رابعًا: مستويات التعليق
ويبدأ التعليق من مستوى الألفاظ واللغة وأنواع القول إلى مستوى المعاني وإكمالها
وتوضيحها وإظهار وإحكام متشابهاتها وتخصيص العام وتعميم الخاص، ثم إلى عالم الأشياء
والتحقق الخارجي ابتداء من وصف مسار الفكر، وبيان الغرض والقصد من النص، وتعليل أحكامه
حتى بيان أوجه الفائدة منه، وتوظيفه في بيئته الجديدة، وهذا هو التأويل. الطريقة
الثالثة للتعليق بعد الإضافة والحذف. وقد يكون التعليق مجرد ذكر لبعض المترادفات
للألفاظ زيادةً في الإيضاح بحرف العطف «أي».١ وقد يستفيض التعليق في الشرح والبيان والتوضيح فالقول هو الحد والماهية.٢ وهنا تبدأ المصطلحات في الظهور من الكلمة العامة في اللغة العادية إلى المصطلح،٣ وقد يكون التعليق شرح عبارة بعبارة، لبيان تفصيلات الفكر وحركته الداخلية
ومنطقه الباطني.
ويتراوح التعليق كما بين مجرد لفظٍ واحد أو عبارة أو فقرة أو صفحاتٍ شارحة بأكملها،
وكان المترجم قد ترك النص الأصلي وبدأ في صياغة نصه الخاص. النص الأول مجرد مناسبة
للتأليف وليس هو التأليف، فإذا كان التعليق لفظًا واحدًا فإنه يسبق بحرف «أي». وإذا كان
عبارة تسبق بلفظ «يعني» أو يقصد أو «بيان». وإذا كان التعليق فقرة أو عدة فقراتٍ شارحة
يسبق لفظ «يريد».٤ قد يكون اللفظ الواحد الذي يتم التعليق عليه فعلًا أو اسمًا أو حرفًا. وقد
يكون التعليق لفظًا واحدًا، وتكون علاقته بالنص لفظًا بلفظ، فإذا تحدث النص عن
الأقاويل، فإن التعليق يقول «يعني الحدود». كما يهدف التعليق إلى التمييز بين أنواع
القول، أقوال الفلاسفة وأقوال الخطباء؛ مما سيصبح فيما بعدُ عند ابن رشد نظريةً متكاملة
في أنواع الخطاب البرهاني والجدلي والخطابي.٥
والتعليق حركةٌ طبيعية بعد الترجمة لإكمال الناقص، وإحكام القسمة ما دامت الترجمة
ترتكز على العقل، وما دام الشرح يقوم على نظرية في العقل، فإذا ما تمت قسمة العبارة إلى
قولٍ وكلمة واسم ابتداء من العام إلى الخاص إلى الأخص، فإن القسمة تكتمل بإضافة الفعل
والحرف بعد الاسم؛ فالكلمة اسم وفعل وحرف. وإذا لم يكن الفعل والحرف كلماتٍ في اللسان
اليوناني، فإنها كذلك في اللسان العربي.٦ مهمة الشرح إعادة الترتيب للمادة المشروحة طبقًا للعقل، خاصة وأن النص
الأصلي أمالي ودروس وسماع؛ فمثلًا في المقولات بالرغم من عرضها أولًا على أنها عشرة:
الجوهر والكم والكيف والإضافة والمكان والزمان والوضع والملكية والفعل والانفعال، إلا
أنه في العرض تأتي الإضافة بعد الجوهر ثم الكيف قبل الكم، بالرغم من وجود استطراداتٍ
أخرى كثيرة سواء من صاحب الأمر الأصلي، أرسطو، أو تلاميذه.٧ الشرح ثم التلخيص أُولى المحاولات لوضع النص المترجم في العقل وجعله دالًّا كاشفًا.٨ وقد يظهر الغرض في الشرح ليس بالضرورة بلفظ «الغرض»، ولكن بلفظ «بين» أو
«معنى» قول أرسطو. وقد تحتاج ألفاظ الشرح إلى تحليل لأشكالها؛ لمعرفة أقوال الشراح
وكيفية بدايته،٩ وأحيانًا يظهر الغرض بلفظ الإرادة «يريد أن»، وأحيانًا يتجاوز البيان إلى
وصف مساره وطريقه ويصبح «واستدل أرسطو؛ فالشارح يبين هنا منهج أرسطو وطريقته في
الاستدلال، التي استعملها في بيان موضوعه.١٠ وأحيانًا تتجاوز ألفاظ الشرح الفعل الشخصي إلى الفعل الموضوعي، فالموضوع هو
الذي يظهر ويتبين وينكشف.١١
وقد يكون التعليق إكمالًا للنص وإتمامًا لما نقص منه من حيث المعنى أو النظرة إلى
الشيء. التعليق هو إتمام للمعنى وإكمال للشيء، ووضع الجزء في إطار الكل من حيث المعنى
العقلي، ورؤية الموضوع اعتمادًا على العقل الخالص والحياد الموضوعي.١٢ مهمة التعليق إبراز الموضوع المضمر والتركيز عليه والتذكير به، فإذا تحدث
النص عن شيء مرة، وذكره باسمه، ومرةً ثانية بالإشارة إليه أعاد التعليق ذكر اسمه حتى
لا
يختلط على القارئ، ويظهر له عن أي شيء يتحدث إلحاقًا للمجهول بالمعلوم.١٣ ويعني إظهار المضمر بلغة الأصوليِّين تحقيق المناط.١٤ في التعليق تحقيق المناط وتصحيحه، وبيان احتمالات المشار إليه في النص
والتحقق من صدقه في الواقع.١٥
للتعليق إذن عدة أهدافٍ رئيسية على النحو الآتي:
