آداب الطعام
متابعة الصوفية للرسول في خشونة الطعام
الصوفية يتابعون الرسول في خشونة الطعام، والرضا منه بالقليل، وكان
ﷺ يأكل خبز
الشعير غير منخول، وما ذمّ طعامًا قط، لكنه إن أعجبه أكله، وإن كرهه تركه، وإن عافه لم
يبغضه إلى غيره، وكان يَلعق بأصابعه الصحفة، وكان يلعق أصابعه من الطعام حتى تحمرّ.
وكان لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه واحدة واحدة، وكان لا يسأل أهله طعامًا ولا
يتشهاه عليهم، ما أطعموه أكل، وما أعطوه قبل، وما سقوه شرب، وكان ربما قام فأخذ بنفسه
ما يأكل أو يشرب.
١
نفرتهم من البطنة وإيثارهم للحرمان
وكان يقول: «إياكم والبطنة فإنها مفسدة للبدن، مورثة للسقم، مكسلة عن العبادة»،
ويقول: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صُلبه، فإن كان لا
بد فثلثٌ للطعام، وثلثٌ للشراب، وثلثٌ للنفس».
٢
وقد أثرت عن الصوفية أقوال في النهي عن كثرة
الطعام، قال مالك بن دينار: «وددت أن رزقي حصاة أمصّها فقد ضجرت من كثرة تردادي إلى
الخلاء» وباع جارية فزارته يومًا فقال: كيف ترين مواليك؟ فقالت: ما أكثر خير بيوتهم!
فقال: أخبرتني عن عمران حشوشهم».
٣
وهو بهذا لا يتمثل طيبات الطعام إلا مقرونة بما ستصير إليه!
ويمكن الجزم بأن سياسة الصوفية فيما يختص بالطعام كانت قائمة على أساس الحرمان
٤ وكان فيهم من يصوم الدهر «ولا يفطر غير أيام العيدين وأيام التشريق
٥»، وسمع شعيب بن حرب يقول: «أكلت في عشرة أيام أكلة، وشربت شربة»،
٦ وتحدث التستري عن نفسه فقال: «رجعت إلى تستر فجعلت قوتي اقتصارًا على أن
يشتري لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي فأفطر عند السحر كل ليلة على أوقية
واحدة بحتًا بغير ملح ولا إدام، فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة. ثم عزمت على أن أطوي ثلاث
ليال، ثم أفطر ليلة، ثم خمسًا ثم سبعًا، ثم خمسًأ وعشرين ليلة، وكنت عليه عشرين سنة».
٧
ومن الصوفية من حدث عن نفسه أنه تقوت في بضعة
عشر يومًا — أو سبعة عشر يومًا — خمس حبات، أو قال: ثلاث حبات، فقيل له: وكيف عملت؟
فقال: لم يكن عندي غيرها، فاشتريت بها لفتًا، وكنت آكل كل يوم واحدة. ولا عبرة بأن
يقال: إن هذا الرجل اكتفى بهذا القدر للضرورة فقد أثر عنه أنه كان لا يسأل أحدًا شيئًا.
٨
قبول فريق منهم لأطعمة السلاطين
ومع إيثار الصوفية للإقلال من الطعام، والرضا من العيش بالدون، كان فيهم من يأكل
طعام السلاطين ويقبل جوائزهم، وقد بلغ ابن عبد البر، وهو بشاطبة، أن قومًا عابوه بأكل
طعام السلطان وقبول جوائزه، فقال:
قل لمن ينكر أكلي
لطعام الأمراء
أنت من جهلك هذا
في محل السفهاء
لأن الاقتداء بالصالحين من الصحابة والتابعين، وأئمة الفتوى من المسلمين من السلف
الماضين هو ملاك الدين
٩ فقد كان زيد بن ثابت وهو من الراسخين في العلم يقبل جوائز معاوية وابنه
يزيد، وكان ابن عمر مع ورعه وفضله يقبل هدايا صهره المختار بن أبي عبيد، ويأكل طعامه،
ويقبل جوائزه. وقال عبد الله ابن مسعود — وكان قد مُلئ علمًا — لرجل سأله فقال: إن لي
جارًا يعمل بالربا ولا يجتنب في مكسبه الحرام يدعوني إلى طعامه فأجيبه؟ قال: نعم، لك
المهنأ، وعليه المأثم، ما لم تعلم الشيء بعينه حرامًا. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه
حين سئل عن جوائز السلاطين: لحم ظبي ذكي. وكان الشعبي — وهو من كبار التابعين وعلمائهم
— يؤدب بني عبد الملك بن مروان ويقبل جوائزه ويأكل طعامه. وكان إبراهيم النخعي وسائر
علماء الكوفة والحسن البصري مع زهده وورعه وسائر علماء البصرة وأبو سلمة بن عبد الرحمن
وأبان بن عثمان والفقهاء السبعة بالمدينة — حاشا سعيد بن المسيب — يقبلون جوائز
السلطان.
