كتاب الطباع
«وسوف أضع أمامك، واحدًا بعد الآخَر، جميعَ الأنماط المتنوِّعة التي ينقسم إليها الرجال، وأبيِّن كيف يدبِّرون شئونهم؛ ذلك لأني أعتقد يا عزيزي بوليكليس أن أبناءنا سيكونون رجالًا أفضل لأننا تركنا لهم مثل هذه الدروس.»
أخَذ «كتاب الطِّباع» العديدَ من الأوجه والأشكال عبر تاريخه؛ فمنذ كتابته على يد تلميذ «أرسطو» النجيب وصديقه المقرَّب «ثيوفراسط» وحتى الآن، ما زال يستطيع انتزاعَ انتباه القُراء والنُّقاد؛ فمن جهةٍ هو كتاب أخلاق وتاريخ وأدب، ومن أخرى هو سِفر فلسفي ولوحات اجتماعية سُجلت في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وبدايات العصر الهليني المبكر، فمن خلال ثلاثين لوحة يَعرض لنا «ثيوفراسط» نماذجَ أخلاقية وحياتية لطِباع الناس في عصره، فنرى فيها المتسلِّط والبخيل والجبان والمغرور والمقزِّز والمتعالي والأحمق وغيرهم، بعباراتٍ مختصرة تَصِف أحوالهم وصفاتهم وحياتهم. وقد طمَح الدكتور «عبد الغفار مكاوي» بترجمة هذا العمل، إلى أن يجد فيه الكُتابُ العرب ما يغذِّي خيالهم، فيُخرجوا لنا نصوصًا كوميدية بحقٍّ بدلًا من تلك التي لا تُعبِّر عن شيء سوى الفراغ.