(١) تداخل الترجمات
الاختلافات بالنسبة إلى الترجمات العربية فيما بينها؛ فهناك أكثر من ترجمةٍ لنصٍّ
واحد. وتختلف فيما بينها في طرق الترجمة، حرفية أو معنوية. والاختلافات هنا ليست
فقط في الأخطاء النحوية، بل في أساليب التعبير وطرق التصحيح التي تشمل تصحيح النحو،
وترجمة لفظ بلفظ أو عبارة بعبارة أو فقرة بفقرة؛ فالاختلاف بين الترجمات في
الألفاظ، تعبير لفظ بلفظٍ إما بناءً على مرادفٍ أدق، أو مجرد استساغةٍ للمعنى، بناءً
على
التصور أو الذوق الحضاري العام للغة المترجَم إليها.
١ قد تتحول الصفة في الأصل (الأبيض) إلى اسم في التعليق (البياض). وقد
يُشرح اللفظ العربي ويُحال الجمع (أردياء) إلى المفرد (رديء)،
٢ وما أكثر الأمثلة على ذلك!
٣ قد يكون التعليق شرح لفظٍ بلفظ أو عبارةٍ بعبارة،
٤ لا يُوجد اضطرابٌ في النص بل محاولة لاستقرار المعنى. وإذا لم يَستقرَّ تُترك
العبارة مضطربةً لعمليةٍ أخرى هي الشرح والتلخيص. لا يُوجد اضطرابٌ في الترجمة، بل
عدم استقرار المعنى؛ مما دعا إلى الشرح والتلخيص فيما بعدُ.
٥
وقد تُذكر ترجماتٌ عديدة لنصٍّ واحد، ويمكن طبعها في عواميدَ طوليةٍ أو عرضية متوازية،
حتى يمكن رؤية الاتفاق والاختلاف بينها؛ فلأول مرة تظهر ترجماتٌ ثلاثة في نفس
الصفحة، لا يكفي طبعها واحدةً وراء الأخرى، فِقرةً فِقرة أو فصلًا فصلًا، بل طبعها
متوازية طولًا، كما هو الحال في الأناجيل الثلاثة المتقابلة، أو عرضًا كما هو الحال
في الإنجيل الرابع، حتى يمكن رؤيتها جميعًا بنظرةٍ واحدة، مدى الاتفاق والاختلاف بينها.
٦ وبالمقارنة بين الترجمات الثلاثة يمكن رؤية الاختلاف بينها وإحساس
المُترجمِين بالمعاني الواحدة وطريقتهم في التعبير عنها. كما يمكن مقارنة الترجمات
الثلاثة لمعرفة الاتفاق والاختلاف بينها، لتحديد مسار الفكر ونشأته، كما هو الحال في
الأناجيل الثلاثة المتقابلة، تشمل التعليقات النقل في النُّسخ الأخرى.
٧
وقد يكون الخلاف بين الترجمات في مجرد النحو، تصحيح خطأٍ لغوي؛ فالمترجم همه أولًا
النقل وليس اللغة، النصب بدل الرفع أو العكس.
٨ قد يشير التعليق إلى الأخطاء النحوية. ويمكن القيام بإحصاءٍ دقيق لرصد
الخلافات النحوية بين الترجمات لرصدها نظرًا لكثرتها، لا تهم التصحيحات بقَدْر ما يهم
الأسلوب العربي وإحكامه. ويمكن عمل تصنيفٍ عام لكل التعليقات النحوية طبقًا لقواعد
الصرف، لمعرفة دلالة ذلك في طرق الترجمة، ومدى تكرار التصحيح من النصب إلى الرفع
أو من الرفع إلى النصب، ودلالة ذلك في علم اللسانيات. وهناك أخطاءٌ في النسخ لا تدل
على قراءةٍ مقصودة، وإن عدم تصحيح الأخطاء الإعرابية يدل على مستوى اللغة التي نسخ
بها المخطوط.
وبعد الترجمة العربية قد يُفقد النص اليوناني ولا تبقى إلا الترجمة، وذلك مثل نص
النبات المنسوب لأرسطو.
