عثمان يضع خطة
قال رقم «صفر»: لقد وصلتني معلومات الآن عن عصابة ضخمة تركز توزيعها على مصر … وسوف أسافر إلى القاهرة لحضور اجتماع مع عدد من رجال الأمن لتحديد خطة لمواجهة العصابة … وسيصلكم تقرير في هذا المساء …
اعقدِ اجتماعًا للشياطين … وضعوا تصوُّرًا لخطة خاصة بكم؛ لأنَّكم ستعملون مستقلِّين عن جهات الأمن الرسمية.
أحمد: إنَّ «عثمان» عنده خطة … وأعتقد أنني سأوافق عليها نيابة عنك!
رقم «صفر»: إنني أثق بكم!
اتصل «أحمد» ﺑ «عثمان» الذي حضر على الفور إلى غرفة «أحمد».
وقال «عثمان»: لقد قرأتُ ما نشرتْه الصحف المصرية في الفترة الأخيرة عن عمليات الضبط التي قام بها رجال مكافحة المخدِّرات … بالإضافة إلى التقرير الذي أمدَّنا به قسم الأبحاث … ومن الواضح أنَّ أهم قضية هي قضية «يوجاراجا» السيريلانكي … الذي قد ضُبطت معه كميةٌ ضخمة من الهيروين، تُقدر بأربعة ملايين دولار … ثم اتضح أنَّه أخفى كمية أخرى قيمتها ستة ملايين دولار … في عُشة فراخ فوق سطح مسكنه … وهذا يعني أنَّه على عَلاقة قوية بعصابة دولية … وهذه العصابة تَعتبره مُهرِّبًا خطيرًا حتى تعطيَه هيروينًا بنحو عشرة ملايين دولار.
أحمد: هذا صحيح.
عثمان: عن طريق «يوجاراجا» يمكنني الوصول إلى العصابة الرئيسية، خاصة أنَّه من «سيريلانكا»، وهي — كما تعرف — جزيرة مجاورة للهند … وهذا يعني أنَّ العصابة التي تمده بالمخدِّرات هندية … أو هي فرع للمافيا مقرُّه «الهند».
أحمد: هذا معقول جدًّا!
عثمان: إنني أتصوُّر أنَّه في مقدرتي أن أكسب ثقة هذا المهرِّب، بحيث أحصل منه على معلومات عن العصابة.
أحمد: كيف؟
عثمان: أن يسهِّل لي رقم «صفر» دخول ليمان «طرة» في القاهرة بتهمة ما … ولتكن التهريب أيضًا، وأن يضعَني معه في زنزانة واحدة … وسوف أقول له إنني على علاقة بعدد من أصحاب النفوذ، وإنني سأخرج بسرعة من السجن، وإنَّه يستطيع أن يرسل معي رسالة إلى زعماء العصابة.
أحمد: ولماذا أنت بالذات الذي يدخل السجن؟
ابتسم «عثمان»، وقال: لأنني الوحيد الأسمر بينكم، وفي إمكاني أن أدَّعيَ أنني من نيجيريا مثلًا … أو فتى من «الهند» … ولن يعرفني «يوجاراجا»!
ابتسم «أحمد» أيضًا، وهو يقول: إنَّها خطة معقولة جدًّا يا «عثمان» … ولست أعتقد أنَّ رقم «صفر» سيعترض عليها، رغم أنَّك ستعرِّض نفسك لمخاطر شديدة!
واتصل «أحمد» ببقية الشياطين، وعقدوا اجتماعًا ناقشوا فيه الخطة، وقال «فهد»: ولكنني أتصوَّر أنَّه من الأفضل أن يدخل السجن مع «عثمان» واحد أو أكثر منا، حتى يمكنه أن يتدخل إذا أحسَّ بأي خطر تجاه «عثمان».
عثمان: ولكني سأكون في حماية رجال الأمن داخل السجن … فهم سيعرفون مهمتي.
أحمد: على العكس … إنَّهم يجب ألَّا يعلموا … إنَّ أي تصرف صغير قد يُعطي ﻟ «يوجاراجا» الإحساس بأنَّك مدسوسٌ عليه.