- (١) من حيث الكيف إيضاح لمعنى النص، إذا كان غامضًا، فإذا بدأت الترجمة من اللفظ، فإن التعليق يبدأ من المعنى. هذا النص المترجم كله في حاجة إلى عملٍ عقلي، شرح لبيان المعنى التفصيلي، أو تلخيص لبيان المعنى الإجمالي، أو تأليف لإكمال ما ينقص منه، ثم استخدامه محليًّا بعد أن يتم إعادة إنتاجه. التعليق تحويل للنص إلى معنًى وفهم وعقل؛ أي إلى فلسفة. ومن هنا أتت ضرورة ضم ذلك كله في شرح، وتركيزه وتحويله إلى معنًى بدلًا من الترهُّل والتسطيح الفكري للنص المترجم. ومن وسائل الكشف عن المعنى الجمع بين المتشابهات والتفريق بين المختلفات من أجل ضم المعنى وإبرازه، وذلك عن طريق المقارنات المستمرة وتجريد المعنى في أكثر من حالة؛ فهناك فرق بين الطبيعيِّين والفيثاغوريِّين وأفلاطون.١٦ وهو مقياسٌ أصولي أساس القياس الشرعي، يقارن الشارح بين نفس المعنى، وطرق التعبير عنه في باقي النصوص، مرةً بلغة الوصف، ومرةً ثانية بلغة الشك، ومرةً ثالثة بطريق الأشكال، محددًا طبيعة العمليات التي يقوم بها صاحب النص. التعليق في حالة الغموض لأنه نظرية في الإيضاح وليس في اللغو Paraphrase التعليق على الإيضاح، والنص نظرية في الوضوح، ويأتي التعليق في حالة غموض النص.١٧
والتعليق تنبيه على ضرورة فهمٍ معين لمعنًى دون معنًى آخر، كنوع من الثقة بالنفس،
والتحذير من الوقوع في الاشتباه، وكأن المترجم المعلق صاحب النص ومسئول عن حسنه، إحكامًا
لمتشابه، ومبينًا لمجمل، وتقييدًا لمطلق كما هو الحال في منطق الأصول. التعليق هنا
تمييز بين شيئَين متشابهَين. الغرض من التعليق إيضاح المعاني؛ ولذلك يكثر التعليق بألفاظ
الإيضاح والبيان للمعاني. وتوحي ألفاظ الشك والاعتقاد واليقين والظن والاحتمال والتردد،
أننا بصدد تحليلٍ شعوري معرفي لأنماط الاعتقاد، وضمن نظريةٍ عامة للإيضاح.١٨ قد يقوم التعليق ببيان ما خفي من النص؛ لأن النص لم يبين شيئًا.١٩ يمتد التعليق إلى شرح الألفاظ مثل شرح لفظٍ مشترك، الواجب، على أنه ما توجبه
الطباع، والفلسفة في النهاية هي رفع الاشتباه والتفرقة بين المحكم والمتشابه، أو
التمييز في حالة الخلط وإعطاء الأمثلة على ذلك.٢٠ وقد يحتوي التعليق على عدة قراءاتٍ محتملة للنص؛ من أجل ضبط معناه وفهمه.٢١
وقد يكون التعليق عن طريق ضرب الأمثلة زيادةً في التوضيح، وإقلالًا من صورية التحليل،
وهو نوع من التخصيص.٢٢ ويتضمن ذلك خطوتَين: الأولى ترك الأمثلة الخاصة بالنص الأصلي؛ لأنها أمثلة
بيئيةٍ صرفة لا تؤدي ترك الأمثلة الخاصة بالنص الأصلي؛ لأنها أمثلة بيئية لا تؤدي دورها
في الإيضاح والإيصال،٢٣ ثم يتم اختيار أمثلةٍ محلية بديلة معروفة للقارئ العربي، كحامل للمعاني
المشروحة وذلك مثل الشعرى. وقد يكون طابع الأمثلة الجديدة في الشرح أكثر وضوحًا وأكثر
إنسانية لاتصالها بالحياة اليومية، مثل ذهاب إنسان إلى السوق لقضاء الحاجة. وقد يستعمل
شارحٌ آخر نفس المثال؛ مما قد يوحي بأن للشارحين مصدرًا واحدًا أو اعتماد شارح على آخر.
ويذكر الشرح أمثلةً خاصة جديدة أكثر وضوحًا وشيوعًا، حتى ينتشر للمعنى عند أكبر قدْرٍ
ممكن من القراءة، لتوضيح التقابُل بين النبات والحيوان؛ فما ليس بمنقسم في النص كالنقطة
الواحدة في التعليق.٢٤ وتفيد الأمثلة في العلوم الصورية مثل المنطق والطبيعة، وفي العلوم الحية
مثل الخطابة والشعر. وقد تكون الأمثلة الجديدة في الشرح أكثر عقلانية، ليس فيها حياء
طبقًا لتصور الحضارة الجديدة أنه «لا حياء في الدين»، مثل الحديث عن شعر العانة وإعطاء
أمثلة من المني.٢٥ وقد اتضح ذلك فيما بعدُ بصورةٍ أكثر عندما تحول التعليق إلى شرحٍ مستقل، مثل
«شرح الخطابة» لابن رشد، ترك المثال القديم وإحضار مثالٍ جديد.٢٦ ويستعمل الشارح أمثلةً جديدة بها مصطلحاتٌ جغرافيةٌ عديدة مثل الشِّعْرى.٢٧ ومن نماذج الأمثلة المحلية الواردة في النص اليوناني (الكلخ).٢٨ وقد يتم استعمال عدة تشبيهاتٍ أدبية.٢٩ وما دام المعنى أصبح مفهومًا والمثال الأول في النص الأصلي دالٌّ عليه، فإن
المعنى يصبح قادرًا على إنتاج أمثلةٍ جديدة أكثر دلالة في البيئة التي يُترجَم إليها
النص،
حتى يقوى المعنى ويتضح طبقًا لتعدُّد البيئات الثقافية عند القُراء. وقد حدث نفس الشيء
في
أمثال السيد المسيح وتكاثُرها بناءً على قوة المعنى وقدرته على خلقِ أمثلةٍ جديدة.
