خطة وهمية مُحْكَمة
جاء طبق الكباب والكفتة … فانقضَّ عليه «لوبي» كالكلب الجائع … وأخذ يلتهم قطع اللحم كأنَّه تمساح … وبدأ لونه الشاحب يتغير …
وقال: لا يهم بعد هذه الوجبة الشهية ما يحدث.
أحمد: إنَّ هناك مزيدًا من الأموال لك!
لوبي: كيف؟
أحمد: إنَّ هناك خطة لتهريب «يوجاراجا» وشاب آخر يُدعى «نظام برهان» من السجن.
لوبي: إنني لم أُخْطَرْ بهذه الخطة!
أحمد: هناك زميلان لك.
لوبي: تقصد «مهارشا» و«جيكوب».
أحمد: نعم.
لوبي: إنَّهما مُفْلِسان أيضًا … ويجب أن نصل إليهما قبل أن يُطْرَدا من المكان الذي ينزلان فيه!
أحمد: أين هما؟
لوبي: إنَّهما ينزلان في شقة صغيرة مفروشة في شارع «إيران» بالدقي.
أحمد: أعطني العنوان، وسيصل أصدقائي إليهما!
أخذ «أحمد» العنوان، وترك «لوبي» يأكل، ثم ذهب إلى محل مجاور به تليفون، اتصل بالمقر السري فردت «زبيدة» …
قال «أحمد»: استمعي جيدًا … اذهبي إلى هذا العنوان.
ثم أملاها العنوان. اسألي عن شخصين هما «مهارشا» و«جيكوب» … خذي معك ألف جنيه، واطلبي منهما أن يقابلاني بعد ساعتين في قهوة «الفيشاوي» في حي الحسين، إنَّك تعرفين المكان؟
زبيدة: نعم!
أحمد: هاتيهما معكِ … قولي لهما إنَّك قادمة من طرَف «لوبي بيجا» و«يوجاراجا» … كلمة السر «ماهاويلي»!
زبيدة: سيحدث.
أحمد: إلى اللقاء!
عاد «أحمد» إلى «لوبي» الذي كان قد انتهى من طعامه، وجلس مستريحًا.
فقال «أحمد»: إنَّ زميليك سيصلان بعد ساعتين إلى مقهى «الفيشاوي» قريبًا من هنا!
لوبي: إنني أعرفها!
أحمد: نريد الآن أن نحصل على الأسلحة؛ حتى نتمكَّنَ من تنفيذ الخطة المطلوبة … فكيف تحصلون على الأسلحة؟
لوبي: إنَّ هناك تاجرًا تعاملنا معه … وهو قادر على إحضار أي نوع من الأسلحة في أي وقت.
أحمد: إننا جاهزون بالنقود.
لوبي: إذن، سأذهب للتاجر الآن لأتفقَ معه … وسأَحضُر إلى قهوة «الفيشاوي» بعد ساعتين، حسب الاتفاق.
أحمد: إذن إلى اللقاء!
خرج الثلاثة من المطعم، واتجه «لوبي» إلى يسار الميدان، وأشار «أحمد» إلى «إلهام» أنْ تتبعَه، بينما اتجه هو إلى السيارة …
تسلَّلت «إلهام» وسط الناس، واستطاعت أن تتبع «لوبي» الذي كان يسير وهو يتلفَّت حوله وخلفه، ثم توقف أمام باب منزل قديم خلف الميدان، ونظر حوله مرارًا ثم دخل. سجَّلت «إلهام» في ذاكرتها عنوانَ المنزل، ثم عادت إلى الميدان مرة أخرى، اتجهت إلى حيث كان «أحمد» يجلس على المقهى القديم.
قالت «إلهام»: لقد دخل منزلًا في حارة خلف الميدان.
أحمد: لقد توقعت أن يكون نشاطهم مركزًا في هذا المكان.
