إحدى النتائج العامة المهمة لقوانين نيوتن هي نظرية الشغل والطاقة. هذه النظرية تمكِّننا،
في حالات كثيرة، من إيجاد علاقة صريحة بين مقدار سرعة جسيم وموضعه في المكان. رأينا بالفعل
مثالًا لهذه العلاقة في وصف السقوط الحر لجسم ما، لكن الاستنتاج في الفصل الحالي قابل
للتطبيق على نطاق من الأمثلة أوسع كثيرًا.
(١) تعريف الشغل
افترض قوة مؤثرة على جسيم يتعرَّض لإزاحة صغيرة جدًّا . يعرَّف الشغل الذي تؤثِّر به القوة (إذا لم يكن الطالب مُلمًّا
بحاصل الضرب القياسى لمتجهين، فعليه أن يقرأ الملحق (أ) قبل أن يواصل.) بأنه:
(5-1)
حيث هي الزاوية بين و. لاحظ أنه لا يوجد فرق فيما إذا أخذنا زاوية داخلية أو خارجية لأن . الشغل يمكن أن يكون موجبًا أو سالبًا، اعتمادًا على ما إذا كانت بين و أو بين و؛ وبناءً عليه، إذا كنتَ تدفع صندوقًا إلى أعلى مستوى مائل، فإنك تبذل
شغلًا موجبًا على الصندوق، والجاذبية تبذل شغلًا سالبًا؛ أما إذا كنت تشد الصندوق كي
تمنعه من الانزلاق إلى أسفل السطح المائل، فهنا أنت تبذل شغلًا سالبًا على الصندوق،
والجاذبية تبذل شغلًا موجبًا. لاحظ أنه إذا كانت (القوة عمودية على الإزاحة)، فإن القوة لا تبذل شغلًا؛ لهذا فإنه إذا
تحرَّكَ جسيم على سطح أملس، فإن القوة العمودية التي يبذلها السطح لا تبذل شغلًا على
الجسيم.
شكل ٥-١: حساب الشغل.
تعريف الشغل (المعادلة (5-1)) يمكن
استخدامه حتى لو لم تكن الإزاحة صغيرة جدًّا، بشرط ألا تتغيَّر القوة أثناء الإزاحة. إذا تغيَّرت فإن التعريف (معادلة (5-1)) يكون ملتبِسًا. (ما قيمة التي نستخدمها؟) والتعريف «الطبيعي» المفيد والوحيد هو ما
يلي:
افترض أن جسيمًا ما تعرَّضَ لإزاحة، ليست بالضرورة صغيرة، من موضع ابتدائي إلى موضع نهائي . نحدِّد أيضًا المسار الذي سلكه الجسيم وليس بالضرورة أن يكون خطًّا
مستقيمًا. من الناحية المفاهيمية، نستطيع تقسيم المسار إلى سلسلة من الإزاحات الصغيرة
جدًّا كلٌّ منها خط مستقيم (انظر شكل ٥-٢). لتكن هي القوة المؤثرة على الجسيم عندما يتعرَّض للإزاحة . الشغل المبذول على الجسيم أثناء هذه الخطوة القصيرة هو ، والشغل الكلي المبذول على الجسيم أثناء حركته من إلى يعرَّف بالمعادلة:
(5-2)
حيث ”“ تعني أننا مهتمون بالقيمة
الحدِّيَّة أو النهاية للمجموع كلما أصبح طول الخطوات أصغر فأصغر، ويصبح عدد الحدود في
المجموع أكبر فأكبر تباعًا.
شكل ٥-٢: تقسيم المسار.
الحد أو النهاية التي عرَّفناها بوضوح هي تعميم لمفهوم التكامل، وتُمثَّل عمومًا
بالرمز:
(5-3)
الذي يشير عادةً إلى «التكامل الخطي للقوة من إلى .» وينتج أن:
(5-4)
قد يجد الطالب أنه من المفيد والأفضل أن يتذكر المعادلة (5-2) بدلًا من المعادلة (5-4)؛ لأن المعادلة (5-2) يمكن تصوُّرها بسهولة. واعتمادًا على
طبيعة القوة ، يمكن، أو لا يمكن، أن يكون للطرف الأيمن من المعادلة (5-4) نفس القيمة لكل المسارات بين نقطتين
طرفيتين محدَّدتين و. في الحالة الخاصة، حيث يكون للقوة نفس القيمة عند جميع نقاط المسار، يكون لدينا (باستخدام خاصية
التوزيع لحاصل الضرب القياسي):
(5-5)
مثال ٥-١ (الشغل المبذول بواسطة الجاذبية). احسب الشغل المبذول بواسطة الجاذبية على جسيم يتحرك من موضع ابتدائي إلى موضع نهائي . من المفترض أن و قريبان بدرجة كافية من سطح الأرض، وكل منهما قريب من الآخر، بحيث
تكون قوة الجاذبية التثاقلية ثابتة؛ أي إن .يمكننا كتابة ، وكتابة نفس الشيء للموضع . باستخدام المعادلة (5-5) و نجد أن:
(5-6)
لاحظ أن الشغل الذي تبذله الجاذبية يعتمد فقط على الموضعين الابتدائي والنهائي،
ولا يعتمد على مسار معين يسلكه الجسيم بين هذين الموضعين. هذا صحيح حتى عندما نعتبر
تغيُّر مقدار واتجاه قوة الجاذبية التثاقلية، عندما يتحرك الجسيم خلال مسافات
كبيرة. (الشغل الذي تبذله الجاذبية هو نفسه لكل المسارات بين نقطتين معينتين، ولكنه
عمومًا لا يُعطى بالمعادلة (5-6)).
الإشارة التي يدخل بها كلٌّ من و في المعادلة (5-6) يمكن تذكُّرها بملاحظة أن الجاذبية تبذل شغلًا موجبًا على الجسيم الذي يتحرك
لأسفل (تكون القوة موازية للإزاحة)، وتبذل شغلًا سالبًا على الجسيم الذي يتحرك
لأعلى.
(٢) نظرية الشغل والطاقة
لنعتبر جُسيمًا كتلته وكان موضعه وسرعته عند لحظة زمنية معينة ، وعند لحظة أخرى بعدها يكون موضعه وسرعته . ليكن هو الشغل الكلي المبذول على الجُسيم ليتحرك من إلى . تؤكد نظرية الشغل والطاقة على أن:
(5-7)
الكمية تسمى طاقة الحركة للجُسيم؛ وبهذا يمكن صياغة نظرية الشغل والحركة على
النحو التالي:
الشغل المبذول على جُسيم خلال أي فترة زمنية يساوي التغير في طاقة حركته. (حيث يعرَّف
التغير في كميةٍ ما بالقيمة النهائية للكمية مطروحةً منها قيمتها الابتدائية.)
لإثبات هذه النظرية نبدأ بقانون نيوتن الثاني ونأخذ حاصل الضرب القياسي لكلا الجانبين مع متجه السرعة اللحظية ، ونحصل على:
(5-8)
باستخدام (انظر ملحق (أ)) نجد أن:
(5-9)
ويكون:
(5-10)
إذا ضربنا كلا جانبَي المعادلة (5-8) في فترة زمنية قصيرة جدًّا ، نحصل على:
(5-11)
وبما أن ؛ حيث هي الإزاحة التي تَحركها الجُسيم أثناء الفترة الزمنية ، والجانب الأيسر للمعادلة (5-11) هو الشغل المبذول على الجُسيم أثناء الفترة الزمنية ، الجانب الأيمن للمعادلة (5-11) هو بالضبط التغير الحادث في الكمية أثناء الفترة الزمنية ؛ وبناءً على ذلك فإن الشغل المبذول على الجُسيم أثناء أي فترة زمنية
قصيرة يساوي التغير في طاقة حركته أثناء هذه الفترة الزمنية. بتقسيم الفترة الزمنية من
إلى إلى فترات زمنية قصيرة وعديدة، فإننا نرى أن الشغل الكلي المبذول على
الجُسيم أثناء هذه الفترة يساوي طاقة الحركة النهائية مطروحةً منها طاقة الحركة
الابتدائية؛ مما يثبت صحة المعادلة (5-7).