وكان مالك وأبو يوسف والشافعي وغيرهم من فقهاء الحجاز والعراق يقبلون جوائز السلاطين
والأمراء، وكان سفيان الثوري مع ورعه وفضله يقول: جوائز السلطان أحب إلي من صلة
الأخوان؛ لأن الإخوان يمنون والسلطان لا يمنّ، ومثل هذا عن العلماء والفضلاء كثير قد
جمع الناس فيه أبوابًا.
١٠
ويظهر من هذا أن الصوفية كانوا فريقين: فريقًا يبالغ في الإقلال من الطعام ويروض نفسه
على الجوع، وفريقًا يتسامع بعض التسامح فيوسع على نفسه بأكل ما يصل إليه من أطعمة
السلاطين والأمراء.
ولكن الحال الغالب عليهم هو الحرمان، وكان فيهم من يحرص على خبز الشعير
١١ ويتجنب ترف الاستحمام،
١٢ وإيثار الشعير له معناه، فهو في خشونته من حيث المطعم يناسب الصوف في
خشونته من حيث الملبس، وإذا التقت خشونة الطعام وخشونة اللباس مع هجر الحمام نشأت عن
ذلك صورة شعثاء لا يتمثلها الرجل المترف إلا بعنف شديد.
ولا جدال في أن لذلك تأثيرًا على الأخلاق؛ لأن المرء يتأثر في أخلاقه بما يأكل وما
يلبس، فما قيمة ذلك من الوجهة الأخلاقية؟
فضل الجوع في كبح الشهوات
نستطيع أن نجزم بأن سياستهم في الطعام لها أثر بالغ في حرب الشهوات، فالرجل لا تصبو
نفسه، ولا يطمح بصره إلى الحسن الممنوع، إلا حين ينشط الجسم وتهيج الحواس، وهيهات أن
تستيقظ جوارح رجل يكتفي بخبز الشعير، ثم لا يأكل منه إلا القليل.
والذين يتخلقون بأخلاق الصوفية في الطعام يستطيعون بسهولة أن يستهينوا بما تعرض
الحياة من صنوف الشهوات. وقد كنت وأنا طالب في الأزهر أكتفي بالخبز الجاف مصحوبًا بأدام
تافه هو الفول المدمس في الصباح، والفول النابت في المساء، وكنت يومئذ في ميعة الشباب،
ومع ذلك لا أذكر أني تعرضت لشهوة جامحة أو هوى غلاب.
هذا جانب من الفضل في تلك السياسة الصوفية.
١٣
أثر الجوع في قتل الحيوية
أما الجانب الآخر فهو الخطر الذي يهدد من يكتفون بالطعام الخشن القليل.
إن الجوع يقتل الحيوية، ويروض الجائع على صغر النفس، وموت العزيمة، وانحلال الشخصية.
ولا يمكن لرجل يكتفي بأكلة واحدة في الأسبوع أن يكون من رجال الأعمال. وما الذي يحمل
المرء على التفكير في عظائم الأمور وهو يعيش في العام بدراهم معدودات؟
فضل الطعام في إعداد الرجال لجلائل الأعمال
إن الطعام يقوى شهوة النهم، كما يقول البوصيري، والنهم يتطلب وقودًا من طيبات
الأرزاق، والرزق الطيب لا ينتهب ولا يختلس، ولكنه يأتي بفضل العزيمة المتوثبة والساعد
المتين.
فلا حرج علينا بعد هذا البيان، من التصريح بأن الصوفية فتنوا العالم الإسلامي، وأضروا
به حين حببوا إليه الظمأ والجوع.
ونظرة في مدينة كالقاهرة ترينا شاهد ذلك: فطبقات العوام يحمدون الله على الخبز والملح
والماء، ومن أجل هذا يسيرون في الحياة بخطوات بطيئة متثاقلة، ويكتفون بالمساكن القذرة،
والمآكل الخسيسة، والملابس الرخيصة، على حين يقتحم الأجانب حصون المنافع الاقتصادية،
ويأكلون الطيبات، ويقيمون في أحياء جميلة هم منشئوها، ويعرفون أدب الزينة وأدب
الاستقبال.
ولو سألت الرجل الذاوي الجسم بفضل الجوع أن يتأهب للحرب لتردد وجزع، وكيف يرحب بالحرب
وليس له فيها مغنم مرموق؟ أما الرجل الذي عرف أطايب العيش ففيه من قوة المراس، وحب
النضال، والشوق إلى العراك، ما يدفعه إلى المخاطرة بنفسه في سبيل ما تنتج الحرب من
مغانم وأسلاب.
