الجمهورية العربية المتحدة
في جلسةٍ تاريخية عُقِدَتْ في قصر القبة في القاهرة في ١٢ من رجب سنة ١٣٧٧ﻫ الموافق أول فبراير سنة ١٩٥٨م، اجتمع الرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية والرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر بممثلي جمهوريتيْ سوريا ومصر.
وكانت غاية هذا الاجتماع أن يتداولوا في الإجراءات النهائية لتحقيق إرادة الشعب العربي ولتنفيذ ما نصَّ عليه دستور الجمهوريتين؛ من أن شعب كل منهما جزء من الأمة العربية؛ لذلك تذاكروا ما قرَّرَه كلٌّ من مجلس الأمة المصري ومجلس النواب السوري من الموافقة الإجماعية على قيام الوحدة بين البلدين كخطوة أولى نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة …
لذلك يعلن المجتمعون اتفاقهم التام، وإيمانهم الكامل، وثقتهم العميقة في وجوب توحيد سوريا ومصر في دولةٍ واحدة، اسمها الجمهورية العربية المتحدة.
كما يعلنون اتفاقهم الإجماعي على أن يكون نظام الحكم في الجمهورية العربية ديموقراطيًّا رئاسيًّا، يتولى فيه السلطة التنفيذية رئيس الدولة يعاونه وزراء يعينهم ويكونون مسئولين أمامه، كما يتولى السلطة التشريعية مجلس تشريعي واحد، يكون لهذه الجمهورية علم واحد، يظل شعبًا واحدًا، وجيشًا واحدًا، في وَحدة يتساوى فيها أبناؤها في الحقوق والواجبات، ويُدْعَون جميعًا لحمايتها بالأنفس والمهج والأرواح … وسيتقدم كل من الرئيسين ببيان إلى الشعب يعني أمام مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري في يوم الأربعاء ١٦ من رجب سنة ١٣٧٧ الموافق ٥ من فبراير سنة ١٩٥٨.
مقتطفات من إعلان الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة المصري في ٥ فبراير ١٩٥٨ لمولد الوحدة والمبادئ التي تقوم عليها
لقد كان في سوريا رد فعل لكل حركة في مصر، كما كانت أصداء الذي يحدث في دمشق تتجاوب في القاهرة؛ في مصر وسورية ذلك الفوران الذي أعقب الحرب العالمية الثانية وبدأت على أثره حركات التحرير الهائلة في أفريقية وآسيا، في سورية ومصر هذه الهزات العنيفة، ووراءها جميعًا محاولات تغيير الأوضاع تطلعًا إلى الأفضل والأحسن، في مصر وسورية ذلك الاندفاع إلى حرب فلسطين بالفروسية والإيمان ولكن من غير سلاح. ثم كانت في القاهرة ودمشق تلك الآثار التي ترتبت على حرب فلسطين، والتي كان أدلها تلك اليقظة التي تُشبِه انتفاضةَ مَنْ لسعته النار فاستفاق.
ثم في سورية ومصر نفس المعارك … معركة الأحلاف العسكرية، معركة السلاح، معركة عدم الانحياز، معركة المؤامرات، معركة التحرر الاقتصادي.
