ثورة إلى الأبد: شذرة مسرحية لجوته «بروميثيوس»
الفصل الأول
وباختصار، لا رغبة عندي!
لتقِف إرادتهم في وجه إرادتي!
واحدة ضد واحدة.
بهذا فيما أعتقد، تتعادل الكفتان!
أو أن أبلِّغه لأمك؟
أوَتعرف أنت أصلك ومن أين أتيت؟
لقد وقفت على قدمي،
عندما لاحظت لأول مرة،
أن لي قدمَين أقف عليهما.
ومددت يدي،
عندما أحسست بهاتَين اليدَين تمتدَّان بالعطاء.
ووجدتهما هذين اللذين تسمِّيهما أبي وأمي،
يحتفيان بخطواتي.
وأنت بعدُ طفلٌ صغير.
الذي راحا يوجِّهانه هنا وهناك،
كيفما شاءت رياح أهوائهما.
من أخطارٍ كانا يخشيان شرَّها.
هل خطر على بالهما أن يحميا هذا القلب
من الأفاعي التي كانت تنهشه في الخفاء؟
أن يقوِّيا هذا الصدر؛
ليتحدَّى عماقة المردة «الطيطان»؟
ألمْ يكن ذلك الذي سوَّاني رجلًا،
هو الزمن الجبَّار المتجبِّر،
سيِّدي وسيدهما؟
أأنقل هذا الذي تقول،
لأربابك الخالدين اللامُتناهين؟
مهما تخيَّلت في أحيانٍ كثيرة أني واحد منهم.
أتقول الخالدين اللامُتناهين؟!
أصحاب القدرات والجبروت؟
ما الذي تقدرون عليه؟
أتقدرون أن تكوِّروا
الفضاء الشاسع للأرض والسماء
في قبضتي هذه؟
هل في وسعكم
أن تفرِّقوا بيني وبين ذاتي؟
أم تستطيعون أن تمدُّوا في كياني،
وتوسِّعوه حتى يصبح عالمًا بأكمله؟
وأنا مثلك!
أتصرف الآن.
فأنا لا أدين بالطاعة للخدم والأتباع!
(ينصرف مركور.)
أنتم يا أبنائي وبناتي!
انتزعني الأحمق من صحبتكم.
وأيًّا كانت العاطفة التي تجيش بصدري،
(وهو يقترب من تمثال فتاة.)
فخليق بالصدر أن يتوثب نهداه أمامي!إن العين لتنطق بالفعل الآن!
تكلَّمي أيتها الشفة المحبوبة! خاطبيني!
آه! ليتني أستطيع أن أُشعِركم
بحقيقة وجودكم، إحساسي بكم!
(يدخل أخوه إبيميثيوس.)
لرجع إليهم بلا شكوى.
إن كل ما اقترحه الأرباب،
كان في هذه المرة عين الصواب.
إنهم يريدون أن يُخلُوا لك قمة الأوليمب؛
لكي تعيش وتسكن هناك،
ومن هناك تحكم الأرض!
أن أكون حارس برجهم،
وحامي حِمى سمائهم؟
إليك يا أخي اقتراحي الأصوب.
هم يبتغون أن يقتسموا «العالم» بيني وبينهم،
وأنا أزعم أن لا شأن لي بقسمتهم.
إن ما أملكه لا يمكنهم أن يسلبوه مني،
وما يملكونه من حقهم أن يحموه.
هنا مُلكي، وهناك مُلكهم.
وهكذا نفترق كلٌّ في طريق.
لا شيء تحتها، ولا شيء فوقها!
أي حق لهذه النجوم العالية،
أي حق لها
في أن تُحملِق فيَّ من عليائها؟
وعنادك يتجاهل تلك النشوة،
التي جعلت الأرباب،
وجعلتك أنت وأتباعك،
والعالم والسماء جميعًا،
تشعرون بأنكم كيانٌ واحدٌ حميم.
أرجوك يا أخي العزيز،
افعل ما شئت ودعني الآن لحالي!
(ينصرف إبيميثيوس.)
هنا أشعر بوجودي،
أُحسُّ بأن جميع رغباتي
تجسَّدت في أشكالٍ حية،
وبأن روحي توزَّعت آلاف المرات،
واكتملت في أبنائي الأحياء.
(تدخل مينرفا.)
أن تحضري بنفسك
للقاء خصم أبيك وعدوِّه اللدود؟
وأُحبُّك أنت، بروميثيوس!
