حراسة ليلية١
ليلة بطولها،
ملقًى بجانب
رفيقٍ مذبوح
بفمِه العابس،
المستدير ناحيةَ البدر.
بالدم المحتقِن في يديه
الذي تغلغلَ في صمتي،
كتبتُ رسائل
مفعمةً بالحب.
أبدًا لم أكن
أشدَّ تعلُّقًا
بالحَياة.
(تشيما كواترو في ٢٣ ديسمبر ١٩١٥م)
١
هذه أول قصيدة يكتبها أنجاريتي عن تجاربه مع مآسي الحرب، وهي كذلك أول قصيدة
يفتتح بها ديوانَه الأول «الميناء المدفون»، الذي ظهر في أوندينه ١٩١٦م في عدد
محدود من النسخ، ولا شكَّ أن قصائدَه في هذا الديوان بوجه خاص — وفي غيره! —
أشبه بيوميات شعرية وإنسانية، اكتشف فيها الشاعر قيمة الكلمة والأغنية المحفورة
كالهوَّة التي يكتشفها في جسده وروحه، وهي في النهايةِ شهاداتٌ على أن شعَره هو
«قصة حياته» والعكس صحيح، وأن الشعر هو «خلاصُه وخلاص الآخرين».