بل إن سورية خاضت معركة قناة السويس … وكذلك حاربت مصر معركة التهديدات الموجهة إلى سورية …
وبدأت بالقاهرة محادثات نهائية لرسم الشكل الخارجي للحقيقة الواقعة. ولقد كانت هذه المحادثات في القاهرة تجربة جديدة في التاريخ. إنها لم تكن اجتماعًا يتم بناءً على رغبة ساسة أو حكام، وإنما كانت اجتماعات تمَّت بناءً على ضغط وإلحاح وإرادة عنيدة مصممة صادرة من قلوب الشعب … كان معنى محادثاتنا في القاهرة ووصول رائد الوحدة وبطلها ورافع علمها المجاهد شكري القوتلي إلى مصر، مع وفد من رفاقه في الجهاد، كان معناه أن الأوان قد آن، وأن الساعة التي تطلَّع إليها أجدادنا وعمل من أجلها آباؤنا قد دقت أجراسها …
مقتطفات من الإعلان الذي أدلى به الرئيس شكري القوتلي أمام مجلس النواب السوري في ٥ فبراير سنة ١٩٥٨
… إن السوريين لم يصونوا استقلالهم إلا ليدفعوا به إلى الأمام عجلة الاستقلال العربي كاملًا، ولم يحتفظوا لأنفسهم بسلامة كيانهم وسيادتهم في أراضيهم إلا ليلقوها دعامة راسخة في بناء كيان عربي ذي سيادة. وقد شرَّفني أن أعرب عن ضمائرهم وشعورهم يوم الجلاء عام ١٩٤٦، عندما رفعت علم الاستقلال وقلت لن يرتفع فوقه إن شاء الله إلا علم واحد هو علم الوحدة العربية …
في خلال العامين الأخيرين من هذا التاريخ الحافل، لقاؤنا القوي من جديد مع مصر الثورة، فكان لقاءً أخويًّا صادقًا على صعيد المبادئ القومية السامية، وعلى أسس صريحة من سياسة دولية مستوحاة من مصلحتنا القومية العليا ومن حرصنا الشديد على صيانة معنى السيادة بكل جماله وجلاله … في سبيل هذه الحرية والسيادة نادينا بمبادئ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز؛ لأنه من شروط السلامة والسيادة أن نتحرر عن سياسة الطامعين ومضرمي الحروب؛ فليست أرضنا موطئًا لأقدام جيوشهم، ولا ثروتنا موردًا لحروبهم، ولا أبناؤنا جنودًا في معسكراتهم، ولا مبادئنا وعقائدنا ذريعةً لنشر مبادئهم وعقائدهم.
في هذا اليوم الخامس من فبراير عام ١٩٥٨ يكون قد مَرَّ على انتخابي رئيسًا للجمهورية سنتان ونصف السنة. ومثلما أُتِيح لي في خلال عهد الرئاسة الأولى بين عام ١٩٤٣ وعام ١٩٤٦ شرف إعلان الاستقلال وجلاء الأجنبي عن هذا الجزء العربي العزيز، كذلك أُتيح لي شرف أرفعُ وأدعى إلى الاعتزاز بإعلان مولد الجمهورية العربية المتحدة خلال عهد رئاستي هذه بين عام ١٩٥٥ وعام ١٩٥٨ …
وإن فاتني شرف الاستشهاد، ولم أكن بجوار الخالدين من أحرار هذه الأمة، فأمام الله أشهد أنني لم أجنِّبْ نفسي خطرًا ولم أوفرها عن شهادة. وقد أراد الله أن ألتقي بأجيال الشباب تتقدم الموكب العربي وفي جباهها وعود المستقبل العظيم … وإنني إذ أرفع بيدي تلك الشعلة المقدسة لأسلمها في أَوْجِ اشتعالها إلى يد الأجيال الشابة القادرة في أوج فتوتها وشبابها، أبارك اليد التي تحمل والساعد الذي يرتفع …
إنني إذ أسلم الأمانة الغالية، أرشِّح لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة أمام مجلسكم الكريم … الرجل المؤمن والقائد العربي الملهم الرئيس جمال عبد الناصر، وسأكون غدًا في يوم الاستفتاء يوم الواحد والعشرين من فبراير عام ١٩٥٨، أولَ من يقوم بواجبه كمواطن لانتخاب القائد الذي وضع ثورة مصر في خدمة القومية العربية كما وضع نفسه في خدمة أمته، ليعمل في سبيل حريتها ومجدها ورخائها …
ومجلس النواب السوري يؤيِّد الوحدة بين مصر وسورية، ويؤيِّد ترشيد السيد جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة.
ومجلس الأمة المصري يؤيد الوحدة بين سورية مصر، ويؤيد ترشيح السيد جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة.