تطبيق نظرية الشغل والطاقة على جُسيم يسقط سقوطًا حرًّا يؤدي إلى:
(5-12)
هذه النتيجة تنتج مباشرة من عملنا في الفصل الأول (تذكر
أن و ثابتتان أثناء السقوط الحر؛ ولذا فإن هي الوحيدة المتغيرة)، لكننا الآن نستطيع أن نبين أن المعادلة (5-12) صحيحة أيضًا في حالات عديدة لا يكون
الجُسيم فيها ساقطًا بحرِّية. اعتبر، على سبيل المثال، جُسيمًا ما يتحرك تحت تأثير
الجاذبية على سطح أملس بأي شكل. في هذه الحالة، كلٌّ من مقدار عجلة الجُسيم واتجاهها
سيتغيران عادةً مع الزمن؛ ومن ثم فإن تحليل الحركة بعجلة ثابتة في الفصل الأول غير قابل
للتطبيق.
شكل ٥-٣: الشغل المبذول بواسطة الجاذبية.
ومع ذلك، فإن نظرية الشغل والطاقة قابلة دائمًا للتطبيق، بشرط أن نأخذ الحذر لحساب
الشغل الكلي المبذول على الجُسيم بواسطة جميع القوى المؤثرة عليه. نلاحظ أن أي سطح أملس
لا يبذل أي قوة موازية له. في هذه الحالة توجد قوتان فقط تؤثران على الجُسيم: قوة
الجاذبية التثاقلية والقوة العمودية التي يبذلها السطح. وكما لاحظنا للتوِّ، أي قوة عمودية على السطح لا
تستطيع بذل شغل؛ ومن ثَمَّ فإن لا تبذل شغلًا لأن وذلك إذا كانت إزاحة صغيرة في السطح. القوة الوحيدة التي تبذل شغلًا هي قوة
الجاذبية التثاقلية؛ ولهذا فإن المعادلة (5-12) صحيحة.
شكل ٥-٤: جُسيم يبدأ من السكون عند A سيكون له
نفس مقدار السرعة عند B
وC
وD ولن يصل أبدًا إلى
E.
إذا جعلنا الحالة «النهائية» في المعادلة (5-12) نقطة اختيارية في حركة الجُسيم، فإننا نستطيع حذف اللاحقة
“f” ونكتب:
(5-13)
المعادلة (5-13) توضح أن مقدار سرعة
الجُسيم يعتمد فقط على ارتفاعه (وعلى القيمتين الابتدائيتين و)، ولا يعتمد على شكل السطح. إذا بدأ الجُسيم من السكون فإنه لن يصل
أبدًا إلى ارتفاع أكبر من ارتفاعه الابتدائي؛ لأن المعادلة (5-13) سوف تفضي إلى قيمة سالبة ﻟ إذا كان .
شكل ٥-٥: جُسيم يبدأ من السكون عند قمة نصف كرة وأُعطيَ دفعة متناهية في الصغر
في مثال ٥-٢.
مثال ٥-٢ (جُسيم ينزلق على نصف كرة). جُسيم (كتلته ) ينزلق على سطح أملس لنصف كرة مقلوبة (نصف قطرها )، بادئًا من السكون عند القمة (تبدأ الحركة بدفعة صغيرة). عند
اللحظة التي يهبط فيها الجسم بمقدار الزاوية ، كم يكون مقدار سرعته؟ وكم يكون مقدار القوة التي يؤثر بها نصف
الكرة على الجُسيم؟ وعند أي قيمة للزاوية يطير الجُسيم بعيدًا عن السطح؟إذا أخذنا نقطة الأصل عند مركز نصف الكرة، فإن والمعادلة (5-13)
تعطي . لحساب القوة التي يبذلها نصف الكرة على الجُسيم، علينا استخدام
قانون نيوتن الثاني (). هناك قوتان تؤثران على الجُسيم:
(١)
قوة الجاذبية التثاقلية ومقدارها واتجاهها رأسيًّا إلى أسفل.
(٢)
القوة العمودية التي يبذلها السطح في الاتجاه القطري إلى
الخارج.
لا توجد قوى أخرى تؤثر على الجُسيم.
شكل ٥-٦: مخطط بيان القوة لجُسيم ينزلق على سطح نصف كروي في المثال ٥-٢.
متجه عجلة الجُسيم له مركَّبة في اتجاه نصف القطر إلى الداخل ومركبة في اتجاه المماس (إلى أسفل). لا يهمنا إلا المركبة القطرية للقوة ، التي تعطي:
(5-14a)
ويكون:
(5-14b)
بإدخال معادلة التي حصلنا عليها من نظرية الشغل والطاقة، نجد أن:
(5-15)
معادلة (5-15) ذات معنى
في أمرين: عندما تكون تعطي ، وكلما زادت تناقصت . [تحذير: بعض الطلاب سيكتب المعادلة (5-14b) على الفور دون أن يكتب
المعادلة (5-14a). الشخص الذي يفعل
ذلك غالبًا ما يفكر بالتأكيد في كقوة ثالثة تؤثر على الجُسيم وسوف تصبح في النهاية مضلِّلة.
ينبغي البدء دائمًا بوضع كل القوى على أحد جانبَي علامة التساوي و على الجانب الآخر.]عند أي قيمة للزاوية يطير الجُسيم بعيدًا؟ يجد العديد من الطلاب (بل معظمهم) صعوبة في
وضع المعيار الذي يحدد النقطة التي عندها يترك الجُسيم السطح. من المهم إدراك أن
السطح يمكن فقط أن يدفع الجُسيم ولا يستطيع جذبه. بفحص المعادلة (5-15) نرى أن عندما تكون ، عندما تكون ، عندما تكون . قيمة السالبة تعني أن السطح يتطلب جذب الجُسيم قطريًّا إلى الداخل.
وبما أن السطح لا يستطيع عمل ذلك، فإن الجُسيم سيطير بعيدًا، عندما تكون . لاحظ لو أننا كنَّا نناقش حالة خرزة تنزلق على سلك أملس
مُنْحَنٍ على شكل نصف دائرة مقلوبة، فإن السلك يستطيع (ويمكنه) أن يوفر القوة
الضرورية إلى الداخل عندما تكون .
سوف تناقَش الذبذبات بتفصيل أكثر في الفصل السادس. المدخل
لهذا الموضوع عادة عن طريق معادلة تفاضلية، ولكن نظرية الشغل والطاقة كافية للقيام
بتحليل كامل للبندول على نحو ما سنبينه في المثال التالي.
مثال ٥-٣ (حركة بندول). يتكون بندول بسيط من كتلة نقطية مربوطة في السقف بخيط لا وزن له طوله . يتأرجح البندول إلى الأمام وإلى الخلف، مع البقاء دائمًا في نفس
المستوى الرأسي. السعة الزاوية للذبذبة هي (أي عندما يكون البندول عند إحدى نهايتَي حركته القصوى، تكون
الزاوية بين الخيط والاتجاه الرأسي هي ).
(أ)
أوجد مقدار سرعة البندول والشَّد في الخيط عند اللحظة التي يصنع فيها
البندول زاوية مع الرأسي.
(ب)
بفرض أن صغيرة (أقل من ٠,١ بالتقدير الدائري)، استخدم نتيجة
(أ) لحساب الزمن الدوري للبندول؛ أي الزمن اللازم لكي يتمم البندول
ذبذبة كاملة. (أكثر صعوبة.)
شكل ٥-٧: بندول بسيط.