ويهدف التعليق إلى تخصيص العام، وتفصيل المجمل أُسوةً بعلم الأصول.٣٠ التعليق قولٌ شارح حتى لا يظل النص غامضًا، فإذا تحدث النص المترجم عن
المعتدل فإن التعليق يشرح «المعتدل في المقدار»، بزيادة لفظ التخصيص المعني. وإذا ذكر
النص «آلة» على العموم خصصها التعليق بأنها الآلة التي يستعملها النجارون.٣١ وإذا تحدث النص عن الأقاويل فإن التعليق يقول «يعني الحدود»، وهو أيضًا
انتقال من العام إلى الخاص، وتخصيص الفكر بنوعٍ من التفكير على التفكير. وإذا تحدث النص
عن «الحي» على وجه العموم، فإن التعليق يتحدث عن البهيمية على وجه الخصوص. وإذا تحدث
النص عن «قياسات الوضع»، فإن التعليق يُخصِّصه بأن ذلك يعني الشرطية. وإذا تحدث النص
عن
«الموضوع»، فإن التعليق يتحدث عن «المقصود»، وهو أيضًا تخصيص لعموم؛ فموضوع الكلام هو
القصد منه، والقصد منه هو الموضوع، توحيدًا بين الموضوع والقصد. والمقدمة في النص هي
الفاحصية الجدلية في الهامش؛ لأن الموضوع المنطقي هي القضايا الجدلية.٣٢ والغالب هو تخصيص العموم. أما تعميم الخصوص فهو أقرب إلى التلخيص منه إلى
التعليق، وإلى الحذف أقرب منه إلى الإضافة.
ويكون التعليق أيضًا نوعًا من التخصيص بمعنى ذكر الوقائع والتيارات والمذاهب
التاريخية وأسماء الأعلام، كما هو الحال في التفسير التاريخي للقرآن أو ما سماه
الأصوليون تحقيق المناط. يشير التعليق إلى أصحاب المذاهب والفرق إذا ما تركهم النص
اكتفاء بالإشارة إلى المذاهب.٣٣
ويكون التعليق بإدخال الجزئي في الكلي والخاص في العام؛ فالنص الجزئي لا يُفهم إلا
بإحالات إلى النص الكلي، عودًا على بدء، وبالرجوع إلى السابق، والإشارة إلى اللاحق،
رؤية للموضوع من أعلى، جمعه وحصره حتى لا يفوت على الذهن، أو يهرب من الشعور. ويبدو
تفسير الجزء بالكل في الإحالات إلى باقي مؤلفات أرسطو، المنطقية أو الطبيعية أو
الإلهية، على ما بين أجزائها من تفاوت في النظرة الجزئية أو الكلية؛٣٤ فالإحالة إلى المقولات عَودٌ إلى الكلي في المنطق.٣٥ والإحالة إلى المقولات عَودٌ إلى الكلي في الطبيعيات.٣٦ كما يتم الرجوع إلى مقالةٍ سابقة، وبيان صلة المقالة السادسة بها، لبيان
مسار الفكر، أي تفسير الكتاب بعضه ببعض، منعًا للتضارب والتعارض «لا تضربوا الكتاب بعضه
ببعض.»٣٧ يبدو مسار الفكر من البداية إلى النهاية، خطوة خطوة، الخطوة السابقة تؤدي
إلى اللاحقة؛ من أجل إيجاد الترابط المنطقي والتسلسل الطبيعي بين فقرات النص المترجم.
وقد يصاحب بيان مسار الفكر التعليل، لِمَ قال هذا ولِمَ سيقول هذا؟٣٨ وقد يعرض المشكلة كلها وحدها، والفكر الإشكالي يمثل تقدمًا بالنسبة للفكر
العارض الوضعي التقريري.٣٩ ويشمل تفسير الجزء بالكل أو إدخال النظرية في النسق، والألف الصغرى داخل
سائر مقالات ما بعد الطبيعة، ثم إدخال ما بعد الطبيعة في العلوم النظرية (الطبيعية،
التعاليم، العلم الإلهي) في مقابل العلوم العلمية.٤٠
وما يهم في التعليق ليس الموضوع بل الصورة، ليس الفكر بل بنية الفكر، الفكر كموقف
حضاري وليس كنتيجة. يهدف التعليق إلى بيان المسار الفكري للمؤلف، لأرسطو مثلًا، ماذا
فعل من قبل؟ وماذا يفعل الآن؟ وماذا سيفعل فيما بعد؟ إرجاعًا للجزء إلى الكل، والنص إلى
السياق. ويربط بين باقي المؤلفات، سواء سائر كتب المنطق أو الطبيعيات أو الإلهيات.
التعليق تفسير للنص بالنص، وشرح للنص بنفسه أو تفسير للنص بغيره، وشرح للنص في سياق
باقي النصوص.٤١ التعليق ربط بين أجزاء الكلام واستدلال على منطقه الداخلي، وإحالة إلى
نصوصٍ أخرى، وإيجاد لدلالة النص، فيتحول معناه إلى موضوعٍ مستقل. هو جمعٌ للمتفرقات ولمُّ
الشتات، ومحاصرة المعنى دائريًّا من استطراده طوليًّا إلى ما لا نهاية. كما يقوم
التعليق بتلخيص الفصول وهو ما سيقوم به التلخيص فيما بعدُ.٤٢ ويحصي كل الأفكار الجزئية التي تُكوِّن القصد الكلي. ويُفسِّر كل نقطة حتى تم
بيان مراحل الفكر ومناهج الاستدلال وطرقه، ووضع المعاني كلها في أصولٍ كما هو الحال في
علم الأوليات Axiomatics. وتتجاوز الأصول العبارة
والفقرة والكتاب كله إلى ما بعده من كتبٍ، من أجل معرفة التصور الكلي والشامل، وكشف
الترتيب والتسلسل مع العقل والمنطق والاتفاق مع طبيعة الأشياء. مهمة التعليق بين مسار
الفكر واستدلالاته ومراحل تكوين الخطاب. ويتضمن بيان مسار الفكر السابق واللاحق
والانتقال من حُجةٍ إلى أخرى.
وقد يقوم المعلق بإيراد بعض الشكوك حول النص ويردُّ على كلٍّ منها، وكأن المعلق هو
صاحب
النص وواضع الفكر. وتبلغ دقة التعليق في تخيُّل الاعتراضات المسبقة على ما هو مألوف عند
المسلمين في الكلام وفي الفقه في صيغة «فإن اعترض معترض» أو «فإن قال قائل». ويتم الرد
عليه مسبقًا في حوارٍ مُتخيَّل بين الشاكِّ المتشكِّك وبين فرفوريوس الذي يتقمص شخصية
المعلق.