وأعلنت وزارة الداخلية نتيجة الاستفتاء على وحدة مصر وسورية على الوجه الآتي الذي تم يوم الجمعة ٢١ فبراير ١٩٥٨:
إن عدد الناخبين وهم جملة الأشخاص المقيدة أسماؤهم:
في جداول الانتخاب | ٦٢٢٠٣٤٣ |
وعدد من حضر منهم واشترك في عملية الاستفتاء | ٦١٠٤٢٥٩ |
عدد الآراء الصحيحة التي أعطيت | ٦١٠٢٣٧٥ |
عدد الآراء الباطلة | ١٨٨٤ |
عدد آراء الموافقين | ٦١٠٢١٢٨ |
عدد آراء غير الموافقين | ٢٤٧ |
النسبة المئوية لعدد الحاضرين إلى عدد الناخبين المدعوين | ٩٨٫١٣٪ |
النسبة المئوية لعدد آراء الموافقين إلى عدد الآراء الصحيحة التي أعطيت | ٩٩٫٩٩٪ |
وأعلنت الوزارة نتيجة الاستفتاء على رياسة الجمهورية العربية المتحدة الذي تم في يوم الجمعة ٢١ فبراير سنة ١٩٥٨ على الوجه الآتي:
عدد الناخبين | ٦٢٢٠٣٤٣ |
عدد من حضر واشترك في عملية الاستفتاء | ٦١٠٤٢٦٢ |
عدد الآراء الصحيحة | ٦١٠٢٣٨١ |
عدد الآراء الباطلة | ١٨٨١ |
عدد آراء الموافقين | ٦١٠٢١١٦ |
عدد آراء غير الموافقين | ٢٦٥ |
النسبة المئوية لعدد الحاضرين إلى عدد الناخبين المدعوين | ٩٨٫١٣٪ |
النسبة المئوية لعدد آراء الموافقين إلى عدد الآراء الصحيحة التي أعطيت | ٩٩٫٩٩٪ |
نتيجة الاستفتاء في سورية على وحدة سورية ومصر في الجمهورية العربية المتحدة:
عدد الناخبين | ١٤٣١١٥٧ |
عدد الحاضرين المشتركين | ١٣١٣٠٧٠ |
عدد الآراء الصحيحة | ١٣٢١٩٩٨ |
عدد الآراء الباطلة | ٧٢ |
عدد آراء الموافقين | ١٣١٢٨٥٩ |
عدد آراء غير الموافقين | ١٣٩ |
النسبة المئوية لعدد الحاضرين لعدد الناخبين | ٩١٫٧٥٪ |
النسبة المئوية لعدد آراء الموافقين إلى عدد الآراء الصحيحة التي أعطيت | ٩٩٫٩٨٪ |
ونتيجة الاستفتاء على انتخاب جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية العربية المتحدة:
عدد الناخبين | ١٤٣١١٥٧ |
عدد الحاضرين المشتركين | ١٣١٣٠٦٩ |
عدد الآراء الصحيحة التي أعطيت | ١٣١٢٩٩٥ |
عدد الآراء الباطلة | ٧٤ |
عدد آراء الموافقين | ١٣١٢٨٠٨ |
عدد آراء غير الموافقين | ١٨٧ |
النسبة المئوية لعدد الحاضرين إلى عدد الناخبين المدعوين | ٩١٫٧٥٪ |
النسبة المئوية لعدد آراء الموافقين إلى عدد الآراء الصحيحة | ٩٩٫٩٨٪ |
(١) الجمهورية العربية المتحدة: الدستور المؤقت
(١-١) الباب الأول: الدولة العربية المتحدة
- مادة ١: الدولة العربية المتحدة جمهورية ديموقراطية مستقلة ذات سيادة وشعبها جزء من الأمة العربية.
- مادة ٢: يتمتع بجنسية الدولة العربية المتحدة كلُّ من يحمل الجنسية السورية أو المصرية أو يستحق أية منهما بموجب القوانين والأحكام السارية في سورية ومصر.
(١-٢) الباب الثاني: المقومات الأساسية للمجتمع
- مادة ٣: التضامن الاجتماعي أساس المجتمع.
- مادة ٤: ينظم الاقتصاد القومي وفقًا لخطط مرسومة، تراعى فيها مبادئ العدالة الاجتماعية وتهدف إلى تنمية الإنتاج ورفع مستوى المعيشة.