القوة التي يبذلها الخيط متجهة بطول الخيط وعمودية على سرعة الكتلة النقطية؛
وبناءً على ذلك، في أي فترة زمنية صغيرة تكون الإزاحة للكتلة النقطية عمودية على القوة التي يبذلها الخيط؛ ومن ثَمَّ
فإن الخيط لا يبذل شغلًا. الجاذبية فقط هي التي تبذل شغلًا على الكتلة؛ ولهذا
نستطيع استخدام المعادلة (5-13) إذا
اخترنا الصفر ليكون اللحظة التي عندها يصنع الخيط أقصى زاوية مع الرأسي (ولهذا ) واخترنا “f” ليكون اللحظة التي
عندها يصنع الخيط زاوية مع الأفقي ويكون مقدار سرعته هو ، وبهذا تعطي المعادلة (5-13):
(5-16)
لاستنتاج المعادلة (5-16) اخترنا نقطة الأصل عند السقف واستخدمنا العلاقة . بهذا نجد أن:
(5-17)
المعادلة (5-17) تعطي مقدار
السرعة عند أي نقطة في حركة البندول. أثناء الذبذبة الكاملة، يمر البندول بكل نقطة
مرتين، مرة ذهابًا إلى اليمين ومرة ذهابًا إلى اليسار.المركبة نصف القطرية للقوة تعطي:
(5-18)
حيث هو الشد في الخيط. بالحل لإيجاد واستخدام المعادلة (5-16) نجد أن
(5-19)
هذه المعادلة تقول إن تكون أكبر ما يمكن عند وأصغر ما يمكن عند . وإذا كانت صغيرة جدًّا، فإن جيبَي التمام يقتربان من الواحد ويكون كما هو متوقع.يمكننا استخدام المعادلة (5-17)
لحساب الزمن الدوري للبندول. عندما تتغير زاوية الخيط مع الرأسي من إلى تكون الكتلة قد قطعت المسافة . الزمن اللازم لكي تقطع الكتلة هذه المسافة هو:
(5-20)
الزمن اللازم لكي يتحرك البندول من أدنى نقطة في مساره إلى إحدى
نهايتَي ذبذبته يعيَّن بتكامل الجانب الأيمن للمعادلة (5-20) بالنسبة إلى من إلى . هذا الزمن يساوي رُبع الزمن الدوري ؛ وعلى ذلك نجد أن:
(5-21)
التكامل ليس أوليًّا (يسمى تكاملًا ناقصيًّا)، ولكن يمكن إجراؤه عندما
تكون صغيرة بدرجة كافية. باستخدام سلسلة ماكلورين لجيب
التمام1 (حيث تقاس بالتقدير الدائري)، يكون ، وبحذف جميع الحدود بعد الحدين الأولين نحصل على (ويكون الخطأ أقل من واحد في الألف إذا كانت بالتقدير الدائري)؛ ومن ثَمَّ فإن المعادلة (5-21) تصبح:
(5-22)
إذا غيرنا المتغير فإن التكامل يصبح:
(5-23)
عند هذه المرحلة، حتى قبل تعيين التكامل النهائي، فإنه من الواضح
بالبرهان أن الزمن الدوري لا يعتمد على السعة الزاوية (بشرط أن تكون ). هذا يعني أنه إذا وُجد بعض الإخماد البسيط في النظام (نتيجة
مقاومة الهواء، أو احتكاك في التعليق) مسببًا نقصان ببطء، فإن الزمن الدوري للبندول لا يتغير بنقصان السعة الزاوية.
هذه هي الخاصية التي تتيح استخدامه كساعة يعوَّل عليها.لإيجاد التكامل النهائي نجري تعويضًا
إضافيًّا . وباستخدام و، نجد أن:
(5-24)
ويكون:
(5-25)
إذا لم تكن السعة الزاوية للتذبذب صغيرة، فإن زمن الذبذبة يعتمد قليلًا
على السعة، ويزداد بزيادة السرعة.التفسير السابق يمكن تحديده ليعطي وصفًا كاملًا لحركة
البندول، أي يعطي صيغة
صريحة للزاوية كدالة في الزمن . إذا أخذنا عند اللحظة التي يمر فيها البندول بنقطته الدنيا، متحركًا جهة
اليمين، فإن الزمن اللازم لذهاب البندول من نقطته الدنيا إلى زاوية هو:
(5-26)
استدعينا متغير التكامل لكي نميزه عن التي هي الحد الأعلى للتكامل.بفرض، مرة ثانية، أن صغيرة جدًّا، نحصل على:
(5-27)
بتغيير متغير التكامل نجد أن:
(5-28)
بالحل لإيجاد نحصل على:
(5-29a)
التي تصف حركة تذبذبية بوضوح. لو كنا أخذنا عند اللحظة التي يكون فيها فإن المعادلة (5-29b) تستبدل بالمعادلة (5-29a) كما يلي:
(5-29b)
مثال ٥-٤ (انزلاق إلى أسفل). بدأت مزلجة من السكون متحركة إلى أسفل تلٍّ طوله وزاويته ، وتستمر بطول حقل مسطح إلى أن تصل إلى السكون على بُعد من قاعدة التل. باستخدام نظرية الشغل والطاقة، استنتج معادلة
لإيجاد معامل الاحتكاك الحركي بين المزلجة والجليد، بدلالة و و. [الركن عبارة عن منحنى لا احتكاكي قصير]. التل والحقل يكسوهما
الثلج، لكننا نفترض أن تأثير مزلجات عديدة ترتطم بالركن قد حوَّله إلى جليد أملس.
إذا كان معامل الاحتكاك الحركي للركن لا يساوي صفرًا، فإنه ليس من الصواب إهمال
تأثير الركن حتى لو كان قصيرًا جدًّا (انظر المسألة ٣-٨).إحدى طرق حل هذه المسألة أن تستخدم والمعادلات الكينماتيكية في الفصل الأول (ينبغي أن تفعل هذا).
شكل ٥-٨: انزلاق إلى أسفل فوق حقل مسطح.
نظرية الشغل والطاقة تتيح حلًّا مباشرًا
وموجزًا، إذا اخترنا الصفر “0” ليكون اللحظة التي
تكون المزلجة عندها ساكنة على قمة التل، و“f”
اللحظة التي تصل عندها أخيرًا إلى السكون عند القاعدة، فإن ؛ ومن ثَمَّ يكون (حيث و هما الشغل المبذول بالجاذبية والاحتكاك، على الترتيب). من
المعادلة (5-6) لدينا . وعلى المنحدر، مقدار القوة الاحتكاكية هو وتعمل في عكس اتجاه حركة المزلجة؛ بذلك يكون الشغل المبذول
بالاحتكاك أثناء هبوط المزلجة على المنحدر هو ، بالمثل، الشغل المبذول بالاحتكاك أثناء حركة المزلجة بطول الحقل
المسطح، هو ؛ وعليه فإن:
(5-30)
(٣) طاقة الجهد
حيثما نجد حالة تكون فيها قوة الجاذبية هي القوة الوحيدة التي تبذل شغلًا على جُسيم
ما، (يُفترض، في الوقت الحالي، أنها ثابتة في المقدار والاتجاه)، فإن المعادلة (5-12) تكون قابلة للتطبيق. يمكن إعادة
كتابة هذه المعادلة على الصورة:
(5-31)
وبما أن و لحظتان اختياريتان، فإننا نرى أن الكمية لها نفس القيمة في كل الأزمنة؛ أي إن:
(5-32)
المعادلة (5-32) تتشابه في
المحتوى مع المعادلة (5-12)، لكننا
نتأملها بطريقة مختلفة نوعًا ما. لقد أعطينا بالفعل اسمًا للكمية ، وهو طاقة الحركة. المعادلة (5-32) تنص على أن مجموع طاقة الحركة والكمية يظل ثابتًا أثناء الحركة؛ ولهذا فإن أي زيادة (أو نقصان) في طاقة
الحركة يجب أن يكون مصاحبًا بنقصان (أو زيادة) مناظر في . الكمية تسمى طاقة الجهد (الموضع)، والمعادلة (5-32) تنص على أن:
(5-33)
حاصل الجمع الثابت لطاقة الحركة وطاقة الجهد (الموضع) يسمى الطاقة
الميكانيكية الكلية، والمعادلة (5-33)
تسمى مبدأ حفظ الطاقة. (نشير هنا إلى «الطاقة الميكانيكية» لأن هناك «أنواعًا» أخرى
للطاقة. «الطاقة الميكانيكية» مصطلح يشير تحديدًا إلى الطاقة المصاحبة للموضع ومقدار
سرعة مكوِّنات نظام ما.) يجب تذكُّر أننا قد أثبتنا هذا المبدأ فقط لحالة خاصة تتحقق
فيها المعادلة (5-12) (في مثال ٥-٤، الشغل الذي يبذله الاحتكاك الحركي يُبطل المبدأ). تمديد المبدأ
إلى حالات أخرى ليس ممكنًا دائمًا، سوف نناقش الآن الظروف التي عندها يكون مثل هذا
التمديد ممكنًا.
شكل ٥-٩: الشغل الذي تبذله الجاذبية.