٩ لا يعني ذلك أن دور العرب كان حفظ التراث اليوناني، إنما تم هذا الدور
عَرضًا ومصادفةً نظرًا لِضَياع النص اليوناني، كما أن الترجمة العربية أُولى مراحل عملية
الاحتواء الحضاري، قبل التعليق والشرح والتلخيص والعرض والتأليف.
ولم تكن الترجمة عن اليونانية وحدها، بالرغم من أنها هي الغالب، بل أيضًا عن
اللاتينية. وكان بعض المترجمين يعرفون اليونانية واللاتينية مثل يحيى بن البطريق.
١٠ وأحيانًا يكون المترجم العربي أفضل في قراءة أسماء الأعلام من المترجم
اللاتيني، مثل إنبادقليس
Enpadocles وليس
إيماكليس
Emmaclis.
والبحث عن الأصل العربي للترجمة اللاتينية لأثولوجيا أرسطاطاليس مهمة الباحث
الأوروبي، وكذلك دراسة الترجمات اللاتينية، ترجمة بطرس نقولا من فانتسا، يتبع
الموقف الحضاري الأوروبي لمعرفة طبيعة العمليات الحضارية التي تمَّت من خلال الترجمة؛
فالبحث العلمي بحثٌ وطني، يعبر عن موقفٍ حضاريٍّ وليس بلا وطن وبلا موقفٍ حضاري.
١١ ولا يجوز إعادة إنتاج النص العربي طبقًا للترجمة اللاتينية؛ فذاك يفقد
قيمة العمليات الحضارية في النصين معًا؛ فالأصل العربي المفقود أو الذي يتم إصلاحه
قد تم بعملياتٍ حضارية، خاصة في النقل من اليوناني إلى العربي مباشرةً أو بتوسط
السرياني. ولا يمكن لها أن تتم عَبْر نقلٍ مغايرٍ حديثٍ خارجَ نفسِ الموقف الحضاري من
اللاتينية إلى العربية. كما أن النص اللاتيني قد خضع لعدة عملياتٍ حضاريةٍ ثانيةٍ في
الترجمة من العربية إلى اللاتينية مباشرة أو عَبْر اليونانية، إضافةً أو حذفًا أو
تأويلًا. وترجمته إلى العربية لإكمال أوجه النقص في النص العربي الأول، هو حَشرُ
عملياتٍ حضاريةٍ أوروبية وإضافتها إلى النص العربي الذي لم يقم بها؛
١٢ فمثلًا سُمِّي كتابَ الخير المحض لأبرقلس عند اللاتين كتاب العلل؛ مما له
دلالةٌ حضاريةٌ مختلفة عن العنوان العربي. عنوان «العلل» أقرب إلى الطبيعيات في حين
أن العنوان العربي «الخير المحض» أقرب إلى الأخلاقيات.
(٢) النواة والدوائر الخمس
الأصل اليوناني أشبه بالنواة الأولى، ثم نُسِجَت حولها عدة خيوط وأغلفة ونصوصٍ موازية
أشبه بالدوائر المتداخلة، يصبح النص اليوناني هو مركزها جميعًا؛ فهناك الشارح
اليوناني داخل الحضارة اليونانية، الذي يقوم بأول نقلٍ حضاري داخلي من عصر أرسطو إلى
عصر الشارح، الإسكندر أوثامسطيوس أوسمبليقيوس. والخلاف بين النص كنواةٍ أُولى وبين
الشارح اليوناني خلافٌ في تقدُّم التاريخ وتراكُم المعارف من قرنٍ إلى قرن. ومع ذلك
فهو الوثيقة التاريخية الأولى في نظر المترجمَين السرياني والعربي، وإن لم يكن كذلك
في نظر الشراح اليونان. وهو النص المعيار الذي يتم التصحيح عليه؛
١٣ فالتعليق يتعرَّض لجودة النقول أو رداءتها، لِقِدَمها أو حداثتها، ويعرض
الاتفاق والاختلاف بينها.