- مادة ٥: الملكية الخاصة مصونة: ينظم القانون أداء وظيفتها الاجتماعية ولا تنزع إلا للمنفعة العامة ومقابل تعويض عادل.
- مادة ٦: العدالة الاجتماعية أساس الضرائب والتكاليف العامة.
(١-٣) الباب الثالث: الحقوق والواجبات العامة
- مادة ٧: المواطنون لدى القانون سواء …
- مادة ٨: لا جريمة ولا عقوبة إلا بناءً على قانون.
- مادة ٩: تسليم اللاجئين السياسيين محظور.
- مادة ١٠: الحريات العامة مكفولة في حدود القانون.
- مادة ١١: الدفاع عن الوطن واجب مقدس … والتجنيد إجباري وفقًا للقانون.
(١-٤) الباب الرابع: نظام الحكم
رئيس الدولة
- مادة ١٢: رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية، ويباشر اختصاصاته على الوجه المبين في هذا الدستور.
السلطة التشريعية
- مادة ١٣: يتولى السلطة التشريعية مجلس يسمى مجلس الأمة يحدد عدد أعضائه، ويتم اختيارهم بقرارٍ من رئيس الجمهورية، نصفهم على الأقل من بين أعضاء مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري.
- مادة ١٤: يتولى مجلس الأمة مراقبة أعمال السلطة التنفيذية.
- مادة ١٥: لا تقل سن العضو عن ٣٠ سنة ميلادية.
- مادة ١٦: مقر المجلس مدينة القاهرة، ويجوز دعوته للانعقاد في جهةٍ أخرى بناء على طلب رئيس الجمهورية.
- مادة ١٧: رئيس الجمهورية يدعو المجلس للانعقاد ويفضُّ دورته.
- مادة ١٨: لا يجوز أن يجتمع المجلس دون دعوة في غير دور الانعقاد، وإلا كان اجتماعه باطلًا وبطلت قراراته.
- مادة ١٩: يقسم العضو أمام المجلس في جلسة علنية قبل أن يتولى عمله يمينًا بالمحافظة على الجمهورية ونظامها ورعاية مصالح الشعب وسلامة الوطن واحترام الدستور والقانون.
- مادة ٢٠: المجلس ينتخب رئيسًا ووكيلين.
- مادة ٢١: جلسات المجلس علنية، إجراءات جعل الجلسة سرية.
- مادة ٢٢: لا يصدر قانون إلا إذا أقره مجلس الأمة.
- مادة ٢٣: وضع لائحة داخلية.
- مادة ٢٤: نظام توجيه الأسئلة والاستجوابات.
- مادة ٢٥: نظام طلب طرح موضوع عام للمناقشة.
- مادة ٢٦: حق إبداء الرغبات والاقتراحات.
- مادة ٢٧: إنشاء الضرائب العامة أو تعديلها أو إلغاؤها لا يكون إلا بقانون، لا إعفاء إلا في الأحوال المبينة في القانون.
- مادة ٢٨: القانون ينظم القواعد الأساسية للجباية والصرف.
- مادة ٢٩: لا يعتمد قرض ولا يرتبط بمشروعٍ يترتب عليه إنفاق مبالغ من خزانة الدولة إلا بموافقة مجلس الأمة.
- مادة ٣٠: لا يجوز منح احتكار إلا بقانون وإلى زمنٍ محدد.
- مادة ٣١، ٣٢، ٣٣، ٣٤، ٣٥: الميزانية وإعدادها … إلخ.
- مادة ٣٦: شروط حصانة الأعضاء.
- مادة ٣٧: شروط إسقاط العضوية.
- مادة ٣٨: لرئيس الجمهورية حق حل مجلس الأمة، فإذا حل المجلس وجب تشكيل المجلس الجديد ودعوته للانعقاد خلال ستين يومًا من تاريخ الحل.
- مادة ٣٩: شروط تقرير عدم الثقة بأحد الوزراء وما يترتب على تقريرها.
- مادة ٤٠: عدم جواز الجمع بين عضوية مجلس الأمة وتولي الوظائف العامة.
- مادة ٤١: عدم جواز التعيين في مجلس إدارة شركة أثناء مدة العضوية إلا في الأحوال التي يحددها القانون.