مثلما تُحبُّ نفسها.
كانت كلماتك منذ البداية
هي النور السماوي (الذي يُضيء حياتي!)
وكنت كلما سمعتهما،
كأني أسمع روحي تُناجي نفسها،
وتردِّد الأنغام الفطرية التي تنبعث منها،
كذلك كانت كلماتك.
وكذلك كانت ذاتي تغيب عني،
ويُخيَّل لي عندما أتكلم
أن أحد الأرباب هو الذي يتكلم بدلًا مني.
وهكذا ضمَّتنا أنت وأنا
وحدةٌ واحدة وحميمة،
وتأكَّد حبي الأبدي لك!
للشمس الغاربة هناك
فوق جبل القوقاز المُعتِم،
ويغمر روحي بنشوة السكينة،
فأغيب عن نفسي وأشعر بها على الدوام،
كذلك تفتَّحت وتطوَّرت قواي
مع كل نفس كنت ألتقطه
من هوائك السماوي.
لكن أي حق لسكان الأوليمب المتكبِّرين
في التصرف في قواي؟
إنها قواي أنا، وأنا الذي أستخدمها كما أشاء.
لا لم أعُد مداسًا
لأعلى الأرباب الأعلَينَ!
أأنا رهنُ مشيئتهم؟
أأنا عبد لهم؟
وأنا أيضًا أمتلك القوة والقدرة.
ألم تريني أكثر من مرة
عندما اختُرت بنفس العبودية،
وحُمِّلت الأثقال التي وضعوها
بكل هيبتهم وجلالهم على كتفي؟
ألم أُنجِز كل عمل طلبوه مني،
وكل سخرة كلَّفوني بها؛
لمجرد أنني أعتقدت
بأنهم يرون الماضي والمستقبل
فيما هو حاضر،
وأن تعليماتهم وأوامرهم
أزليةٌ ومنزَّهة عن أي غرض؟
أن أكون مثل طائر الرعد
الذي يزهو بأنه يقبض بمخالب العبيد
على صواعق سيِّده.
من هم؟ ومن أنا؟
لقد كان الخلود من نصيب الأرباب،
ومع الخلود القوة والحكمة والحب.
أنا أيضًا مثلهم خالد.
نحن جميعًا مخلَّدون!
وإذا كنت لا أتذكر بدايتي،
فليس في نيتي أن أنتهي،
كما أني لا أرى لي نهاية.
بهذا أكون خالدًا؛ لمجرد أني كائن.
أما الحكمة …
(يقطع كلامه ويمرُّ بها على الصور والتماثيل.)
انظري إلى هذه الجبهة العالية!أوَلمْ يسوِّها بنائي؟
وإلى هذا الصدر القوي
ألا ترينه يتحدى كل الأخطار؟
(يتوقف أمام تمثال امرأة شامخة القامة.)
وأنت يا باندورا،أيتها الوعاء المقدَّس الذي يحتوي
على أروع وأمتع الهدايا
تحت سقف السماء الشاسعة،
وفوق الأرض غير المحدودة.
كل ما أسعدني من مشاعر النشوة،
وكل ما أنعشني من نداوة الظلال،
من حب الشمس، وبهجة الربيع،
وموج البحر الفاتر،
كل ما جعل صدري يخفق بالرقة والحنان،
وكل ما ذقت في حياتي
من سطوع السماء الصافية،
ورضا النفس المطمئنَّة،
كل هذا، كله،
يا باندورا العزيزة!
بأن تبعث الحياة فيهم أجمعين،
وذلك إذا أعرته سمعك، وأطعت أمره.
الذي جعل الشك يتسرب إلى نفسي.
ألمْ يشترط أن أكون عبدًا له،
وإن اعترف كما يعترف الجميع هناك
بقوة رب الصواعق والرعود؟
لا، لا! ليبقوا هنا مقيَّدين بعجزهم عن الحياة؛
فهم بالرغم من ذلك أحرار،
وأنا أشعر بحريتهم!
فالقدر، لا الأرباب،
هو الذي يهبُ الحياة ويسلبهما.
تعال أُرشِدك إلى نبع الحياة كلها،
الذي لم يمنعه جوبيتر عنَّا،
ولم يمنعنا عنه.
ينبغي أن ينعموا بالحياة،
وبفضلك أنت!
