الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست همنجواي
«وتذكَّر ديفيد كيف أن الفيل قد فقَدَ هيبتَه كلها حالما توقَّفَت عينُه عن الحياة، وكيف أنه حين عاد هو ووالِده بالحقائب كان جسد الفيل قد بدأ ينتفِخ بالفعل رغم برودة المساء. لم يَعُد هناك فيلٌ حقيقي، مجرد الجسم الميت المنتفِخ المتغضِّن الرمادي، والنابَين الهائلَين ذوَي اللونَين البُنِّي والأصفر، اللذين قتلاه من أجلهما.»
عبْرَ خمسَ عشرةَ قصةً قصيرة نُبحِر بين أفريقيا وإسبانيا وأوروبا على متن سفينة «همنجواي» التي تَسبِر أغوارَ النفس، مُستعِينين بعدسته التي تكشف الموتَ المنطوي في رَحِم الحياة؛ ففي قصة «الفراشة والدبَّابة» يَدفع شابٌّ مرِحٌ حياتَه ثمنًا للكآبة؛ إذ يدخل حانةً يغلب عليها الكآبةُ نتيجةَ الحرب الدائرة، فيحاول الترويحَ عن مُرتادِيها، لكنَّ رد فِعلِ بعضهم يكون عنيفًا، فيُطلِق عليه أحدُهم رصاصةً تطرحه قتيلًا. وفي قصة «حاضرة الدنيا» التي تدور أحداثُها في إسبانيا، نشهد موتَ شابٍّ كان يحلم أن يكون مُصارِع ثيران. أمَّا «قصة أفريقية» فنكتشف فيها من خلال عمليةِ صيدٍ لفيلٍ ضخمٍ العلاقةَ التي نشأت بين الطفل «ديفيد» والفيل، وأثَر موتِ الفيل عليه.