سخم رع شد تاوي-سبك أم ساف
•••
وقد فُقِد جزء كبير جدًّا من هذه الوثيقة، وليس لدينا منها إلا صفحة باقية ضاع منها الأسطر الأربعة الأولى، وكانت تحتوي على وصف اقتحام اللصوص حجرة دفن الملك حيث وجدوه راقدًا؛ والجزء الباقي من الصفحة يقصُّ علينا كيف «اقتحموا حجرة الزوجة الملكية (لها الحياة والسعادة والصحة) من مكان جدارها الخارجي، وقد كانت مسقوفة محاطة ﺑ … والمِلاط ومُغطَّاة بكتلٍ من الحجر، فنفذنا فيها جميعها، ووجدنا مخدعيهما أيضًا ففتحنا تابوتيهما، وصندوقيهما اللذين كانا فيهما، ووجد مومية الملك الفخم، وقد كان مُسلَّحًا بسيف (؟)، وكان هناك مجاميع عدة من التمائم والحلي من الذهب حول نحره، وكان تاجه وأكاليله المصنوعة من الذهب على رأسه، وكانت مومية الملك الفاخرة كلها مغشاة بالذهب، وكان تابوته الخشبي مموَّهًا بالذهب والفضة من الداخل والخارج، ومرصعًا بكل نوع من الحجر الثمين الفاخر، فانتزعنا الذهب الذي كان يكسو مومية هذا الإله وكذلك تعاويذه، والحلي التي كانت حول مَنْحَره، والتابوت الذي كان يضطجع فيه؛ كما وجدنا الزوجة الملكية، وانتزعنا كل ما كان يوجد معها أيضًا، وأشعلنا النار في تابوتَيْهما، وسرقنا الأثاث الذي وجدناه معهما، ويشتمل على أوانٍ من الذهب والفضة والشبه، وقسمنا الذهب الذي وجدناه مع هذين الإلهين — ما كان منه على موميتيهما وعلى تعاويذهما وعلى حليهما وعلى تابوتيهما — ثمانية أقسام.»
ومما سبق يمكن الإنسان أن يكوِّنَ فكرةً عن القبر وما فيه من أثاث، ونرى من النص المصري القديم أن اللصوص قد سِيقوا إلى التحقيق عن هرم هذا الإله (الملك) الذي كان فيه حجرتا الدفن، على أن حجرة قد قيل عنها في مكان آخر إنها «الحجرة السفلية للهرم»، وهي التي حفر اللصوص نفقًا للوصول إليها من مقبرة قريبة كما سلف ذلك. على أننا نجد في اعترافات اللصوص على ما يظهر أنه كان يوجد حجرتان متصلتان للدفن؛ واحدة للملك والأخرى للملكة، والأخيرة قد اقتحمها اللصوص من الجدار الخارجي، وهذا ما نعرفه فقط في هرم الملك «نب خبر رع»، والظاهر البدهي أن حجرة الدفن هذه لم تكن مشيدة في البناء العلوي من المقابر، بل كانت كما هي العادة منحوتة في الصخر الذي يكون أسفل منها.
وقد وُجِد كل من الملك والملكة في تابوت خارجي من الحجر وآخَر داخلي من الخشب في شكل آدمي، وكان الأخير مُغطًّى بورقة من الذهب على ما يظهر مثل تابوت الملك «نب خبر رع» وقد أحرقه اللصوص، ووصف بأنه مُطعَّم بالأحجار نصف الكريمة، والواقع أن الوصف بالتمويه بالذهب وبالتطعيم ينطبق تمام الانطباق على توابيت الأسرة الثانية عشرة، وكذلك على توابيت بداية الأسرة الثامنة عشرة التي وصفناها في العصر الذي يقع بين الدولة الوسطى والدولة الحديثة، فهل ذلك يُعزَى إلى أن الملك «سبك أم ساف» وزوجه «بنخعس» كانا أعظم فخامةً وأبهةً أكثر من غيرهما من ملوك تلك الفترة؟ أم أن ذلك قد جاء عن طريق المبالغة من الكاتب الذي دوَّنَ ذلك ليعطينا فكرةً عمَّا يجب أن يكون عليه تابوت الفرعون من الأبهة والعظمة؟