يُلخِّص المعلق التشكُّك ثم يرد عليه، وكلاهما من وضع الخيال.٤٣
ويكشف التعليق عن مسار الفكر عن طريق القلب، من الضد إلى الضد، ومن النقيض إلى
النقيض، ومن العكس إلى العكس.٤٤ قد يكون التعليق شرحًا للمعنى بالضد؛ أي ما لا يريده الفيلسوف وما لا يعنيه.٤٥ قد لا يشير التعليق إلى ما يريده النص إيجابًا، بل أيضًا إلى ما لا يريده
سلبًا.
ويبين التعليق الغرض من النص؛ فالمعنى أساسًا قصد. وهو ما تحوَّل بعد ذلك إلى عنوان
في
التأليف «في بيان غرض أرسطو في كتابِ ما بعد الطبيعة» للفارابي. والشرح والغاية والغرض
أوضح؛ وذلك لأنه تفسير للجزئي بالكلي، والمعنى بالقصد.٤٦ ويُعاد التذكير بالغرض مرة ومرة حتى يتم احتواء المعنى، التفسير بالغرض هو
توجيه للنص وتحريكه حتى يصبح نصًّا للاستعمال، وقد يتفق مفسران على بيان الغرض؛ نظرًا
لوجود فهم مشترك للنص،٤٧ وأحيانًا يختلف المفسرون والشراح في فهم الغرض، حينئذٍ قد يقوم شارحٌ ثالث
للجمع بين الغرضَين في غرضٍ واحد، طبقًا لنظرةٍ متكاملة كلية للعمل،٤٨ لا فرق في ذلك بين الشراح اليونان مثل الإسكندر والشراح العرب مثل ابن
السمح وابن عدي ومتى بن يونس وأبو الفرج وابن الطيب. التعليق شرح لغرض المؤلف سواء كان
الغرض الكلي أو تقسيمه إلى أغراضٍ فرعية،٤٩ ويطول التعليق مطلبًا مطلبًا حتى يصبح قولًا شارحًا.
كما يكشف التعليق عن غرض المؤلف وبيان المعنى والقصد البعيد الذي يرمي إليه.٥٠ وهو ما ظهر بعد ذلك في التأليف الشارح مثل «في بيان غرض أرسطو» في كتابِ ما
بعد الطبيعة. وبيان الغرض النهائي هو تفسير عن طريق الغاية والقصد، شرحًا للفكر
باعتباره مقاصد من البداية إلى النهاية، تفسير الجزء بالكل كما هو الحال في مقاصد
الشريعة في علم أصول مقاصد الشريعة في علم أصول الفقه عند الشاطبي. وبيان الغرض هو
معرفة المعنى، ومعرفة المعنى هو كشف عن الأصول والمبادئ للعالم كله. كل فحص له غرض
وقصد، وكل غرض وقصد هو معنًى ومعرفة؛ فالفكر مسار يتسلسل بعضه من بعض، ويتأسس بعضه على
بعض، وينبني بعضه على بعض احتياجًا. والفكر تساؤلات، والتساؤل بحث في مسار الموضوع
وتأسيس للمعنى، ووضع لإشكاليات الفكر الوضع الصحيح. يكون التعليق في البداية للتعريف
بالقصد الكلي للمقالة دفعةً واحدة بفكرةٍ رئسية وفي عبارةٍ عربية غير مترجمة.٥١ يقوم التعليق ببيان القصد وشرح النص من الداخل لبيان مقاصده وأغراضه. وقد
يُعدِّد التعليق مجموعة الأغراض التي رآها المعلقون الآخرون، ويقارن بينها ثم يختار أفضلها
مُرجحًا إياها.٥٢
وقد يهدف التعليق إلى تعليل كلام أرسطو وتفسير نصه البعض بالبعض الآخر وربط أجزاء
الكلام، تفسير النص بالنص وإيجاد السياق، ويعبر عن ذلك بلغة الاحتمال؛ فقد يكون هناك
ربطٌ آخر بين أجزاء الكلام.٥٣ مهمة التعليق بيان السبب من أجل إيجاد منطقٍ داخلي للسياق وبنيةٍ أساسية
للنص. وقد يكون الهدف من التعليق فيما بعدُ إبراز الفائدة، وتوظيف النص المترجم في بيئته
الجديدة توظيفًا جديدًا.٥٤ كما يظهر أسلوب الشراح المسلمين وهو مخاطبة القارئ من أجل تحويل النص إلى
عنصرٍ مشترك بين المؤلف والقارئ.٥٥
١
الطبيعة، ج١، ص٨، هوامش ٣–٥.
٢
في النص «القول» وفي التعليق «الحد الماهية الطبيعية» (ج١، ص١٣).
٣
في النص «الاستكمال» وفي التعليق بالفعل
Entelecheia (الطبيعة، ج١، ص١٦، هامش
٤).
٤
نظرًا لكثرة الأمثال في كل صفحة من الترجمات العربية القديمة، فآثرنا عدم
إجراء إحصاءٍ شامل، وإلا تحولت الهوامش إلى جداول إحصائيةٍ صرفة، كما هو الحال
في منهج تحليل المضمون في العلوم الاجتماعية. وإنما نكتفي ببعض الأمثلة دون
ذكرها للفظ أي «يعني»، «يريد»، «يقصد» من المنطق مع مثالٍ واحد معنى ارتجعت؛ أي
أخذت نقيضَ الذي كان أولًا قبله إلى الكذب (المنطق، ج١، ص٥٧، هامش ١).
٥
المثال في ذلك ما يستعمله الفلاسفة فإنهم يذكرون الصغرى ويلغون الكبرى. ربما
قد ذكره المفسرون في تفاسير هذا الكتاب (منطق، ج١؛ العبارة، ص٢٠٣، هامش ٢).
٦
منطق، ج١؛ العبارة، ص٢٦.
٧
منطق، ج١، المقولات، ص٦، ٣٨، ٥٣-٥٤.
٨
وقد قمنا بذلك مع النص الغربي في ترجماتنا الأربع: نماذج من الفلسفة المسيحية
في العصر الوسيط، (أوغسطين، أنسيلم، توما الأكويني) (اسبينوزا: رسالة في اللاهوت
والسياسة، لسنج: تربية الجنس البشري، سارتر، تعالي الأنا موجود).
