المباحث العلمية البَينية
«يقول بارت إن لدى البَيْنية القدرةَ على أن تفعل ما يزيد على مجرَّد الجمع بين المباحث العلمية المختلفة؛ إذ يمكِنها أن تشكِّل جزءًا من نقدٍ عام للتخصُّص الأكاديمي بصفة عامة، ولطبيعة الجامعة باعتبارها مؤسَّسة تقطع وشائجَها بالعالَم الخارجي، وتقتصر على جُزر صغيرة من الخبرات.»
لكي يمكِننا اكتساب المعرفة يجب تنظيمها؛ فالتنظيم هو خَصِيصة راسخة في المعرفة نفسها، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يدور حول كيفية تنظيم المعرفة — وخاصةً اللغة الإنجليزية وآدابها — في مباحثَ علمية، ثم إعادة تنظيمها في تشكيلات وتحالُفات جديدة؛ فيتناول الكتابُ مناهجَ البحث العلمي الحديثة، ونشأتها وتطوُّرها واستقلالها، ثم كيف اشتبك بعضها ببعض لينشأ ما يُسمَّى بالمنهج البَيني، أو البَينية، التي تَعني الجمعَ بين التخصُّصات. مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكِننا فهمُ المنهج البَيني إلا إذا فحصنا المباحثَ العلمية القائمة أولًا، فضلًا عن أنه لا يُلغي وجودَ المباحث العلمية المستقلَّة أو شِبه المستقلَّة.