الكائنات الحية المُعدَّلة وراثيًّا أم المُعدَّلة جِينيًّا أم الخاضعة للهندسة الوراثية؟
ثمة ملاحظة بشأن التعريفات. في هذا الكتاب أستخدم المصطلحات الثلاثة التالية: «الكائنات الحية المُعدَّلة وراثيًّا» و«المُعدَّلة جينيًّا»، و«الخاضعة للهندسة الوراثية» بالتبادل. والمصطلح الأول تحديدًا يمثل إشكالية خاصة. لقد استخدمته في العنوان الفرعي للكتاب لأنه يحظى بعامل الاعتراف الدولي على أعلى المستويات؛ إلا أن بعض العلماء، الذين أعرفهم يرفضون استخدامه لأسباب متعلقة بمبادئهم الشخصية. إذن، ما هي «الكائنات المُعدَّلة وراثيًّا» على أي حال؟ إن كلبك الأليف الذي تقتنيه في بيتك هو بالأساس سلالة مُعدَّلة جينيًّا من سلالات الذئاب، وإلا ما كنت ستأمن وجوده في أي مكان بالقرب من أطفالك. وجميع المحاصيل الزراعية والحيوانات المستأنسة مُعدَّلة جينيًّا من أسلافها السابقة لتفيد البشر. إذن، هل يمكن اعتبارها كائناتٍ خاضعة للهندسة الوراثية أيضًا؟ هذا ما يؤرق العلماء؛ فمن غير المنطقي انتقاد أي شيء خضع للتغيير داخل المختبرات، بل والتشهير به، بسبب مخاوف خاصة. فتعديل الجينات بواسطة تقنيات البيولوجيا الجُزيئية المُختَبَرية، وهو الموضوع الأساسي لهذا الكتاب، لا يختلف كثيرًا عن التناسل الانتقائي التقليدي.
وأنا هنا أستخدم مصطلح «الكائنات الحية المُعدَّلة وراثيًّا» للإشارة إلى الجدل الدائر، ولا أدَّعي أنه مقبول من الناحية العلمية، أو حتى قابل للتعريف الدقيق. في الواقع، لقد عمدت إلى التنويع في المصطلحات المستخدمة هنا لتجنُّب التكرار وحسب.