ويُحسُّون بأنهم أحرار،
نعم يحيَون!
وتكون فرحتهم هي شكرهم لك،
وثناؤهم عليك!
الفصل الثاني
إن ابنتك مينرفا تُسانِد الثائر المتمرِّد،
وقد فتحت له نبع الحياة،
ونفخت أنفاسها الدافئة في ساحتها الطينية،
وعالم صوره وأشكاله
المحوَّل من الطين.
وها هم الآن جميعًا يتحركون مِثلنا ويضطربون،
ويهلِّلون له كما نهلِّل لك.
آه! أين رعودك يا زيوس!
وينبغي أن ينعموا بالحياة.
وفوق كل ما هو موجود،
تحت السماء الواسعة،
وفوق الأرض اللامحدودة،
يمتدُّ حكمي وسلطاني،
فليُضاعِف نسل الديدان
أعداد عبيدي.
طوبى لمن يُطيع منهم أوامر أبيهم،
والويل الويل لمن يجرؤ
أن يتصدى لذراع أميرهم.
يا من تغفر آثام المجرمين،
ليكن الحب والحمد لك
من الأرض والسماء جميعًا!
وليتك تُرسِلني لأبناء الأرض المساكين؛
لأبشِّرهم بفضلك ورحمتك وقدرتك.
إنهم في نشوة الشباب الوليد
تتوهم أرواحهم أنهم مُتساوون مع الآلهة؛
ولهذا لن يستمعوا لك
حتى احتاجوا إليك.
دعهم يعيشون حياتهم!
(وادٍ في سفح الأوليمب.)
إنه يموج بالحياة!
وقد سوَّيته على صورتي
لجنس يُشبِهني.
يتعذب مِثلي، يبكي،
يستمتع بالعيش ويفرح،
ومِثلي لا يكترث ولا يأبه بك!
(يرى حشدًا من البشر المنتشرين في أرجاء الوادي، يتسلَّق بعضهم الأشجار ليقطف الثمار، ويستحمُّ بعضهم في الماء، ويتسابق آخرون في المَرعى، بينما تنصرف الفتيات إلى قطف الزهور التي تجدلن منها باقات وأكاليل.)
(يتقدم رجل نحو بروميثيوس ومعه أشجار قُطعت قبل قليل.)
اجتثثتها من جذورها.
احزِم هذه،
وضعها هنا على الأرض بميل،
ثم ضع هذه بحيث تُواجِهها،
واربط الحزمة من أعلى!
عليك بعد ذلك
أن تصفَّ فرعَين هنا في الخلف،
وتضع فوقهما فرعًا آخر،
والآن تُقِيم الفروع
من أعلى حتى سطح الأرض،
وتربطها بحيث تصبح حزمةً متشابكة،
ثم تسوِّي العُشب حولها،
وتُضيف المزيد من الفروع
بحيث لا ينفذ منها ضوء الشمس،
ولا المطر، ولا الريح.
هكذا يا ولدي العزيز
يكون لك كوخ يُئويك ويحميك!
واسمح لي أن أسألك الآن:
هل يجوز لجميع إخوتي
أن يشاركوني السكن في هذا الكوخ؟
لقد بنيته بنفسك وهو مِلك لك.
في إمكانك أن تُشرِك معك من شئت،
لكن الواجب على كل من يبحث عن سكن
أن يبني كوخه بنفسه.
(ينصرف بروميثيوس ويدخل رجلان آخران.)
فهي مِلكي وحقي!
أتسلق الجبل هنا وهناك،
حتى استطعت بالعَرق المُر أن أُمسِك بها حيةً.
قمت بحراستها طوال الليل،
وأحطتها بسور مِن الحجارة وفروع الشجر.
أنا أيضًا قتلت بالأمس واحدة،
ثم أنضجت لحمها على النار،
وأكلتها مع إخوتي.
إن كنت تحتاج اليوم لأكثر من واحدة،
فسوف نخرج غدًا للصيد.
(يحاول الأول أن يمنعه، فيدفعه الثاني دفعةً قوية في صدره، ثم يأخذ عنزة وينصرف.)
وها هو الدم يسيل من رأسي
بعد أن رماني على هذه الصخرة.
وضعها على الجرح.
الآن قد هدأ الألم.
إن كانت يده قد مُدَّت على إنسان،
فستمتدُّ أيادي الكل عليه.
(ينصرف الرجل.)