إلهام: ماذا سنفعل؟
أحمد: لا شيء أكثر من مسايرتهم حتى نعرف الرءوس الكبيرة التي تُحرِّك العصابة.
إلهام: يجب أن نكون على حذر!
أحمد: طبعًا!
شرِبا الشاي، ومرت الساعتان، وظهرت «زبيدة» مع شابين أسمرين، كانا بالطبع «مهارشا» و«جيكوب» … وتعارف الجميع.
وقال «مهارشا»: أين «لوبي»؟ … لقد فهمنا أنَّه سيكون موجودًا.
أحمد: إنَّه يتفق مع تاجر السلاح.
مهارشا: والملابس!
أحمد: سأقوم أنا بتدبيرها.
ظهر «لوبي»، وقد بدا على وجهه السرور … وأشار بيده أنَّ كل شيء على ما يرام …
قال «أحمد»: إذن بقي الاتفاق على تنفيذ الخطة.
لوبي: والملابس!
أحمد: سأدبرها أنا، وسنلتقي في الساعة العاشرة من الصباح، ستكون معي الملابس … وسنجهز السيارة المطلوبة للهجوم.
ثم كتب «أحمد» لهم عنوان الشقة التي تتم فيها المقابلة.
مهارشا: وأين المحكمة؟
أحمد: إنَّها قريبة جدًّا … في باب الخلق!
مهارشا: إنَّك تعرف الشوارع أكثر منا … لهذا نترك لك تحديد الشارع والمكان الذي سيتم فيه الهجوم!
أحمد: سأضع خطة دقيقة!
•••
في العاشرة من صباح اليوم التالي تم الاجتماع … وقد أحضر «أحمد» ثياب ضباط البوليس، بالاتفاق مع جهات الأمن … كما أحضر «لوبي» الأسلحة … ولدهشة «أحمد» الشديدة، كانت من أحدث الأسلحة … وبالطبع تم إخطار جهات الأمن بعنوان تاجر السلاح للقبض عليه بعد تنفيذ الخطة الوهمية … وبعد استعراض جميع تفاصيل الخطة، ذهب «أحمد» لزيارة «عثمان» في السجن في تمام الساعةِ الحاديةَ عشرةَ مساءً، بعد أن تهدأ حركة المرور!
وهكذا مضى اليوم … وفي الحادية عشرة مساءً، غادر «عثمان» و«يوجاراجا» مبنى محكمة مصر، في ميدان باب الخلق، وركبا سيارة الشرطة في الطريق إلى السجن … وبالطبع كان رجال الشرطة على علم بالخطة الموضوعة … وعندما اعترضت سيارة الشبَّان الثلاثة سيارة الشرطة، تظاهر رجالها بالذعر … وقفز «مهارشا» إلى عجلة القيادة، وطار بسيارة الشرطة، تتبعه السيارة الثانية وبها «جيكوب» و«لوبي»، وسيارة ثالثة بها: «أحمد» و«إلهام».
سار «مهارشا» بسرعة متوسطة في شوارع القاهرة، حتى وصل إلى طريق المعادي، فأطلق للسيارة العِنان. تتبعه سيارة «جيكوب»، ثم سيارة «أحمد». وعندما اطمأن «مهارشا» أن أحدًا لا يتبعه … أوقف السيارة، ثم نزل، وأطلق رصاصة من مسدسه مكتوم الصوت على قفل السيارة وفتح الباب الخلفي، ونزل «عثمان» و«يوجاراجا» … وركب الثلاثة بجوار «جيكوب» وانطلقت السيارة إلى طريق حلوان …
قال «أحمد» ﻟ «إلهام»: إنَّهم يعرفون الطريق جيدًا!
إلهام: وماذا بعد ذلك؟
أحمد: سنعرف منهم أسماء الرءوس الكبيرة في مصر والهند!
وتوقفت سيارة «مهارشا» أمام فيلَّا مُطفَأة الأنوار، ونزل الشبَّان الخمسة …