في المسرح المصري المعاصر
يُطلَقُ على المَسرحِ «أبو الفُنون» لِمَا يَشتملُ عليه من ألوانٍ شتَّى منَ المَهاراتِ والإبداعاتِ الفنيَّة؛ فالحياةُ مَسْرحٌ كبير، وهو مِرآةٌ تَعكسُ الواقعَ الإنسانيَّ والمجتمعيَّ الذي يعيشُه الناسُ في مُختلِفِ الأزمان؛ لذا لا يُمكِنُ أنْ نَعُدَّ المَسرحَ مجرَّدَ وسيلةٍ للتَّرفِيه، بلْ هُو وَسيلةٌ لتَهذيبِ الفردِ وزيادةِ وعْيِه بنفْسِه والعالَمِ مِنْ حوْلِه. وهذا ما يُؤكِّدُه «محمد مندور» في هذا الكِتاب، الذي يَتطرَّقُ فيهِ إلى الحديثِ عن حَركةِ ترجمةِ وتعريبِ المَسرحياتِ التي أَبْدَعَها المَسرحُ العالَميُّ منذُ أواخرِ القرنِ التاسعَ عَشَر، وأهمِّ رُوَّادِ هذهِ الحَركة، ثم يَتناولُ بإسهابٍ تطوُّرَ المسرحِ المِصْريِّ المُعاصِر، وأهمَّ آليَّاتِ النهوضِ به، مُولِيًا اهتمامًا كبيرًا لنقدِ وتحليلِ العديدِ مِنَ المَسْرحياتِ المِصْريةِ المُعاصِرة.