تأسيس
قال الأئمة لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله تعالى إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ، وقد قال علي (رَضِيَ اللهُ عَنْه) لقاضٍ: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت.
عن ابن عباس في قول الله عزَّ وجلَّ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا، قال: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه …
… فمن المتأخرين من قال: ليس في كتاب الله عز وجل ناسخ ولا منسوخ … وهذا القول عظيم جدًّا، يئول إلى الكفر.
- أولًا: إن أعداء الإسلام من ملاحدة ومبشرين ومستشرقين … جحدوا وقوع النسخ وهو واقع.
- ثانيًا: إن الإلمام بالناسخ والمنسوخ يكشف النقاب عن سير التشريع الإسلامي، ويُطلَع الإنسان على حكمة الله في تربيته للخلق، وسياسته للبشرية.
- ثالثًا: إن معرفة الناسخ والمنسوخ ركن عظيم في فهم الإسلام، وفي الاهتداء إلى صحيح الأحكام … فالمنكرون لوقوع النسخ في القرآن الكريم … يخالفون صريح النص القرآني، والسنة النبوية الصحيحة وإجماع المسلمين.
لم تَعُدْ قضيتنا اليوم هي حماية تراثنا من الضياع … إنها ليست القضية الأولى في هذه المرحلة التي وصل فيها التهديد إلى الوجود ذاته … حيث أصبح موقفنا اليوم هو الدفاع عن وجودنا ذاته، بعد أن أفلح العدو أو كاد في اختراق الصفوف، في محاولة نهائية لإعادة تشكيل وعينا، أو بالأحرى في محاولة لسلبنا وعينا الحقيقي، ليزودنا عبر مؤسساته الثقافية والإعلامية بوعي زائف، يضمن استسلامنا النهائي لخططه، وتبعيتنا المطلقة له على جميع المستويات.