ثم هناك دائرة المترجم السرياني الذي يقوم بنقل النص اليوناني وربما اعتمادًا على
شُراح اليونان، ويقوم بمهمةٍ حضارية مخالفة، وهي نقل النص اليوناني من اللغة الأصلية
إلى لغةٍ جديدة هي السريانية، وإلى حضارةٍ جديدة، من الحضارة اليونانية إلى الثقافة
النصرانية السريانية. والنقول السريانية أوضح في النص اليوناني؛ لأنها شرحٌ للمعنى
وتجاوُزٌ للفظ، كما أنها أكثر سلاسةً في العبارة، وأَقدرُ على التعبير عن المعنى.
١٤ الزيادة السريانية زيادة في التوضيح، فإمَّا تُحذف في العربية أُسوةً
باليونانية، أم تبقى أُسوةً بالسريانية توضيحًا للمعنى. ليس الغرض هو النص الأول بل
المعنى، وفي النقول السريانية إبرازٌ للغرض أو العلة أو الدافع، كما هو الحال في
التعليقات العربية. لا يهم النتيجة بل العلة، لا يهم النهاية بل التساؤل أو بداية
الفكر في الترجمة، حول أهداف النص ومقاصده. ولم يحدث في النص السرياني شرحٌ قَدْر ما
حدث في النص العربي. حدثَت ترجماتٌ فقط تختلف بينها باختلاف المترجمِين، أو باختلاف
النصوص الأصلية اليونانية؛ فلم تكن هناك أمةٌ سريانية أو حضارةٌ سريانية بالمعنى
الشامل؛ وبالتالي غاب الهدف التاريخي أو الغاية للأمة. الاختلافات في السريانية
مجرد اختلافاتٍ في الترجمة، لا تحمل أية دلالةٍ حضارية إلا فيما بعدُ بالنسبة لنصرة
العقيدة المسيحية. التعليق السرياني ضروريٌّ لتوضيح المعنى،
١٥ فإذا عجز المُعلِّق عن الحكم فإنه يورد النقول السابقة اعتمادًا على
الرواية، وإرجاعًا للمتن إلى السند بتعبير أهل الحديث.
١٦
وقد ظَهرَت العمليات الحضارية في النص السرياني، ولو بصورةٍ أقل مما حدثَت في النص
العربي؛ فقد كانت حضارة السريان أقليةً في حين أن الحضارة العربية كانت لها
الأغلبية. وكان السريان ضمن الأمم المفتوحة في حين كان العرب من الأمم الفاتحة. وقد
قام السريان بالعمليات الحضارية في نطاقٍ محدود للدفاع عن الدين في حين قام بها
العرب على نطاقٍ واسع كجزء من رؤيةٍ حضارية عامة. ولا تقتصر الترجمات على ترجمات
أرسطو وحده، بل أيضًا مقالات الإسكندر الأفروديسي.
١٧
ثم يأتي ثالثًا دور المترجم العربي الذي يجد أمامه النص اليوناني الأصلي، وشروحه
اليونانية ثم الترجمة السريانية، وربما عدة ترجمات، بالإضافة إلى الشروح السريانية
قبل أن يبدأ الترجمة من هذه المادة كلها، ومن أجل أن يقوم بعمليةٍ حضارية أخرى، وهو
نقل النص السرياني من الثقافة السريانية إلى الثقافة الإسلامية، وقد يكون الخلاف
بين النص العربي والنص السرياني مُجردَ اختلافٍ في اللفظ دون حذف أو إضافة. وقد يتم
إصلاح اليوناني من السرياني حتى يستقيم العربي.
١٨ ولا يعني النقل من اليونانية إلى العربية بتوسُّط السريانية بالضرورة نقلًا
سقيمًا، لاحتمال الخطأ مرتَين، بل قد يكون نقلًا جيدًا؛ نظرًا لإحكام المعنى والتخلي
عن
الحرفية اللفظية مرتَين؛ مما يُقوِّي الافتراض القائل إن النقل المباشر من اليونانية
إلى العربية كان أكثر حرفية من النقل المتوسط من اليونانية إلى العربية بتوسط
السريانية، خصوصًا وأن النقل المباشر في الترجمات المعاصرة أكثر قيمة من النقل
المتوسط، وذلك في الترجمات المباشرة من الألمانية إلى العربية دون توسُّط الإنجليزية
أو الفرنسية.