إلهام: أعتقد أنَّ علينا تقسيم المهمة … ﻓ «عثمان» يدخل السجن، بدون أن يعرف رجال السجن حقيقة حاله … و«فهد» يذهب لزيارته، حيث يستمع منه إلى المعلومات التي يحصل عليها، فإذا كانت هذه المعلومات من الممكن أن تُفيدنا، قام عدد منا بالعمل على الفور.
أحمد: هذا كلام منطقي جدًّا … وستقوم «إلهام» بوضع التخطيط اللازم … على أن نجتمع في المساء، بعد أن يصلنا تقرير رقم «صفر».
وفي المساء … اتصل رقم «صفر» من القاهرة بمقر «ش. ك. س» بواسطة اللاسلكي، وأملى رسالة شفرية إلى الشياطين اﻟ «١٣» … وتلقَّى مُلخَّصًا لاجتماع الشياطين، ووافق على خطة «عثمان»، وقال إنَّه سيدبر له دخول سجن «طرة»، حيث يوجد «يوجاراجا»، وستكون صفتُه مهربًا من «نيجيريا» … وعليه أن يدرس ويجمع أكبر كمية من المعلومات عن «نيجيريا» … وطرق التهريب فيها، وبعض أسماء المهرِّبين، وسيجد معلومات كافية عند قسم الأبحاث والمعلومات.
ابتهج الشياطين اﻟ «١٣» لأنَّ رقم «صفر» أقرَّ الخطة التي وضعوها … وأخذ «عثمان» كل المعلومات، التي حصل عليها من قسم الأبحاث والمعلومات، وأخذ يستذكرها جيدًا … بينما قام بقية الشياطين بدراسة جزيرة «سيريلانكا»، التي قدِمَ منها المهرِّب «يوجاراجا».
وحسب المعلومات التي جاءت في التقرير الأول … فإنَّ «الهند»، وهي دولة تسمح بزراعة الخَشْخاش، وهو النبات الذي يُستخرج منه الأفيون، فقد تأكَّدوا أنَّ العصابة الرئيسية أو فرع العصابة الرئيسية موجود في «الهند» … وهكذا عكفوا على دراسة «الهند»، ومناطق زراعة الخَشْخاش فيها …
وفي منتصف اليوم التالي، وصلت تعليمات رقم «صفر» بالتحرك إلى القاهرة في مجموعتين … الأولى مكونة من: «أحمد» و«عثمان» و«زبيدة» و«إلهام»، والثانية من: «بو عمير» و«هدى» و«ريما» و«رشيد»، ويكون مقرُّ المجموعة الأولى المقرَّ السريَّ الفرعيَّ في الدقي … بينما مقر المجموعة الثانية فندق «سونيستا» في مدينة نصر … أما بقية الشياطين فتبقى في المقر السري لحين الحاجة إليهم …
وركبت المجموعة الأولى سيارة واحدة، انطلقت بها من المقر السري في الصَّحْراء، ففُتحت الأبواب الصخرية، التي تحركها دائرة إلكترونية … ثم أُغلقت مرة أخرى، وساد الصمت في الصَّحْراء، ثم مضت ساعة … وانطلقت السيارة الثانية، تحمل المجموعة ٢ من الشياطين. فحسب القواعد المعمول بها في منظمة الشياطين أنَّهم لا يركبون معًا طائرة واحدة إلَّا في حالات الضرورة القصوى …
وعندما وصلت السيارة إلى أقرب مطار من المقر السري، كان هناك سائق خاص في انتظار السيارة، أخذها إلى «جراج» خاص قرب المطار … ثم استقل الشياطين الأربعة الطائرة إلى القاهرة … وبعد نحو ثلاث ساعات كانت سيارة أخرى تحملهم إلى المقر السري الفرعي في الدقي …
وقد كان «أحمد» سعيدًا وقلقًا في نفس الوقت … كان سعيدًا بالعودة إلى القاهرة بعد طول غياب … وقلقًا لأنَّه كان يريد الاشتباك فورًا مع عصابات الهيروين، لولا أنَّ ثمة إجراءات ما زالت ستتم قبل أن يدخل «عثمان» إلى سجن «طرة» ومقابلة «يوجاراجا» …