كُونوا نشِطين وكسالى،
قساةً ووديعين،
كُرماء وبخلاء.
تشبَّهوا بكل إخوتكم في الماضي،
وتشبَّهوا بالحيوانات وبالآلهة.
(تدخل باندورا.)
ما الذي أثارك إلى هذا الحد؟
آه مما شاهدت،
ومما أحسست به يا أبي!
رأيتها سائرةً نحو الغابة،
حيث تعوَّدنا أن نقطف الزهور من دغل هناك.
تبعت خطواتها،
وبينما كنت أهبط من التل،
رأيتها في الوادي
وهي تسقط فوق العشب.
ولحسن الحظ تصادف وجود «أربار» في الغابة.
أمسكها بقوة بين ذراعَيه،
وحاول أن يمنعها من السقوط،
لكنه، وا حسرتاه، هوى معها على الأرض.
تُدلِي رأسها الجميل (على صدرها).
فأخذ يقبِّلها آلاف المرات،
وألصق فمه بفمها؛
لينفخ فيه أنفاس روحه.
غلبني الضِّيق والألم،
فوثبت نحوهما وصرخت،
وما هو إلا أن نبَّهَت صرختي حواسها.
رفع أربار يدَيه عنها، وإذا بها تقفز
بعيون مكسورة ونصف مُغمَضة،
وتُلقي بنفسها على رقبتي.
كان صدرها يخفق مُضطرِبًا،
كأنما يريد أن يتصدع.
توهَّجت وجنتاها، وتلوَّى فمها،
كأنه يتحرَّق ظمأً،
وانهمرت من عينَيها دمعات ألف.
أحسست بأن ركبتَيها تترنحان،
فأمسكت بها يا أبي العالي،
وأنا أشعر أن قبلاتها
ووهج اللهب المُنبعِث منها،
يسكبان في عروقي
مَشاعر غامضة مجهولة
جعلتني أرتبك وأرتجف،
ثم أتركها وأنا أنشج بالبكاء،
وأُغادِر الغابة والمَرعى والدغل،
وأُسرِع إليك يا أبي الحبيب!
قُل لي ما معنى هذا كله،
هذا الذي يُزلزِلها
ويُزلزِلني معها؟
قد أسرفت على نفسك
فيما ذقت من الأفراح.
فلك الشكر على هذا كله!
كم خفق صدرك وأنت تُواجِهين
الشمس الطالعة والقمر المتغيِّر الأحوال!
وكم ذقت نعمة السعادة الخالصة
من قبلات رفيقات الدرب واللعب!
فارتفع خفيفًا فوق الأرض؟
وبالغناء واللعب.
كم تأثَّر كل عضو في جسدي فراح يهتزُّ وينتفض!
حتى سبح كياني كله
في بحر الأنغام.
يذوب كل شيء في المنام،
وتتساوى الأفراح والآلام.
لقد طالما شعرت بوهج الشمس،
وبلهفة الظمآن إلى الماء،
والإرهاق يُصيب ركبتَيك،
كم بكيت على شاتك الضائعة،
وتملَّكتك الرعشة وأخذت تئنِّين،
لما كنت في الغابة ودخلت شوكة في كعبك،
قبل أن أُخرِجها من قدمك وأُداويك!
ما أكثرَ أسبابَ البهجة والفرح!
وما أكثرَ ألوانَ الألم والنزح!
أن هناك الكثير من الأفراح
ومن الآلام التي لم تعرفيها بعد.
طالما حنَّ هذا القلب للبُعد عن أي مكان
في نفس الوقت الذي يشتاق فيه للذهاب إلى كل مكان.
كل ما تُقنا إليه وحلمنا به،
ووضعنا فيه الأمل وخفنا منه،
تلك هي لحظة الموت.
— بينما يتزلزل كل كيانك ويرتجف —
بكل ما سكبته الأفراح والأحزان في دمك،
وبقلبك وهو يغور ويمور في العاصفة،
وكلما أراد أن يتأسى بالدموع،
تضاعف وهج لهيبه،
وشعرت بكل ما فيك يدق الأجراس ويرتعش ويهتز،
وبأن جميع حواسك تخبو وتغيب عنك،
ويُهيَّأ لك أيضًا أنك تخبين وتغيبين،
ثُمَّ تسقطين ويهوي كل ما حولك في ظلمة الليل،
بينما تشعرين في صميم ذاتك
بأنك تحتضنين عالمًا (لا تعرفينه).
