفناه خللًا ولا تقصيرًا، فيلزمنا من ذلك ملامة (ص٣٦٧-٣٦٨).
٩
السابق، ص٩٥، ١٠٠، ١٠٧، ١٠٩–١١٣، ١١٥–١١١–١٢٠–١٢٢، ٩٠، ١٠٦، ١١٧.
١٠
السابق، ص١٥٩، ٤٢٠.
١١
السابق، ص١٨٤، ٢٢٠–٢٢٣، ٣٠٤.
١٢
السابق، ص١٨، ١٧٨، ٢٠٧، ٢١١-٢١٢، ٢١٥، ٢١٦، ٢٢٢، ٢٣٢، ٢٣٦، ٢٤٣، ٢٤٥، ٢٥٦،
٢٦١، ٢٦٣، ٢٩٥، ٢٩٦، ٣٢٠، ٢٤٥، ٤٢٣.
١٣
السابق، ص٣٣٦.
١٤
السابق، ص٥٤، ٩٣، ١١٩، ٢٦٠، ٣٤٨، ٦٩، ٥١، ٩٧، ١١٦، ٧٥، ٢٢٩، ٣٠٧، ٣٠٦، ١٦٣،
١٧٥، ٣٦، ٤٨، ٥٥، ١١٢، ٢٠٤، ٢٩٥.
١٥
السابق، ص١٢٥-١٢٦، ١٢٩، ١٣٨، ٥٥، ٢٠٣، ٢٦٣، ٢٣٠، ٢٦٣، ٢٧٢، ٢٧٧، ٣٢١،
٣٢٢.
١٧
فمن رأى كأنه يوم القيامة وليس عليه خوف، فإنه دليل خير وعيشٍ طيب، ومن رأى
أنه سيئ الحال، دل أمره على عيشِ سوء، ويكون غير طيع لله عز وجل (ص٣٣٥).
١٨
السابق، ص٤١٤، ٣٣٤-٣٣٥.
١٩
السابق، ص٣٠-٣١ ص٨، ١٣، ٢٨، ٣٤، ٣٢٤-٣٢٥، ٣٧٦.
٢٠
السابق، ص٣٢، ١٤٥، ١٧٩–١٨٢، ٣٧٩، ٣٨٠، ٣٤٨، ٣٥٣، ٣٦٤، ٣٧١، ١٤٥، ١٥٦، ١٧٩، ٣٣،
١١٧، ١٨٢، ٢١٥، ٣٠٦، ٢٨٥، ٣١١، ٣١٢، ٣١٩، ٣٢٢، ٣٢٣، ٣٢٧، ٣٣١، ٣٣٥، ٣٣–٣٥،
٣٨.
٢١
وذلك مثل الباب الثالث عشر، المقالة الثالثة في أن يكون الإنسان ملكًا من
الملائكة، والباب ٣٥، المقالة الأولى في إكرام الله والملائكة، والباب ٣٦ في
ملائكة السماء والملائكة الذين فوق الأرض وما يتصل بذلك، الباب ٣٧ في ملائكة
البحر، ٣٨ في ملائكة الأنهار، ٣٩ في ملائكة الأرض وما يحيط بها، ٤٥ في الملائكة
الذين يشبهون الناس، ١٣ في أن يكون الإنسان ملكًا من الملائكة، ١٤ في أن يقبل
الإنسان ملكًا أو يتزيَّا بزيِّ الملائكة.
٢٢
ولله الحمد والمنة ومنه الحول والمنة واللم (ص١٨٣، ٣١١–٣١٦، ٣٢٢). تمت المقالة
الثالثة من كتاب أرطاميدروس في تعبير الرؤيا ولله الحمد والمنة سرمدًا (ص٤٣٥).
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم غفرًا. وأنا متكل على الله الحافظ والمطلع على
جميعِ ما فيها؛ وذلك أني حين توكلتُ عليه تقدمتُ إلى مثل هذا الكتاب، وقد كنت أُحرَّك
إلى وضع ذلك كثيرًا وبخاصة الآن؛ فإني رأيتُ الملك عيانًا كما أراك، يحركني إلى
ذلك ولذلك وخدمته هذا الكتاب، وليس ذلك بعجبٍ أن كان الملك حركني إلى وضع هذا
الكتاب؛ إذ كان معنيًّا بفضيلة نفسك وحكمتك؛ وذلك لأن لأهل بلدنا لوديا موافاة
لأهل بلدك فونيقي، الذين يُقال لهم ينسقون حديث آبائنا المتقدمين، والحمد لله حق
حمده (ص٣٦٥-٣٦٦).
٢٣
لأنني كرَّستها للإله أبولون الناظر والحافظ لكل شيء، الذي نزولًا عن إرادته
وهو إله الأجداد، تقدَّمتُ إلى مثل هذا العمل؛ إذ حرضني مرارًا وظهر لي خصوصًا
وعيانًا، وعرفني وأمرني بوضوح لأكتب هذا الكتاب، بسم الله الرحمن الرحيم
(ص٣٦٦-٣٦٧).