٩
ويبين أن (الطبيعة، ج١، ص٢٩)، بين أرسطو أنه (ج١، ص٥٤)، أبو الفرج أنه لا يجوز (ج٢،
ص١٩٧) أنه يبين في هذا الموضوع أن (ج٢، ص٤٢)، أنه يبين جدلية أنه (ج٢، ص٩١٤)، أبو علي
قد بين أولًا أن (الطبيعة، ج١، ص٨٦، ص٨٧)، يبين أن (ج١، ص٢١٤)، أن أرسطوطاليس يُبيِّن
أن
(ج١، ص٢٢٤)، أبو علي ويحيى: ثم إن أرسطو بين ذلك بطريق التحليل (ج٢، ص٦٠٦)، يحيى: ثم
بين أرسطو أن (ج٢، ص٩٠٦).
١٠
يريد أن … (الطبيعة، ج١، ص٢٦١)، واستدلال على ذلك بأن (ج١، ص٢٦١)، واستدل على ذلك (ج١،
ص٢٦١).
١١
أبو فرج قد تبين بالبيان الذي سلف (الطبيعة، ج٢، ص٩٠٥).
١٢
المنطق، ج٣، ص٨٩٢، هامش ٩.
١٣
إذا احتوى النص على «ما يكون الفلاسفة تفتقد» في التعليق ومسألة جدلية أيضًا
(المنطق، ج٢، ص٤٨٥، هامش ٢).
١٤
الطبيعة، ج١، ص٨٣، هامش ٥.
١٥
يتحدث النص على سرد وفي الهامش يظن أن هذا البلد حران (الطبيعة، ج١، ص٤١٤، هامش
٣، ٤) ومثل إشارة الشرح إلى الفيثاغوريِّين (ج١، ص١٨٤)، تعيين أفلاطون صاحب الرأي
(ص٨١٠).
١٦
الطبيعة، ج٢، ص٢٩١.
١٧
إنه يثير شكًّا في أنه يرى الطبيعة … تعليق يحيى: أي أرسطوطاليس
يبحث عن أمرٍ آخر في هذا الموضوع؛ وذلك لأنه يرى (الطبيعة، ج٢، ص٥٩٩)
نماذج من التعليقات الشارحة (العبارة، منطق، ج١، ص١٧٨ هامش ٤)، الحسن
يجب أن تعلم أن … (المنطق، ج٣، ص١٠٤١، هامش ١)، يجب أن يقال إن «ص١٠٤٢،
هامش ٨س، وكلامه في هذا الفصل بيِّن مستغنٍ عن تكلف وشرح» (تفسير
يحيى بن عدي لألف الصغرى مسن مقالات ما بعد الطبيعة لأرسطو،
ص١٩٧).
١٨
في النص الأصلي «الفرق بين المقدمة الأفودقطيقية وهي البرهانية وبين المقدمة
الديالقطيقية وهي الجدلية». وفي التعليق إنما أرود الفرق بين المقدمات ليأخذ حد
المقدمة المطلقة القياسية (منطق، ج١؛ العبارة، ص١٠٥، هامش ٦).
١٩
مثلًا «إنما استعمل لفظ لعل، وهي عبارة تدل على الشك، وإن كان وجود الإنسان
حيوانًا غير مشكوك فيه لوضوحه؛ ليدل بذلك على أنه ليس استعماله عبارة التشكك
مقصورًا على المعاني المشكوك فيها فقط، وأنه قد يستعملها في معانٍ لا شك عنده
في صحتها غيرِ بينة بنفسها، بل هي محتاجة إلى تبيينٍ وإيضاح، إلا أن المواضع
التي يجري فيها ذكرها لا تحتمل تبيينها فيها، فيستعمل نقطة الشك لينبه على أنها
تحتاج إلى البيان والإيضاح، وإن كانت عنده واضحة، ويزيل الظنة أنها عنده غير
واضحة ولا بينة، لاستعماله عبارة التشكك في معانٍ هي ظاهرةٌ بينة (منطق، ج٢، ص٣٧٥،
هامش ٥)، قال أبو بشر يعني أنه قد بينَّا (منطق، ج٢، ص٤٢٥، هامش ٥).
٢٠
لفظ واجب مشترك تدل على ما يوجبه الاصطلاح وعلى ما توجبه الطباع، وإنما تكون
بعض الشرور واجبة من قبل وقوعه على الطباع لا محالة. وقد تكون عن الاصطلاح مثل
عقوبات المجرمين (المنطق، ج٣، ص٧٥٧، هامش ١)، مثال ذلك أن يقدم مقدمةً واجبة صادقة
والأخرى في اشتراك اسم، مثال ذلك أن يقول القتل واجب، والذي يجب ينبغي أن يُفعل
فالقتل ينبغي أن يُفعل؛ فالمقدمة القائلة القتل واجب هو باشتراك لاسم؛ لأن الذي
يجب فيه القتل إنما هو قتل القاتل، أما القتل بالإطلاق فليس بواجب. أما المقدمة
القائلة فالواجب ينبغي أن يُفعل فصادقة لا شك فيها (المنطق، ج٣، ص٧٥٧، هامش
٦).
٢١
«لم يبين أنه …» (منطق، ج١، ص٨٠، هامش ١، المنطق، ج٣، ص١٠٤١، هامش ٢؛ الطبيعة، ج١،
ص٧٩).
٢٢
في الهامش الأسود: «مثل الحي»، «مثل الناطق» (المنطق، ج١، ص١٩٢، هامش ٢، ٣)،
وأيضًا (ص٢١٥، هامش ٤).
٢٣
الطبيعة، ج١، ص٢٢، هامش ١، ١٠٧، ١٢٠-١٢١، ١٤٦، ١٤٩-١٥٠، ١٥٥.
٢٤
في النص «ما ليس نجد قسم» وفي الهامش كالنقطة الواحدة (الطبيعة، ج١، ص١٢، هامش
١).
٢٥
الطبيعة، ج١، ص١٣٩، ١٤٧.
٢٦
السابق، ج١، ص١٥١.
٢٧
السابق، ج١، ص١٢٨.
٢٨
الآثار العلوية، ص١١٣، هامش ١.
٢٩
فإن الطبيعة لم تجعل إحدى العينَين عبثًا إذا كانت الأخرى قد تفي بما يحتاج
إليه من البصر وحدها ولا الصيادون أيضًا يعبثون إذ يصففون شباكًا في ناحية
ويطعمون الكلاب في أخرى وينصبون «الفخاخ» (مقالات ثامسطيوس في الرد على مقسيموس
في تحليل الشك الثاني والثالث إلى الأول، أرسطو عند العرب، ص٣١٣).