عندئذٍ، في تلك اللحظات،
يموت الإنسان.
للرغبة والشهوة والفرحة والحزن،
أن يتحلل ويذوب
في المتعة واللذة العاصفة،
ثم يهمد وهو مُغتبِطٌ راضٍ في نشوةٍ عابرة.
عندئذٍ تُبعَثين حية،
وترتدِّين مرةً أخرى لعنفوان شبابك،
فتخافين من جديد،
ومن جديد تأملين وترغبين!
هوامش
- مركور: هو عند الرومان مركوريوس، إله التجارة وتبادُل السِّلع والأرباح، وقد أُقيمَ له معبد مع ازدهار التجارة في القرن الخامس قبل الميلاد (حوالَي ٤٩٥ق.م)، وهو يُقابِل هرميس رسول — أو مِرسال — الآلهة إلى البشر، وكان يُصوَّر وهو يُمسِك في يده عصًا وعلى رأسه غطاءٌ مجنَّح. وُلد لزيوس كبير آلهة الأوليمب من زوجته مايا، ونُسبت إليه مَهامُّ عديدة؛ فهو الرب الحامي للأنعام والقطعان، وهو رب الطُّرق وراعي الجوَّالين من التجار. اشتهر بسبب سرعته وحيويته بأنه رسول الآلهة إلى البشر. كان بالإضافة إلى ما سبق هو إله النوم والأحلام، بفضل القوة السحرية للعصا التي لا تُفارِق يده. والعجيب أيضًا أنه كان إله اللصوص والنصَّابين في الوقت الذي كان فيه إله الخطابة واللغة والتفكير، وذلك بعد أن سوَّى الإغريق بينه وبين الإله المصري القديم توت أو تحوت رب الحكمة والكتابة. وأخيرًا كانت إحدى مَهامِّه هي قيادة المتوفَّينَ في سراديب هاديس أو العالم السفلي.
- إبيميثيوس: معناه في اليونانية هو المتأخِّر في الفكر. هو ابن يابيتوس وكلمينه، وشقيق بروميثيوس وأطلس ومينويثيوس. على الرغم من تحذير شقيقه بروميثيوس بألا يقبل أي هدية من زيوس، فقد اتخذ من باندورا التي خُلقت بأمر من زيوس، زوجةً له، فجلب كل الشرور الممكنة على العالم والبشر.
- مينرفا: إلهةٌ رومانية للفنون والصنائع اليدوية الحرة، وحامية العمال الحِرفيين والمعلِّمين والفنانين والأطباء، وتُقابِل أثينا إلهة الحكمة عند الإغريق. حصل الشعراء وممثِّلو المسرح في عام ٢٠٧ق.م على حق التجمع في معبدها المُقام فوق أحد التِّلال السبعة في جنوب روما، وكانت تُعبَد مع جوبيتر وجونو في المعبد المُقام لهم فوق أحد التِّلال السبعة في روما.
-
باندورا: ومعناها في اليونانية هي الممنوحة والمانحة كل شيء، وكلاهما صفة كانت تُطلَق على آلهة
الأرض
باعتبارها أم العطايا والعطاء. هي في الأساطير الإغريقية أول امرأة وُجدت على الأرض.
أمر زيوس
كبير الآلهة هيفايستوس رب الحدادة بأن يخلق باندورا؛ لكي يُعاقِب بها أب الثوار بروميثيوس
على سرقته
للنار وإفشاء سرها للبشر، كما أمر أيضًا جميع الآلهة بأن يزوِّدها بكل المَفاتن والمَحاسن،
ثم بعث
بها كشرٍّ جميل إلى البشر. وقد فُتن بها إبيميثيوس شقيق بروميثيوس، وتزوَّجها على الرغم
من تحذير أخيه
بروميثيوس بألا يقبل أي هدية من زيوس. قامت بفتح الصندوق الشهير الذي ارتبط باسمها، وأطلقت
على
البشر جميع الشرور التي كانت حبيسة فيه باستثناء الأمل. أنجبت باندورا ابنتها ييرا زوجة
دوكاليون، وهما الوحيدان اللذان بقِيا أحياءً على الأرض بعد الطوفان الذي أهلك البشر.
معجم العصور القديمة، تحرير يوهانيس إيرمشر وزملائه، المعهد البيلوجرافي لايبزيج، برلين ١٩٧٢م.