نظرية الشغل والطاقة، الصحيحة دائمًا (لأنها تنتج من بدون فروض إضافية)، تؤكد أن:
(5-34)
حيث الطرف الأيمن هو الشغل الكلي المبذول على الجسم لكي ينتقل من إلى . دعنا نعتبر، بوجه خاص، حالة جُسيم كتلته ومتحرك تحت تأثير الجاذبية التثاقلية لكتلة نقطية (أُبقي على موضعها ثابتًا). عندئذٍ يكون:
(5-35)
حيث المسافة بين و، و متجه وحدة يشير من إلى . وما يهمنا تحديدًا هو حالات تكون فيها و مختلفتين بما يكفي بحيث لا تُعامَل على أنها ثابتة بطول المسار من إلى . المسار الذي تقطعه عبارة عن منحنى إلى حدٍّ ما، ويمكن تقسيمه إلى خطوات صغيرة عديدة
تُمثَّل كلٌّ منها بالمتجه . يمكن تحليل إلى قطعتين؛ إحداهما توازي والأخرى متعامدة عليه. وعندما نحسب الشغل ، فإن القطعة التي توازي هي فقط التي تسهم في حاصل الضرب القياسي. وإذا أدخلنا إحداثيات قطبية
(بأخذ نقطة الأصل عند )، فإن المتجه يبدأ من النقطة ذات الإحداثيات القطبية إلى النقطة المجاورة . القطعة بطول الاتجاه القطري هي ؛ وبهذا نجد أن:
(5-36)
حيث .
لتكن ، وبإضافة جميع الإسهامات من كل الخطوات، نجد أن:
(5-37)
يوضح هذا الحساب أن الشغل المبذول بالجاذبية يعتمد فقط على نقطتَي نهاية
المسار؛ ومن ثَمَّ يكون هو نفسه لكل المسارات بين هاتين النقطتين (أوضحنا هذا سابقًا
بفرض أن قوة الجاذبية التثاقلية ثابتة). بإدخال المعادلة (5-37) في المعادلة (5-34) نجد أن:
(5-38)
أو بصيغة مكافئة:
(5-39)
في هذه الحالة نسمي طاقة الجهد التثاقلية لأن مجموع هذه الكمية وطاقة الحركة يظل
ثابتًا.
ذكرنا في الفصل الثالث أن (بفرض أن الأرض كروية) قوة
الجاذبية التثاقلية التي تبذلها كتلة نقطية ( كتلة الأرض) موضوعة عند مركز الأرض (أوضحنا برسم تخطيطي كيفية إثبات
هذا بحساب التكامل، لكن لم نعرض البرهان تفصيلًا). بما أن هي قوة الجاذبية التثاقلية لوحدة الكتلة المؤثرة على جسم ما بالقرب
من سطح الأرض، فإنه ينتج أن:
(5-40)
حيث نصف قطر الأرض. فضلًا عن ذلك، إذا كنا نناقش حركة جُسيم ما قريب من
سطح الأرض، فينبغي أن نكون قادرين على توضيح أن طاقة الجهد (حيث المسافة بين ومركز الأرض) تكافئ طاقة الجهد التي سبق تعريفها
. لإدراك هذا نكتب ؛ حيث ارتفاع الجُسيم فوق سطح الأرض. إذا كان ، فإننا نستطيع استخدام نظرية ذات الحدين2 لنكتب:
(5-41)
وهكذا نرى أن التعبيرين الخاصين بطاقة الجهد مختلفان فقط بثابت إضافي
(جمعي) لا يعتمد على . وحيث إنه في جميع الحسابات لا يدخل إلا فرق طاقة الموضع (الجهد) بين
نقطتين، فإن التعبيرين في حقيقة الأمر متكافئان.
خاصية قوة الجاذبية التثاقلية التي مكنتنا من تعريف طاقة الجهد (أي إيجاد كمية تعتمد
فقط على موضع الجُسيم بحيث يظل مجموع تلك الكمية وطاقة الحركة ثابتًا) هي ما يلي: الشغل
المبذول بواسطة الجاذبية على جُسيم ما يتحرك بين نقطتين لا يعتمد على المسار. سوف نوضح
الآن أنه حيثما يكون للقوة المؤثرة على جُسيم ما خاصية أن الشغل لا يعتمد على المسار، فإنه يمكن
تعريف طاقة الجهد.
واختصارًا للكلمات، نقدم التعريف الآتي: توصف قوة ما بأنها محافظة إذا كان الشغل الذي تبذله على جُسيم ما يتحرك بين أي نقطتين هو نفسه لجميع المسارات بين هاتين
النقطتين.
لقد رأينا فعلًا أن الجاذبية قوة محافظة، وأثبتنا هذا فقط للحالة التي تُعزى فيها
قوة
الجاذبية التثاقلية إلى جُسيم مفرد، لكن إذا كانت قوة الجاذبية التثاقلية تعزى إلى عدة
كتل نقطية في مواضع مختلفة، فإن القوة تكون جمعيَّة متجهيًّا (أي إن صافي القوة يكون
حاصل الجمع المتجهي للقوى المبذولة بواسطة كتل مفردة)؛ وعليه يكون الشغل جمعيًّا؛ ومن
ثَمَّ يكون الشغل الكلي هو نفسه لكل المسارات بين أي نقطتين محددتين.
شكل ٥-١٠: أي قوة متجهة نحو P أو مبتعدة عنها
يمكن أن تكون أو لا تكون محافظة.
نفس التفسير الذي أوضح أن قوة الجاذبية التثاقلية نتيجة كتلة نقطية مفردة تكون
محافظة، يوضح أيضًا أن أي قوة متجهة نحو نقطة ثابتة في المكان (أو مبتعدة عن)، ويعتمد
مقدارها فقط على بُعدها عن تلك النقطة، تكون قوة محافظة. ومع ذلك، إذا كانت القوة
متجهةنحو نقطة ثابتة، لكن مقدارها يعتمد على البُعد والاتجاه بالنسبة إلى النقطة
الثابتة، فإن القوة لا تكون محافظة. في شكل ٥-١٠، حيث القوة متجهة
دائمًا نحو النقطة P، دعنا نقارن الشغل المبذول على
المسار AB بالشغل المبذول على المسار
ACDB (AC
وDB قوسان في دائرتين مركزهما
P). لا يوجد شغل مبذول على
AC أو DB؛ لأن
القوة تكون عمودية على الإزاحة عند كل خطوة ضئيلة. إذا كان مقدار القوة يعتمد فقط على
البعد عن P، فإن الشغل المبذول على المسار
AB هو نفس الشكل المبذول على المسار
CD. لكن إذا كان مقدار القوة يعتمد على الاتجاه من
P فإن الشغل المبذول على المسار
AB لا يكون مساويًا للشغل المبذول على المسار
CD؛ ومن ثَمَّ لا يكون الشغل المبذول على المسار
AB مساويًا للشغل المبذول على المسار
ACDB.
الاحتكاك مثال مهم لقوة غير محافظة. إذا ملئ حيِّز ما بوسط (مثلًا هواء أو ماء) يبذل
قوة معوِّقة على جسم متحرك، فإن الشغل الذي تبذله هذه القوة المعوِّقة (الاحتكاك) يعتمد
على طول المسار الذي يقطعه الجسم، ويعتمد أيضًا على مقدار السرعة التي يجتاز بها الجسم
هذا المسار.
شكل ٥-١١: رسم تخطيطي لبرهان المعادلة (5-43).
إذا كانت قوة ما محافظة، فإن الشغل الذي تبذله على جُسيم ما يتحرك من إلى يكون دالة فقط في و ولا يعتمد على المسار. نسمي الشغل . الدالة لها شكل خاص؛ فهي الفرق لدالة في ونفس الدالة في . لإدراك هذا، نلتقط اختياريًّا نقطة ما مثبتة (تسمى نقطة الإسناد)، ونعرِّف:
(5-42)
أي إن هو الشغل الذي تبذله على جُسيم متحرك من إلى نقطة الإسناد. بما أن لا يعتمد على المسار، فإننا نستطيع اختيار مسار يبدأ من حتى ، ثم يستمر من إلى ؛ وبهذا نجد أن . لكن لأن أحد المسارين من إلى هو مسار الطول الصفري؛ وبناءً على ذلك يكون:
(5-43)
ترتيبًا على ذلك، إذا كانت جميع القوى التي تبذل شغلًا محافظة، فإن نظرية
الشغل والطاقة تعطي:
(5-44)
وهذه المعادلة تعني ضمنًا أن:
(5-45)
الدالة تسمى طاقة الجهد، والمعادلة (5-45) هي نص مبدأ حفظ الطاقة.