٣٠
المقدمة على الإطلاق تنصرف إلى أحد معنيَين: إما إلى ما قد جرى ذكره فتكون
الألف واللام داخلتَين للتعريف وإما إلى الواحد المفرد الذي يجري مجرى العلم
المعروف … وقوله ها هنا المقدمة وإدخاله الألف واللام هو بالمعنى الثاني وهو
المفرد الذي يجري مجرى العلم، وهذه إنما المسئولية على القياس التي بها قوامه،
وهذه لا تكون إلا كلية، وهذه لا يكون موضوعها إلا كليًّا؛ ولذلك لا يكون
شخصيًّا البتة (منطق، ج١، العبارة ص١٠٤، هامش ١١)، «يجب أن يُفهم قوله ها هنا»،
ينبغي أنه أورده على العموم على المقدمة وعلى الحد وعلى القياس؛ فكأنه يقول
ينبغي أن تذكر ما غرضنا وأن نقول ما المقدمة وما الحد» (منطق، ج٣، ص١٠٣، هامش
٢).
٣١
(المنطق، ج٢، ص٤٩٥، هامش ١) «يعني إما كلي وإما جزئي وإما غير محدود. وفوق اللفظ
الأخير مهمل» (المنطق، ج١، ص١٠٦). إذا كان في النص الأشياء الطبيعية ففي التعليق
«أعني الأشياء التي في الكون والفساد» (المنطق، ج١، ص٥، ص١١٢، هامش ٤)»؛ أى القريب
منه لأنه يشاركه فى أنه يحمل فى النتيجة (المنطق، ج١، ص١١٩، هامش ٢)، «يعني أنا
نشترط عندما» (المنطق، ج١، ص١٢٤، هامش ٣، ٤)، «يعني أنا نشترط عندما نريد تبيين
القياس بالخلق … يعني عندما نلتمس أن نبين …» (المنطق، ج١، ص١٢٤، هامش ٣، ٤)، «يريد
إذا ما زيد فيها إما عكس وإما برهان» (المنطق، ج١، ص١٢٩، هامش ٣)، يعني قوله (المنطق،
ج١، ص١٣٧، هامش ١)، «يعني …» (المنطق، ج١، ص١٤١، هامش ٤).
٣٢
منطق، ج٢، ص٤٩٥، هامش ٤، السابق، ص٤٩٦، هامش ١، السابق، ص٥٠٠، هامش ٣، السابق، ص٤٩٦،
هامش ٣، ٤، ص٥٠٠، هامش ١، السابق، ص١٨٧، هامش ١، ٢، ص٤٨٥، هامش ١، ص٤٨٧، هامش ٤.
٣٣
يتحدث النص عن «كما بينوا وأوضحوا الذين يدعون بأرثماطيقي» ثم تزيد الترجمة
«وهم أصحاب المجستي» كشرح من المترجم العربي (السماء، ص٢٦٨، هامش ٢).
٣٤
الإحالة إلى كتاب السماء في شرح يحيى (الطبيعة، ج١، ص٤٩)، والإحالة إلى كتاب
البرهان في شرح يحيى (ج١، ص٣٤٩).
٣٥
الطبيعة، ج١، ص١٧٥، وينبغي أن حكم أرسطو قسم في كتاب المقولات الكيفية أربعة
أقسام (أبو الفرج) (الطبيعة، ج٢، ص٧٦٤).
٣٦
يقول أبو علي الحسن بن السمح: كلامه فيما يتبع الأمور الطبيعية فهو كلامه في
المكان والزمان والحركة. وأما كلامه فيما يظن أنه تابع فكلامه في الخلاء، وما
لا نهاية (الطبيعة، ج١، ص٢). قال يحيى وأبو علي فإنه يتكلم في الأربع المقالات
الأواخر في الحركة ويبين أن (الطبيعة، ج٢، ص٤٩). في هذا التعليم أن يبين أن الحركة
بأربعة بيانات (ج٢، ص٩٢١–٩٢٣).
٣٧
يحيى: قال أرسطوطاليس في المقالة الأولى من هذا الكتاب (الطبيعة، ج٢، ص٥٠٨). وكان
في المقالة الثالثة في حدها فقال (ج٢، ص٥١٠). يحيى وأبو علي: لما كان أرسطو أعاد
في صدر هذه المقالة تحديد أشياء قد كان حددها في المقالة السادسة في … وتكلم في
المقالة الخامسة في … وهو في هذه المقالة أيضًا يتكلم في … ويصلها بالمقالة
الخامسة والمطالب التي يتكلم فيها هذه المقالة يبينها بياناتٍ جدلية، وهو يعيدها
في المقالة الثانية ويبينها بياناتٍ برهانية. وإنما فعل ذلك في هذه المطالب
لشرفها إذا كان مدار القول فيها على إثبات المحرك الأول وهو يبتدئ فيبين (ج٢،
ص٧٣٩-٧٤٠).
٣٨
الطبيعة، ج١، ص١٠٥.
٣٩
أبو علي: لما بين أرسطو أن … توصل بذلك إلى أن … (الطبيعة، ج١، ص٥١)، لما فرغ من
ذكر أقسام الحركة أخذ يخبرنا عن أيها تعلم فقال … فقال (ج٢، ص٥٠٠)، يحيى وأبو علي:
إنه لما يبين أن … أخذ الآن يبين أن … (ص٦١٣)، يحيى: واعلم أن أرسطو لما ذكر
أولًا أن … قال الآن … (ج٢، ص٦٢١) إنما قال ذلك لأن (ج٢، ص٦٩٩)، اقتضب أرسطو أصلين (ج٢،
ص٧٤٣)، أبو الفرج: أنه لما قدم الأصول الثلاثة (ج٢، ص٨٧٤)، ثم إن أرسطو بالكلام في
وحدانية السبب الأول … (ج٢، ص٨٧٤).
٤٠
تفسير يحيى بن عدي لألفا الصغرى من مقالات ما بعد الطبيعة لأرسطو (ص١٦٩)، لما
كان الجزء النظري ينقسم إلى علم الطبيعة وعلم التعاليم وعلم الإلهيات
(ص١٧١).