والموت نفسه قد يتمثل للرجل السليم متعة رياضية، أما الجسم العليل فق شبع من
الموت!!
السر في إسراف الصوفية حين يتحدثون عن الطعام
ولكن ما رأى القارئ في أن الحرمان الذي كاد يلتزمه الصوفية عاد بشيء من النفع على
قواعد الأخلاق؟
الشبه بينهم وبين شعراء البادية
لقد حرم الصوفية أنفسهم من الطعام، فكان ذلك الحرمان سببًا لإكثارهم من التحدث عن
الطعام، وأدب الطعام، ومثلهم في ذلك مثل شعراء البادية، فإن قصائد المديح في الجاهلية
وصدر الإسلام يكثر فيها الكلام عن اللحوم والألبان، ويكثر فيها مدح الكرماء بكثرة
الرماد وهزال الفصلان، ويرجع ذلك إلى أن الشعراء كان أكثرهم من أهل الفقر والجوع فكان
نحر الجزور يتمثل لهم شيئًا هائلًا جدًا، وكان الشعر ترقص عرائسه في أحلامهم كلما
تصوروا المصعب وقد جدّله السيف، وكان خير الرجال عندهم من صح فيه قول النابغة
الذبياني:
له بفناء البيت سوداء فخمة
تلقم أوصال الجزور العراعر
١٤
وخير الناس من صح فيهم قول مسكين الدرامي:
كأن قدور قومي كل يوم
قباب الترك ملبسة الجلال
١٥
كأن الموقدين بها جمال
طلاها الزفت والقطران طالي
فحرمان الصوفية من الطعام شغلهم به، وحملهم على وصف أصنافه، والتهيؤ للصبر عنه، وبسط
القول فيما ينبغي له من آداب.
١٧
شغلهم بترتيب أوقات التبلغ
ومصداق ذلك أنا نراهم يتحدثون عن رياضة النفس على الجوع باهتمام شديد، هو آية الحرص
على الطعام لو يعلمون، كأن يقول صاحب قوت القلوب:
ومن كان ذا معلوم فالمستحب له أن لا يزيد على رغيفين في يوم وليلة، وليجعل
بينهما وقتًا طويلًا مرة، وقصيرًا أخرى، على حسب الحاجة وتوقان النفس إلى
الغداء، لا على طرد العادة والشهوة. والرغيف ستة وثلاثون لقمة، يكون قوام النفس
في كل ساعة ثلاث لقمات، فإذا أراد أن يأكل الرغيف على هذا التقسيم فليجرع بعد
كل ثلاث لقم جرعة ماء، فذلك اثنا عشر جرعة في تضاعيف ستة وثلاثين لقمة، ففي ذلك
قوام الجسم وصلاحه في كل يوم وليلة على هذا الترتيب.
١٨
وهذه الرياضة اليومية، أو الساعية إن شئت، هي الشغل كل الشغل بالطعام!
رأيهم في دعوة الإخوان- أدب المائدة
وقد تحدثوا عن أدب المائدة، ودعوة الإخوان، وعن الإكثار والإقلال، فقالوا: مثلًا،
إن
من إكرام الضيف تعجيل الطعام لهم، وأفضل ما قدم إليهم اللحم، وخير اللحم السمين النضيج،
فإن كان بعد اللحم حلاوة فقد جمع لهم الطيبات.
١٩
وهذا التحديد له دلالة نفسية.
واستحبوا أن يأكل الرجل في منزل أخيه على نحو ما يأكل في منزله بغير تكلف ولا تزين؛
لأنه قد يدخل من الرياء والتزين في الطعام مثل ما يدخل في سائر الأعمال.
٢٠
وتلك دقة في فهم أحوال النفس.
رأي ابن أدهم في الطعام والأثاث واللباس
وحدثوا أن سفيان الثوري دعا إبراهيم بن أدهم وأصحابه إلى طعام فقصروا في الأكل، فلما
رفعوا الطعام قال له الثوري: إنك قصرت في الأكل، فقال إبراهيم: قصرت أحدهم في الطعام
فقصرنا في الأكل.
٢١
ودعا إبراهيم الثوري أصحابه إلى طعام فأكثر منه فقال له: يا أبا إسحق، أما تخاف أن
يكون هذا إسرافًا؟ فقال إبراهيم: ليس في الطعام إسراف.
٢٢
وهم يوصون بلعق الأصابع، وأكل ما سقط من فتات الطعامن لأنه فيما يقال من مهور الحور
العين.
٢٣
وقال أبو سليمان الداراني: أكل الطيبات يورث الرضا عن الله عز وجل.
وهذه الجملة كررها المكي فذكرها في فصلين متجاورين، ولهذا التكرار معنى.
