أصل العائلة المالكة
العائلة المالكة الآن في بلاد الإنكليز من أصل ألماني دمه ممتزج بدم ملوك إنكلترا وملوك سكتلندا، وهي لم تستولِ على البلاد الإنكليزية بالفتح بل بحق وراثي خوَّلها إياه الشعب البريطاني نفسه، وبحمايتها لمذهب الإصلاح المعروف بالمذهب البروتستانتي؛ فإنه لم يكد هذا المذهب ينتشر في ألمانيا حتى بلغ إنكلترا ومال إليه فريق كبير من أهاليها، ثم توالت على البلاد حوادث قوَّت شأن البروتستانت فيها واتَّفق أن فرَّ ملكها من وجه شعبه فاستدعى الشعب أميرًا ألمانيًّا ليكون ملكًا عليهم، وهو ابن ابنة ملكهم تشارلس الأول، وزوج ابنة ملكهم جمس الثاني، فمُلِّكَ على البلاد هو وزوجته من سنة ١٦٨٩ إلى سنة ١٦٩٤ وتُوفيت زوجته فاستقلَّ بالمُلك ثم تُوفي سنة ١٧٠٢، فخلفته أخت زوجته، وتُوفيت سنة ١٧١٤ بلا عَقِب، فاستدعى الشعب الإنكليزي الأمير جورج لويس أمير هنوفر وملَّكوه عليهم؛ لأنه بروتستانتي المذهب، ونسب أمه متصل بملكهم جمس الأول، فملك على البلاد الإنكليزية باسم جورج الأول وتُوفي سنة ١٧٢٧، وخلفه ابنه جورج الثاني فملك ٣٣ سنة وتُوفي فجأة سنة ١٧٦٠، وخلفه حفيده جورج الثالث جد الملكة فكتوريا، وكان صالحًا مُحبًّا لشعبه فارتقت البلاد في أيامه واتسعت تجارتها ووفرت ثروتها، ولكنها خسرت الولايات المتحدة الأميركية، خسرتها لتصير بلادًا جمهورية من أغنى جمهوريات الأرض وأقواها.
وتُوفي الملك جورج الثالث سنة ١٨٢٠، وكان ابنه قد ناب عنه في العشر السنوات الأخيرة من حياته، فاستقل بالمُلك حينئذ باسم جورج الرابع وتُوفي سنة ١٨٣٠، وكان له ابنة واحدة بارعة الجمال اسمها تشارلت اقترن بها الأمير ليوبولد الألماني أخو الأميرة التي صارت زوجة لأمير كنت ووالدة للملكة فكتوريا، وكانت الأمة الإنكليزية مُعلَّقة آمالها بالأميرة تشارلت لأدبها وكمالها، وحاسبة أن المُلك يئول إليها لكنها تُوفيت سنة ١٨١٧ أي قبل أبيها وجدها فانتقلت ولاية العهد إلى أعمامها ومنهم دوق كنت أبو الملكة فكتوريا.