- مادة ٤٢: عدم جواز شراء أو استئجار مالٍ من أموال الدولة أو يؤجرها أو يبيعها شيئًا من أمواله، أو أن يقايضها عليه أثناء العضوية.
- مادة ٤٣: يتقاضى الأعضاء مكافأة يحددها القانون.
السلطة التنفيذية
- مادة ٤٤: يتولى رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية ويمارسها على الوجه المبيَّن في القانون.
- مادة ٤٥: رئيس الجمهورية في أثناء مدة الرياسة لا يزاول مهنة حرة أو عملًا تجاريًّا أو ماليًّا أو صناعيًّا أو أن يشتري أو يستأجر شيئًا من أموال الدولة أو أن يؤجرها أو يبيعها شيئًا من أمواله أو أن يقايضها عليه.
- مادة ٤٦: له أن يعين نائبًا لرئيس الجمهورية أو أكثر، ويعفيهم من مناصبهم.
-
مادة ٤٧: يعين الوزراء ويُعفيهم من مناصبهم.
يجوز تعيين وزراء دولة ونواب للوزراء.
يتولى كل وزير الإشراف على شئون وزارته، ويقوم بتنفيذ السياسة العامة التي يضعها رئيس الجمهورية.
- مادة ٤٨: نائب رئيس الجمهورية. الوزراء وحظر مزاولة المهن الحرة والبيع والشراء من أموال الحكومة … إلخ (كما في مادة ٤٥).
- مادة ٤٩: شروط وإجراءات محاكمة الوزراء.
- مادة ٥٠: لرئيس الجمهورية حق اقتراح القوانين والاعتراض عليها وإصدارها.
- مادة ٥١ و٥٢: ما يحدث عندما يعترض على قانون.
- مادة ٥٣: إذا دعت الضرورة إلى اعتماد تشريع أو قرار في غياب المجلس في شأن يدخل أصلًا في اختصاصه، اتخذ ما يتبع في هذه الحالة.
- مادة ٥٤: رئيس الجمهورية يصدر القرارات اللازمة لترتيب المصالح العامة ويشرف على إدارتها.
- مادة ٥٥: رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
- مادة ٥٦: رئيس الجمهورية يُبرِم المعاهدات، ويبلغها مجلس الأمة، وتكون لها قوة القانون بعد إبرامها والتصديق عليها ونشرها وفقًا للأوضاع المقررة، على أن معاهدات الصلح والتحالف والتجارة والملاحة، وجميع المعاهدات التي يترتب عليها تعديل في أراضي الدولة، أو التي تتعلق بحقوق السيادة، أو التي تحمِّل خزانة الدولة شيئًا من النفقات غير الواردة في الميزانية لا تكون نافذة إلا إذا وافق عليها مجلس الأمة.
- مادة ٥٧: لرئيس الجمهورية حق إعلان حالة الطوارئ.
- مادة ٥٨: تتكون الجمهورية العربية المتحدة من إقليمين هما مصر وسورية. ويشكَّل لكل منهما مجلس تنفيذي يعيَّن بقرار من رئيس الجمهورية، ويختص بدراسة وفحص الموضوعات التي تتعلق بتنفيذ السياسة العامة للإقليم.
القضاء
- مادة ٥٩: القضاة مستقلون، لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون، ولا يجوز لأية سلطة التدخل في القضايا أو في شئون العدالة.
- مادة ٦٠: القضاة غير قابلين للعزل، وذلك على الوجه المبيَّن بالقانون.
- مادة ٦١: يرتب القانون جهات القضاء ويعيِّن اختصاصاتها.
- مادة ٦٢: الجلسات علنية، تقرر المحكمة جعلها سرية مراعاة للنظام العام أو الآداب.
- مادة ٦٣: تصدر الأحكام وتنفَّذ باسم الأمة.
أحكام عامة
- مادة ٦٤: مدينة القاهرة عاصمة الجمهورية.
- مادة ٦٥: يبين القانون العلم الوطني والأحكام الخاصة به، كما يبيِّن القانون شعار الدولة والأحكام الخاصة به.