إذا تحرك جُسيم تحت تأثير قوة (أو قوى) محافظة بجهد مصاحب وأيضًا تحت تأثير قوة غير محافظة (مثل الاحتكاك)، فإن نظرية الشغل
والطاقة تعطي (باستخدام K.E. و
P.E. لترمزا إلى طاقتَي حركة وجهد):
(5-46)
حيث هو الشغل الذي تبذله القوى غير المحافظة أثناء حركة الجُسيم من إلى . إذا كانت القوة غير المحافظة هي معوِّقة احتكاكية في عكس اتجاه
الحركة، فإن .
نقطة الإسناد اختيارية، والتغير في نقطة الإسناد يؤدي إلى تغير طاقة الجهد عند
جميع النقاط بواسطة ثابت جمْعي (أثبت هذا!). وحيث إن المعادلة (5-44) تشتمل على فرق طاقتَي الجهد عند
نقطتين، فإن الثابت الجمعي في لن يغيِّر أي شيء. التعريف الذي تقدمه المعادلة (5-42) يعني ضمنًا أن ؛ وبناءً على ذلك، إذا عرَّفنا طاقة جهد الجاذبية بأنها ، فإننا قد اخترنا نقطة الإسناد كنقطة لا نهائية البعد عن النقطة . وإذا اخترنا نقطة الإسناد كنقطة على سطح الأرض، فإن . في هذه الحالة يكون الجهد عند نقاط قريبة من سطح الأرض هو ، وهو ما يتفق مع عملنا السابق.
مثال ٥-٥ (سرعة الإفلات من الأرض). بأي سرعة يجب إطلاق مقذوف من سطح الأرض لكي يُفلت (يهرب) إلى ما لا نهاية؟ (أهمل
مقاومة الهواء، وتأثير دوران الأرض، وتأثير كلٍّ من الشمس والقمر).إذا كان هو مقدار سرعة المقذوف عند مغادرته الأرض، و مقدار سرعته عندما يكون بعيدًا إلى ما لا نهاية (أي يكون بُعده
عن الأرض كبيرًا بأضعاف نصف قطر الأرض ). عندئذ تعني المعادلة (5-45) أن:
(5-47)
ما يهمنا هو أقل قيمة للسرعة التي تتيح للمقذوف أن يصل إلى ما لا نهاية. بوضع نجد أن . هذه السرعة تسمى سرعة الإفلات (أو الهروب) من الأرض. لاحظ أن ؛ حيث هي سرعة قمر صناعي ما في مسار دائري نصف قطره يساوي نصف قطر
الأرض (انظر الفصل الثالث)، عدديًّا، و. أحيانًا يصف علماء الفضاء وكُتَّاب الخيال العلمي مدار الأرض
المنخفض بأنه «نصف الطريق إلى أي مكان» أو «نصف الطريق إلى ما لا نهاية»؛ لأن طاقة
حركة المقذوف في مدار الأرض المنخفض تساوي نصف طاقة الحركة اللازمة للهروب كليًّا
من تأثير جاذبية الأرض.
(٤) دلالة أكثر عمومية للطاقة (نقاش كيفي)
من المحتمل أن يكون القارئ على دراية بأن نظرية الشغل والطاقة تكفي لأغراضنا في
المرحلة التمهيدية للفيزياء بقدر ما يُحَلُّ من المسائل. وإدخال مفهوم طاقة الجهد لم
يكن ضروريًّا في الواقع. ومع ذلك، فإن أي مقرر في الميكانيكا يعرض لمفهوم «طاقة الجهد»
ويشجع الطلاب على استخدام مبدأ حفظ الطاقة بقدر الإمكان. لكن الطالب عليه أن يتذكر
دائمًا أن الطاقة الميكانيكية لا تكون محفوظة في وجود قوى غير محافظة (أكثرها شيوعًا
قوة الاحتكاك).
ما السبب في هذا التوكيد والتشديد على الطاقة وحفظ الطاقة عندما لا يبدو دائمًا أن
المبدأ الأخير صحيح؟ الإجابة هي: إذا نظرنا إلى الأشياء بتفصيل كافٍ (قد يتطلب هذا
مجهرًا (ميكروسكوبًا) عالي القدرة)، فإننا سوف نجد أن الطاقة محفوظة دائمًا.
اعتبر، على سبيل المثال، قالبًا ينزلق على منضدة أفقية ويصل في النهاية إلى السكون
بسبب الاحتكاك. في البداية كان للقالب طاقة حركة، وفي النهاية لم تكن له طاقة حركة.
طاقة جهد الجاذبية التثاقلية للقالب هي نفسها في حالتَي البداية والنهاية؛ وبناءً على
ذلك لا تكون الطاقة الميكانيكية (كما عرَّفناها) محفوظة، والطاقة الميكانيكية النهائية
مطروحًا منها الطاقة الميكانيكية الابتدائية تساوي ، الشغل الذي يبذله الاحتكاك، لكن إذا فحصنا القالب بمجهر ذي قدرة
كافية فسوف نرى أن الجزيئات المفردة في القالب ليست ساكنة، وإنما تهتز حول مواضع
اتزانها بطريقة عشوائية. فضلًا عن ذلك، سوف نرى أن كمية الاهتزاز الجزيئي في الحالة
النهائية للقالب أكبر قليلًا من كمية الاهتزاز الجزيئي في الحالة الابتدائية. وعلى
المستوى العياني، سنجد أن القالب في حالته النهائية أدفأ قليلًا منه في الحالة
الابتدائية. بالمثل، تزداد اهتزازات جزيئات المنضدة عندما ينزلق القالب عليها، ويصبح
سطح المنضدة أدفأ قليلًا. لكل جزيء مهتز طاقة حركة، وهناك كمية ملموسة من طاقة حركة
«غير مرئية» في شكل اهتزاز جزيئي.
عندما نتحدث عن «طاقة الحركة» في الميكانيكا الكلاسيكية، فإننا نرجع فقط إلى طاقة
الحركة المرئية للقالب (أي ؛ حيث و هما كتلة القالب وسرعته) ولا نقتفي أثر طاقة الحركة الخفية «غير
المرئية». وإذا ما أخذنا في تقديرنا طاقة الحركة الخفية فإننا سنجد أن الطاقة
الميكانيكية الكلية للنظام (القالب + المنضدة) في الحالة النهائية تساوي الطاقة
الميكانيكية الكلية للنظام (القالب + المنضدة) في الحالة الابتدائية. باختصار، طاقة
الحركة المجهرية التي يفقدها القالب تحوَّلت إلى طاقة حركة زائدة للجزيئات المهتزة في
القالب وفي المنضدة. من وجهة النظر الماكروسكوبية (العيانية) للميكانيكا الكلاسيكية،
يمكن للطاقة أن تُفقد، ولكن من وجهة النظر الميكروسكوبية (المجهرية)، يتحول بعض الطاقة
فقط إلى طاقة مرئية أقل.
استكمالا للمناقشة، ينبغي ملاحظة أن الطاقة «الخفية» ليست بالضرورة طاقة حركية،
ولكنها يمكن أيضًا أن تكون طاقة جهد. على سبيل المثال، عندما تصل طلقة رصاص إلى السكون
في قالب خشبي، لا تتحول كل طاقة حركتها إلى طاقة حركة اهتزاز جزيئي؛ فالخشب له طاقة جهد
داخلية تعتمد على ترتيب الجزيئات الذي يتغير عند دخول طلقة الرصاص في القالب، وتتحول
طاقة حركة الطلقة جزئيًّا إلى طاقة اهتزاز جزيئي، وجزئيًّا إلى طاقة جهد داخلية
للخشب.
البرهنة على حقيقة أن الطاقة (المعرَّفة تقريبيًّا) محافظة دائمًا تقع خارج نطاق
ميكانيكا نيوتن؛ فالميكانيكا النيوتونية تستطيع على نحوٍ رائع أن تقدم توقعات عديدة لا
تعتمد على ما يحدث على المستوى المجهري، والوصف الدقيق للعديد من هذه الظواهر يتطلب
ميكانيكا الكوانتم (الكم) التي تختلف جذريًّا عن الميكانيكا النيوتونية. وإننا نؤكد
للمرة الثانية على أنه في إطار تعريفنا الماكروسكوبي (المفيد رغم اختصاره) للطاقة، يمكن
لطاقة نظام ما أن تكون أو لا تكون محافظة.