وقد يكون المترجم واحدًا من اليونانية إلى السريانية، ثم من السريانية إلى
العربية، وذلك مثل كتاب ترجمة كتاب الشعر لأرسطو؛ فهي ترجمة على مرحلتَين حرصًا على
النقل وتطويع المعنى، والاطمئنان إلى قرابة اللغة السريانية إلى اللغة العربية. وقد
يكون المترجم الأول من اليونانية إلى السريانية هو نفسه المترجم الثاني من
السريانية إلى العربية، وهو احتمال أبعد نظرًا لمضاعفة الجهد وملل النفس من فعل
الشيء الواحد مرتَين. وقد يكون المترجم الأول غير المترجم الثاني، وهو أقرب إلى
العقل والواقع؛ فالمتمرن على النقل من اليونانية إلى السريانية، يعتمد على مرانه في
هذا النقل، وهو غير المتمرن على النقل من السريانية إلى العربية.
١٩ وقد يرجع التعليق الخلاف إلى الترجمة السريانية،
٢٠ ويرجع الشارح إلى ضبط المعنى عن طريق اختلافات النقل في السرياني.
٢١
ولا فرق في ذلك بين الترجمات والشروح؛
٢٢ إذ يقوم الشارح بمراجعة الترجمات الأخرى، والمقارنة بينها مع الرجوع
إلى الأصل السرياني.
٢٣ وقد تبدو عباراتٌ مُقحَمة من المترجم أو الشارح أو الناسخ للربط بين أجزاء
الكتاب الواحد، الألف الصغرى والألف الكبرى مثلًا، يشرحها شارح، ويتركها آخر على
أساسِ أنها إضافة ليست في النص الأصلي.
٢٤
ومن ثَمَّ يكون لدينا خمسة دوائر حول المركز المُوحَّد وهي:
ويمكن توضيح ذلك بمخروطٍ مقلوب على هذا النحو الآتي:
وكل مرحلةٍ تعيد إنتاج النص بالنسبة للمرحلة السابقة. وتكون إعادة الإنتاج أكثر
كلما كان النقل من لغةٍ إلى أخرى، ومن حضارة إلى أخرى. وقد تَبعُد المسافة بين البذرة
الأولى والتلخيصات والشروح الأخيرة. الفرق في الشروح داخل الحضارة فرق في الدرجة،
أمَّا الفرق في الشروح بعد انتقال النص من حضارة إلى أخرى ففرقٌ في النوع. مهمة
السرياني (النصراني) معرفة مدى تطابُق الأصل اليوناني مع الترجمة السريانية، ومهمة
العربي (المسلم) معرفة مدى تطابُق الترجمة العربية مع الترجمة السريانية والأصل
اليوناني؛ كلٌ يعمل من موقعه الحضاري. وقد اعتنى المترجم العربي بمختلف النقول السريانية
قَدْر اعتنائه بمختلف النقول العربية. ويُورِد الجميع في تعليقاته، مرةً فوق الصفحة ومرةً
أسفلها، مرةً بالأحمر ومرةً بالأسود، ومرةً يُورِد الترجمات كلها في مقاطعَ متوازية،
كما
هو الحال في الأناجيل الأربعة (السفسطة).
والنص أيضًا ليس هو الأصل اليوناني، بل هو الترجمة السريانية التي شَرحَت النص
اليوناني، وقرَّبَته إلى الترجمة العربية؛ فلما كان النص اليوناني إملاءً للطالب، أو
سماعَ محاضراتٍ تُرجم في السريانية وفي العربية «السماع الطبيعي»؛ فلا يُوجد نصٌّ منذ
البداية بل عدة نصوص، بل يمكن القول إن النص الأول مجرد افتراضٍ ذهني لا وجود له.
النص الأول في ذهن المؤلف، أرسطو مثلًا. والنصُّ المُدوَّن من المؤلف كتابةً أو من
التلميذ إملاءً اقترابٌ من النص الذهني؛ نظرًا لحدود اللغة واختلاف طرق التعبير.