- مادة ٦٦: لا تسري أحكام القانون إلا على ما يقع من تاريخ العمل بها، ولا يترتب عليها أثر فيما وقع قبلها، ومع ذلك يجوز في غير الموارد الجنائية النص في القانون على خلاف ذلك بموافقة أغلبية أعضاء مجلس الأمة.
- مادة ٦٧: تنشر القوانين في الجريدة الرسمية خلال أسبوعين من يوم إصدارها، ويُعمل بها بعد عشرة أيام من تاريخ نشرها، ويجوز مد هذا الميعاد أو تقصيره بنصٍّ خاص في القانون.
أحكام انتقالية وختامية
- مادة ٦٨: كل ما قررته التشريعات المعمول بها في كل من إقليميْ مصر وسورية عند العمل بهذا الدستور، تبقى سارية المفعول في النطاق الإقليمي المقرر لها عند إصدارها، ويجوز إلغاء هذه التشريعات أو تعديلها وفقًا للنظام المقرر بهذا الدستور.
- مادة ٦٩: لا يترتب على العمل بهذا الدستور الإخلال بأحكام المعاهدات والاتفاقيات الدولية المبرمة بين كل من سوريا ومصر وبين الدول الأجنبية، وتظل هذه المعاهدات والاتفاقيات سارية المفعول في النطاق الإقليمي المقرر لها عند إبرامها، ووفقًا لقواعد القانون الدولي.
- مادة ٧٠: إلى أن يتم تنفيذ الخطوات النهائية لوضع ميزانية واحدة تصدر إلى جانب ميزانية الدولة ميزانية خاصة يُعمل بها في كل من النطاق الإقليمي الحالي لكل من سوريا ومصر.
- مادة ٧١: يستمر ترتيب المصالح العامة والنظم الإدارية القائمة عند العمل بهذا الدستور معمولًا به في كل من سورية ومصر إلى أن يعاد تنظيمها وتوحيدها بقرارات من رئيس الجمهورية.
- مادة ٧٢: يكون المواطنون اتحادًا قوميًّا للعمل على تحقيق الأهداف القومية ولحث الجهود لبناء الأمة بناءً سليمًا من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتبين طريقة تكوين هذا الانعقاد بقرارٍ من رئيس الجمهورية.
- مادة ٧٣: يعمل بهذا الدستور المؤقت إلى حين إعلان موافقة الشعب على الدستور النهائي للجمهورية العربية المتحدة.
صدر في دمشق بتاريخ ١٤ شعبان سنة ١٣٧٧ / ٥ آذار (مارس) سنة ١٩٥٨.
والأحداث التي أدت إلى هذه النتيجة الخطيرة في تاريخ مصر وفي تاريخ سورية وفي تاريخ الأمة العربية هي:
الثورة المصرية، وما أفضت إليه من إلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري، والتشريعات السياسية والاجتماعية التي طرأت على علاقات مصر الخارجية، وأهمها ما يتعلق بالاتفاق على منح السودان حق تقرير مصيره ثم تأمين استقلاله، وما يتعلق بجلاء القوات البريطانية، وتحرير السياسة الخارجية المصرية، وتأميم إدارة قناة السويس ووجه استثماره، ثم العدوان الثلاثي من جانب إسرائيل وبريطانيا وفرنسا وما كان لسورية من موقف عظيم خلاله.
هذا من جانب مصر: أما من جانب سورية، فأهمها الاستقرار الذي تمثَّل في اختيار السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية، وانتصار فكرة تحرير السياسة، والوقوف بجانب مصر في أيام العدوان، ثم ما تعرضت له سورية من دسائس واعتداء من جانب بعض جاراتها، فكان التقارب الذي انتهى على هذا الوجه التاريخي المنعدم النظير.
ومنذ أن تمت الوحدة والعمل على تحقيق أسسها ومقوماتها وأهدافها يجري حثيثًا. نشير بصفةٍ خاصة إلى تكوين الاتحاد القومي (المادة ٧٢ من الأحكام الانتقالية) وإلى مؤتمريه الإقليميين ثم إلى مؤتمره العام وإلى تكوين مجلس الأمة من ممثلي الإقليمين وإلى انعقاد جلساته.