ومن الأخبار التي اهتموا بروايتها أن المائدة التي أنزلت على بني إسرائيل من السماء
كان فيها من كل البقول إلا الكراث، وكان فيها سمكة عند رأسها خل، وعند ذنبها ملح، وكان
عليها سبعة أرغفة، على كل رغيف زيتونتان، وحب رمان، وهذا عندهم من أحسن الطعام إذا اتفق.
٢٤
وحدثوا أن الحسن البصري قال: كل نفقة ينفقها الرجل على نفسه وأبويه فمن دونهم يحاسب
عليها، إلا نفقة الرجل إذا دعا إخوانه إلى طعام، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي أن يسأله
عن ذلك.
٢٥
وحضر الثوري — وكان صوفيًا — على مائدة أحد أبناء الدنيا، وكان فيه بخل فقدم حملًا
٢٦ فجعلوا يأكلون، فلما رآهم يمزقون كل ممزق ضاق صدره فقال: يا غلام، ارفع إلى
الصبيان. فرفع الحمل إلى داخل الدار، فقام الثوري يعدو خلف الحمل، فقال صاحب المنزل:
إلى أين، يا أبا عبد الله؟ فقال: آكل مع الصبيان! فاستحيا الرجل وأمر برد الحمل حتى
استوفوا منه.
٢٧
وحدث أحدهم قال: كنا في جماعة عند رجل فجعل يقدم إلينا ألوان الرؤوس، منها طبيخًا
وقديدًا، فجعلنا نقصر في الأكل نتوقع بعد الألوان حملًا أو جديًا. قال: فجاءنا بالطست
ولم يقدم إلينا غيرها، فقال لي بعض الشيوخ من أهل التصوف وكان مزاحًا: هو تعالى يقدر
أن
يخلق رؤوسًا بلا أبدان! قال: فبتنا تلك الليلة جياعًا، فطلب بعضنا في آخر الليل خبزًا
أو فتيتًا لسحوره.
٢٨
ودفع إبراهيم بن أدهم إلى بعض إخوانه دراهم فقال: خذ لنا بهذه زبدًا وعسلًا وخبزًا
حورانيًا، فقال: يا أبا إسحق، بهذا كله؟! فقال ابن أدهم: ويحك! إذا وجدنا أكلنا أكل
الرجال، وإذا عدمنا صبرنا صبر الرجال. وأصلح ذات يوم طعامًا فأكثر، ودعا نفرًا يسيرًا
منهم الثوري والأوزاعي، فقيل له: أما تخاف أن يكون هذا إسرافًا؟ فقال: ليس في الطعام
إسراف، إنما الإسراف في الأثاث واللباس.
٢٩
وحدثوا عن سهل أنه سئل كيف كان في بدايته فأخبر بضروب من الرياضات منها أنه كان يقتات
ورق النبت مدة، ومنها أنه أكل دقاق التبن ثلاث سنين، ثم ذكر أنه اقتات ثلاثة دراهم ثلاث
سنين، قيل: وما هو؟ قال: كنت أشتري في كل سنة بدانقين تمرًا، وأربعة دوانق كسبًا، ثم
أعجنها عجنة، ثم أجزئها ثلث مئة وستين كبة أفطر في كل ليلة على كبة، فقيل له: فكيف أنت
في وقتك هذا؟ قال: آكل بلا حد ولا توقيت.
٣٠
وكان معروف الكرخي يهدي إليه طيبات الطعام فيأكل فيقال له: إن أخاك بشرًا لا يأكل
من
هذا. فيقول: أخي بشر قبضه الورع، وأنا بسطتني المعرفة، ثم قال: إنما أنا ضيف في دار
مولاي، إذا أطعمني أكلت، وإذا جوعني صبرت، مالي والاعتراض والتخير!
٣١
فهذا كله دليل على شغفهم بالطعام، ومع هذا كان فيهم متكبرون، وهم عند بعضهم من أنقة
النفوس، قال قائلهم: أنا لا أجيب دعوة. قيل: ولم؟ قال: انتظار المرقة ذل. وقال آخر: إذا
وضعت يدي في قصعة غيري ذلت له رقبتي. وكان بعضهم يقول: لا تجب دعوة إلا من يرى لك أنك
أكلت رزقت. وأنه سلم إليك وديعة كانت لك عنده، ويرى لك الفضل في قبولها
منه.
٣٢
نفرة بعضهم من إجابة الدعوات
هذا، ولا مفر من الاعتراف بأن ما وضع الصوفية في كتبهم من أدب الطعام أكثره مقبول،
يشهد بحسن الفهم وسلامة الذوق، ويدل على بصر بأوضاع الحياة الاجتماعية. ولايمنع من صحته
ما نراه من تغير آداب الأطعمة والموائد، فإنا لا نحكم لهم أو عليهم إلا بعد أن نتمثل
ما
كانوا عليه من الحياة الفطرية، ولكل زمن آداب.