والنص المدوَّن الثاني يصبح نصًّا ثالثًا في أيدي النساخ، الذين قد ينسخون نَسخًا
مطابقًا أو غير مطابق، عن قصدٍ أو عن غير قصد. والنص الثالث في أيدي النساخ يتحول
إلى نصٍّ رابع، بين أيدي القُراء الذين قد يُهمِّشون أو يُعلِّقون، يضيفون أو ينقصون.
والنص
الرابع بين أيدي القُراء يتحول إلى نصٍّ خامس بين الشُّراح اليونان، القُراءُ المهنيون
بعد القُراءِ الهُواة. والنص الخامس بين يدَي الشراح اليونان، يتحول إلى نصٍّ سادس على
يد المترجمِين السريان، الذين قد يترجمون النص الثاني الذي تبعُد المسافة بينهم وبينه
أو النص الخامس القريب منهم. ثم يتحول النص السادس إلى نصٍّ سابع على يد الناسخ
السرياني، الذي يقوم هو أيضًا بدوره في الفهم لِمَا ينسخ، وهو أفضل من نسخِ ما لا
يفهم. ثم يتحول نص الناسخ السرياني السابع إلى نصٍّ ثامن، بفضل القارئ السرياني
العام غير المُتخصِّص، الذي يُدوِّن أيضًا ما يفهم على النص. ثم يتحول النص الثامن للقارئ
السرياني إلى نصٍّ تاسع، على يد الشارح السرياني الذي يقوم بالتعليق إضافةً أو حذفًا.
وقد يتحول النص التاسع للشارح السرياني إلى نصٍّ عاشر للمترجم العربي الذي ينقله إلى
اللغة العربية. ثم يتحول هذا النص العاشر للمترجم العربي إلى النص الحادي عشر على
يد الناسخ العربي، الذي يساهم أيضًا في عقلنة النص تيسيرًا للقُراء. ثم يتحول النص
الحادي عشر للناسخ العربي إلى النص الثاني عشر للقارئ العربي غير المتخصص، الذي
يُدوِّن أيضًا انطباعاته على النص داخله أم خارجه. ثم يتحول النص الثاني عشر للقارئ
العربي المُتخصِّص إلى النص الثالث عشر للشارح العربي، الذي يحاول مرةً أخرى تحويل النص
المُترجَم إلى نصٍّ مقروء ومفهوم تيسيرًا على القُراء. هناك إذن عدةُ مراحلَ في كل نصٍّ
منقول من لغةٍ إلى أخرى: الترجمة، النسخ، القراءة، التعليق الذي يضم الشرح
والتلخيص. ولمَّا كانت لدينا ثلاثُ لغات: اليونانية، والسريانية، والعربية، فهناك على
الأقل اثنا عشر نصًّا تشير إلى النص الواحد، بالإضافة إلى النص الأول ومدى التطابُق
عند المؤلف الأَوَّل بين النص الذهني والنص المدوَّن سواء كان كتابةً أم إملاء. النص
يُولِّد
نصوصًا عن طريق الإملاء والترجمة والنسخ والقراءة والتعليق شرحًا أو تلخيصًا،
وكأننا بصدد رسالة السيد المسيح التي لا يعلمها أحد؛ فهو النص الذهني، ثم هناك
محاولاتٌ عدة للتعبير عنها فهمًا وتدوينًا من أفراد وجماعاتٍ عدة.
٢٥
ويمكن عَملُ عدةِ دراساتٍ في طبقاتٍ متوازية للنص الأول والشرح، وهو إعادة إنتاج
النص
لمعرفة كيفية تحوُّل البَذرة الأولى إلى مجموعة من الحلقات،
٢٦ وتكون الدراسة كاملة إذا كانت البَذرة الأولى هي النص اليوناني وحلقاتها
المتداخلة، تبدأ من الترجمات المتعددة ثم الشروح ثم الملخصات لمعرفة العمليات التي
وراء الانتقال من النقل إلى الإبداع ومراحله.