(٥) التصادمات المرنة وغير المرنة
سبق أن ناقشنا التصادم الذي يلتصق فيه جسمان متصادمان معًا. في هذه الحالة تُعيَّن
السرعة النهائية باستخدام مبدأ حفظ كمية التحرك. وبصورة خاصة، دعنا نعتبر جُسيمًا كتلته
وسرعته يتصادم مع جُسيم كتلته كان ساكنًا في البداية. إذا التصق الجسمان معًا، فإن السرعة النهائية
تكون وتكون طاقة الحركة النهائية هي:
(5-48)
وبما أن طاقة الحركة الابتدائية كانت ، فإنه يكون لدينا:
(5-49)
وبناءً على ذلك، إذا كان فإننا نجد أن نصف طاقة الحركة الأصلية قد فُقِد في التصادم. وطبقًا
للمناقشة الواردة في القسم السابق، تكون الطاقة المفقودة قد تحوَّلت إلى طاقة حركة
جزيئية وطاقة جهد داخلية للجسمين المتصادمين. وحقيقة أن هذين الجسمين يلتصقان معًا تضمن
وجود آلية ما لتحويل طاقة حركة عيانية (ماكروسكوبية) إلى طاقة حركة وجهد مجهرية
(ميكروسكوبية) «غير مرئية». إذا لم توجد مثل هذه الآلية، فإن الجسمين المتصادمين لا
يمكن أن يلتصقا معًا.
التصادم الذي تكون فيه طاقة الحركة الماكروسكوبية النهائية أصغر من طاقة الحركة
الماكروسكوبية الابتدائية يسمى تصادمًا غير مرن. إذا كانت طاقة الحركة النهائية مساوية
لطاقة الحركة الابتدائية، فإن التصادم يسمى تصادمًا مرنًا. التصادم بين كرتين مَلساوَين
من الصلب غالبًا ما يكون مرنًا تمامًا (تام المرونة). هناك، طبعًا، درجات متغيرة لعدم
المرونة؛ على سبيل المثال، يمكن أن تكون طاقة الحركة النهائية أقل قليلًا من طاقة
الحركة الابتدائية، حتى لو كان الجسمان المتصادمان لا يلتصقان معًا.
وعندما يتصادم جُسيمان، فإنه يوجد (كما سبق أن ناقشنا) حالات نهائية عديدة ممكنة
ومتسقة مع مبدأ حفظ كمية الحركة. ومن السهل توضيح أنه من بين جميع هذه الحالات تكون
الحالة الأقل طاقة حركة هي الحالة التي يكون فيها للجُسيمين نفس السرعة النهائية؛ أي
إنهما يلتصقان معًا. التصادم الذي يلتصق فيه الجُسيمان معًا يسمى التصادم غير المرن
تمامًا (أو غير تام المرونة). بدقة أكثر، لا بد أن نسمِّي مثل هذا التصادم أكثر تصادم
غير مرن؛ لأنه بصورة عامة لا يزال هناك بعض الطاقة الحركية الماكروسكوبية في الحالة
النهائية. حفظ كمية التحرك يضع حدًّا لكمية طاقة الحركة التي يمكن تحوُّلها إلى الشكل
المجهري. وعندما يلتصق معًا جُسيمان متصادمان فإن طاقة الحركة النهائية تكون ؛ حيث هي كمية التحرك الكلية و الكتلة الكلية.
إذا كان النظام خاليًا من أي قوى خارجية، فإن كمية التحرك الكلية تكون محافظة. وبخلاف
الطاقة، لا يمكن تحويل كمية التحرك إلى صورة «غير مرئية»، ولن يحمل الاهتزاز الجزيئي
العشوائي أي كمية تحرك صافية لأن جزيئات عديدة تتحرك في اتجاه ما، وأخرى مثلها تتحرك
في
اتجاه آخر. إذا كانت هناك سرعة غير عشوائية «سرعة انسياق» متراكبة على الاهتزاز، فإن
الجسم بأكمله سوف يتحرك بسرعة الانسياق هذه؛ وبذلك تكون كمية التحرك كلها مرئية،
ويمكننا توقع أن تكون كمية التحرك محافظة حتى عندما لا تكون الطاقة (ظاهريًّا) كذلك،
بشرط ألا تؤثر أي قوة خارجية على النظام.
شكل ٥-١٢: قبل وبعد تصادم مرن في بعد واحد.
رأينا أن حفظ كمية التحرك يحدد تمامًا الحالة النهائية في تصادم غير مرن تمامًا.
ثَمَّةَ موقف آخر مهم تكون فيه الحالة النهائية محددة تمامًا؛ وهو التصادم المرن في
بُعد واحد. ونقصد «بالبعد الواحد» أن توجد جميع الجُسيمات على خط، مثل المحور . توجد سرعتان مجهولتان في الحالة النهائية (نسميهما و). ويفرض حفظ كمية التحرك شرطًا واحدًا على المجهولين، إذا كنا نطلب
أيضًا حفظًا للطاقة، يكون لدينا معادلة أخرى؛ ومن ثَمَّ تُحدد الحالة النهائية.
للتبسيط، نفترض أن ساكن في البداية، وأن في البداية كانت سرعته . حفظ كمية التحرك يتطلب:
(5-50)
وحفظ الطاقة يتطلب:
(5-51)
وبحل المعادلة (5-50)
لإيجاد يكون:
(5-52)
وبالتعويض بالمعادلة (5-52)
في المعادلة (5-51) نحصل على المعادلة
التربيعية:
(5-53)
لإيجاد المجهول . بقليل من الجبر يمكن إعادة كتابة هذه المعادلة على الصورة:
(5-54)
وجذراها هما و. ما المغزى الفيزيائي لهذين الجذرين؟ إذا كان فإن المعادلة (5-52)
تعني ضمنًا أن . هذا الحل، الذي فيه تكون السرعتان النهائيتان لكلا الجُسيمين
متماثلتين مع سرعتيهما الابتدائيتين، يفي بوضوح حفظ الطاقة وكمية التحرك، لكنه
فيزيائيًّا يكون ذا معنى فقط إذا لم يكن هناك تآثر بين الجُسيمين (بحيث يمكن للكتلة أن تعبر خلال دون أن تبذل قوة عليها).
الحل الآخر هو:
(5-55)
ويعني (باستخدام المعادلة (5-52)) أن
المعادلة:
(5-56)
هي المهمة فيزيائيًّا.
من المفيد تعليميًّا فحص المعادلتين (5-55) و(5-56) في
حالات حدِّية متنوعة، لكي نرى ما إذا كانت الصياغتان متَّسقتين مع توقعاتنا. هناك ثلاث
حالات حدِّية يمكن فهمها ببساطة:
(١)
افترض أن (كرة تنس الطاولة تصطدم مباشرةً بكرة بولينج ثابتة).
نتوقع أن تظل كرة البولينج ساكنة أساسًا وترتد كرة الطاولة (مثلما ترتد من
حائط صلد) بسرعة تساوي سرعتها الابتدائية في المقدار وتُضادُّها في
الاتجاه؛ بهذا نتوقع أن يكون و، وهو ما يتفق مع المعادلتين (5-55) و(5-56) عندما يكون .
(٢)
افترض أن = ؛ عندئذٍ تؤدي المعادلتان (5-55) و(5-56) إلى أن يكون و؛ أي إن الجُسيمين يتبادلان السرعتين. هذا الحل مألوف لدى
لاعبي البلياردو ودفع الأقراص، ويمكن فهمه بسهولة بالنظر إلى التصادم من
منظور إطار قصوري آخر، نظام مركز الكتلة. سرعة مركز الكتلة هي ، وفي هذا الإطار يكون التصادم متماثلًا؛ أي إن سرعة
الجُسيم رقم ١ في البداية هي وسرعة الجُسيم رقم ٢ في البداية هي . وفي التصادم المرن المتماثل تكون السرعة النهائية لكل
جُسيم مجرد سالب سرعته الابتدائية؛ ولهذا فإنه في نظام مركز الكتلة تكون
السرعة النهائية للجُسيم رقم ١ هي والسرعة النهائية للجُسيم رقم ٢ هي . لترجمة هذا بلغة الراصد الثابت نضيف (سرعة مركز الكتلة) إلى كلٍّ من هاتين السرعتين؛ فينتج
أن و.