٤١
«وكأنه جمع هذا الكتاب (العبارة) وكتاب البرهان وصَيَّره مثل كتابٍ واحد» (المنطق،
ج١؛ العبارة، ص١٠٣، هامش ١).
٤٢
وهو هنا يلخص الفصول من ٣–١٠ (منطق، ج٢، ص٤٣٠، هامش ٢)، بعد أن بين أن … (تفسير
يحيى بن عدي لألفا الصغرى، رسائل فلسفية، ص١٧٩) وبعد أن بين بهذا أن … أخذ في أن
يبين ذلك أيضًا (ص١٩٠)، وبعد أن يبين أخذ في أن يبين … (ص١٩).
٤٣
الحسن: قد يتشكك على فرفوريوس فيُقال … فنقول في الجواب عن الشك الأول … وأما
الجواب عن الشك الثاني … (المنطق، ج٣، ص١٠٣٩، هامش ١). الحسن: لما قال فرفوريوس …
فلولا يقول قائل … وأحس بهذا الشك عليه وأومأ إليه بأوجز ما يكون من الكلام
بقوله … كأنه يقول إن قولك أيها المتشكك … فكأن المتشكك عاد فقال إنه قد زعم
إذن ما قلنا أن … فهذه حيرةٌ أخرى، فكأن فرفوريوس قال … وتنحل الحيرة أيضًا بأن
… وقد ينبغي لأن نُعيد الشكَّ ونُلخِّصه ليكون المتأمل له أقوى فنقول إنه … فهذا هو
الشك (المنطق، ج٣، ص١٠٤٣–١٠٤٦، هامش ١) (وهو طول هامش في المنطق كله) أبو بشر: لما
قال لئلا يقول له قائل … قال (ص١٠٥٣، هامش ٢).
٤٤
«عكس أرسطو غير الضروري، وكذا فعل في سائر قسمة التأليف في هذا الشكل» (منطق،
ج١؛ العبارة، ص١٣٨، هامش ٤).
٤٥
أبو بشر ليس يعني «بذاته» (المنطق، ص٣٦٨، هامش ٢) «أي بالعكس … (المنطق، ج١، العبارة،
ص١٣٠، هامش ٢)» أي إن كانت … (المنطق، ج١؛ العبارة، ص١٣٠، هامش ٢) «أي كانت …» (المنطق،
ج١؛ العبارة، ص١٣٨، هامش ٢). الحسن لا يريد بل إنما يريد … وقد جَوَّد حنين في نقله
هذا الفصل إلى السرياني فإن، قله هكذا … (المنطق، ج٣، ص١٠٤٩، هامش ١).
٤٦
قال أبو علي غرضه في هذا الكتاب أن (الطبيعة، ج١، ص١)، غرضه بهذا الفصل أن (ج١
ص٢٥) غرض أرسطوطاليس بهذا الفصل أن يبين أن (ج١، ص٢٨)، غرضه أن يبطل (ج١، ص٢٨)، غرضه
أن يبطل (ج١، ص٣٨-٣٩)، غرضه أن … (ص١٠٥)، قال يحيى: لما كان غرض أرسطوطاليس أن (ج١،
ص١٧٣)، غرض أرسطوطاليس في هذا التعليم أن (ج١، ص١٩٥)، غرضه في هذه المقالة أن يتكلم
في … (ج١، ص٢٧٤)، قال أبو الفرج: غرضه بهذا التعليم أن يبين (ج٢، ص٦٨٦) غرضه في هذه
المقالة … وهو يطلق ذلك في ابتداء المقالة … ثم يبين (ج٢، ص٨٠٨)، غرضه في هذا
التعليم أن يبين (ج٢، ص٩٢١)، قد قلنا ما غرضه أن يفيدنا في هذا الفصل ما بعده مما
يجري مجراه، وكلامه في هذا الفصل بين مستغنٍ عن تكلُّف وشرح (تفسير يحيى بن عدي
لألف الصغرى، ص١٩٧).
٤٧
قال يحيى وأبو علي إن غرضه أن الطبيعة (ج٢، ص٥٣٧)، غرضه في صدر هذه المقالة أن
يبين أن (ج٢، ص٦٠٦).
٤٨
اختلف المفسرون في الغرض بهذا الفعل … مقال الإسكندر غرضه أن يبني … وقال قوم
غرضه أن يبين … قال يحيى وأنا أرى أن غرضه … ما قال الفريقان (الطبيعة، ج١، ص٤٥١)،
غرض أرسطو في هذا التعليم أن يعرفنا (ج١، ص٤٧٦).
٤٩
الحسن غرض فرفوريوس في هذا الفصل العلم على أدلة إلى آخر الكلام في النوع أن
يفيدنا خمسة مطالب يحتاج إليها الناظر في الصناعة المنطقية: الأول منها يفيدنا
فيها شروطًا ننتفع بها في أمر القسمة. والثاني يُعلِّمنا خاصة القسمة ويقول إنها هي
التي تعير كثيرًا. وإنما قصد أن يفيدنا ذلك لأن منها تقوم صناعة التحديد
ويُعرِّفنا فيه أيضًا خاصة صناعة التحديد وهي أن يجمع الكثير إلى الواحد. وإنما
قصد إلى تعليمنا ذلك لأن منها يتقوم البرهان. والثالث يعلمنا شروطًا نحتاج إليها
في صناعة البرهان. وهو أن يعرفنا أي هذه الخمسة أعمُّ وأيها أخصُّ وأيها مساوٍ، وكيف
يحمل بعضها على بعض، وأي شيءٍ منها يحمل على أي شيءٍ منها، وهذا تحتاج إلى الوقوف
عليه ضرورة في البرهان. وهذه الثلاثة المطالب هي التي ذكرها في صدر كتابه فقال
إن هذا النظر نافع أيضًا فيها. والرابع فهو أنه لما تكرر في قوله ذكر الجزئي
أخذ أن يرسمه ويُعرِّفنا ما الذي يريد بقوله جزئي. والخامس فهو أنه لما كان جنس
الأجناس كلًّا فقط والشخص جزء فقط، والمتوسطة بينهما كل جزء، وكل الجزء من المضاف
أخذ أن يُعرِّفنا بأي حرفٍ من حروف التعريف يُضاف النوع الذي قبله وإلى ما بعده؛ فهذه
هي المطالب التي يُعلِّمناها فرفوريوس في هذا. وقد علَّمنا عليها بحروف المعجم
بزرقة (المنطق، ج٣، ص١٠٣٤، هامش ٣). لمَّا كان غرض الفيلسوف في هذا الكتاب بأَسْره
(تفسير يحيى بن عدي لألف الصغرى من مقالات ما بعد الطبيعة لأرسطو، ص١٦٩). قد قلنا
ما غرض أن يفيدنا في هذا الفصل وما بعده مما يجري مجراه … (ص١٩٧).