(٣)
افترض أن (كرة بولينج تصطدم مباشرةً بكرة طاولة ساكنة). هذا
التصادم يسبب تغيرًا مهمَلًا في سرعة الجسم الثقيل؛ ولهذا فإن ، وذلك في اتفاق مع المعادلة (5-56). في هذه الحالة يكون
لمركز الكتلة بصورة أساسية نفس سرعة الجسم الثقيل؛ أي إن . في نظام مركز الكتلة، يقترب الجسم الخفيف من الجسم
الثقيل بسرعة ، ثم يرتد (مثلما يرتد من جدار صلدٍ) بسرعة ؛ وبناءً على ذلك، من وجهة نظر الراصد الثابت، تتفق مع المعادلة (5-55).
توضح المناقشة السابقة جانبًا مهمًّا من طريقة جيدة لحل المسائل. إذا كان هناك
بارامتر ما متغير (مثل ) في المسألة، فإنه كثيرًا ما يكفي التعليل المنطقي البسيط لتوقع
الإجابة بالنسبة إلى قيم خاصة معينة لذلك البارامتر. إذا كان حلُّك لا يوافق توقعاتك
في
هذه الحالات الخاصة، فإنه إما أن يكون حلُّك خطأً (خطأً جبريًّا أو أمرًا ما أكثر
جدية؟) أو تكون توقعاتك غير سليمة.
(٥-١) السرعة النسبية في تصادمات مرنة أحادية البعد
افترض أننا نريد تحليل تصادم مرن أُحادي البُعد لا يكون الجُسيم (رقم ٢) الذي
يمثل الهدف فيه ساكنًا في البداية. نستطيع إجراء الجبر، أو نذهب، إذا كنا كسالى،
إلى إطار ما يكون الجُسيم فيه ساكنًا في البداية. في هذا الإطار يمكننا
استخدام نتائج القسم [التصادمات المرنة وغير
المرنة]. انتقال السرعات من الإطار وإعادتها إلى الإطار الأصلي (نسميه
A) أمر عادي لأن السرعات في تختلف عن السرعات المناظرة في A
بثابت جمعي (السرعة النسبية للإطارين).
شكل ٥-١٣: تصادم مرن في بعد واحد، لتبسيط التحليل، رُسمت كل السرعات في نفس
الاتجاه.
إذا رمزنا للسرعتين الابتدائية والنهائية في الإطار بالرمزين و، فإن المعادلتين (5-55) و(5-56)
تعطيان (لاحظ أن ):
(5-57)
لكن بما أن و (حيث و ترمزان للسرعتين الابتدائية والنهائية في الإطار
A)؛ فيكون لدينا:
(5-58)
وهكذا، في التصادم المرن أحادي البعد، تكون السرعة النسبية للجُسيمات معكوسة في
الاتجاه، ولكنها لا تتغير في المقدار. هذه نتيجة مفيدة في مسائل عديدة تشمل تصادمات
أحادية البعد إذا كانت طاقة الحركة محفوظة.
(٥-٢) تصادمات مرنة ثنائية البعد
على عكس التصادمات المرنة أحادية البُعد،
الحالة النهائية في تصادم مرن ثنائي البعد لا تحدَّد فقط عن طريق حفظ الطاقة وكمية
التحرك. هناك أربع كميات مجهولة في الحالة النهائية (المركبتان و للسرعتين و، أو مقدار السرعتين واتجاهاهما). حفظ المركبتين و لكمية التحرك يفرض شرطين، وحفظ الطاقة يفرض شرطًا ثالثًا؛ وبناءً
على ذلك يوجد بارامتر حرٌّ واحد في الحالة النهائية. على سبيل المثال، إذا حددنا
اتجاه ، فإنه يُحدِّد مقدار ومقدار واتجاه . ما المعلومات الإضافية (زيادة على متجهي السرعة الابتدائية)
التي يجب أن تتوفر لدينا بشأن الحالة الابتدائية لكي نتوقع الحالة النهائية تمامًا؟
للتبسيط، دعنا نفترض أن كانت ساكنة في البداية وأن الجسمين المتصادمين هما قرصَا هوكي
الجليد. في شكل ٥-١٥(أ) و(ب)، الكرة رقم ١ لها نفس السرعة، ولكن
الحالتين النهائيتين في كلٍّ من الموقفين هنا سوف تختلفان. في (أ) التصادم مباشر
(مستقيم)، بينما في (ب) الكرة رقم ١ تتصادم تصادمًا غير مباشر مع رقم ٢. ولوصف
الحالة الابتدائية تمامًا يجب أن نحدد إلى أي حد من الصواب استهدفت رقم ١ عند رقم
٢. يتم هذا عادةً بإعطاء قيمة بارامتر الصدْم (انظر شكل ٥-١٥)، وهو مقدار المسافة من مركز رقم ٢ التي سوف
يخطئها مركز رقم ١ إذا لم تنحرف الكرة رقم ١. قد يجد القارئ المهتم أنه من المفيد
حساب و بدلالة وبارامتر الصدْم، لكننا نحذف الحساب هنا. الفكرة الدليلية هي أنه
إذا كان سطحَا الكرتين أملسين، فإن اتجاه (أي اتجاه الدفع المعطى للكرة رقم ٢) يكون بطول الخط من مركز رقم
١ إلى مركز رقم ٢ في لحظة تلامس الكرتين. في البعد الواحد يكون اللاعبان بارعين
تمامًا في الرماية؛ أي إن بارامتر الصدم يساوي صفرًا دائمًا.
شكل ٥-١٤: تصادم مرن في بعدين.
شكل ٥-١٥: تصادم جسمين لهما بارامتر صدْم.
(٦) القدرة ووحدات الشغل
الشغل له وحدات (القوة) × (المسافة). وحدة الشغل في النظام الإنجليزي هي قدم-رطل
(ft-lb). وفي النظام المتري تكون وحدة الشغل هي
نيوتن-متر، وتسمى عادةً الجول joule. يجب أن يتحقق
القارئ من أن 1 joule = .738 ft-lb.
في حالات كثيرة، يهتم المرء بالمعدَّل الذي يبذل به الشغل. على سبيل المثال، معدل
قدرة حصان لمحرك ما يقيس المعدل الذي يبذل به المحرك شغلًا، فأي محرك يمكنه أداء كمية
كبيرة من الشغل إذا أتيح له أن يعمل لفترة زمنية طويلة بالقدر الكافي. بالمثل، يقيس
معدل الواطية لمصباح كهربي كمية الطاقة (لكل وحدة زمنية) التي يجب أن يزَوَّد بها
المصباح ليظل يعمل. إذا كان المصباح يعمل بواسطة مولد بالقدرة البشرية أو البخارية، فإن
المولد يجب أن يبذل شغلًا بمعدل يساوي الواطية.
معدل الشغل المبذول يسمى القدرة، وتقاس القدرة بوحدات (الشغل)/(الزمن) أو
(الطاقة)/(الزمن)؛ لأن الشغل والطاقة لهما نفس الوحدات. وحدة القدرة في النظام
الإنجليزي تساوي 1 ft-lb/sec. هذه الوحدة ليس
لها اسم آخر، ولكن وحدة قدرة حصان واحد تساوي
550 ft-lb/sec. وبهذا فإن محركًا قدرته نصف
قدرة حصان يستطيع أن يبذل شغلًا بمعدل ٢٧٥ قدمًا-رطلًا لكل ثانية. وبتوصيل تروس مناسبة
إلى عمود الخرْج نستطيع استخدام المحرك ليرفع وزن ٢٥ رطلًا بمعدل
11 ft/sec أو وزن ٥٠ رطلًا بمعدل
5.5 ft/sec، وهكذا. في النظام المتري تكون
وحدة القدرة هي واحد جول/ثانية، وتسمى ١ واط. وبما أن الواط الواحد يساوي
0.738 ft-lb/sec فينتج من ذلك أن قدرة حصان
واحد = ٧٤٦ واط = ٠,٧٤٦ كيلوواط. وبما أن الواط والكيلوواط لهما وحدات (طاقة)/(زمن)،
فإن الكيلوواط ساعة يمكن استخدامها كوحدة للطاقة . (الكيلوواط ساعة الذي يدفع المستهلك في فيلادلفيا مقابلًا له مقداره
١٥ سنتا، هو الطاقة اللازمة لرفع سيارة متوسطة من الأرض إلى سطح المراقبة لمبنى
الإمباير ستيت.)
يقاس محتوى الغذاء من الطاقة بوحدات السُّعرات الغذائية. السُّعر الغذائي الواحد
يساوي ٤١٨٤ جول أو 3085.96003 ft-lbs. السعر
(الكالوري) الغذائي يساوي ١٠٠٠ وحدة علمية كالوري. والكالوري هو كمية الحرارة اللازمة
لرفع درجة حرارة جرام واحد من الماء بمقدار درجة واحدة مئوية. يستهلك الفرد الأمريكي
متوسط العمر حوالي ٣٠٠٠ كالوري في اليوم (التقديرات تختلف)، ومعدل استهلاكه للطاقة يبلغ
. يفاد من معظم هذه الطاقة في تعزيز العمليات البيولوجية ويظهر أخيرًا
في صورة حرارة يطلقها الجسم. ولهذا ربما يكون من الملائم للجامعات التي تزعجها تكاليف
الطاقة العالية أن تستخدم الطلاب كمصدر كبير للحرارة في مباني الاجتماعات
العامة.
متسلق الجبال سليم البنية يستطيع التسلق (على ارتفاعات منخفضة) بمعدل ٣٠٠ متر رأسي
كل
ساعة لبضع ساعات. إذا كانت كتلته 60 kg، فإن
المعدل الذي يبذل به شغلًا مفيدًا (أي الشغل الذي يظهر كزيادة في طاقة الجهد التثاقلي
بدلًا من أن يظهر كحرارة يطلقها الجسم) يساوي . وهكذا فإن مصباحًا قدرته ٦٠ واط يكافئ مجهود إنسان صحيح الجسم طوال
ساعات الدوام المعتادة. ويستطيع بعض الرياضيين أن يؤدوا شغلًا مفيدًا بمعدل قدرة حصان
واحد لمدة زمنية قصيرة جدًّا (على سبيل المثال، لاعب كرة القدم الذي يزن ١٨٤ رطلًا يمكن
أن يصعد درجات السلم بمعدل ثلاثة أقدام رأسية كل ثانية). إحدى الطرق الممتازة لحث نوبة
قلبية هي الدفع بقوة على مؤخرة سيارة متحركة. فالدفع بقوة ٥٥ رطلًا على سيارة متحركة
بسرعة ١٠ أقدام/ثانية يعادل بذل شغل بمعدل قدرة حصان واحد.
إذا أثرت قوة على جسم وأزاحته إزاحة صغيرة خلال فترة زمنية صغيرة ، فإن الشغل الذي تبذله القوة يساوي ومعدل الشغل يساوي . إذا كان الجسم الذي أثرت عليه القوة عبارة عن جُسيم كتلته ، وإذا كانت هي القوة الكلية المؤثرة على الجُسيم، فإن والقدرة الكلية التي تطلقها هي .
مثال ٥-٦ (قدرة الجُسيم). جُسيم كتلته 2 kg يتحرك بطول المحور ، وموضعه في الزمن يُعطى بالمعادلة ؛ حيث بالأمتار و بالثواني. احسب القدرة اللحظية التي تُعطى للجُسيم عند و.السرعة هي والعجلة هي لإيجاد قيمة عند و نجد أن القدرة اللحظية تساوي ٣٦ واط عند و٦٤- عند . القيمة السالبة عند تنتج من حقيقة أن القوة والسرعة عند تلك اللحظة لهما اتجاهان
متعاكسان.
(٧) مسائل الشغل وحفظ الطاقة
المسألة ٥-١. مضرب تنس (في يد قابضة عليه بإحكام) متحرك بسرعة مقدارها ، يضرب كرة متحركة بسرعة . ما أقصى سرعة ممكنة للكرة بعد ضربها؟
المسألة ٥-٢. قالب كتلته تحرَّر على وتد كتلته عند ارتفاع فوق الأرضية كما هو موضح في شكل ٥-١٦. جميع
الأسطح لا احتكاكية. بيِّن أن مقدار سرعة الوتد عند ارتطام القالب بالأرضية يُعطى
بالمعادلة:
المسألة ٥-٣. قافز بالحبال (كتلته 80.0 kg) يقفز من جسر
عالٍ، وحبل التسلق مهمل الكتلة. أحد طرفَي الحبل مربوط بالجسر، والطرف الآخر مربوط
بعُدَّة القافز. الطول غير الممطوط للحبل ، وعندما يمتد إلى فإنه يبذل قوة استرداد مقدارها (وهذا ما يسمى قانون هوك)؛ حيث .
(أ)
على أي بُعد أسفل الجسر يبلغ القافز أقصى سرعة؟
(ب)
احسب أقصى سرعة.
(جـ)
على أي بُعد أسفل الجسر يبلغ القافز أقصى عجلة؟
(د)
احسب أقصى عجلة.
(هـ)
احسب أقصى بُعد للقافز عن الجسر.
المسألة ٥-٤. إذا ضاعفت طول الحبل الذي يخضع لقانون هوك، فإن ثابت قانون هوك () ينقص بمعامل ٢. والأكثر عمومية (وضح هذا)، إذا كان هو ثابت قانون هوك لحبل طوله الوحدة، فإن ثابت قانون هوك لحبل
طوله غير الممطوط هو . إذا كنت قافز حبال تستخدم حبلًا يتبع قانون هوك طوله غير
الممطوط (أحد طرفيه مربوط بالجسر والطرف الآخر مربوط بُعدَّتك) فوضِّح أن
أقصى شد لاحق في الحبل لا يعتمد على . (افترض أن كتلة الحبل مهملة مقارنةً بكتلتك، ومن ثم يمكن
إهمالها كليًّا).
المسألة ٥-٥. أثبت أنه إذا كان التصادم يحفظ كمية التحرك وطاقة الحركة في إطار قصوري
A، فإنه أيضًا يحفظ الطاقة وكمية التحرك في أي
نظام قصوري . (لاحظ أنه إذا كان لنقطة أصل الإطار سرعة كما قيست في إطار A، فإنه إذا
قاس راصدان في الإطارين سرعة نفس الجُسيم، تكون العلاقة بين قياساتهما هي .)
المسألة ٥-٦. أثبت أنه إذا تصادم جُسيم تصادمًا مرنًا مع جُسيم آخر له نفس الكتلة، وكان جُسيم
الهدف ساكنًا في البداية، فإن السرعتين التاليتين للجُسيمين تتعامدان إحداهما على
الأخرى.
المسألة ٥-٧. في الشكل ٥-١٧ أُسقط قالب كتلته ٥٠٠ جرام من ارتفاع ٦٠سم فوق
قمة منصة كتلتها ١ كيلوجرام. المنصة تستقر فوق زنبرك مصفوف رأسيًّا وثابتُه . بفرض أن القالب يتصادم تصادمًا غير مرن تمامًا مع المنصة، أوجد
أقصى انضغاط للزنبرك.
المسألة ٥-٨. كوكبان، كلاهما كتلته وتفصلهما مسافة . سرعتهما النسبية يمكن إهمالها، وكلاهما ساكن في إطار قصوري.
يعرَّف جهد الجاذبية التثاقلية بأنه طاقة جهد الجاذبية لجُسيم كتلته الوحدة عندما يكون في
الموضع . وفي وجود الكوكبين الموضوعين عند و، يكون الجهد:
(5-60)
هذه المسألة تحدث بعيدًا في الفضاء. لا يوجد أي أجسام أخرى ضخمة الكتلة
بالقرب من الكوكبين:
(أ)
ارسم مخططًا صحيحًا نوعيًّا للسرعة كدالَّة في الموضع بطول الخط بين الكوكبين.
(ب)
هناك محطتان فضائيتان ألفا وبيتا موضوعتان على الخط بين الكوكبين.
كلٌّ من المحطتين في سكون بالنسبة إلى الكوكبين. ألْفَا تبعد مسافة من الكوكب رقم ١ وبيتا تبعد مسافة من الكوكب رقم ٢. أُطلق مقذوف كتلته من المحطة ألفا، يتجه مباشرة بسرعة نحو الكوكب رقم ٢. ما أقل سرعة تسمح للمقذوف أن يصل إلى المحطة بيتا؟