٥٠
ولمَّا أراد أن يُشوِّق إلى علمٍ ما في هذه الكتب صرَّح أولًا بغرضه فيه لتبيين
منفعته (منطق، ج١؛ العبارة، ص١٠٣، هامش ١) فغرضه في هذا الكتاب، البرهان، والغرض في
البرهان هو العلم اليقيني (منطق، ج١؛ العبارة، ص١٠٣، هامش ٣) «قال الحسن: غرض
أرسطوطاليس من ابتداء كلامه في هذا الكتاب وإلى آخر الفصل هو قوله، وكذلك القول
فيما لا يُقال على شيءٍ منه أن يتكلم في عشرة معانٍ هي كالأصول والمبادئ لعلم ما
في هذا الكتاب بأَسْره ولِما بعده من الكتب المنطقية؛ فالأول منها هو الشيء الذي
تفحص عنه. والثاني الغرض والقصد في الشيء الذي نفحص عنه ما هو؟ والثالث المقدمة.
والرابع ما الحد؟ والخامس ما القياس؟ والسادس ما القياس الكامل؟ والسابع ما
القياس غير الكامل؟ والثامن ما معنى قولنا: إن هذا لا على شيء من هذا، وهذا ولا
في شيء من هذا؟ والعاشر ما معنى قولنا إن هذا الشيء لا على كل هذا؟ فعرَّفنا
أولًا الشيء الذي عنه نفحص ما هو؟ فقال إنه البرهان، ثم أعلمنا الغرض في الفحص
عن البرهان، فقال: العلم البرهاني. ولمَّا كان غرض البرهان، وكان البرهان قياسًا
احتاج أولًا أن يُعرِّفنا ما القياس؟ ولمَّا كان القياس مؤلفًا من مقدمتَين على الأقل
احتاج إلى أن يقول ما الحد؟ ولمَّا كان القياس منه كامل وغير كامل احتاج إلى أن
يُفصِّل ذلك ويُعرِّفناه. ولمَّا كان القياس لا بد من أن تكون فيه مقدمةٌ كلية إما واجبة
وإما سالبة احتاج أن يعرفنا المقول على الكل بالإيجاب والسلب أيما هو وكيف
يكون؟ وهي الثاني والثامن والتاسع والعاشر؛ فقد تبين وجود الكلام في هذه العشرة
المعاني التي أوردها في صدر كتابه» (المنطق، ج٢، ص٤١٩، هامش ٤).
٥١
مثل «وغايته في هذه المقالة (الثانية من البرهان) مصروفة إلى الكلام في الحد
وما هو الشيء؟ وبأي طريق يستخرج؟ وكيف الترقي إلى ما هو الشيء في نفس جوهره،
وإلى الكلام في الأسباب والعلل أيضًا (المنطق، ج٢، ص٤٠٧).» أبو بشر يعني أن …
«(المنطق، ج٢، ص٤٥١، هامش ١، ص٤٥٣، هامش ١، ص٤٥٤، هامش ٤، ص٤٦٠، هامش ١)، أبو بشر لم
يقل …
وهي تعني أنه …» (المنطق، ج٢، ص٣٥٤).
٥٢
كلام فرفوريوس الذي أوله … وآخره مختلف فيه … فقوم قالوا إن غرضه فيه أن …
وقوم آخرون قالوا إن غرضه أن يقسم الفصول قسمةً أخرى … وأخلق أن يكون القول كما
زعم هؤلاء لأن كلام فرفوريوس متوجه نحو الغرض (المنطق، ج٣، ص١٠٣٧، هامش ١).
٥٣
قال الفاضل يحيى بن عدي: «لعل أرسطو طاليس إنما لم يذكر المقدمة الشخصية لأن
كلامه في المقدمة التي يكون القياس منها» (منطق، ج١؛ العبارة، ص١٠٤، هامش ١١). «إنما
قال من جهةٍ واحدة: لأننا قد نعلم المثلث مثلًا بحده ما هو» (المنطق، ج٢، ص٤١٢).
«إنما قال هذا لأنه وحده سمى الألفاظ البسيطة المفردة حدودًا من حيث نظر إلى
أنها غاية ما تنحل إليه المقاييس» (المنطق، ج١؛ العبارة، ص١٠٧، هامش ٢)، قال الشيخ
لأنه يشير بهذا القول … (المنطق، ج٢، ص٤٠٨، هامش ٢)، أبو بشر إنما قال الجنس أو
الأجناس لأنه من المقولات (المنطق، ج٣، ص١٠٣٤، هامش ١)، إنما قال هذا لأن خواص …
(ص١٠٣٥، هامش ٣). الحسن: إنما أورد فرفوريوس هذين الرجلين لأنه يحكي عن … (ص١٠٥٦،
ص٥)، إنما قال هذا لأن أرسطوطاليس قال في كتاب المقولات …
٥٤
الذي يفيدنا في هذا الفصل هو … (تفسير يحيى بن عدي لألفا الصغرى من مقالات ما
بعد الطبيعة لأرسطو، رسائل فلسفية، ص١٧-١٨).
٥٥
لما تأملت الفحص الذي مخرجه مخرج التوبيخ الجميل عن الأشياء التي كتبتُ بها
إليك جوابًا عما سألتَه إذ كانت معرفتك بصعوبة الأمر فيها ليست مقصرة عن معرفة
غيرك ولم أتثاقل عن كشف رأيي فيها لك إذ كنتَ أهلًا له وإن أضمن ذلك بحسب ما
يمكن كتابًا أكتبه أقصد فيه لبثِّ القول في المبادئ بحسب رأي أرسطوطاليس فأقول
مقالة الإسكندر الأفروديسي في القول في مبادئ الكل بحسب رأي أرسطاطاليس
الفيلسوف (أرسطو عند العرب، ص٢٥٣).